
شبكة النبأ: باتت العواصف الترابية
التي تضرب مناطق العراق من احد ابرز الظواهر الطبيعية التي تشكل ضررا
مباشرا على البيئة والمجتمع.
حيث أدت تلك العواصف إلى اتساع رقعة المناطق الصحراوية خلال السنوات
القليلة الماضية، والتي تزامنت بموجة قاسية من الجفاف وقلة الموارد
المائية في نهري دجلة والفرات.
الأمر الذي حدي بالعديد من التجمعات السكانية التي تقيم في المناطق
الريفية بالنزوح، سيما بعد الأضرار المادية والنفسية التي لحقت بها،
اثر نفوق الجزء الأعظم من الثروات الحيوانية في المناطق المتضررة.
العواصف الرملية
قد تبدو العواصف الرملية أمرا عاديا في بلد كالعراق، الذي تشكل
الصحراء فيه نسبة كبيرة، إلا أنها تنذر بخطر أكبر، ألا وهو التصحر.
فالخبراء يقولون إن معدل هذه العواصف ازداد بشكل كبير في السنوات
الأخيرة، الأمر الذي أصبح يهدد مصادر الغذاء في البلاد.
كما أن نقص المياه وارتفاع مستويات الملوحة والتصحر أثرت جميعها
بشكل سلبي على الإنتاج الزراعي خلال السنوات الماضية في العراق، وفقاً
لمسؤولين من وزارتي الزراعة والموارد المائية.
وتقول وزارة الزراعة العراقية إن الملوحة تؤثر على 40 في المائة من
الأراضي الزراعية، خصوصاً في وسط وجنوب البلاد، في حين تؤدي إلى تصحر
ما بين 40 و50 في المائة، من الأراضي التي كانت زراعية في السبعينات.
يقول فضل فراجي، من وزارة الزراعة العراقية: "إنها مشكلة خطيرة، لأن
مثل هذه العواصف تهدد صناعة الغذاء في العراق."
من جانبه، أخذنا جواد كاظم ووالده في رحلة إلى حقلهما الذي كان في
يوم من الأيام أرضا خصبة للزراعة.
يقول كاظم: "الخطر الأكبر الذي يتسبب في التصحر هو ترك المزارعين
لأرضهم بحثا عن وظائف جديدة في المدينة." بحسب CNN.
فأرض كاظم تنتج حاليا 50 في المائة مما كانت تنتجه سابقا، وهي نسبة
لا تكفي لإطعام عائلته، التي تتألف من 45 شخصا.
من جهته، يقول كاظم غازي، والد جواد: "لم تسقط أمطار غزيرة خلال
السنوات الثلاثة الماضية، إضافة إلى العواصف الكثيرة، فطوال حياتنا لم
نعهد مثل هذه الأجواء السيئة."
يذكر أن سهول منطقة وسط وجنوب العراق المعروفة بخصوبتها خلال
السبعينيات قد تحولت إلى أراض مالحة.
وتفيد التقديرات أن حوالي 25 ألف هكتار من الأراضي تتأثر سنوياً
بالملوحة، وتصبح مالحة بشكل لا يساعد على نمو المحاصيل.
كما نقلت صحيفة لوس انجلس تايمز الامريكية، عن مسؤولين امريكيين
وعراقيين ان آثار العواصف الترابية التي تضرب العراق باستمرار، تزيد من
ظاهرة التصحر في اراضيه الزراعية الى الحد الذي يوصف بالكارثة البيئية.
وتقول الصحيفة في تقرير مطول نشرته على موقعها، ان عامة العراقيين
يفسرون العواصف الترابية تفسيرا غيبيا، وتنقل عن مواطنين قولهم ان
“الله غاضب من افعال العراقيين.”
لكن الحقيقة قد تكون مروعة، حسب ما تذكر الصحيفة. فالعراق “في خطر
ما يصفه بعض المسؤولين بالكارثة البيئية، وان تزايد العواصف الترابية
ما هو الا المظهر المرئي”.
فعلى مدى عقود من الحروب وسوء الادارة، يضاف اليها عامان من الجفاف،
قد تسببت في دمار النظام البيئي في العراق، وجففت مجاري الانهار
والاهوار، واحالت الاراضي الصالحة للزراعة الى صحراء، وقتلت الاشجار
والنباتات، وعموما “حولت ما كان في الماضي اكثر اراضي المنطقة خصوبة
الى ارض قاحلة”. بحسب اصوات العراق.
