
شبكة النبأ: فيما يعتقد الكثير من
المحللين أن احتمال شن إسرائيل ضربة تستهدف البرنامج النووي الإيراني
احتمال كبير حتى إذا لم تكن الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية توافق
على ذلك.
أعلن مدير الوكالة الإيرانية للطاقة أن بلاده ستسمح لخبراء الوكالة
الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشأة تخصيب اليورانيوم التي تم الكشف
عنها مؤخراً في مدينة قم، والتي دفعت معظم الدول الغربية، وفي مقدمتها
الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى توجيه تحذيرات حازمة إلى النظام
الإيراني.
وأضاف صالحي أن المسئولين في طهران يسعون إلى تحديد موعد لزيارة
المفتشين، في حين قال علي أصغر سلطانية، مندوب إيران لدى الوكالة
الدولية أن بلاده خائبة الأمل ومنزعجة للغاية من التصريحات العدائية
وغير المبررة لقادة الدول الأوروبية التي قال إنها قد تهدد تعاوننا
الممتاز مع الوكالة المعنية بمراقبة النشاطات النووية حول العالم.
وأضاف سلطانية، في حديث له نقله تلفزيون برس الإيراني: أخشى من وجود
مخطط طويل الأمد لزعزعة مصداقية واستقلالية الوكالة الدولية للطاقة
الذرية.. نحن نعمل مع الوكالة بصورة سلسة تهدف إلى ترتيب مواعيد لزيارة
المفتشين. بحسب CNN
وفي الإطار عينه، أوردت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية أن محمد
محمدي كلبيكاني مدير مكتب المرشد الأعلى لإيران، علي الخامنئي، قال إن
المنشأة الجديدة "ستبدأ العمل قريباً وستعمي أعين الأعداء" على حد
تعبيره.
كي مون يعبر عن قلقه لنجاد
وفي لقاء عقده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع نجاد، وفقاً
لبيان منسوب لمتحدثة باسم كي مون، فقد عبر الأخير عن قلقه الشديد من
أنشطة إيران المرتبطة باستمرار تخصيب اليورانيوم، كما اتضح من إقامة
منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في البلاد.
وجدد كي مون دعوته إيران إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة
بشكل تام، وإلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حل
كافة القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، وأكد على معارضته الشديدة
لإنكار الرئيس الإيراني المتكرر للمحرقة اليهودية في الحرب العالمية
الثانية.
نووية إيران
من جانب آخر اشتركت صحيفتا الجارديان والاندبندنت في كون العنوان
الرئيسي للصفحة الاولى لكل منهما عن ايران، والانتقادات الغربية لها
اثر كشف بنائها لمفاعل نووي اخر سري.
وان لم تخل الصفحة الاولى لكافة الصحف البريطانية من الموضوع، لكن
الديلي تلجراف والتايمز والفاينانشيال تايمز لم تجعله عنوانها الرئيسي
واهتمت بقضايا محلية واقتصادية.
وهكذا قالت الجارديان ان اعتراف ايران بوجود مفاعل ثاني لم يكشف عنه
منه قبل يعجل بتشديد العقوبات عليها ويقرب الصدام بينها وبين العالم
حول برنامجها النووي.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم ان المعلومات حول المفاعل
الجديد قرب مدينة قم توفرت للاستخبارات الامريكية والبريطانية
والفرنسية منذ شهرين، لكن تم تبادلها في اللحظات الاخيرة قبل ان تبلغ
ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمفاعل.
وتنقل الصحيفة تصريحات القادة الثلاثة، التي ادلوا بها على هامش قمة
العشرين في بيتسبورج، حول الشكوك بشأن ما تكشف عنه ايران وما تخفيه.
وتقول ان مفاوضات جنيف الاسبوع المقبل بين ايران من جهة وامريكا
وفرنسا وبريطانيا والمانيا ومعهم روسيا والصين ستكون حاسمة في مسالة
تشديد العقوبات على طهران.
