العمالة المهاجِرة أمر حيوي لانتعاش الاقتصاد العالمي

العمالة الاجنبية ضرورية للتنمية البشرية وتشجيع الاستثمار

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: قال تقرير لبرنامج الامم المتحدة الانمائي ان الازمة الاقتصادية العالمية قلّصَت دور العمّال المهاجرين إلا أن ذلك من المرجح أن يتغير تماما اذ ستواجه البلدان النامية عجزا في العمالة على مدى العقود الاربعة المقبلة.

وقال البرنامج الانمائي ان الطلب على المهاجرين سيعاود الظهور عندما يبدأ الانتعاش الاقتصادي الامر الذي سيوفر للشركات العاملة في البلدان الغنية فرصا لتوفير التكاليف الادارية وتكاليف التوظيف.

وفي غضون ذلك أعلنت الولايات المتحدة التي تواجه انتقادات لاحتجازها مهاجرين بشكل غير مشروع في مراكز احتجاز مكدسة وتفتقر الى الادارة الجيدة خططا لتحويل فنادق لاحتجاز بعض المهاجرين غير المدانين في جرائم.

وقال جيني كروجمان معد تقرير برنامج الامم المتحدة الانمائي عن الهجرة "عقب الانتعاش من الكساد العالمي سيعاود الطلب على العمال المهاجرين الظهور."

وطالب التقرير برفع القيود الخاصة بحركة العمال المهاجرين خاصة غير المهرة منهم وذلك للسماح لهم بتغيير وظائفهم عندما تسنح الفرصة بذلك.

وأوصى البرنامج الانمائي بأن تتجنب البلدان سياسة الحماية التجارية وأن تعمل على تحرير قوانين العمالة والقضاء على كراهية الاجانب وتهميش العمال المهاجرين الذين استفادت عائلاتهم استفادة بالغة من "التحويلات الاجتماعية" التي أرسلوها الى أوطانهم.

وأفاد التقرير الإنمائي، أن معظم المهاجرين لا ينتقلون من الدول النامية إلى الدول المتقدمة وعندما يفعلون ذلك فإنهم يعودون بالفائدة على اقتصاد الدول المضيفة بدلاً من إلحاق الضرر بها. بحسب تقرير شبكة الانباء الانسانية.

وقد بدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير "التنمية البشرية لعام 2009" الذي تم إطلاقه عالمياً في 5 أكتوبر في بانكوك مجموعة من الأساطير حول الهجرة وأكد على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تجنيها البلدان المضيفة.

وقال جيني كلوجمان، مؤلف التقرير أن "التنقل يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة في مجال التنمية...ولكنه في الوقت الحاضر مقيد بمجموعة من الحواجز وإصلاح هذه الحواجز من شأنه أن يفتح الطريق أمام المزيد من الفرص".

ويدعو التقرير السنوي إلى القيام بعدد من الإصلاحات المتعلقة بالهجرة منها أن تضمن الدول الحقوق الأساسية للمهاجرين وأن تدمج الهجرة في خطط التنمية الوطنية.

الامم المتحدة تدعو لإزالة الحواجز المقامة في وجه الهجرة

ووجه برنامج الامم المتحدة الانمائي نداء يدعم فيه الهجرة معتبرا انها ستكون مفيدة في الدول الغنية ما ان تتنهي فترة الانكماش رغم معارضة الرأي العام فيها.

وفي تقرير بعنوان "رفع الحواجز: تنقل البشر وتطورهم" ارادت الوكالة التابعة للامم المتحدة "تغيير الافكار المسبقة عن الهجرة". وكتبت المشرفة على التقرير جيني كلوغمان "عندما تنتهي فترة الانكماش سيرتفع الطلب على اليد العاملة المهاجرة مجددا". واضافت ان "الانكماش يشكل بالتحديد فرصة خاصة لدفع النقاش والاصلاحات حول سياسات الهجرة الى الامام".

وتابعت ان "المرحلة لا تقتضي اعتماد الحمائية تجاه المهاجرين بل الاصلاحات التي توفر ايجابيات على المدى الطويل"، معترفة في الوقت ذاته بان "اقناع الرأي العام بالتزام كهذا يتطلب شجاعة".

ورأى برنامج الامم المتحدة ان "العيش اينما نرغب عنصر اساسي في حرية الانسان". وحاول ان يظهر ان موجات الهجرة تفيد في الوقت ذاته المهاجرين والدول التي اتوا منها وتلك التي توجهوا اليها.

واوضح البرنامج ان "التقرير لا يدافع عن تحرير على كل المستويات من دون اي رادع لان سكان بلد الوجهة يحق لهم تحديد معالم مجتمعهم كما يشاؤون، لكنه يعتبر انه من المفيد اكثر زيادة امكانية الوصول الى القطاعات التي تحتاج الى يد عاملة كثيرة بما فيها الوظائف التي لا تتطلب مهارات كبيرة".