وتدهور الانتاج الزراعي يعني ان العراق، الذي كان مصدرا للغذاء،
بحسب الصحيفة “سيستورد العام الحالي 80% من غذائه، وسينفق اموالا
يحتاجها بشدة في مشاريع اعادة الاعمار، حسب ما تذكر الصحيفة”.
وتنقل الصحيفة عن ادم سلفرمان، وهو باحث اجتماعي خدم في الجيش
الامريكي جنوب بغداد في العام 2008، قوله “اننا نتحدث عن شيء يجعل سلة
خبز العراق تبدو مثل صحراء بول في اوكلاهوما في وقت مبكر من القرن
العشرين”.
وتضيف الصحيفة ان البيئة في العراق “صارت من الهشاشة بحيث ان ريحا
خفيفة تثير الغبار ليبقى اياما”. ويقول اللفتنانت كولونيل مارفن ترو،
رئيس مكتب الطقس في الجيش الامريكي، ان العواصف الترابية “ظاهرة طبيعية
في المنطقة، لكن تراكم الغبار على ارض العراق الجافة قد فاقم من المشكل،
وادى الى هبوب عواصف متواصلة”.
ويضيف ترو للصحيفة، ان الصيف الحالي والماضي “شهدا هبوب عواصف
ترابية ضعف ما شهدته الاعوام الاربعة السابقة. وان في 35% من الوقت،
يقلل الغبار من مدى الرؤية الى ادنى من ثلاثة اميال، وهذا مستوى يعد
غير آمن للطيران”، وفي الكثير من هذه الايام، يتدنى مدى الرؤية الى صفر،
الامر الذي يؤجل الطيران، ويربك العمليات العسكرية، ويرسل الاف الاشخاص
الى المستشفيات بسبب مشكلات التنفس.
ويقول سلفرمان، وهو مستشار علمي اجتماعي للاتصالات الاستراتيجية في
النظام البري البشري في الجيش الامريكي، البرنامج الذي يربط علماء
اجتماع وانثروبولوجيين بالالوية القتالية، ان “عدم توافر الماء قضية
ضخمة وتجر اثارا ضخمة على المجتمع العراقي.” ويشدد سلفرمان على انه لا
يتحدث في هذا باسم الجيش الامريكي.
وتعلق الصحيفة بقولها ان هذا الامر “يعد انقلابا محزنا لبلد ولدت
سمعته الزراعية قبل الاف السنين”. اذ ان اسم العراق القديم، ما بين
النهرين، وعلى الرغم من ان نصف البلاد هي تقليديا صحراء، الا ان السهول
الخصبة، التي تروى من مياه دجلة والفرات الغزيرة، كانت توفر الغذاء
لكثير من مناطق الشرق الاوسط.
والان تقدر وزارة الزراعة العراقية، كما تذكر الصحيفة، ان 90% من
الاراضي هي اما صحراء او تعاني من تصحر شديد للغاية، وبان المتبقي من
الاراضي الصالحة للزراعة “يتآكل بنسبة 5% سنويا”، حسب ما يقول فاضل
الفراجي، المدير العام لشعبة مكافحة التصحر في الوزارة.
وترى الصحيفة ان من “الصعب جدا حل عقدة العوامل التي تآمرت على دفع
العراق الى هذا الحد. لكن مسؤولين يقولون ان الاخطاء البشرية هي التي
تتحمل الملامة في المقام الاول.
وتقول الصحيفة انه لم يثبت علميا ان حركة الدبابات في الصحراء قد
ساعد في اثارة الغبار، كما يعتقد العديد من الخبراء العراقيين.
وتشير الصحيفة الى ان الحكومة سعت الى دعم الانتاج الزراعي، فشجعت
المزارعين على زراعة الاراضي المحاذية للانهار. وعندما تفشل هذه
المحاولة، يتخلى المزارعون عن الارض، ويتركونها تتعرى من نباتاتها
الطبيعية.
كما ان انقطاع التيار الكهربائي لعب دورا في ذلك، كما تضيف الصحيفة.