واذا كانت الصين تتمسك بموقفها المعارض لمزيد من العقوبات على ايران،
تشير الصحف البريطانية الى تغير في لهجة روسيا. وتصف مفاجأة الرئيس
الروسي ديمتري مدفيديف بخبر المفاعل الجديد واشارته الى ان العقوبات قد
تكون حتمية احيانا.
اما في الاندبندنت، وفي صفحة الراي، فيكتب ادريان هاميلتون مطالبا
الغرب بتخفيف حدة لغو الحديث تجاه ايران من اجل سلامة الشرق الاوسط.
يكشف الكاتب في البداية التناقض بين ما قالته وزيرة الخارجية
الامريكية قبل ايام من ان العقوبات على بورما لم تحقق شيئا ويجب
استبدالها بالحوار وما قاله الرئيس الامريكي امس عن العقوبات على ايران.
ويشير الكاتب الى ان ايران موقعة على اتفاقية منع الانتشار للسلاح
النووي، وتبدو حتى الان ملتزمة بها، مع ذلك يشك الغرب، تقوده واشنطن
وتحفزه اسرائيل، في انها تطور برنامج اسلحة سري .
ويرى ان الكشف عن المفاعل الاخر في هذا التوقيت، رغم معرفة الاجهزة
به منذ اشهر، انما يهدف الى تشديد الضغط على طهران قبل اجتماعات جنيف
الاسبوع المقبل.
ويحذر القادة الغربيين من ان التشدد في لغو الحديث يمكن ان ياتي
بنتائج عكسية ويبرر لنظام الايراني عمليات قمع داخلي.
ويخلص ادريان هاميلتون قائلا: الايرانيون من الذكاء بحيث لا يجعلون
اكتوبر اخر معركة، لكنهم من الاعتداد بالنفس بحيث لا يرضخون للتهديدات.
وتريد اسرائيل، كما عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في كلمته في
الامم المتحدة، صداما وتريده بسرعة. وبدا اوباما وبراون وساركوزي امس
وكانهم وقفوا في صف نتنياهو. من اجل الشرق الاوسط، وببعض التعقل، لنامل
ان يخففوا من لغطهم وتتفتح اذهانهم قبل اجتماع الاطراف (في جنيف) .
إيران تضلل
من جهة أخرى قطع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ونظيره الفرنسي،
نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون مشاركتهم في
جلسات مجموعة العشرين بمدينة بيتسبورغ الأمريكية لتوجيه إنذار مشترك
وشديد اللهجة إلى إيران، بعد كشف الأخيرة عن منشأة نووية جديدة.
وهدد أوباما إيران بمحاسبتها وفق المعايير والقانون الدولي بينما
قال براومن إن القيادة الإيرانية تمارس التضليلوتدخل في المفاوضات في
حين تقوم ببناء منشآت جديدة، في حين توعّد ساركوزي طهران بـ وضع كل
الخيارات على الطاولة إن لم تتقدم المفاوضات معها بحلول ديسمبر/كانون
الأول المقبل.
ثم تحدث الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، فاعتبر أن إيران: تأخذ
المجتمع الدولي في مسار خطير، مضيفاً أن الدول الكبرى "حاولت التفاوض
مع قادتها دون نجاح.
وتطرق ساركوزي إلى ما كُشف عن وجود منشأة نووية جديدة في إيران
بالقول: ما كشف اليوم هو استثنائي، وقد جرى بناء المنشأة عبر السنين
بعيداً عن نظر المجتمع الدولي ووكالة الطاقة.. لدينا أزمة ثقة مع إيران،
وكل شيء يجب أن يوضع على الطاولة.
وحذر ساركوزي من خطر منح إيران فرصة إضاعة الوقت في حين تواصل العمل
على برنامجها النووي مضيفاً: إن لم يحدث أي تطور بحلول ديسمبر/كانون
الأول المقبل، فيجب أن تتحمل إيران العقوبات.
