
شبكة النبأ: أكثر من ثمانية أعوام
والحرب تدور في أفغانستان دون أن تتضح رؤية جلية لحقيقة الأمور، وأي
الأطراف سيخرج منتصرا من تلك الحرب المعضلة.
فرغم الزخم الدولي والشعبي الذي حشدته القوات الأمريكية لاستئصال
طالبان، لا تزال تلك الحركة تتمتع بهامش محدود استطاع ان يشكل قلقا
مستمرا للعديد من تلك الدول.
حيث بدت القوات الدولية تقف شبه عاجزة عن تطويق حركة طالبان أو
القضاء عليها، مما يشير إلى ضرورة وضع بدائل تكنيكية قادرة على انجاز
المهمة بأكمل وجهه.
هل انتصرت طالبان
حيث أقر قائد القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في
أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بأن قوات التحالف لم تتمكن من
تحقيق الأهداف التي حددتها خطة إستراتيجية "خاطئة" وضعت قبل نحو ثمانية
أعوام، وذلك في تقييمه للمهمة التي تقوم بها قواته في الدولة التي هزمت
الإمبراطوريات عبر التاريخ، والذي قدمه الاثنين.
وتم تقديم التقييم لقائد القوات الأمريكية المركزية، الجنرال ديفيد
بتريوس، الذي سيضيف ملاحظاته على التقرير، والقائد في حلف الناتو،
إيغون رامس، على أن يتم تقديمه لاحقاً إلى وزير الدفاع الأمريكي، روبرت
غيتس، والأمين العام لحلف الناتو، الجنرال الدنماركي أندريس فوغ
راسموسن.
وجاء في التقرير: "الوضع في أفغانستان خطير، غير أن النجاح ممكن،
ويحتاج إلى مراجعة لاستراتيجية التنفيذ والالتزام والحلول، وتعزيز وحدة
الجهود."
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد وصف الحرب في أفغانستان
بأنها "حرب ملحة"، وشدد على ضرورة هزيمة حركة طالبان ومسلحي القاعدة في
كل من أفغانستان وباكستان.
وشهد العام الحالي تعزيزاً كبيراً في القوات الأمريكية في أفغانستان،
وكذلك في القوات البريطانية، وذلك استباقاً للانتخابات الرئاسية
والمحلية الأفغانية.
على أنه برغم ذلك، فإن المناطق الجنوبية من البلاد تشهد معارك شرسة
بين القوات الدولية ومسلحي طالبان، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في
الخسائر بين القوات الأمريكية والبريطانية، بحيث أصبح شهر أغسطس/آب
الماضي أكثر الشهور دموية لهاتين القوتين.
وقال ضباط أمريكيون كبار إن التقييم يبيّن أن طالبان تمارس "نفوذاً
واسعاً" على ثلث أفغانستان، فيما أقر الأدميرال مايكل مولن، رئيس هيئة
الأركان الأمريكية المشتركة، مؤخراً بأن الوضع في أفغانستان "خطير
ويتردّى بصورة متزايدة."
ولتحقيق الانتصار على حركة طالبان والحرب الدائرة منذ ثماني سنوات،
رفعت الولايات المتحدة عدد قواتها في أفغانستان إلى نحو 62 ألف عنصر،
فيما تسعى وزارة الدفاع الأمريكية إلى إضافة 6 آلاف آخرين، عدا عن وجود
35 ألف عنصر من حلف الناتو.
وبحسب التقييم، فإن الجنرال ماكريستال لا يرى إمكانية "إحراز
الانتصار" في أفغانستان إلا عندما تقوم قوات التحالف بإعادة النظر في
استراتيجيتها المتعلقة بتلك الحرب، إضافة إلى تحويلها إلى حرب أفغانية،
أي أن تشارك القوات الأفغانية في المعارك بصورة أكثر فاعلية، بحسب
وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن القوات الأفغانية اليوم غير قادرة
على مقارعة قوات "طالبان" المطلوب تحقيق الانتصار عليها، ويتوجب على
كابول أن تتأهب للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد خلال ثلاثة أعوام.
ويرى الجنرال الأمريكي ضرورة التفكير في تغيير قادة أفغانستان إذا
لم ينجح الرئيس الحالي، حميد كرزاي، في تهيئة الجيش الأفغاني لمحاربة
طالبان بشكل انفرادي خلال هذه المهلة.
ويجد المحلل الأمريكي ستيفن بيدل الحكومة الأفغانية الحالية غير
قابلة للحياة دون عون مالي وعسكري خارجيين، مشيراً إلى أن هذه الحكومة
تشكلت في ظل الحضور الأمريكي في أفغانستان.