فالناس قطعوا الاشجار لاستخدامها كحطب، وساهموا في تعرية الارض، وزاد
انقطاع التيار الكهربائي ايضا من صعوبة ضخ المياه عبر قنوات الري التي
كانت تدعم الاراضي الخصبة في مناطق بعيدة عن مجاري الانهار. ومما زاد
من تفاقم الحال ان محطات توليد الطاقة الكهربائية اجبرت على التوقف
لايام بسبب شحة المياه.
هذا فضلا عن ان تركيا وسوريا، اللتان تسيطران على منابع الفرات،
قلصتا من تدفق مياه النهر الى النصف من اجل معالجة مشاكلهما، حسب ما
يقول للصحيفة عون عبد الله، رئيس المركز الوطني لادارة الموارد المائية.
وحولت نسبة من مياه نهر دجلة للحفاظ على تدفق نهر الفرات، ما تسبب
بمشكلات للمجتمعات التي تعيش بمحاذاة دجلة. كما ان ايران اقامت سدودا
على امدادات الانهار التي تصل الى العراق في شرق البلاد.
وتتجاوز اثار التصحر المشكلات الانية التي تسببها العواصف الترابية.
فالحصول على مياه الشرب امر صعب في العديد من مناطق جنوب البلاد حيث
دخلت مياه البحر الى الانهار المنحسرة. والاهوار الاسطورية في جنوب
العراق، التي جففها صدام وعادت لها الحياة ثانية بعد الغزو بقيادة
الولايات المتحدة في العام 2003، تعاني جفافا الان، وعرب الاهوار
التقليديون الذين يعتمدون عليها في اسباب عيشهم اجبروا على مغادرتها
مرة اخرى.
اما في المدن، فيتنافس المهاجرون من الريف مع فقراء المدينة على
الاعمال النادرة والموارد، وبسبب سقوط بعضهم في الياس فقد اجبروا على
الجريمة او التمرد.
وتقول وزيرة البيئة، نرمين عثمان، ان اصلاح هذا المشكلة “ربما يتطلب
ضخ اموال هائلة تتجاوز طاقة الحكومة العراقية منفردة”. وتوضح ان البلد
في حاجة الى مساعدة دولية لاحياء الزراعة واستنبات الاشجار، وكذلك
المساعدة في التفاوض على ابرام معاهدات تقاسم مياه مع تركيا وسوريا،
وهو امر اهملته الحكومات السابقة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول غربي مشترك بجهود احياء الزراعة العراقية،
طلب عدم الكشف عن هويته، قوله ان امكانية حل هذا المشكلة “تمثل مسألة
اخرى”. ويقول ان الحكومة لديها اولويات اخرى وان “السؤال عما اذا تهتم
الحكومة بذلك… فهذا امر يتطلب مساعدة هائلة، ولمدة طويلة. اننا نتحدث
في هذا عن اجيال”.
جفاف هور العظيم
من جهتهم حذر مسؤولون مختصون من حدوث كارثة بيئية في محافظة ميسان
جراء جفاف هور العظيم، فيما أبدى مزارعون خشيتهم من أن تلقي مشكلة شح
المياه بضلالها على تربية الجواميس وصيد الاسماك والطيور.
وقال مدير مركز نبع الاهوار في العمارة جاسب المرسومي إن “جفاف هور
العظيم ينذر بكارثة بيئية وإنسانية لسكنة الاهوار الشرقية، والسبب
الرئيسي يرجع إلى إقامة سدود من قبل الجانب الإيراني على نهر الكرخة
المغذي لنهر العظيم الذي يصب في هور العظيم، كما أنه امتد ليشمل هور
الحويزة أيضا وبنسبة جفاف وصلت إلى 50 %”.
وبين المرسومي أن “الحكومة العراقية لم تحرك ساكنا لمعالجة المشكلة
وكان الأمر لا يعنيها، وأن هناك قصورا واضحا من قبلها في معالجة هذه
المشكلة الخطيرة”.
ودعا المرسومي الحكومة إلى “التفاوض مع إيران وتركيا لتنظيم المياه،
خاصة وأن معظم الأنهر تأتي من هذين البلدين، وإذا لم تفلح في ذلك فيجب
تحريك القضية دوليا وتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، حتى لا تحصل كارثة
إنسانية وبيئية بسبب حالات الجفاف التي ستؤثر على حياة الفلاحين
الساكنين في الاهوار الشرقية”. بحسب أصوات العراق.