أما رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، فقد اعتبر أن ما وصفه بـ
مستوى التضليل لدى إيران أدهش وصدم المجتمع الدولي، مضيفاً أنه لم يعد
أمام الدول المعنية أي خيار سوى رسم خط واضح، أمام طهران.
وأضاف: إذا لم تتعاون إيران سيتم عزلها، ولدينا استعداد لفرض عقوبات
أكبر وأكثر حزماً، والرسالة التي نرغب بتقديمها هي أن على إيران وقف
العمل بالبرنامج النووي.
توضيح الوكالة الذرية
من جهته، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مارك
فيدركير، رداً على استفسارات الصحفيين، إن إيران أرسلت رسالة للوكالة
في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الداري، كشفت فيها عن وجود منشأة
جديدة قيد البناء لتصيب اليوارنيوم.
وأشار إلى أن الرسالة الإيرانية أوضحت أن عمليات التخصيب ستصل إلى 5
في المائة، منوهاً إلى أن إيران أكدت للوكالة "أنه سيتم توفير مزيد من
المعلومات الكاملة في الوقت المناسب."
ورداً على ذلك، طلبت الوكالة الدولية من إيران تزويدها بمعلومات
محددة وحول المنشأة وكذلك السماح بتفتيشها في أقرب وقت ممكن.
طابع سري للبرنامج النووي
من جهته نفى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وجود اي طابع سري
للبرنامج النووي الايراني، وذلك في مقابلة الجمعة مع مجلة تايم
الاميركية بعد كشف معلومات عن وجود موقع ايراني نووي ثان.
وقال احمدي نجاد بحسب مقاطع من المقابلة نشرتها المجلة لا اسرار
لدينا. نعمل داخل اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بحسب رويترز
وكان متحدث باسم الوكالة الذرية اعلن الجمعة في فيينا ان ايران
ابلغت الوكالة في 21 ايلول/سبتمبر انها تبني موقعا نوويا ثانيا لتخصيب
اليورانيوم اضافة الى موقع نطنز.
فيما اردف رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي قائلا
إن نشاط محطة ايرانية لتخصيب اليورانيوم لا تزال تحت الانشاء يقع في
اطار لوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت وسائل الاعلام الايرانية عن صالحي قوله ان بناء المحطة
الجديدة يتفق مع هدف الجمهورية الاسلامية الحفاظ على "حقها الاكيد" في
الحصول على الطاقة النوية السلمية.
وقال صالحي في بيان ان هيئة الطاقة الذرية الايرانية هنأت الزعيم
الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي والشعب الايراني بهذه الخطوة
الناجحة والكبيرة التي اتخذت في اتجاه تقدم وتطوير هذه الصناعة.
وجاء البيان بعد ان اتهم الرئيس الامريكي باراك اوباما وزعماء
غربيون اخرون ايران ببناء محطة وقود نووي سرية وطالبوا ايران بالتوقف
فورا عما وصفه اوباما بأنه "تحد مباشر" للمجتمع الدولي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق يوم الجمعة ان
ايران ابلغتها بأن لديها محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم تحت الانشاء.
ايران ستقطع يد من يعتدي عليها
من جهته وجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مجددا تحذيرا من ان
قواته المسلحة ستقطع يد كل من يجرؤ على مهاجمة الجمهورية الاسلامية
داعيا القوى الاجنبية الى سحب قواتها من المنطقة.
وقال احمدي نجاد في خطاب القاه عند بدء العرض العسكري السنوي للقوات
المسلحة الايرانية ان قواتنا المسلحة على اتم استعداد لمواجهة القوى
الظلامية. واذا اراد احد اطلاق رصاصة على ايران فاننا سنقطع يديه اينما
كان في العالم. لكنه شدد على ان القوة العسكرية لايران قوة دفاعية فقط.