وبينت نتائج انتخابات الرئاسة الأفغانية الأخيرة أن شعبية كرزاي
تدنت إلى حد كبير، ومن ثم فإن تمديد ولاية الحكومة التي تفقد ثقة
الأفغان يمكن أن يضع أفغانستان على شفير حرب أهلية جديدة بحسب رأي
المحلل الروسي الكسندر سوتنيتشينكو.
خيارات لوقف طالبان
في ذات السياق قال مسؤولون في وزارة الدفاع والكونجرس الامريكيين ان
الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الامريكية وحلف شمال الاطلسي في
افغانستان يعتزم تقديم خيارات لصناع السياسة في محاولة لوقف انتصارات
طالبان من بينها ارسال ما يتراوح بين 30 الف و40 الف جندي ومدرب
اضافيين.
وسلم مكريستال طلبه الذي طال انتظاره لارسال مزيد من القوات الى
الجنرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة والاميرال
جيمس ستافريديس القائد الاعلى لقوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا.
ولكن البيت الابيض قال انه يريد مراجعة استراتيجية الحرب كلها قبل
بحث طلب مكريستال.
وصرح مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) بان محتويات
الطلب سرية. ولكنهم وصفوا الوثيقة بأنها تحليلية ولا تتضمن طلبات
القادة فحسب وانما ايضا خيارات مستوى القوات وتقييما للاخطار المرتبطة
بكل خيار.
وحث السناتور جون مكين في مقابلة مع محطة (ايه بي سي) يوم الاحد
الرئيس باراك اوباما على اختيار ارسال ما بين 30 الف و40 الف جندي.
وصرح مسؤولون بان مكريستال بحث ايضا ارسال اعداد اصغر من القوات
معطيا اوباما بعض الخيارات للانتقاء من بينها.
وستكون القوات التي يسعى مكريستال للحصول عليها جزءا من تعديل
للاساليب الامريكية التي تشدد على تأمين المدنيين في المراكز السكانية
للحد من سطوة تمرد متصاعد تقوده طالبان .
وفي تقييم متشائم جرى اعداده الشهر الماضي وتسرب لوسائل الاعلام في
الاونة الاخيرة كتب مكريستال ان مهمته ستفشل على الارجح اذا لم تعزز
قواته التي تزيد حاليا عن 100 الف جندي بينهم نحو 63 الف امريكي.
وصرح مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية بان من المقرر عقد عدة
اجتماعات في البيت الابيض بشأن استراتيجية الحرب الاسبوع المقبل.
ووصف الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي امر بالفعل بارسال 21 الف
جندي اضافي الى افغانستان هذا العام نفسه بانه "من جمهور المتشككين" في
قضية ارسال مزيد من القوات ويقول انه يريد التأكد اولا من صحة
الاستراتيجية.
امريكا قد تندحر
من جهته حذر مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق (في عهد الرئيس
جيمي كارتر) زبغنيف برجنسكي من ان الغرب قد يمنى بهزيمة في افغانستان
تماثل تلك التي مني بها الاتحاد السوفييتي السابق ما لم يعمد الى ادخال
تغييرات جذرية في الاستراتيجية التي يتبعها في ذلك البلد.
وقال برجنسكي في كلمة القاها في مؤتمر للاستراتيجية الكونية نظمه
بجنيف في سويسرا المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من
لندن مقرا له إن التدخل الغربي في افغانستان بلغ حجما يضاهي التدخل
السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي.
وبينما اعترف برجنسكي بأن ادارة الرئيس اوباما قد نأت بنفسها عن بعض
الاهداف التعجيزية التي وضعتها لنفسها ادارة بوش السابقة فيما يخص
افغانستان، اكد المستشار السابق - الذي لعب دورا في مساعدة الرئيس
اوباما على بلورة سياسته الخارجية ابان حملته الانتخابية - بأنه ينبغي
ادخل تغييرات اضافية على الاستراتيجية التي تعتمدها.
واصدر برجنسكي تحذيرا واضحا ليس فقط لادارة اوباما بل للغرب بشكل
عام، إذ قال: بنظري، نحن نخاطر الآن بأن نكرر، بالتأكيد ليس عن عمد، ما
حدث للسوفييت. فقد غزونا افغانستان قبل ثماني سنوات وتمكننا من الاطاحة
بحركة طالبان بثلاثمئة جندي فقط. اما الآن، وبعد ثماني سنوات، فإن عدد
جنودنا في افغانستان بدأ يقترب من عدد الجنود السوفييت في الثمانينيات،
بينما يقول قادتنا العسكريون إن النصر العسكري ما زال بعيد المنال.
