العمل التطوعي مرحلة النضج والتكون

برير السادة

العمل التطوعي جهد انساني نابض بالاحساس والشعور بالمسؤولية, يتلمس برفق مواضع الالم والحاجةو ويتدفق نحوها رقراقا صافيا ليرفع عنها مرارة الالم. العمل التطوعي وتر موسيقي يتغنى على اشجانه المنكسرون والضعفاء, ويتعكزونه للوصول لشاطى الحياة.

لهذا كان غيابه او قلة حضورة وندرة المنخرطين فيه علامة من علامات تبلد الشعور الانساني, وترسخ الانانية , وتفاقم حب الذت, والعجز عن تحمل المسؤولية. بل ان غيابه شاهد على ضعف الوعي باهمية وجوده, وفقدان لبيصرة الهدى والحكمة لضرورته في حماية المجتمع وتنميتة ضمن الاطر السليمة والحيوية.

فالعمل التطوعي ابعد من كونه حاجة نفسية تسبغ زخما معنويا, وسلاما رواحانيا على العاملين في اروقته, انه حاجة اجتماعية ملحة له القدرة السريعة والقريبة للوصول لمختلف مواضع الحاجة الانسانية على تنوع مجالاتها واختلافها, لابتعاده عن الكره والتكلف.

ولكم ان تتصورا حجم الجرائم والجنح التي تعصف بالمجتمع, وتهدد امنه واستقراره حال غياب العمل التطوعي, لذى من الضروري ان يساهم ويشارك الكل في العمل التطوعي بكل اشكاله سواء كان مالا, جهدا, فكرا ومعرفة, رغم تفاوت حجم العطاء من فرد لاخر.

العمل التطوعي الذي ارتبط في السابق بالعناء والتعب والملاحقة والسجن, والتعرض لشتى صنوف التعذيب, اضحى اليوم اكثر يسرا وسهوله بسبب الانفتاح و التطور التكنولوجي, وتقلصت حدة الملاحقات والمضايقات قياسا لفترات زمنية سابقة. الامر الذي يجب ان يكون دافعا لبروز وتطور العمل التطوعي, بدلا من ان يكون حبيسا لذاكرتنا التاريخية , ورهينا للتشنج الاجتماعي القائم على التصنيف ....

وعليه نقترحا في نهاية هذا المقال القصير امرين لتطوير العمل التطوعي:

التعريف بالعمل التطوعي ودوره واهميته, عبر مختلف الوسائل المتاحة, الكتابة, النشرات, المحاضرات, وضرورة المشاركة (خصوصا الشباب) لكونه يطور من قدراتهم ويساعدهم على اظهار مواهبهم , ويوفر لهم فرصة للعطاء واكتساب المعارف والتجارب.

الانتقال بالعمل التطوعي من الفردية الى المؤسسات   لقدرتها على استيعاب عدد اكبر من المتطوعين, ولكونها اكثر صمودا واطول عمرا وبقاء,وافضل عطاء و لا تنتهي بانتهاء الافراد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/تشرين الثاني/2009 - 13/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م