ايران تريد الغاء الاسلحة النووية
وصرح مسئولون يابانيون بأن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ابلغ
نظيره الياباني خلال اجتماع عقد في نيويورك بان إيران تريد التعاون مع
اليابان في العمل على الغاء الاسلحة النووية. بحسب رويترز
وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون بأن ايران تحاول صنع
أسلحة نووية ولكن ايران تقول ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم لا يهدف
الا الى توليد الكهرباء سلميا.
واضاف المسؤولون اليابانيون ان متكي ابلغ نظيره الياباني كاتسويا
اوكادا خلال اجتماع عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم
المتحدة بان ايران لا تنوي امتلاك اسلحة نووية وان عصر الاسلحة النووية
انتهى.
ونقلوا عن متكي قوله ان ايران مستعدة للعمل مع اليابان وهي الدولة
الوحيدة التي عانت من هجوم نووي في جهود حظر الاسلحة النووية.
وقالوا ان اوكادا اوضح ان هناك بعض الشكك الذي يحيط بانشطة ايران
النووية وحث متكي على عقد محادثات صريحة مع ادارة الرئيس الامريكي
باراك اوباما ولكن متكي قال ان ايران لا تنوي اجراء محادثات بشأن "حقوقها"
النووية.
الهجوم المحتمل
واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان هجوما عسكريا محتملا ضد
ايران لن يؤدي إلا الى كسب الولايات المتحدة وحلفائها مزيدا من الوقت
وتأخير البرنامج النووي الايراني من سنة الى ثلاث سنوات.
وقال غيتس في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان، في الواقع، ان كل خيار عسكري
(ضد ايران) لن يؤدي الا الى كسب الوقت. واضاف من جهة اخرى ان هجوما
محتملا ضد ايران سيؤخر من سنة الى ثلاث سنوات تواصل البرنامج النووي
الايراني.بحسب فرانس برس
واوضح غيتس ان ادارة اوباما لا تستبعد فعلا اللجوء الى السلاح لحمل
الجمهورية الاسلامية على وقف تخصيب اليورانيوم الذي تعتبره واشنطن جزءا
من برنامج يرمي الى صنع اسلحة نووية. لكنه قال ان الوقت ما زال متاحا
للخطوات الدبلوماسية وفرض عقوبات جديدة.
واشار غيتس الى ان الطريقة الوحيدة لمنع ايران من حيازة السلاح
النووي هي ان تدرك الحكومة الايرانية ان هذا السلاح يضعف امن (البلاد)
بدلا من ان من يرسخه.
وفي برنامج ذيس ويك لشبكة اي.بي.سي التي استضافته ايضا، اكد غيتس ان
الايرانيين ينوون الحصول على السلاح النووي، لكنه اشار الى ان شكوكا ما
زالت مستمرة حول عزمهم على السعي الى ذلك.
وفي قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ، رفض اوباما استبعاد الخيار
العسكري، مشيرا الى استمرار تفضيله الدبلوماسية حيال ايران، فيما اتهم
شريكاه البريطاني والفرنسي طهران بتطوير موقع نووي سري.
ورد الرئيس الايراني محمود احمد نجاد ان الموقع شرعي بالكامل وانه
ابلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجوده. وبالتالي، دعا احمدي نجاد
نظيره الاميركي الى الاعتذار عن اتهام ايران بانتهاك القوانين الدولية.
ورد غيتس بالقول هذا ليس ورادا. وقال اذا لم يكن البرنامج النووي
الايراني مخصصا سوى لاهداف مدنية، فلماذا لم يكشفوا عن وجود هذا الموقع
عندما بدأوا ببنائه؟ ولماذا لم يسمحوا لمفتشي الوكالة الدولية بتفقده
منذ البداية؟
واضاف غيتس كل ذلك جزء من استراتيجية تقوم على الخداع والكذب
يستخدمها الايرانيون عندما يطرح موضوع برنامجهم النووي. فلذلك ليس
مثيرا للدهشة ان يظن كبار زعماء هذا العالم ان حوافزهم الحقيقية هي
حوافز اخرى وانهم ينوون فعلا حيازة السلاح النووي. |