الاحد الدامي.. لانهاية للعنف مع تدخّلات الجوار

تحذيرات من تصاعد الارهاب ودعوات لإجراء تغييرات جذرية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: تفيد التحليلات التي تطلقها سحب الدخان المنبعثة من انفجار شاحنات مفخخة بأطنان من المواد المتفجرة بأن مسلسل العنف في العراق وخاصة عمليات استهداف المدنيين وبنى الحكومة التحتية لانهاية له في ظل تدخلات مستمرة من قبل دول الجوار تهدف لقلب الموازين التي تأسست في ظل العملية السياسية الجديدة في العراق.

ومواكَبةً مع خط سير العملية السياسية المتعثّر فإن الاختلافات بين الكتل والاحزاب العراقية خاصة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر قد اخذت تلقي بظلالها على الوضع الامني عموما وتشجّع الأعداء على المزيد من اعمال زعزعة الامن والاستقرار. فقد أدى الانفجار المزدوج الذي ضرب المقار الحكومية بحي الصالحية في العاصمة العراقية الأحد، إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 652 شخصاً بين قتيل وجريح في ما يعد أسوأ الهجمات وأكثرها دموية منذ قرابة عامين.

وأثار التفجير المزدوج، الذي وقع في منطقة قريبة من المنطقة الخضراء المحصنة، تساؤلات وشكوكاً حول الوضع الأمني في العراق وحماية الانتخابات الوطنية المقررة في يناير/كانون الثاني المقبل. وأسفر التفجيران عن مقتل ما لا يقل عن 132 شخصاً ما يزيد على 520 جريحاً.

هذا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير المزدوج حتى الآن، رغم أنه يحمل بصمات القاعدة، التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الدموي الذي ضرب بغداد في أغسطس/آب الماضي، واعتبر أحد أسوأ هجمات العام 2009، وحملت القيادة العراقية قياديين في حزب البعث المحظور والمقيمين في سوريا مسؤوليته، ما أدى إلى تردي العلاقات بين دمشق وبغداد.

وبعد الانفجار، توجه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إلى الموقع، وتعهد بمعاقبة "أعداء الشعب العراقي الذين يريدون نشر الفوضى في البلاد ويقوضون العملية السياسية ويمنعون إجراء الانتخابات البرلمانية."

وقال في بيان أن "الهجوم الجبان الذي وقع اليوم، ينبغي ألا يؤثر على تصميم الشعب العراقي في الاستمرار في المعركة النظام المخلوع والعصابات الإجرامية من حزب البعث، وتنظيم القاعدة الإرهابي الذين ارتكبوا أبشع الجرائم ضد المدنيين."بحسب سي ان ان.

من جانبه، أدان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تفجير الأحد الدامي معتبراً أنها هجمات " مثيرة للاشمئزاز ضد الشعب العراقي."

وقال، أوباما الذي اتصل معزياً كلاً من المالكي والرئيس العراقي، جلال الطالباني، في بيان له: "إنها محاولة لمنع الشعب العراقي من تحقيق التقدم"، مكرراً تعهده بأن تظل الولايات المتحدة صديقة وشريكة للعراق.

وكانت السفارة الأمريكية في العراق قد قالت إن من بين الجرحى ثلاثة من المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين، دون أن تعطي تفاصيل أخرى.

كذلك أدانت سوريا التفجيرات التي وصفتها بـ"الإرهابية" التي وقعت صباح الأحد واستهدفت مبنيين حكوميين في بغداد وأودت بحياة الكثيرين من المدنيين الأبرياء وأوقعت خسائر بشرية ومادية فادحة.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية: "إن سوريا إذ تؤكد إدانتها لمثل هذه الأعمال الإرهابية المنافية للقيم الأخلاقية والإنسانية فإنها تجدد موقفها الثابت الرافض والمستنكر للإرهاب أيا كان نوعه ومصدره."

وأعربت سوريا عن تعازيها وتعاطفها مع أسر الضحايا والجرحى وأكدت وقوفها إلى جانب الشعب العراقي الشقيق في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا."

تحذيرات من اضطرابات تواكِب الانتخابات وتدخلات سوريا وايران

من جانبه حذّرَ قائد القوات البرية العراقية الفريق الركن علي غيدان من خطر تصعيد العنف خلال الاشهر التسعة المقبلة بسبب اجراء الانتخابات العامة وتشكيل حكومة جديدة في العراق.

