قصص وآراء للغدر والوفاء في حياة آدم.. وحواء

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: كان يتحدث عن صديقهِ العاشق والزوج الوفي الذي فقدَ زوجته ونصفه الآخر اثر حادث مؤسف فأصبح يرتاد قبرها يومياً بعد ن يحزم أمتعته الضرورية من ماء وطعام ليمضي بجوار ذلك القبر ساعات وساعات مستعيدا ذكريات الأمس الجميلة مع إنسانة ملكت كل جوارحه.

هذه الحالة استمرت سنوات عدّة وأخذت منه الأحزان مأخذها، مما اضطر الأهل والأصدقاء لوضع حد لتلك المأساة وتلك التصرفات، وبرغم من رفضه لجميع عروضهم لكنه رضخ  أخيرا لقرار الزواج بأخرى ليبدأ معها حياة جديدة، قصة اقرب ما تكون الى الخيال وروايات العشق التي نسمعها لكنها حقيقة ملموسة في مجتمعنا المعاصر نقلها لنا الأخ أبو فاطمة لتكون مدخلا لتحقيقنا الخاص عن الغدر والوفاء في حياة ادم وحواء، والذي جمعنا من خلاله مجموعة من الآراء والقصص الواقعية بهذا الخصوص.

فها هي الأخت(س) تتحدث لـ(شبكة النبأ) عن سيدة وأم لطفلين تزوجت في صغرها بإجبار من الأهل فتحولت حياتها الى مأساة وحزن وتحولت هي الى شيطان غادر، فتناست كل قيم الأخلاق والوفاء وعمدت الى ان تكوّن علاقة مشبوهة ومحرّمة مع مراهق يصغرها عشر سنوات بعد ان أغرتهُ بحبها لتوقعه في مهاوي الرذيلة وتسيطر عليه..

 لم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل اتفقت مع عشيقها على قتل زوجها وأبو طفليها ان صح ذلك، فكانت هي من أجهز عليه، وبيدها لفظ أنفاسه الأخيرة التي طالما تنفستها وهي معه! حادثة تقشعر لها الجلود ويهتز لها الضمير.. ففي ساعة ضعف خسرت تلك المجنونة كل شيء الزوج والأبناء... والعشيق!!

قصة أخرى تنقلها الأخت (ا.ع) لـ(شبكة النبأ) وهي قصة حب استمرت لسنوات بطلتها سيدة عشقت بصدق فآثرت على نفسها انتظار حبيبها الذي تزوجَ غيرها وابتعدَ عنها لينشغل بأهله وعائلته، لكنها بقيت تحتفظ بحبها وذكرياته الجميلة رافضة كل من تقدّمَ للزواج منها..

و مشيئة الله كانت أقوى، فقد عاد أليها وتحققَ حلمها لترتبط بمن تحب بعد خمسين عاما من المعاناة، فقد تزوجها الحبيب بعد ان فقد زوجته الأولى وعلم أنها لازلت تنتظره, وفاء وإخلاص وصبر ليس له نظير فهل ياترى عاتبت من تحب عن سنينها الماضية ام انها فضلت السكوت وهي عروس فوق الخمسين؟

قصة وحديث آخر عن شخص مثقف وأستاذ جامعي في الوقت الحالي تزوجَ من أحدى قريباته التي لم يسعفها الوقت ان تكمل تعليمها فعانت معه أيام العوز والحرمان والفقر عندما كان طالبا لا يملك سوى ذلك الزي الجامعي الموحد، زوجة صابرة مجاهده اقتطعت لقمة الخبز من فمها لتطعم أبنائها ولكي لا تعكر صفو الأجواء الدراسية لزوجها الحبيب فتحملت كل شيء وفضلت الصمت والسكوت كي لا تشغل بال زوجها.

لكن بعد ان منَّ الله على أستاذنا ووجد فرصته في الحياة والتعيين وبعد ان امتلأ جيبه الخالي  أنكر كل تلك التضحيات ولجأ للبحث عن إنسانة أخرى بنفس مؤهلاته العلمية!

