الأمم المتحدة تحض على محاسبة مرتكبي أعمال العنف الجنسي

الوقاية من العنف والمحاسبة عليه ضروريتان لدمل جراح المجتمعات

 

شبكة النبأ: يأمل المسؤولون الأميركيون أن تتيح النصوص في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1888، الذي صدر لغرض حماية النساء من العنف في مناطق النزاعات المسلحة، تمكين ضحايا ذلك العنف من التقدم للإدلاء بشهاداتهن في ظروف ما بعد الحرب حينما تكون تلك الإفادات ضرورية لمحاسبة المجرمين عن أعمالهم.

وفي بيانين أدلى بهما في مقر وزارة الخارجية يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر كل من ستيفن راب، السفير المتجول لشؤون جرائم الحرب، وميلاني فرفير السفيرة المتجولة لقضايا النساء العالمية، قال المسؤولان إنه من الأهمية الحاسمة أن يحاسب مخالفو حقوق الإنسان، من أمثال أولئك الذين يقترفون الإغتصاب كأسلوب من أساليب الحرب، على جرائمهم إذا أريد لمثل هذه الممارسات أن تتوقف. بحسب موقع أميركا دوت غوف.

وقال راب في بيانه: "إذا أحجمنا عن محاسبة الناس على مثل هذه الجنايات فإنها ستتكرر وسيشكل ذلك أداة بل أسلوبا لترهيب الناس من أجل إبقاء أناس في السلطة ومن أجل الفوز بالسلطة."

وإلى جانب تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة لتزعم هذه الجهود المناهضة للعنف الجنسي في النزاعات المسلحة يدعو القرار 1888 إلى تشكيل فريق من الخبراء كي يتوزعوا في بلدان سجلت فيها حوادث عنف جنسي او يحتمل أن تقع. للمزيد راجع: "كلينتون تشيد بقرار الأمم المتحدة الخاص بحماية النساء والأطفال من العنف" على موقع أميركا دوت غوف.

وسيضم الفريق خبراء طبيين ومختصين بموضوع سيادة القانون وأشخاصا "ملمين بالأمن والإحتجاز وحماية الشهود." وقال راب إن هؤلاء  الإختصاصيين سوف يحددون سبلا لحل مشاكل في الإجراءات القانونية المعمول بها في الأجهزة القضائية المحلية كما سيسهمون في إرساء مبدأ المحاسبة على الجرائم الجنسية.

ومضى قائلا: "حتى لو كان بلد ما يتمتع بجهاز قضائي صالح وبوجود قضاه ومدعي نيابة عامة مقتدرين، "فإذا امتنع الشهود عن التقدم بسبب ترهيبهم او الخوف من قتلهم وهم في طريقهم للإدلاء بشهادات، وإذا تمت إدانة أشخاص ثم لاذوا الفرار ...وعادوا للتحرش واقتراف الجرائم من جديد، فإننا لن نجد مخرجا لهذه المشكلة."

من جهتها، أشارت فرفير إلى أنه في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث يبلغ عن زهاء 100 حادثة إغتصاب شهريا غالبا ما يصبو ضحايا هذه الآفة إلى "نسيان ما حدث وشفاء أنفسهن". لكن ما يواكب الحاجة للشفاء ضرورة حاسمة بأن يدركن لماذا هن بحاجة للتعاون مع القضاء فيما يتم تقديم هذه الحالات إلى العدالة."

وفي بلدان من أمثال الكونغو والسودان وبورما، يجري الإعتداء على النساء والأطفال وذلك كجانب من استراتيجية مقصودة ومنسقة...والسبب هو أنها تفعل فعلها" فمثل تلك الهجمات لا تعمل على تشريد قطاعات كبيرة من السكان فحسب بل زعزعة استقرارهم أيضا."

إلى ذلك، أعلن السفير راب أنه في بعض النزاعات المسلحة أضحى العنف الجنسي هو "التكتيك المهيمن" والمسخر لترهيب الآخرين والسيطرة عليهم. وهذا النوع من العنف "يتلف نسيج المجتمع بالذات ويمزق العرى التي تربط المجتمعات معا. ولهذا السبب "يستخدم العنف كأداة من أدوات الحرب لترويع وإذلال وتدمير المواطنين الأسرى والأعداء." و أضاف إن هذا "تكتيك لا يمكن للعالم أن يتهاون حياله."

وجاء في بيان فرفير أن هذه المشكلة مستمدة جذورها من المكانة المتدنية للنساء في بعض البلدان، كما أن جهودا "تتراوح من تنمية إمكاناتهن الإقتصادية إلى تعليمهن وتوعيتهن" هي "أساسية للحل."

والحاجة ماسة أيضا لكي يثير الزعماء الدينيون هذه المسألة مع الإهالي، و يجب إشراك  الرجال "بصورة أعم" في معالجة هذه المشكلة.  وقالت : "إننا بحاجة لإرادة سياسية وعلى القياديين أن يجابهوا حقيقة أن ذلك يشكل خرقا خطيرا لحقوق الإنسان، وهو سلوك إجرامي وليس سلوكا متصلا بثقافة معينة."

وشدد السفيران المتجولان على حقيقة أنه مع إسدال الستار على الحروب ستنشأ حاجة للنساء كي يصبحن جزءا من عملية المفاوضات. وقال راب في هذا الصدد: "غالبا ما ينشأ ظرف حيث يتفاوض جنود مع جنود وهم يغفلون ويتسترون على الجرائم التي يرتكبها كلا الجانبين."

وأورد راب حالات العنف الأخير في غينيا التي طالت جنودا من الطغمة العسكرية الحاكمة قاموا باغتصاب متظاهرين مسالمين وعابري سبيل أبرياء.

واشار راب إلى ان هناك جماعات نسائية ناشطة في المجتمع الأهلي بغينيا تود أن تنضم إلى العملية السياسية "كي تسلط الضوء على قضيتها ولا يطويها النسيان، لأنه إذا صرف النظر عنها ستقع أحداث مماثلة للأحداث الأخيرة في المستقبل."

وقالت فرفير إن مشاركة النساء في عمليات السلام ضرورة إذا أردات المجتمعات أن تنهض وتمضي قدما وتحصل على العدالة وإذا أريد للتسويات أن تدوم.

ثم ختمت حديثها بالقول: "صفقات السلام لا يمكن أن يكتب لها البقاء ما لم يوظف المجتمع قدراته فيها والنساء يمثلن جزءا لا يستهان به من الإحتياجات التي يجب تحديدها والتعامل معها وبالتالي فإن مساهماتهن ذات ضرورة حاسمة بكل معنى الكلمة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/تشرين الثاني/2009 - 23/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م