وأضاف أنه “بسبب معاناة الاهوار وخاصة في هور الحويزة اضطر الأهالي
إلى محاولة كسر السدة الإيرانية والتي كلفتهم حياة ستة من المزارعين تم
قتلهم برصاص الحرس الإيراني في بداية هذا الموسم”.
من جهته، قال مدير بيئة ميسان إن “الواقع البيئي في اهوار العمارة
الشرقية وخاصة بعد جفاف نهر العظيم سيء جدا ومتردٍ نتيجة لشح المياه
التي ألقت بضلالها على التنوع الإحيائي والواقع الاجتماعي للمنطقة”.
وأوضح سمير عبود أن “شح المياه أدى إلى انخفاض كبير في الثروة
السمكية والحيوانية واثر على تربية الجاموس التي تعد عصب الحياة
الاقتصادية لأبناء المنطقة فضلا عن حالة التلوث التي حصلت في مياه
الاهوار والتي ستؤثر على عملية تنمية الثروة المائية”.
فيما عزا رئيس المهندسين الزراعيين في المحافظة ماجد جمعة عبد الحسن
انخفاض أعداد الجاموس في المحافظة إلى “شح المياه وجفاف نهر العظيم
وجزء من هور الحويزة، فمحافظة ميسان من المحافظات التي كانت تشتهر
بتربية الجاموس لوجود الأهوار والمسطحات المائية فيها”.
وأضاف عبد الحسن أن “شح المياه أدى إلى اندثار مهنة الصيد التي
يمارسها أهالي الاهوار كصيد الأسماك والطيور”.
وأوضح أن “هور العظيم كان إلى وقت قريب مركزا لبيع السمك إلى
المحافظات المجاورة والعاصمة بغداد، ولكن الذي يحصل الآن هو العكس وهو
اعتماد علوة اسماك العمارة على الأسماك الواردة من إيران وبغداد”.
أما المزارع عبد الله حسين، وهو من سكنة منطقة البيضة في الاهوار
الشرقية التابعة لقضاء قلعة صالح، فقال إن “مناطق الاهوار تعتمد
بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الحيوانات وخاصة تربية الجاموس التي
تشتهر بها تلك المناطق”.
وأوضح حسين أن “الموسم الحالي شهد شح كبير في مياه الاهوار وخاصة في
هور العظيم وهور الحويزة نتيجة إقامة السدود التي كلفتنا حياة ستة
أشخاص من عشيرتنا بعد أن عمد الجانب الإيراني إلى إقامة سد على نهر
الحويزة، ما اضطر المزارعين إلى فتح جزء منه لكنهم تعرضوا إلى رصاص
الحرس الإيراني الذي قتلهم بدون رحمة”.
فيما قال الفلاح مشاري علوان، وهو من سكنة ناحية المشرح أن “هذا
الموسم كان أسوأ المواسم التي يمر بها ساكنو الاهوار وخاصة الشرقية
المحاذية لإيران، فنحن نفكر الآن بالهجرة إلى المدينة وذلك بعد شرائنا
لقطعة ارض في مركز المحافظة لكي نبني فيها بيتا ونستقر بعد أن عشنا
مأساة حقيقية من جراء شح المياه”.
وأضاف أن “هناك قصورا لدى الحكومة التي أخذت تطور علاقاتها مع دول
عديدة ولم تلتفت إلى جارتيها الرئيسيتين وهما تركيا وإيران اللتان
تسيطران على المياه من الشمال والشرق بحيث أخذا يستخدمان ورقة المياه
كاسلوب للضغط على الحكومة”.
وطالب علوان الحكومة العراقية والحكومة المحلية في المحافظة
بـ”إيجاد الحلول وبأسرع وقت لتخليص ساكني الاهوار من هذه الأزمة
المائية التي تمر بها مناطق الاهوار وخاصة الشرقية منها”.
في حين اعتبر المزارع عبد السادة عبد الكريم، وهو من قرية السودة
التابعة لقضاء قلعة صالح، أن “جفاف هور العظيم وجزء من هور الحويزة هو
الحكم على سكان الاهوار بالموت البطيء”، مطالبا الحكومة بـ”التدخل لدى
الجانب الإيراني لحل هذه المشكلة الكبيرة”.
وأضاف أن “تأثير الجفاف في الاهوار لم يقتصر على الزراعة فقط بل
تعداه إلى اندثار مهنة الصيد وانقراض بعض الأسماك والطيور”.