وعبر الفريق الركن علي غيدان ايضا في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن قلقه ازاء مضاعفات اي تأجيل محتمل لهذه الانتخابات المقررة في كانون الثاني/يناير المقبل.

وقال غيدان في حديث اجري معه في مكتبه في كامب فيكتوري -- مجمع عسكري اميركي قرب مطار بغداد -- قبل الاعتداء العنيف الذي هز وسط العاصمة العراقية الاحد "اذا تأخرت الانتخابات سيكون هناك خلل في الوضع الامني" في العراق.

وتتوافق تصريحاته مع تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي والقيادات الدينية الشيعية الذين يخشون من فراغ دستوري قد يكون له انعكاسات على الاستقرار في البلاد.

ولم يتوصل البرلمان العراقي الى اتفاق حول قانون انتخابي جديد بسبب المعركة الشرسة بين العرب والاكراد للسيطرة على منطقة كركوك الغنية بالنفط.

ويطالب الاكراد بان يكونوا الغالبية في الهيئات القيادية في هذه المحافظة التي تعد 900 الف نسمة ويريدون ضمها الى اقليمهم الذي يتمتع بحكم ذاتي، فيما يتهمهم العرب والتركمان بتكثيف اقامتهم فيها بغية تغيير التوازن الديمغرافي. كذلك يخشى قائد القوات البرية العراقية من تجدد العنف حتى نهاية النصف الاول من العام 2010 عندما تتسلم السلطة التنفيذية الجديدة مقاليد الحكم.

وقال في هذا الصدد "نخشى من المرحلة التي سوف يصير فيها فراغ قبل وبعد الانتخابات". واضاف "قبل الانتخابات سيكون فراغ قد يستغل من قبل الارهابيين، وبعد الانتخابات يصبح فراغا سياسيا لتشكيل الحكومة من الان الى تموز/يوليو، لكن بعد تموز/يوليو ستكون حكومة قوية قد تسلمت" السلطة.

كما يقلق قائد سلاح البر العراقي مسالة أخرى وهي الامن على طول الحدود مع ايران وسوريا. وقال في هذا الخصوص ان "التدخلات من قبل دول الجوار هي التي تخلق لنا الارهاب... لان الارهاب صدر الينا من الخارج".

واشار الى وجود كثير من الادلة تم الحصول عليها من الذين تم توقيفهم تشير الى ان "الكثير من الارهابيين تدربوا في سوريا وايران". كما اشار الى ان مخابىء الاسلحة التي تم العثور عليها في الجنوب تأتي من ايران. واعتبر الفريق الركن ان قوات حرس الحدود "ينقصها التجهيز والتدريب".

واكد ان بناء القوات البرية وضع لها خطة من ثلاثة مراحل "حتى نكون في 2020 جاهزين مئة بالمئة". واوضح "المرحلة الاولى تبدأ في 2009 وتنتهي في 2011، والمرحلة الثانية تبدأ في 2011 وتنتهي في 2016 والمرحلة الاخيرة من 2016 لتنتهي في 2020". لكن تطبيق هذه الخطة يصطدم بنقص الموارد المالية لان الاولوية اعطيت لاعادة الاعمار.

وقال "في بداية العام فوجئنا بالميزانية ووضع الميزانية اثر على المبالغ المخصصة لوزارة الدفاع وانعكس بالمقابل على التجهيزات التي تدعم القوات البرية".

ومثالا على ذلك اشار الى انه لن يكون هناك اواخر العام 2011 سوى 10 افواج بدلا من 17 فوجا كما هو مقرر.

وعندما سئل عما اذا كان ذلك سيؤثر على قدرة القوات العراقية مع الانسحاب المرتقب للقوات الاميركية، قال غيدان ان ذلك مرتبط بمستوى جهوزية الشرطة.

واضاف "وضعنا في حساباتنا انه في نهاية 2011 لا بد ان تكون قواتنا الامنية جاهزة مئة بالمئة وان لم تكن جاهزة فسوف يؤثر على الانسحاب"، موضحا انه "اذا لم تكن الشرطة جاهزة في 2011 فان الجيش سيبقى في المدن"، مشيرا في هذه الحالة الى احتمال حدوث مشاكل خارج المدن.