ورحب برجنسكي بالمقترح الذي طرحته الحكومات الالمانية والفرنسية
والبريطانية بعقد قمة دولية تكون مهمتها وضع اهداف واضحة للتدخل
العسكري في افغانستان.
الا انه اكد - كما في حالتي عملية السلام في الشرق الاوسط والملف
النووي الايراني - ان الوقت يمضي بسرعة ويجب على الغرب التصرف الآن.
وقال إن أجندة الرئيس اوباما مزدحمة بالقضايا المختلفة، ولذا فهناك
خطر من ان لا يحقق اداءه على المسرح الدولي ما كان يطمح اليه في بداية
ولايته.
المهمة قد تستغرق 40 عاماً
في غضون ذلك صرح رئيس هيئة الأركان البريطانية المقبل، سير ديفيد
ريتشاردس، أن مهمة بلاده بأفغانستان قد تستغرق 40 عاماً.
ولم يكشف الناتو عن جنسية آخر الضحايا، إلا أن تقارير بريطانية نقلت
أنه من القوة البريطانية وينتمي إلى الكتيبة الثانية، ليرفع مقتله بذلك
خسائر لندن في أفغانستان إلى 196 قتيلاً.
وقال ريتشارد، في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية إن التركيز
يجب أن ينصب على زيادة حجم قوات الجيش والشرطة الأفغانيين.
وأضاف: "تماما كما حدث في العراق.. هذا طريقنا للخروج هناك من
عسكرياً.. لكن أصدقائنا وأعدائنا بحاجة للتأكيد بأن ذلك لا يعني تخلينا
عن المنطقة."
وأردف: "أخطأنا مرة.. وأعدائنا يتوقعون وقوعنا في ذات المطب مجدداً،
وعلينا أن نثبت خطأهم."
وكان مجلس العموم البريطاني قد انتقد في تقرير الأسبوع الماضي جهود
الحكومة البريطانية في الحرب الأفغانية بالإشارة إلى إنها حادت عن
أهداف تحقيق الأمن.
وطال تقرير "اللجنة المختارة للشؤون الخارجية" بالانتقاد مهمة حلف
شمال الأطلسي، بالإشارة إلى أن افتقاد رؤية موحدة وإستراتيجية تهدد
مكانة التحالف العسكري الدولي.
وانتقدت اللجنة المهام الموكلة إلى القوات البريطانية في أفغانستان
باعتبار بأنها حادت عن الأهداف المرجوة للتصدي للإرهاب.
ولفت التقرير إلى أن التركيز على تحقيق الأمن هو السبيل الوحيد
لبريطانيا، والدول الحليفة، لتحقيق استقرار طويل الأمد في أفغانستان.
بحسب (CNN).
وقال مايك غابس، رئيس اللجنة: "مهمة بعثة المملكة المتحدة تزحف
بعيداً عن الهدف المبدئي لدعم الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب
الدولي، لتتجه بعيداً نحو مكافحة التمرد المسلح، ومكافحة المخدرات،
وحماية حقوق الإنسان وبناء الدولة."
وأضاف معقباً: "النجاح في هذا النطاق يتطلب عدداً من العوامل يفوق
إمكانيات المملكة المتحدة دون سواها."
وأوصت اللجنة بضم الأمم المتحدة وقوات "إيساف" التابعة للناتو،
جهودهما إلى الحكومة الأفغانية لتولي عمليات مكافحة المخدرات بدلاً من
بريطانيا.
المال لاقناع طالبان بالقاء السلاح
من جانب آخر قال جنرال بريطاني متقاعد أُرسل الى أفغانستان لاستكشاف
سُبل التفاوض مع أعضاء من حركة طالبان ان الأموال قد تقنع المقاتلين
الشبان في الحركة بالقاء أسلحتهم.
وقال اللفتنانت جنرال جريمي لامب وهو قائد قوات خاصة سابق خدم في
العراق وعمل بشكل وثيق مع الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس الذي يشرف على
الاستراتيجية الخاصة بافغانستان ان شراء المقاتلين اتى بثماره في أماكن
أخرى.
وأضاف في مقابلة مع راديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "كنت
دائما أقول في العراق ان بامكانكم شراء تمرد اذا كانت لديكم أموال
كافية."