وبين المهاجرين الدوليين الذي يقدر عددهم ب188 مليونا في 2010 ويشكلون 2,8 % من سكان العالم (74,1 مليونا العام 1960 اي 2,7% من سكان العالم) يتنقل اقل من 30% منهم من دول نامية الى دولة متطورة.

المهاجرون الى دول الخليج 39 ٪ من السكان عام 2010

من جانبها أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مارتا رويدس، في مناسبة إعلان تقرير التنمية البشرية لدول العالم 2009 في الجامعة الأميركية في بيروت، أن الهجرة تجلب مكاسب كبيرة في التنمية البشرية، وتزيد استخدام اليد العاملة وتشجع على الاستثمار.

وأعلنت توصيات اعتبرتها مثابة سياسة في سبيل تحقيق التنمية، وقضت بـ «تحرير القنوات التي تسمح للأفراد الذين يتمتعون بمؤهلات متدنية للعمل في الخارج». وحضّت على «تقليص تكاليف التحويلات المالية من الخارج، وتحسين نتائج أعمال المهاجرين ومختلف فئات المجتمع، وإيجاد فرص عمل داخلية». بحسب تقرير صحيفة الحياة.

ولفتت إلى «وجود حوالى بليون مهاجر في العالم، منهم 740 مليوناً داخليون، و214 مليوناً مهاجرون عالميون، 60 في المئة منهم يتحركون بين دول نامية أو دول متقدمة، و37 في المئة يتحركون من دول نامية إلى دول متقدمة، و3 في المئة يتحركون من دول متقدمة إلى دول نامية».

وتناولت رويدس حركة الهجرة إلى دول الخليج، وأشارت إلى أن «نسبة اليد العاملة المهاجرة إليها، قياساً إلى عدد المهاجرين في العالم، ستتطوّر من 0.3 في المئة عام 1960 إلى 8 في المئة عام 2010، وشكلت هذه النسبة من عدد السكان 4.6 في المئة عام 1960 وسترتفع إلى 38.6 في المئة عام 2010». وعرضت الخطوات الإصلاحية في الدول العربية، فأشارت إلى «تعزيز فرص انتقال اليد العاملة، ووضع آليات لمراقبة ظروف العمل والحياة للمهاجرين الأجانب».

وصنّفت لبنان في المرتبة 83 عام 2007، بين 177 دولة في مجال تقويم التنمية البشرية. وأعلنت أن البرنامج «يسعى بالتعاون مع المديرية العامة للمغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، إلى «ترويج مشاريع إنمائية في المناطق غير النامية، وتطوير موقع إلكتروني للوصول إلى اللبنانيين المغتربين، والحصول على دعمهم ومساهتمهم».

واشنطن تحوّل فنادق الى مراكز احتجاز للمهاجرين

من جهة اخرى أعلنت الولايات المتحدة التي تواجه انتقادات لاحتجازها مهاجرين بشكل غير مشروع في مراكز احتجاز مكدسة وتفتقر الى الادارة الجيدة خططا لتحويل فنادق لاحتجاز بعض المهاجرين غير المدانين في جرائم.

وقالت وزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو انه سيتم احتجاز المهاجرين غير الشرعيين والذين يتراوحون بين مجرمين وطالبي لجوء في منشآت مختلفة طبقا للخطورة التي يمثلونها.

وقالت نابوليتانو في مكالمة هاتفية جماعية "هذا نظام يضم الكثير من الانواع المختلفة من المحتجزين لا يتعين احتجازهم جميعا في ظروف تشبه السجون."

وفي اشارة الى المهاجرين غير المجرمين مثل طالبي اللجوء الذين وفدوا مؤخرا قالت نابوليتانو "سنبدأ جهود ايواء هذه الاعداد قرب الجهات التي تقدم الخدمات للمهاجرين ونتطرق الى خيارات مختلفة مثل الفنادق المحولة أو المنشآت السكنية لاحتجازهم."

ويجري حجز نحو 32 ألف مهاجر في أي وقت في نحو 350 مركز احتجاز محليا وسجنا خاصا والتي وجهت اليها انتقادات لتدني الرعاية الطبية والاشراف.

وفاة مهاجرين صوماليين اجبروا على القفز في البحر

وفي غضون ذلك قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان 16 صوماليا غرقوا في مطلع الاسبوع بعد ان أجبرهم مهربون ينقلون مهاجرين الى اليمن على القفز في البحر في خليج عدن.

وتمكن 64 راكبا من السباحة الى شواطيء اليمن بعد اجبارهم على القفز من سفينتين في احدث واقعتين من نوعهما في طريق الهجرة من الصومال الى اليمن.