اوباما: تفجيرات بغداد تفصح عن أجندة تخريبية بغيضة

و قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما، إن أسوأ هجوم في العراق منذ ما يزيد عن عامين يوضح “الأجندة البغيضة التخريبية” لدى أولئك الذين يريدون عرقلة التقدم في البلد، حسب ما نقلت وكالة اسوشيتد برس.

ونقلت الوكالة عن اوباما قوله، إن التفجيرات محاولة لإعاقة التقدم في البلد، وان الهجمات لا تفت في بسالة العراقيين ومرونتهم”. وأضاف، إن الولايات المتحدة مستمرة في مساعدة العراق لبلوغ السلام والأمن والعدل”.وأشارت الوكالة الى إن الرئيس الامريكي اوباما “اتصل بالقادة العراقيين اليوم معزيا إياهم”.

ماكين يدعو لعدم إرجاء الانسحاب من العراق

وفي جانب مواكِب لهذه الأحداث قال السيناتور جون ماكين، بإنه ليس على الولايات المتحدة إرجاء سحب القوات الأمريكية من العراق في ضوء التفجيرات المزدوجة التي حدثت في بغداد، متوقعا استمرار مثل هذا العنف، حسب ما قال لشبكة سي بي اس CBS الإخبارية.

وقال ماكين للشبكة في برنامجها Face the Nation الذي يبث في أيام الأحد، إن “الهجمات، وهي الأسوأ في العراق منذ شهور، مؤشر على إن تحسن الوضع في العراق عملية بطيئة ومأساة فظيعة.

وحمّل ماكين “المتطرفين مسؤولية السعي إلى إشعال العنف الطائفي، لكنه قال إنه “وعلى الرغم من تواصل هذه الهجمات، إلا أنها غير دائمة.

وأضاف السيناتور الجمهوري إن “غالبية الشعب تعارضهم. وسيكون الجيش العراقي قادرا على التعامل مع هذا التحول. لكن ذلك لن يكون من دون مآسي كالتي شهدناها اليوم.

ايران: أعداء العراق يريدون فرض انفسهم على نظامه السياسي!

من جهة ثانية قال السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي، إن “اعداء” العراق يريدون فرض انفسهم على النظام السياسي في العراق، حسب وكالة أنباء فارس الايرانية.

ونقلت الوكالة عن قمي قوله عقب التفجيرين الذين وقعا، الاحد، قرب وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد، قوله إن “اعداء العراق يريدون فرض أنفسهم على النظام السياسي والحكومة العراقية‌”.

سوريا تدين التفجيرات!

ومن جانبها دانت سوريا المتهمة بدعم الارهاب في العراق التفجيرات الارهابية، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريح له ان "سوريا اذ تؤكد ادانتها لمثل هذه الاعمال الارهابية المنافية للقيم الاخلاقية والانسانية فانها تجدد موقفها الثابت الرافض والمستنكر للارهاب ايا كان نوعه ومصدره".

واعربت سوريا عن تعازيها وتعاطفها مع اسر الضحايا والجرحى مؤكدة وقوفها الى جانب الشعب العراقي الشقيق في مواجهة هذه الاعمال الاجرامية.

الطالباني والمالكي: الهجمات محاولة لعرقلة العملية السياسية

وقد اعتبر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العراقي تفجيرات بغداد بمحاولة لوقف العملية السياسية في البلاد وتعطيل الانتخابات النيابية المقررة منتصف كانون الثاني القادم، مشيرين الى ان افضل رد هو اجراء الانتخابات في موعدها، فيما دعا نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الى تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية والتحرك اقليميا ودوليا لمواجهة الارهاب الذي يستهدف العراق.

التفجيرات التي استهدفت مبنى مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل بمنطقة الصالحية وسط العاصمة والتي اوقعت مئات القتلى والجرحى، وصفها مسؤول أمني وآخر حكومي بأنها تحمل “ذات بصمات واسلوب تفجيرات الاربعاء الدامي” في 19 اب اغسطس الماضي التي كانت قد استهدفت مقري وزارة الخارجية والمالية.

ودعا رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني الى منع “الارهابيين من جعل الخلافات بين القوى السياسية معابر لتقويض الأمن”، وقال في بيان صدر من مكتبه، ينبغي على الدولة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وجميع الأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية أن لا تكتفي بالشجب والإدانة، بل ان تتضافر جهودها لسد الثغرات الأمنية، ومنع الإرهابيين من جعل الخلافات بين القوى السياسية معابر لتقويض الأمن.