وأضاف متحدثا عن شبان البشتون الذين يقاتلون الى جانب حركة طالبان "هؤلاء
أشخاص محليون يحتاجون لحوار لتفهم الأسباب .. ثم يتاح لهم الخيار بأن
يعيشوا حياة أفضل."
ولم يرد بوضوح على سؤال بشأن توفر أموال تحت تصرفه يعتزم استخدامها
لشراء مقاتلين.
وقال لامب "اذا كان هناك شخص ما على الجانب الخاطيء ولديه ميل
للعودة عندئذ يتعين علي تهيئة الظروف أو يتعين علينا تهيئة الظروف التي
يعود بموجبها هذا الشاب وبالتالي لا يصبح منبوذا وعليه عندما يعبر الخط
لا يعيد شخص ما اعتقاله."
وأضاف "الامر لا يتعلق بدفع دولار له ليتوقف عن القتال لشهر أو
اثنين" موضحا أن الامر يتعلق بشكل أكبر بتوفير فرص عمل ونوعية حياة
أفضل. ومضى يقول "ليس هذا أمرا صعبا."
وقال لامب الذي أمضى 37 عاما من عمره في الجيش وخدم بافريقيا
وأمريكا الجنوبية وايرلندا الشمالية والبلقان والعراق ان اقناع
المقاتلين بالقاء السلاح لا يتوقف فحسب على حمل المقاتلين على الموافقة
ولكن على حمل دول مثل الولايات المتحدة على فهم المكاسب من وراء
المفاوضات.
وقال ان حمل الميليشيات الشيعية وجماعات التمرد السنية في العراق
على الدخول في محادثات لم يكن في مثل صعوبة حمل الولايات المتحدة على
المشاركة في مثل هذه العملية.
ومضى يقول "ان أصعب الناس في ترويضهم بسبل عديدة هم امريكا... حمل
الامريكيين على قبول حقيقة أنه يتعين عليك في مرحلة ما التحدث مع أولئك
الذين كنت تقاتلهم."
ولم تقدم الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي أي استراتيجية رسمية
للتفاوض مع طالبان التي ازدادت قوة في العامين الماضيين وكثفت الهجمات
ضد القوات الامريكية والبريطانية وغيرها في مختلف أنحاء افغانستان.
لكن القادة العسكريين يقرون بأنه في مرحلة ما سيتعين التعامل مع
طالبان أو بعض العناصر فيها ويعتقدون أن المقاتلين من المراتب الأدنى -الشباب
ذوي الولاء القبلي لطالبان- يمكن اقناعهم بالكف عن القتال. بحسب رويترز.
وقال لامب "انها ليست مسألة مكسب أو خسارة. انها مسالة تغيير عقليات
أشخاص وتغيير مدركات أشخاص."
ومضى يقول "تفعل بعضا من هذا باستخدام القوة والتهديد بها. لكنك
تفعله باستخدام مجموعة من الوسائل الأخرى."
امريكا ترصد وحدة ايرانية خاصة
من جهة اخرى كشف مسؤولون امريكيون في مجال مكافحة الارهاب إن
الولايات المتحدة تعتقد ان الحرس الثوري الايراني يقدم تدريبا واسلحة
لمتمردي طالبان في افغانستان لمساعدتهم في قتال القوات الغربية.
يعد الدور المزعوم الذي يلعبه فيلق القدس التابع للحرس الثوري
الايراني في مساعدة طالبان ومدى ضلوع القيادة الايرانية في ذلك موضوع
نقاش واسع داخل البنتاجون ومجتمع المخابرات الامريكي.
وقال الجنرال ستانلي مكريستال اكبر قادة الولايات المتحدة وحلف شمال
الاطلسي في افغانستان في تقييم سري للحرب ان المساعدات الايرانية
العسكرية لا تمثل تهديدا مباشرا للقوات الغربية ولكنها يمكن ان تصبح
كذلك في المستقبل.
وقال مسؤول في مكافحة الارهاب تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان
درجة مساعدة فيلق القدس في توفير الاسلحة والتدريب لعناصر طالبان وصلت
الى مستويات "مقلقة للغاية" مما يؤكد المخاوف المتزايدة داخل مجتمع
المخابرات. بحسب رويترز.
وقال مسؤول في المخابرات ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية
تكثف وجودها في افغانستان حيث تنشر المزيد من الضباط لتلبية الحاجة
المتزايدة الى معلومات بشأن طالبان والتهديدات الاخرى.
