ايران.. غليان في الداخل وحلفٌ مُضاد يتصاعد في الخارج

طهران لن توقِف التخصيب وتتوعد بمعاقبة الغرب على تفجير سرباز

 

شبكة النبأ: يبدو ان الامور تسير من جديد نحو التصعيد في العلاقات المتوترة اصلا بين ايران والغرب، فقد قال مسؤول ايراني ان بلاده ستزيد من تخصيب اليورانيوم اذا فشلت المحادثات النووية المقرّر عقدها في فيينا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وما زاد الطين بلّة، الاعتداء الارهابي الذي استهدف اجتماعا لرؤساء عشائر محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران حيث وصل عدد القتلى فيه إلى 42 شخصاً، فيما بلغ عدد المصابين 28، بينهم قيادات في الحرس الثوري الإيراني ورؤساء قبائل ومسؤولون رسميون ومدنيون.

وقد أشارت طهران بدايةً بأصابع الاتهام إلى الإدارة الأمريكية، دون أن تكشف عن مبرراتها لهذا الاتهام، حيث قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني "نعتبر أن الهجوم الإرهابي الأخير هو نتيجة لأعمال الولايات المتحدة، وهو دليل على العداء الأمريكي لنا." إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأمركية، إيان كيلي، قال رداً على الاتهامات الإيرانية، إن "هذه المزاعم عارية تماماً من الصحة"، مضيفاً قوله: "ندين هذا العمل الإرهابي، ونتقدم بمواساتنا للضحايا الأبرياء، والتقارير التي تشير إلى دور أمريكي لا أساس لها.

ايران لن توقف التخصيب حتى وإن حصلت على وقود

وقال مسؤول ايراني ان بلاده ستزيد من تخصيب اليورانيوم اذا فشلت المحادثات النووية المقرر عقدها في فيينا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأضاف علي شيرزاديان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الايرانية لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية قبيل ساعات من بدء المحادثات "اذا لم تسفر المحادثات عن النتيجة التي تريدها ايران... فسنبدأ في زيادة تخصيب اليورانيوم بأنفسنا."

وتستضيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاجتماع لبحث تفاصيل فكرة ارسال ايران كميات من اليورانيوم المنخفض التخصيب للخارج لزيادة درجة معالجته واعادته الى طهران.

وتم الاتفاق على هذا الامر "من حيث المبدأ" بين ايران والقوى العالمية في جنيف في الاول من الشهر الحالي لكن السلطات الايرانية لم تبعث حتى الان بأي اشارات علنية تنم عن قدر من المرونة لتسوية الخلاف النووي بينها وبين والغرب. بحسب رويترز.

وفرض مجلس الامن الدولي ثلاث جولات من العقوبات على ايران لرفضها وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وقال شيرزاديان ان بلاده لا تعتزم وقف التخصيب حتى وان توافر لها وقود نووي من الخارج. وأضاف "شراء وقود نووي من الخارج لا يعني أن ايران ستوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل البلاد."

هجوم انتحاري يستهدف تجمعاً عشائريا ضخما

وقد ارتفع عدد قتلى التفجير الانتحاري، الذي استهدف اجتماعا لرؤساء عشائر محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران إلى 42 شخصاً، فيما بلغ عدد المصابين 28، بينهم قيادات في الحرس الثوري الإيراني ورؤساء قبائل ومدنيون.

هذا وكشف مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني تفاصيل "الحادث الإرهابي"، الذي وقع الأحد في مدينة سرباز بمحافظه سيستان وبلوشستان.

فقد قال العميد رمضان شريف إن هذه العملية الإرهابية وقعت في الساعة الثامنة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي في مقر إقامة الملتقى الخامس لزعماء القبائل والعشائر في منطقة بيشين في بلوشستان، نفذها شخص انتحاري بتفجير حزام ناسف كان يحمله معه، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية إرنا. بحسب تقرير سي ان ان.

وأضاف العميد شريف، أن الحادث الإرهابي أسفر عن مقتل العميد نور علي شوشتري، نائب قائد القوات البرية لحرس الثورة، وقائد الحرس في المحافظه العميد محمد زادة، إلى جانب العميد مرادي، قائد قوات حرس الثورة في مدينة ايرانشهر، والعميد علي علويان، قائد لواء المشاة "صاحب الزمان" في فيلق ثأر الله.