مبررا ذلك بان زوجته الأولى( أمية) غير قادرة على فهم احتياجاته ولا تتعايش مع أسلوبه ومنهجيته وأفكاره!

أين كانت هذه الأفكار وهذا المستوى عندما كنت فقيرا يأسا لا تملك شيء سوى وفائها وصبرها فهل هذا هو جزاء تلك التضحيات؟

آراء بعد القصص..

بعد هذه القصص استطلعت (شبكة النبأ) بعض الآراء بهذا الخصوص، الأخ أبو عمار يقول: الوفاء شيء جميل واعتقد ان المرأة هي أكثر من يتمتع بهذه الصفة الرائعة وهي متعددة الجوانب، فالوفاء يعني الحفاظ على البيت والأسرة بكل تفاصيلها والوفاء هو الصبر  وتحمل على أذى الرجل والوفاء وهو قلقها وخوفها على مصالح زوجها وأسرتها والوفاء هو دموعها التي تنزل عندما تحس بضعفها على تقديم يد المساعدة لزوجها في شدته.

أما الرجال فوفائهم قليل كما أظن فما ان يحس بلين من أخرى حتى تراه يسارع أليها بعاطفة ورغبة من دون ان يحكم عقلة هذا ما أراه أنا!

 يشاركنا الحديث الأخ كريم مهدي فيقول لـ(شبكة النبأ): علينا ان لا نعمم  هذا الأمر على فئة دون أخرى فهذا ظلم والكل يعرف ان لكل قاعدة شواذ، وأنا اعتقد ان الوفاء والغدر هو نتاج التربية والمحيط فمن يسمح لنفسه ان يغدر بشخص أخر لا بد له ان يستقبل النتائج ويستعد للغدر أو العقاب.

أبو حسين يرى ان أعظم أمثلة الوفاء لدى المرأة فقط، ويستشهد بالمرأة العراقية الصابرة التي عانت ما عانت و تحملت الكثير من الهموم والمآسي ومنهن من بالغت في الوفاء فأصبحت اما وأبا في نفس الوقت والشواهد كثيرة بسبب الحروب الطاحنة التي مرت على العراق ولا زالت تعاني هذه المرأة الصابرة اما عن الرجل فيقول نحن الرجال لدينا وفاء لكن غدرنا أكثر أذا ما كانت هناك مقارنة!!

أبو ماجد يقول: أني أعيش اليوم في وقت قلّ فيه الوفاء ليس بين الرجل والمرأة فقط بل بين جميع أفراد المجتمع دون استثناء، لقد تغير مجتمعنا وأختلف كثيرا قل وفاء الأوفياء من الأهل والأصدقاء لذا فمن الطبيعي ان نتحدث عن قلة الوفاء بين الرجل والمرأة وكلاهما غير وفي في هذا الزمان لكوني احمل صور الوفاء الماضية التي الفتها وتعايشت معها قبل سنوات!!

الأخ ماهر حميد طالب جامعي يقول: سمة الغدر والوفاء ليس ملازمة لأحد فهي نتاج مكتسب بحسب اعتقادي الشخصي لذا علينا ان نحلل أسباب الغدر التي نتكلم عنها ونجد الحلول المناسبة لها فهي وكما أرى مسؤولية مشتركه لا يتحملها طرف واحد، فللغدر دوافع ومبررات لا تأتي من فراغ والغدر سمة الضعيف على ما اعتقد، فعندما اعجز أنا عن المواجه فاني سألجأ الى الغدر والخيانة لإيذاء الطرف المقابل بغض النظر عن النتائج التي ستحصل انها غريزة الانتقام!!!! أما الوفاء فلا يحتاج الى تعليق لكونه وفاء؟

حديثنا عن الغدر والوفاء قد يطول ويتشعب باختلاف القصص والآراء لذا قررنا ان ننهي ما بدئنا تاركين لقارئنا العزيز حرية المشاركة وابداء الرأي متمنين للجميع حياة ملؤها الحب والوفاء..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 7/تشرين الثاني/2009 - 17/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م