ومنذ عامين وصفت ادارة الرئيس السابق جورج بوش الحرس الثوري بانه
ناشر لاسلحة الدمار الشامل وفرضت عقوبات على فيلق القدس التابع له.
واتهمت الجماعة بتسليح وتدريب المتشددين في العراق ايضا والذين
يهاجمون بدورهم الولايات المتحدة.
واشار مسؤولو البنتاجون الى مصادرة اسلحة ومتفجرات تحمل علامات تشير
الى انها صنعت في ايران وذلك في غرب افغانستان بالقرب من الحدود مع
ايران في اواخر الشهر الماضي.
وقال مسؤول بالبنتاجون ان مخزون الاسلحة الكبير الذي تمت مصادرته
شمل صواريخ ومتفجرات وعبوات ناسفة وايضا ذخائر معروفة باسم خارقات
الدروع.
وقال مسؤولون امريكيون انهم يعتقدون ان الحكومة الايرانية على علم
بالمساعدة ولكن ليس من الواضح مدى ضلوع القيادة فيها بصورة مباشرة.
وتاريخيا تلعب ايران الشيعية دورا معقدا في افغانستان.
كانت ايران عدوا لطالبان عندما كانت الجماعة السنية المتشددة تحكم
افغانستان. ومنذ الاطاحة بالحركة على يد غزو قادته الولايات المتحدة في
عام 2001 وفرت ايران مساعدة تنموية ودعما سياسيا للرئيس الافغاني حامد
كرزاي.
وقال مسؤولون امريكيون ان ايران يبدو انها تحاول ان تلعب على
الجانبين حيث تسترضي طالبان تحسبا لاحتمال عودتها الى السلطة فيما
تحاول ضرب الجيش الامريكي وتعزيز قدرتها على المساومة في المحادثات
بشأن برنامجها النووي.
ويضم الحرس الثوري - الذي تشكل بعد الثورة الاسلامية في عام 1979
لحماية النظام الحاكم ضد التهديدات الخارجية والداخلية - نحو 125 الف
عضو وهو اهم الاجنحة في الجيش الايراني.
وفيلق القدس هو وحدة العمليات الخاصة في الحرس الثوري حيث يتعلق
بانشطته في الخارج.
وفي تقييمه للحرب الذي حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة منه ووضعته
على الانترنت قال مكريستال ان فيلق القدس "ورد" انه يدرب المقاتلين
لجماعات معينة من طالبان كما يقدم اشكالا اخرى من المساعدة للمسلحين.
وكتب مكريستال "سياسات واعمال ايران الحالية لا تمثل تهديدا قصير
المدى للمهمة ولكن ايران لديها القدرة على تهديد المهمة في المستقبل."
وقال مسؤولون في البنتاجون ان وجود عبوات ناسفة من صناعة ايرانية في
مخزونات الاسلحة التي اكتشفت مؤخرا في افغانستان امر مقلق على نحو خاص
لان هذه الاسلحة تتسبب في اكبر عدد من القتلى والاصابات في صفوف القوات
الغربية.
عدد الضحايا المدنيين تجاوز الالف هذا العام
من جهتها اعلنت الامم المتحدة الجمعة ان اكثر من الف مدني قتلوا في
اعمال العنف المتصاعدة في افغانستان خلال الاشهر الستة الاولى من عام
2009، ما يمثل زيادة بنحو الربع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومع تصاعد اعمال العنف لمتمردي طالبان تم زيادة اعداد القوات
الدولية المنتشرة في ذلك البلد وتمركزها في المناطق ذات التواجد القوي
للمسلحين الذين يسعون الى عرقلة الانتخابات الرئاسية والمحلية التي
ستجري في 20 اب/اغسطس.
وذكرت وحدة حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة للمساعدة في
افغانستان في تقرير لها ان زيادة عديد القوات الاجنبية التي اصبح عددها
حاليا نحو 90 الف جندي، هي من بين اسباب ارتفاع عدد القتلى المدنيين
الى 1013 قتيلا.
وجاء في التقرير ان نحو 60 بالمئة من القتلى المدنيين كانوا حتى هذا
الوقت ضحية المسلحين بينما كانت القوات العسكرية الموالية للحكومة
السبب في 30 بالمئة من القتلى، وقتل الباقون في مواجهات بين اطراف
النزاع. بحسب فرانس برس.
وخلال الفترة نفسها من العام الماضي قتل 818 مدنيا في اعمال العنف
المرتبطة بالتمرد. وفي الاشهر الستة الاولى من عام 2007 قتل 684 مدنيا،
منهم 41% بنيران قوات الامن و46% بيد المسلحين، حسب التقرير.
