هل انتهى زمن المالكي؟

هادي جلو مرعي

الحياة لا تعود الى الوراء..الصغار يكبرون والكبار يذهبون.

 

في بلد تحكمه الدكتاتورية لا يمكن التفكير بهذه الطريقة..ان ياتي احد ويمضي سابقه باستثناء الايمان بمقولة (لو دامت لغيرك لما وصلت اليك) وهي مقولة مرتبطة بارادة الغيب التي تجبر الطغاة والدكتاتوريين ان يمضوا، وفي هذه النقطة تلتقي الديمقراطية بالغيب حتى يشتركان في التغييرفرضا او رغبة..

ويبدو من الحاصل في العراق ان الامور تجري هكذا حيث تنشأ طبقة سياسية جديدة ودون شعور- غالبا- لدى سياسيين كبار او قوى حزبية والمسيطرة منها بالذات على مغريات الدولة الناشئة.

وهكذا يتحول المشهد من فورة العاطفة وسيطرة الروح والقلب الى الواقعية التي تحكم مسيرة الاحداث وتوجهات قوى الصراع والسلطة والبازغين الجدد من افراد وجماعات وهيئات سياسية.

واصبح ذهاب قيادات حققت حضورا على مدى الاعوام الماضية امرا ان لم يكن حتما فهو منتظر على اية حال ما دامت الاليات الديمقراطية تتحرك وتؤثر وتصنع الاسباب المهيأة للتغيير.

وميزة الديمقراطية انها لا توفر الفرص للمنافسة على السلطة وحسب انما تساعد على توفر خدمة التسقيط السياسي والقتل الرحيم بوسائل اعلام مملوكة للمتصارعين او بتصريحات متبادلة او بمؤثرات شرعية او بافعال مضادة لاخرى حاصلة، او قرارات تتخذ من جهة تتقاطع مع قرارات الجهة الاخرى.

ويبدوان رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي قد دخل في الدائرة الصعبة حيث تتوافق معظم القوى السياسية على ابعاده او تحجيمه واغلاق  الطرق المؤدية به الى مكتب رئيس الحكومة لما بعد نتائج انتخابات 2010 واللافت ان حلفاء له انقلبوا عليه، واخرين (خصوم سابقين ( وجدوا الفرصة متاحة للتضييق عليه، واخرى تبحث عن التغيير، وحتى من دول الجوار حيث تبدو الكفة الراجحة للدول الراغبة بازاحته على حساب تلك الراغبة ببقائه _ ان وجدت اصلا _ وهي غير ذات تأثير في تحديد مستقبل العراق السياسي على العكس من الاولى..

وهكذا صارت تنشأ مختلف الكتل السياسية الساعية الى الوصول للبرلمان القادم وتشكيل الحكومة والسؤال هل انتهى عصر المالكي ؟..

التحركات السياسية والخطاب المتصاعد والحوادث المتعاقبة على صعد عدة تشي بان احدا من القوى التقليدية لن تسمح للمالكي بتشكيل الحكومة المقبلة حتى لو حقق نتائج ايجابية باعتبار ان تحالفا عريضا سيشكل ضده في البرلمان عدا التحالف المشكل اصلا خارجه ومن دول الجوار الاقليمي,, المالكي سيدخل اصعب مرحلة في حياته السياسية وسواء اخسر او ربح المعركة فانه سيقترب كثيرا من النهاية مثلما انه سيكون واحدا من ابرز الشخصيات السياسية في تاريخ العراق الحديث..وانا لله وانا اليه راجعون..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2009 - 6/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م