وأعلن مسؤول العلاقات العامة في قوات حرس الثورة، أن شوشتري، وبعد توليه قيادة مقر قوات الحرس الثوري في جنوب شرق البلاد، كان يتدارس كيفية إقرار الأمن الدائم في شرق البلاد من خلال عقد جلسات مع أهالي ورؤساء العشائر والقبائل في محافظه سيستان وبلوشستان.

من جهته، أدان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، التصعيد الأخير في محافظة سيستان وبلوشستان، وأكد طلبه من الحكومة الباكستانية عدم الإبطاء في اعتقال العناصر الرئيسية الضالعة في هذه الأعمال.

وأضاف: "لقد تناهى إلى أسماعنا بأن بعض عناصر القوى الأمنية في باكستان يتعاونون مع العناصر الرئيسية المرتكبة لهذه الأحداث الإرهابية ونعتبر أن من حقنا مطالبة الجانب الباكستاني بأن يسلموننا المجرمين الذين ارتكبوا هذه الأعمال الإرهابية."

هذا وقد استدعت وزارة الخارجية الايرانية الأحد القائم بالاعمال الباكستاني في طهران "إثر العملية الارهابية الاخيرة التي وقعت في محافظة سيستان وبلوتشستان جنوب شرقي ايران."

وأعرب المدير العام لدائرة غرب آسيا في وزارة الخارجية خلال هذا اللقاء، عن أسفه للأنباء الواردة حول إعداد ودخول العناصر الضالعة في هذه العملية من الاراضي الباكستانية.

وكان تنظيم جند الله، الذي يعرف كذلك باسم "حركة المقاومة الشعبية في إيران" وهي حركة سنية تعمل في شرقي البلاد، قد أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري، وفقاً لما ذكرته قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية.

وغالباً ما تصف السلطات الإيرانية هذا التنظيم بالإرهابي، وتطلق عليه اسم "جماعة الإرهابي عبد المالك ريكي."

وكانت طهران قد أشارت بداية بأصابع الاتهام إلى الإدارة الأمريكية، دون أن تكشف عن مبرراتها لهذا الاتهام، حيث قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني: "نعتبر أن الهجوم الإرهابي الأخير هو نتيجة لأعمال الولايات المتحدة، وهو دليل على العداء الأمريكي لنا."

إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأمركية، إيان كيلي، قال لـCNN، رداً على الاتهامات الإيرانية، إن "هذه المزاعم عارية تماماً من الصحة"، مضيفاً قوله: "ندين هذا العمل الإرهابي، ونتقدم بمواساتنا للضحايا الأبرياء، والتقارير التي تشير إلى دور أمريكي لا أساس لها."

قائد الحرس الثوري يحذّر الغرب من اجراءات انتقامية

وفي نفس السياق ذكرت وكالة أنباء ايرانية أن قائد الحرس الثوري الايراني الميجر جنرال محمد علي جعفري قال ان جماعة للمتمردين السنة يلقى باللوم عليها في الهجوم الدموي على الحرس الثوري يوم الاحد على صلة بالمخابرات الامريكية والبريطانية والباكستانية.

وأضاف "وراء هذا المشهد جهازا المخابرات الامريكي والبريطاني وستكون هناك اجراءات انتقامية لمعاقبتهما."

نائب ايراني: تعقُّب الارهابيين ربما يستدعي عبور الحدود لباكستان

وأثار نائب برلماني ايراني احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقب "جماعة ارهابية" اتهمت بارتكاب هجوم استهدف الحرس الثوري الايراني يوم الاحد.

وسبق وأن قالت ايران ان أفرادا من جماعة جند الله السنية التي ذكرت وسائل اعلام حكومية أنها أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الاحد في جنوب شرق ايران يعملون من داخل الاراضي الباكستانية.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن النائب بيمان فروزش قوله "هناك اجماع على مشاركة قوات الحرس الثوري وقوات الامن في عمليات بأي مكان تراه ضروريا". في اشارة فيما يبدو الى اتفاق النواب حول هذه المسألة.