واضاف التقرير ان "النزاع المسلح تصاعد بشكل كبير في انحاء
افغانستان عام 2008 وفي الاشهر الستة الاولى من عام 2009 مما ادى الى
ارتفاع عدد الاصابات بين المدنيين".
واشار التقرير الى ان من اسباب تصاعد العنف: زيادة العمليات
العسكرية في المناطق المدنية وقيام المسلحين بشن هجمات اكثر تعقيدا
اضافة الى عمليات قمع المتطرفين في باكستان المجاورة التي اجبرت
المتمردين على العبور الى افغانستان.
كما استمرت عمليات المسلحين خلال فصل الشتاء على عكس ما كان يحدث في
السنوات السابقة عندما كان ينخفض مستوى العنف بشكل كبير، طبقا للتقرير.
واشار التقرير الى ان ثلث مناطق افغانستان تقريبا تتاثر بشكل مباشر
بالنشاطات المسلحة حيث يتحمل السكان المدنيون في تلك المناطق تبعات
الاقتتال.
وجاء في التقرير انه "اضافة الى الزيادة الكبيرة في اعداد القتلى من
المدنيين، فان الفئات الاكثر ضعفا في المجتمع تعاني كذلك من دمار
البنية التحتية وخسارة مصدر الرزق وتدهور الخدمات الاساسية".
واكد التقرير ان معظم المدنيين قتلوا بفعل انفجار العبوات الناسفة
المصنعة يدويا التي يستخدمها المتمردون وكذلك نتيجة الهجمات الانتحارية.
واضاف ان الاستخدام الواسع للعبوات الناسفة المصنعة يدويا "يساهم في
اشاعة جو من الخوف والترهيب ما يؤدي الى انعكاسات سلبية كبيرة على
المدنيين الافغان تتجسد في التعرض للقتل وفقدان مصدر الرزق".
وعادة ما يستهدف المسلحون قوات الامن، الا انهم لا يهتمون بتاثير
هجماتهم على المدنيين، حسب التقرير.
واشار التقرير كذلك الى ان المسلحين يتمركزون في مناطق مدنية في
اطار "سياسة نشطة تهدف الى اجتذاب رد عسكري الى تلك المناطق مما يرفع
احتمالات مقتل واصابة مدنيين فيها".
وذكر التقرير ان المسلحين بدأوا في استخدام قنابل يمكن تثبيتها
بمغناطيس الى عربات. واضاف ان المدارس، خاصة مدارس الفتيات، تعرضت
لهجمات متزايدة حيث تم تفجير 16 عبوة ناسفة مصنعة يدويا في مباني مدارس
هذا العام.
واكد التقرير ان الغارات الجوية الدولية تسببت في مقتل ما يزيد عن
64% من المدنيين الذين قتلوا في عمليات عسكرية، و20% من كافة المدنيين
الذين قتلوا في الفترة من كانون الثاني/يناير الى حزيران/يونيو.
وقال التقرير ان هذه النسبة انخفضت قليلا عقب جهود لتقليل عدد
القتلى من المدنيين في العمليات العسكرية.
واوضح التقرير ان وقوع قتلى مدنيين بنيران القوات الموالية للحكومة
خلق "مشاعر غضب قوية وخيبة امل بين ابناء الشعب الافغاني" مما قوض
الدعم للقوات الدولية بشكل عام.
واكد التقرير على ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل كافة الاطراف
خاصة المعارضة المسلحة لتقليل تاثر العمليات والنشاطات المسلحة على
المدنيين.
من جهة اخرى اعلن حلف شمال الاطلسي الجمعة مقتل احد جنود القوة
الدولية المساهمة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) متاثرا بجروح
اصيب بها في هجوم شنه مقاتلون الخميس في جنوب البلاد.
وبهذه الوفاة يرتفع الى 231 عدد الجنود القتلى منذ بداية السنة في
افغانستان حسب تعداد موقع متخصص.
وبسقوط 75 قتيلا خلال تموز/يوليو، يكون هذا الشهر شهد سقوط اكبر عدد
من القتلى في صفوف القوات الدولية في افغانستان منذ اجتياحها البلاد
للاطاحة بنظام طالبان في نهاية 2001.