واعتبر الطالباني ان مرتكبي الهجمات “يرمون وقف العملية السياسية وتخريب ما شيدناه خلال ست سنوات”، مهيبا بجميع القوى السياسية إلى “الرد على الجريمة البشعة بأفعال فورية تتمثل في تجاوز نقاط الخلاف والمضي نحو إجراء الانتخابات القادمة في أجواء الوفاق. بحسب اصوات العراق.

كما دعا الطالباني الدول المجاورة والبعيدة الى التوقف عن “إيواء وتمويل وتسهيل عمليات القوى التي تجاهر بعدائها للدولة العراقية ومؤسساتها، مشددا “لم يعد مقبولاً أن توفر أجهزة الإعلام في هذه الدول وغيرها منابر مجانية للتحريض وبث الفتن.

من جهته توعد رئيس الوزراء نوري المالكي بإنزال القصاص بالمسؤولين عنها، مشيرا الى انهم يريدون “تعطيل العملية السياسية في البلاد ومنع اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

المالكي الذي زار موقع التفجيرات بعد وقت قصير من وقوعها حسب تلفزيون العراقية شبه الرسمي، توعد في بيان صدر عن مكتبه “بإنزال القصاص العادل باعداء الشعب العراقي الذين يريدون اشاعة الفوضى في البلاد وتعطيل العملية السياسية ومنع اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد”، لافتا الى ان “اجراءها سيكون اقوى رد لاعداء العملية السياسية المدعومين من الخارج.

فيما وصف نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي التفجيرات بانها تستهدف “إرباك المشهد الأمني وإظهار عجز الأجهزة الأمنية عن تحقيق الأمن والاستقرار.

وقال في بيان لمكتبه، ان “الحرب مع الإرهاب هي هجوم وهجوم مضاد، مما يستدعي دائما الحذر والحيطة والاستعداد الكامل والتنسيق بين كافة الأجهزة الامنية والاعتماد على ابناء الشعب في ملاحقة العناصر الارهابية والاجرامية وتفكيك شبكاتهم، وتدمير بناهم التحتية، وكشف العناصر التي تدعمهم بالمال والإمكانات والمأوى.

واضاف ان “هذه الاعتداءات المروعة، والتي جاءت بعد اكثر من شهرين من تفجيرات الاربعاء الدامي انما تستهدف ارباك المشهد السياسي والامني في البلد، وخلط الاوراق، واظهار عجز الأجهزة الأمنية عن تحقيق الامن والاستقرار، لاسيما مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات.

ودعا عبد المهدي الى  اجراء “تحقيق سريع وعاجل لمعرفة اسباب حصول الخروقات الامنية المتكررة لمناطق محصنة امنيا وتخضع لاجراءات امنية مشددة”، الى جانب تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية والتحرك اقليميا ودوليا لطرح موضوع الارهاب بجدية، باعتبار ما يحدث في العراق جرائم حرب وابادة وفقا للتوصيفات الواردة في المعاهدات الدولية.

ورجح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن تكون التفجيرات محاولة “لإعاقة الانتخابات النيابية المقبلة”، وقال ان “النتائج الأولية للتحقيقات ستعرض خلال لقاء يجمع المالكي مساء الاحد بالقيادات الأمنية”، معتبرا ان التفجيرات تحمل “بصمات ذات الجهات التي تحاول تدمير العراق”.

وأضاف الدباغ أن “القاعدة تقدم العون لمجموعة التكفيريين والبعثيين وهي التي تنظم وترتب وتدعم هذه العمليات، مبينا أن “هناك مجموعات في الداخل تنسق مع من لا يريد أن يرى العراق مستقرا وآمنا.

وفي اطار رد فعل القيادات الامنية،  أشار وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي الى إن “التكتيك الجديد للمجموعات الارهابية في العراق هو استهداف البنى التحتية، فالتفجيرات الاخيرة تستهدف المراكز والمؤسسات المهمة في الدولة، لافتا الى ان العملية تحمل “ذات البصمات التي استهدفت وزارتي الخارجية والمالية قبل اكثر من شهرين.

وكشف الوائلي الى ان “تحقيقا مهما بخصوص تفجيرات الاربعاء الدامي وصل الى نهايته لكن ليس من المصلحة الاعلان عنه الان”، مبينا ان “العملية نوعية واستهدفت مركز بغداد، لكن هناك تهاون وخروقات”.