ويذكر أن مناطق الاهوار في العراق تعتبر من ابرز القطاعات الرطبة
على مستوى الكرة الأرضية.
كما تعد من أهم مراكز التنوع الاحيائي في العالم لما تحتويه هذه
المناطق من ثراء بايولوجي زاخر بمختلف أنواع الأحياء المائية والبرية
والتنوع النباتي والطيور النادرة. وتقع مدينة العمارة مركز محافظة
ميسان على مسافة 390 كم جنوب العاصمة بغداد.
حملة تشجير
من جهتها بدأت السلطات العراقية حملة تشجير في مختلف محافظات البلاد
لمكافحة التصحر والعواصف الرملية التي تكاد تكون شبه يومية خصوصا في
مناطق الوسط والجنوب.
واكدت وزارة الموارد المائية بدء حملات في مناطق السدود والبحيرات "للمساهمة
بشكل فعال في التخفيف من تأثير العوامل المناخية وارتفاع درجة الحرارة
وايجاد بيئة ملائمة من خلال الحفاظ على رطوبة التربة من التبخر ومنع
التصحر".
ومنذ مطلع الصيف الحالي، تضرب العراق عواصف رملية بشكل شبه يومي
ترغم المئات ممن يعانوا مشاكل في التنفس على التوجه الى المستشفيات،
فضلا عن غلق المطارات امام الرحلات الجوية بسبب انعدام الرؤيا.
وهبوب العواصف متوقع خصوصا في حزيران/يونيو سنويا، لكنها اصبحت
ظاهرة شبه يومية خلال الفصل الحالي.
وبحسب بيان وزارة الموارد، شملت مكافحة التصحر زراعة نحو خمسمئة
دونم في مناطق بابل والنجف والكوت والعمارة والانبار والعظيم.
وزرعت هذه المساحات بالزيتون والحمضيات والكمثرى ونبات الزينة
واليوكالبتوس بالاضافة الى اشجار مثمرة.
والتصحر آخذ بالازدياد خلال العامين الماضيين ما يؤدي الى تصاعد في
وتيرة العواصف الرملية.
وقد اكد ابراهيم شريف مسؤول "دائرة مكافحة التصحر" في وزارة البيئة
لفرانس برس منتصف الشهر الجاري ان "معدل العواصف الرملية خلال
التسعينات، كان ثمانية ايام سنويا اما الان، فلا يكاد يمر اسبوع من دون
عاصفة".
واوضح ان "العراق يقع ضمن منطقة جافة او شبه جافة، وادى نقص كميات
الامطار خلال السنوات الماضية الى تدمير الغطاء النباتي" مشيرا الى ان
"انعدام الغطاء لا يساعد على تماسك التربة فتتصاعد الرمال مع هبوب
الرياح".
ولعبت العمليات العسكرية في العراق منذ 1980 دورا في زيادة التصحر.
فالعربات العسكرية دمرت عددا كبيرا من المناطق الخضراء في وسط وجنوب
العراق ما زاد من تصاعد الغبار عند هبوب الرياح الشمالية، وفقا للمصدر.
واكد شريف ان "حماية الغطاء النباتي هو الحل الوحيد لمواجهة التصحر".
مياه الشرب تتسبب بالعديد من الأمراض
في سياق متصل قالت وزيرة البيئة نرمين عثمان، إن فحص مياه الشرب
اثبت وجود أحياء مجهرية تسبب العديد من الأمراض ومنها البلهارزيا
والتسمم.
وأضافت عثمان إن “التلوث في المياه يكثر في المناطق التي يحصل فيها
تجاوزات على شبكة مياه الشرب والمناطق البعيدة حول بغداد”، مشيرة إلى
إن “الوضع تحسن في المناطق القروية والبعيدة لكن مشكلة تلوث المياه
مازالت موجودة في داخل بغداد وخصوصا في المناطق التي يتم فيها التجاوز
على شبكات مياه الشرب”.
وتابعت، إن وزارة البيئة “هي جهة رقابية تؤشر وجود الخلل ونحن نقوم
بفحص المياه بشكل دوري واكتشفنا تلوثها بوجود أحياء تسبب أمراض
البلهارزيا والكوليرا وقمنا بتحويل هذه الفحوصات إلى وزارة الصحة
وأمانة بغداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة”. |