أمريكا توقف إحصاء قتلى طالبان
في تطور لاحق أعلنت القوات الأمريكية أنها لن تذكر بعد الآن عدد
قتلى طالبان وغيرهم من المسلحين، وذلك بناء على أوامر مسؤولي الجيش،
وفقاً لما صرح به الناطق الرسمي باسم قوات التحالف.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن معظم المواجهات العسكرية قد انتهت،
باستثناء الجزء الذي يتطلب بقاء وحدات عسكرية في الإقليم، مؤكدة في
الوقت نفسه أن نجاح العملية من شأنه أن يتيح المجال لـ80 ألف أفغاني
بهلمند للتصويت في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أغسطس/آب
المقبل.
ومن جهته ذكر اللواء، تيم رادفورد، القائد العسكري البريطاني
للعملية أن "مخالب النمر" كانت خطة ناجحة لأقصى درجة، حيث "لن يتمكن
الكثير من مقاتلي طالبان من الاستمرار بالقتال"، مؤكدا في الوقت نفسه
أن مقاتلي الحركة أصيبوا "بخسائر جسيمة."
وأشارت الإحصاءات إلى مقتل ما لا يقل عن 18 جندياً بريطانيا في
يوليو/تموز الجاري، مما أثار جدلا واسعا ضمن الأوساط السياسية
البريطانية حول دور بلادهم العسكري بأفغانستان.
من جانب آخر أعلنت القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان، أنها لن
تذكر بعد الآن عدد القتلى من طالبان وغيرهم من المسلحين، وذلك بناء على
أوامر مسؤولي الجيش، وفقاً لما صرح به الناطق الرسمي باسم قوات التحالف.
وأمر الأميرال غريغوري سميث بهذا التغيير كجزء من الاستراتيجية
الجديدة التي ستتبعها القوات في الحرب بأفغانستان، والتي سترتكز على
حماية المدنيين أكثر من قتل المسلحين.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني لـCNN قال سميث :"إعلان عدد القتلى
من طالبان والمسلحين له تأثير قليل على الأفغان، ولو أخذنا الأمور
بالمعنى الحسابي البحت، فإن الكشف عن حصيلة القتلى لن يؤدي إلا إلى
إطالة الفترة التي نحتاجها للقضاء على التمرد المسلخ."
ويرى سميث :"أن الهدف الأساسي من الحرب ليس قتل هؤلاء المسلحين،
وإنما الحفاظ على حياة المدنيين،" وإعطائهم فرصة للعيش بشكل أفضل
اجتماعياً واقتصادياً.
وكانت مسألة ذكر عدد القتلى من المسلحين مسألة حساسة أيام الحرب
الأمريكية الفيتنامية، بسبب الإعلان عن العدد الهائل من القتلى في صفوف
الفيتناميين، لكن الأمريكيين تعرضوا لهزيمة في تلك الحرب.
وغيّرت القوات الأمريكية من إستراتيجيتها في حربي العراق وأفغانستان
أكثر من مرة، وأعلنت أنها لن تعلن عن عدد القتلى من المسلحين في
الحربين، وكان عدد من العسكريين الأمريكيين يفضلون سابقاً نشر هذه
الأعداد لنقل صورة عن النجاح الذي تحرزه القوات في الحرب.
الانتخابات قد تعرض التعليم للخطر
حذرت منظمة حقوقية أفغانية من احتمال أن يؤدي استخدام المدارس
كمراكز اقتراع وفرز أصوات تحضيراً للانتخابات المقبلة في أفغانستان إلى
أنشطة معادية للتعليم.
وقد تم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والمحلية في 20 أغسطس وسيتم
استعمال مئات المدارس في البلاد كمراكز اقتراع وفرز أصوات، وفقاً للجنة
الأفغانية المستقلة للانتخابات.
وفي هذا السياق، أفاد موجز صادر عن المرصد الأفغاني لحقوق الإنسان
أنه "نظراً لتدخل القوات الأفغانية والدولية لحماية مراكز الاقتراع
ونظراً لأن لانتخابات هي عملية سياسية مهمة تدعمها الحكومة وحلفاؤها
الدوليون، فقد لا يميز المهاجمون بين المدارس ومراكز الاقتراع". بحسب
شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".
وفي الوقت الذي تعهد فيه المتمردون باستهداف العملية الانتخابية وكل
المساهمين فيها، شهد هذا العام ارتفاعاً في عدد الهجمات التي استهدفت
المرافق التعليمية. فخلال الفترة بين يناير و30 يونيو 2009، استهدف
المتمردون 123 مدرسة ووجهوا تهديدات لـ51 أخرى، حسب المرصد الأفغاني
لحقوق الإنسان نقلاً عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وأضاف
المرصد أن "60 طالباً ومدرساً على الأقل لقوا حتفهم في حين أصيب 204
آخرين بجروح في حوادث أمنية متفرقة خلال الفترة نفسها". كما أوضحت
وزارة التعليم أن أكثر من 400 مدرسة، خصوصاً في الجنوب المتوتر، ما
تزال مغلقة.