فيما دعا عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي عادل برواري رئيس الوزراء نوري المالكي الى تغيير الخريطة الامنية في بغداد وتبديلها بقوات خاصة، متهما دولاً اقليمية بالعمل على “زعزعة” الأمن في بغداد قبل الانتخابات التشريعية.

وقال برواري لوكالة اصوات العراق ان “لجنة الامن والدفاع البرلمانية طالبت في اوقات سابقة وزير الداخلية جواد البولاني بتطهير الاجهزة الامنية من العناصر التي اخترقت وزارته.

واتهم برواري “دولاً اقليمية بالوقوف وراء التفجيرات في العراق، مبينا ان هناك مساع من بعض الدول الاقليمية لزعزعة الوضع الامني والسياسي والاقتصادي في العراق، لافتا الى ان “التقارير الأمنية والاستخبارية تشير الى 90% من المتسللين يقدمون من سوريا”.

تحليلات تتوقع المزيد من الاعتداءات الارهابية

وتوقع محللان سياسيان عراقيان، أن تقع المزيد من التفجيرات وخاصة في العاصمة بغداد، في أعقاب تفجيرات وزارتي العدل ومجلس محافظة بغدا اليوم، قبيل حلول موعد اجراء الانتخابات النيابية في ظل الجدل السياسي الدائر والخلافات المستمرة بين الفرقاء السياسيين حول قانون الانتخابات وعدم التوافق على اقراره.

ودعا المحللان إلى تغيير في القيادات الأمنية ببغداد بعد وقوع ما وصفاه بـ “الخرق الواضح والكبير” داخل الاجهزة الامنية.

وقال استاذ الصحافة في كلية الاعلام عضو هيئة الاتصالات والاعلام هاشم حسن إن “ماحدث اليوم من تفجيرات استهدفت الابرياء والمباني الحكومية وسط العاصمة يعد جريمة قتل كبرى، ويأتي في اطار حلقات مبرمجة من قبل دول خارجية واقليمية ومؤسسات خارجية نافذة لها توقيتاتها واختيارتها لتوقيتات تعتقد انها مؤاتية”.

وأضاف حسن لوكالة أصوات العراق “اتوقع حدوث عمليات اخرى بسبب وجود الخرق داخل المؤسسة العسكرية والامنية، وبالتالي لابد من تغيير في القيادات العسكرية وعزل من يثبت تورطهم او تعاونهم او تهاونهم في هذه العمليات”.

ودعا حسن إلى “تعيين قيادات عسكرية كفوءة بامكانها بناء اجهزة استخبارية تقوم بعمليات استباقية لاعتقال الارهابيين وتفكيك الخلايا والبحث عن مصادر المعلومات لمنع العمليات الاجرامية من هذا النوع”.

من جهته، قال المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي إن “ماحدث اليوم رسالة مخزونة مسبقا وجاء وقت تنفيذها من قبل قوة خارجية وارهابية متزامنا مع وصول سوزان رايس ممثلة الولايات المتحدة في الامم المتحدة والتي بحثت مع المسؤولين العراقيين قضية المحكمة الدولية الخاصة باحداث الاربعاء الدامي واتهام سوريا بالوقوف وراء العملية.

وأوضح الصميدعي أن “هذا النوع من العمليات الارهابية لا يتمكن منها عصابة اعتيادية او ارهابيين على المستوى المحلي وانما فقط دول لديها القدرة على تنفيذ مثل هذه العمليات ومنها سوريا وايران والولايات المتحدة فقط هذه الدول قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات.

واستدرك قائلا “لا مصلحة للولايات المتحدة في تنفيذ مثل هذه العمليات، وهنا علينا التفكير من لديه مصلحة من هذه الدول بالقيام بمثل هذه العمليات، وقد تكون سوريا وراء هذا العمل في محاولة للتمويه وابعاد الشبهة عن تفجيرات الاربعاء الدامي او بهدف احراج الحكومة في هذا الوقت بالذات.

وبيّن أن “تغيير القيادات العسكرية في بغداد صار ضرورة ملحة بعد أن اثبتت فشلها في المحافظة على الامن ومنع الارهابيين من تنفيذ اعمالهم، خصوصا وأن هذه القيادات في عمليات بغداد لم تقم بأي اجراءات وقائية او احترازية بعد تفجيرات الاربعاء، مع وجود خرق واضح وتقصير في الاجهزة الامنية وهي من تتحمل مسؤولية هذا العمليات التي تستهدف الابرياء والمؤسسات الحكومية.