وقال اندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية السامية في افادة صحفية في جنيف انه عندما بدأ المهربون اجبار الناس على القفز في البحر في السفينة الاولى "انتقل الركاب المذعورون الى أحد جانبي السفينة مما ادى الى انقلابها."بحسب رويترز.

وقال انه في السفينة الثانية "أجبر المهربون الركاب على السباحة الى الشاطيء خوفا من رصد السلطات اليمنية لهم." وتم انتشال عشر جثث من الحادثين المنفصلين وما زال ستة اشخاص في عداد المفقودين ويفترض أنهم غرقوا.

وأفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن نحو 36 الف افريقي وصلوا الى اليمن حتى الان هذا العام بطريق البحر من شمال الصومال بزيادة نسبتها 33 في المئة عن الاشهر الثماني الاولى من العام الماضي.

بريطانيا تحتجز 470 طفلا في مراكز الهجرة

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية ان اكثر من 400 طفل محتجزون مع عائلاتهم في مراكز احتجاز المهاجرين في بريطانيا.

وقالت الصحيفة نقلا عن ارقام رسمية ان 470 طفلا اتى العديد منهم من دول تعاني من الفقر والنزاعات مثل زيمبابوي والسودان وسريلانكا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، محتجزون في تلك المراكز منذ وصولهم الى بريطانيا.ونشرت وزارة الداخلية تلك الارقام عن يوم 30 حزيران/يونيو من هذا العام.

وطبقا للصحيفة فان معظم الاطفال تقل اعمارهم عن خمسة اعوام ويحتجز نحو ثلثهم منذ اكثر من 28 يوما.

ومن بين 225 طفلا تم اخراجهم من الحجز في الربع الثاني من العام الحالي تم ترحيل 100 من بريطانيا، حسب الصحيفة.

توقيف 278 مهاجرا غير شرعي في فرنسا

وفي فرنسا اوقفت الشرطة 278 مهاجرا بينهم 132 قاصرا بعد تفكيك مخيم كبير في كاليه (شمالا) يلجأ اليه المهاجرون عادة بانتظار دخول بريطانيا، حسبما اعلنت السلطات الفرنسية.

وكان وزير الهجرة ايريك بوسون اعلن الاسبوع الماضي اخلاء المخيم الذي بات رمزا للهجرة غير الشرعية في اوروبا. بحسب فرانس برس.

واحتاج رجال الشرطة الى ساعتين من اجل اخلاء المخيم كليا وفقا لرئيس قسم الشرطة في بادو كاليه بيار دو بوسكيه دو فلورنان.

واعلن ايريك بوسون على اذاعة "ار تي ال" ان "عملية اليوم كانت بغاية الاهمية لان هذا المخيم رئيسي الا ان عمليات تفكيك المخيمات ستستمر اليوم وفي الايام المقبلة". واشار الى ان هذا المخيم "ليس انسانيا بل هو قاعدة العاملين على تسهيل عمليات المرور وفيه اشخاص يتعرضون للاستغلال والعنف". واضاف ان "هناك زعماء واشخاصا تابعين لهم، شريعة الغاب هي التي تسود في المخيم. وعلى اراضي الجمهورية الفرنسية لا يمكن لشريعة الغاب ان تستمر الى الابد".

ايطاليا تطرد مهاجرين الى ليبيا

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ايطاليا لطردها مهاجرين غير شرعيين ترصدهم في البحر الى ليبيا حيث يتعرضون لسوء معاملة.

وكتبت هيومن رايتس ووتش في تقرير من 92 صفحة ان "ايطاليا ترصد المهاجرين وطالبي اللجوء من الافارقة لكنها لا تتحقق مما اذا كان في امكان هؤلاء الحصول على وضع لاجىء وتطردهم بالقوة الى ليبيا حيث اعتقل عدد منهم في ظروف غير انسانية ومهينة".

وقال بيل فريليك كاتب التقرير "الحقيقة ان ايطاليا تطرد الناس الى مكان حيث ينتظرهم سوء المعاملة. ويتحدث المهاجرون الذين اعتقلوا في ليبيا في غالبيتهم عن معاملة وحشية".

واضافت هيومن رايتس ووتش ان السفن الايطالية تبعد مراكب المهاجرين غير الشرعيين بدون التحقق مما اذا كان بينهم لاجئون مرضى او جرحى وحوامل او قاصرون. وتابعت "هذه السياسة تشكل انتهاكا فاضحا لواجب ايطاليا القانوني بعدم ابعاد اشخاص الى اماكن تكون فيها حياتهم معرضة للخطر وحيث قد يتعرضون للتعذيب".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 14/تشرين الثاني/2009 - 24/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م