وللحيلولة دون وقوع أية حوادث أمنية جراء الانتخابات، اقترح المرصد
الأفغاني لحقوق الإنسان استخدام المساجد وغيرها من المواقع كمراكز
اقتراع. وطالب القوات الأفغانية والدولية بتقليص حضورها في المدارس.
وقد أفاد صبور غفراني، المسؤول بوزارة التعليم، أن الوزارة بصدد
إجراء تقييم للعواقب الأمنية التي قد تلحق بالمدارس بسبب الانتخابات،
إذ أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "إذا تبين أن الطلاب
والمدرسين يواجهون مخاطر جمة فإننا سنطالب بعدم استعمال المدارس خلال
عملية الانتخابات".
وكانت وزارة الصحة قد أعربت أيضاً عن مخاوفها حيال استعمال المرافق
الصحية خلال عملية الانتخابات بدعوى أن تسجيل الناخبين والاقتراع وفرز
الأصوات داخل المرافق الصحية قد يعرضها لمخاطر كبيرة.
ووفقاً للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أصبح المدنيون
يتأثرون أكثر فأكثر بتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، إذ أفاد المرصد
الأفغاني لحقوق الإنسان أن أكثر من 1,100 شخص غير مقاتل من بينهم 242
طفلاً فقدوا أرواحهم خلال النزاع من شهر يناير حتى نهاية شهر يونيو
2009.
وجاء في تصريح أجمل صمدي، مدير المرصد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)
أنه "عادة ما تتغاضى الأطراف المتنازعة عن الضحايا الأطفال ولا يتم
القيام إلا بالقليل القليل للتخفيف من معاناتهم.... لقد فشل اللاعبون
العسكريون الدوليون والحكومة الأفغانية في حماية ودعم الأطفال ضحايا
عملياتهم العسكرية في الوقت الذي اعتاد فيه المتمردون على استعمال
الأطفال لشن هجمات انتحارية أو كجنود أو دروع بشرية أو غيرها من
الدوافع العسكرية".
طالبان تحذر الافغان من هواتفهم
وكانت طالبان قد حذرت المواطنين الافغان من أن حيازة صور "لنساء أو
صبية يتسمون بالوسامة ولا تربطهم بهم قرابة" مناقض للشريعة الاسلامية
وأن اقتناء "هواتف جديدة براقة" مناقض لهويتهم الدينية.
وتعلق طالبان "رسائل ليلية" في اقليم غزنة الواقع في جنوب شرق
البلاد تذكر فيها الافغان بواجباتهم الدينية وتتوعد بشدة بعرقلة
انتخابات الرئاسة المزمع اجراؤها في 20 أغسطس اب.
وفي تعبير اخر عن تفسير طالبان المتشدد للاسلام حذرت احدى الرسائل
الناس وخصوصا الصغار من استخدام معدات ذات تقنية عالية مثل الهواتف
المحمولة المزودة بمزايا التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
وجاء في احدى الرسائل التي حصلت عليها رويترز يوم الاثنين "أصحاب
الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات عليهم ألا يلتقطوا صورا لنساء أو
صبية وسيمين لا تربطهم بهم قرابة في هواتفهم.. فهذا مناقض للشريعة
الاسلامية."
وأضافت "على الناس أن يفكروا في هويتهم الافغانية بدلا من شراء
الهواتف البراقة."
وجاء في الرسالة أيضا أنه يتعين ألا تتضمن الهواتف المحمولة "لقطات
فيديو غير أخلاقية" أو رنات عليها ايات قرانية أو رسائل تتضمن اساءات
لافراد أو قبائل. واعتبرت مثل هذه المخالفات "جريمة خطيرة" لا بد من
المعاقبة عليها عقابا شديدا. وتظهر "الرسائل الليلية" خلال الليل في
مساجد وعلى جدران قرى غزنة.
وجاء في رسالة أخرى "لكي تفشل هذه العملية غير الشرعية سيشن
المقاتلون هجمات مكثفة على مراكز الاقتراع ونحذر الناخبين بوجوب بقائهم
في منازلهم اعتبارا من اليوم السابق للانتخابات." |