وأضاف "هناك اجماع حتى على أن تجرى هذه العمليات في الاراضي الباكستانية." وفروزش نائب عن اقليم سستان

واشنطن تدين تفجير سرباز وتنفي اتهامات طهران

من جهتها أدانت وزارة الخارجية الأمريكية التفجير الانتحاري الذي وقع بمدينة "سرباز" الإيرانية والذي زعم مسؤولون إيرانيون إن للولايات المتحدة دور فيه.

وأشارت طهران بأصابع الاتهام إلى الإدارة الأمريكية، دون أن تكشف عن مبرراتها لهذا الاتهام، حيث قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني: "نعتبر أن الهجوم الإرهابي الأخير هو نتيجة لأعمال الولايات المتحدة، وهو دليل على العداء الأمريكي لنا."

إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأمركية، إيان كيلي، قال لـCNN، رداً على الاتهامات الإيرانية، إن "هذه المزاعم عارية تماماً من الصحة"، مضيفاً قوله: "ندين هذا العمل الإرهابي، ونتقدم بمواساتنا للضحايا الأبرياء، والتقارير التي تشير إلى دور أمريكي لا أساس لها."

كما أدانت الخارجية البريطانية الهجوم الذي وصفته بـ"الإرهابي"، معربة عن شعورها بـ"الحزن" لسقوط ضحايا في الانفجار، الذي وقع بمحافظة "سيستان وبلوشستان"، جنوب شرقي إيران، بالقرب من الحدود مع باكستان.

وكان مهاجماً انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً قد فجَّر نفسه خلال اجتماع لقادة وزعماء قبائل سُنية وشيعية في المنطقة، بحضور قيادات في الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء نبأ مقتل مساعد قائد سلاح البر بقوات الحرس الثوري، العميد نور علي شوشتري، وعدد من زملائه نتيجة الانفجار، مشيرة إلى أن الهجوم شنه "أعداء الثورة" صباح الأحد.

كما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء كذلك مقتل العميد محمد زاده، قائد الحرس الثوري في "سيستان وبلوشستان"، وقائد الحرس في مدينه "إيرانشهر"، وقائد لواء أمير المؤمنين نتيجة التفجير الانتحاري.

وأضافت وكالة فارس أن "الإرهابيين هاجموا هؤلاء القادة الشهداء بالقرب من مدينة سرباز، بينهم وكيل قائد سلاح البر بقوات حرس الثورة الإسلامية العميد نور علي شوشتري."

وفي أعقاب الهجوم، وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، رسالة "تعزية" إلى الشعب الإيراني، أكد فيها أن "المجرمين سينالون قريباً الجزاء الذي يستحقونه جراء اعمالهم المعادية للشعب."

وفيما عبر نجاد عن أسفه لـ"الجريمة النكراء، التي نفذها عملاء الأجانب"، وفقاً لما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا"، فقد طلب من الجهات المعنية "الإسراع في الكشف عن العناصر الضالعة في تنفيذ هذه الجريمة الإرهابية، وتقديمهم للعدالة."

يُشار إلى أن تقارير "غير مؤكدة" أشارت إلى تورط جماعة "جند الله" السنية المعارضة، التي تنشط في تلك المنطقة، في الهجوم، مشيرة إلى أن هذه الجماعة قامت بتنفيذ العديد من الهجمات ضد السلطات الإيرانية في المنطقة.

واتهم إمام "جمعية أهل السُنة" في مدينة زاهدان، بنفس المحافظة، مولوي عبد الحميد، "جهات خارجية" لم يسمها، بالوقوف وراء التفجير، مؤكداً أن "الهدف من وراء هذه العملية الإرهابية، هو بث الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء المنطقة."

وقال عبد الحميد، في اتصال هاتفي أجرته معه قناة العالم الإخبارية إن "شيوخ السُنة والشيعة يعرفون جيداً مدى عداوة هؤلاء الإرهابيين للوئام والتقارب بين أبناء هذه المحافظة، والذي يتعزز يوماً بعد يوم"، مضيفاً قوله: "إننا ندين بشدة هذه العملية الإرهابية، كما تدينها الحوزات العلمية لدى السُنة والشيعة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/تشرين الثاني/2009 - 30/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م