الهجمات الرئيسية في العراق منذ مطلع العام

وفي ما يأتي الهجمات التي اودت بأعداد كبيرة من القتلى منذ مطلع العام 2009، بحسب وكالة فرانس برس:

- 2 كانون الثاني/ يناير: 23 قتيلاً بتفجير انتحاري في اليوسفية، جنوب بغداد.

- 4 كانون الثاني/ يناير: مقتل 35 زائراً شيعياً وإصابة 65 بتفجير انتحاري قرب ضريح الامام الكاظم شمال بغداد.

- 13 شباط / فبراير: مقتل 35 عراقياً، على الاقل، معظمهم نساء واطفال، في هجوم انتحاري نفذته امرأة استهدف زواراً شيعة كانوا يتوجهون الى كربلاء لاحياء اربعينية الحسين.

- 8 آذار / مارس: مقتل 28 غالبيتهم من المتطوعين في الشرطة واصابة 58 بتفجير انتحاري نفذه شخص يقود دراجة هوائية قرب مدخل اكاديمية الشرطة في شارع فلسطين، شرق بغداد.

- 10 آذار / مارس: 33 قتيلاً و46 جريحاً في عملية انتحارية في سوق شعبي في ابو غريب (غرب بغداد).

- 23 آذار / مارس: 25 قتيلاً على الاقل و50 جريحاً في تفجير انتحاري وسط مجلس عزاء للاكراد في جلولاء في محافظة ديالى.

- 26 آذار / مارس: 20 قتيلاً و38 جريحاً بانفجار سيارة مفخخة في بغداد. 

- 6نيسان / ابريل: مقتل 34 شخصاً وجرح 130 آخرين في موجة تفجيرات استهدفت ست مناطق في بغداد وضواحيها.

- 23 نيسان / ابريل: مقتل 84 شخصاً على الاقل في ثلاث هجمات انتحارية اوقع احدها 56 قتيلاً غالبيتهم من الزوار الايرانيين في المقدادية، شمال شرقي بغداد.

- 24 نيسان / ابريل: 58 قتيلا بينهم 20 من الزوار الايرانيين في تفجير انتحاري قرب ضريح الامام موسى الكاظم، شمال بغداد.

- 29 نيسان / ابريل: مقتل 51 شخصاً بانفجار ثلاث سيارت مفخخة في مدينة الصدر.

- 20 ايار / مايو: مقتل 40 شخصًا وجرح 83 آخرين بانفجار سيارة مفخخة في الشعلة، شمال غربي بغداد.

- 20 حزيران / يونيو: مقتل 72 شخصاً واصابة اكثر من 200 في انفجار شاحنة مفخخة في بلدة تازا التركمانية الشيعية على بعد 30 كلم من كركوك، شمال العراق.

- 24 حزيران / يونيو: 62 قتيلاً و150 جريحاً في تفجير في احدى اسواق مدينة الصدر، بغداد.

- 30 حزيران / يونيو: 26 قتيلاً و70 جريحاً في انفجار سيارة مفخخة في كركوك، يوم انسحاب القوات الاميركية.

- 09 تموز / يوليو: 35 قتيلاً و60 جريحاً في عمليتين انتحاريتين في حي سكني في تلعفر، قرب الموصل.

- 31 تموز / يوليو: سلسلة تفجيرات بالعبوات استهدفت الزوار الشيعة، وادت الى مقتل 29 شخصًا وجرح 136 امام خمسة مساجد في بغداد.

- 07 آب / اغسطس: 37 قتيلاً و276 جريحاً في انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد تركماني شيعي في الموصل.

- 10 آب / اغسطس: 23 قتيلاً و138 جريحاً في تفجيرين في قرية خزنة التي تبعد 20 كلم شرق الموصل.

- 19 آب / اغسطس: 75 قتيلاً واكثر من 420 جريحاً في سلسلة هجمات في بغداد بينها شاحنتان مففختان امام وزارتي المالية والخارجية.

- 25 تشرين الاول / اكتوبر: 64 قتيلاً و618 جريحاً على الاقل في تفجيرين استهدفا وزارة العدل ووزارة الشؤون الاجتماعية في شارع حيفا وسط بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/تشرين الثاني/2009 - 7/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م