بايدن في العراق: محاولات ضغط وسط اجواء التوتّر المتزايدة داخليا وخارجياً

 

شبكة النبأ: ضغطَ نائب الرئيس الامريكي جو بايدن على قادة اقليم كردستان العراق من أجل التوصل الى تسوية بشأن كيفية ادارة وتقاسم ثروة العراق النفطية الهائلة وهو موضوع شديد الحساسية بين الجانبين. فضلا عن ملف المناطق المتنازع عليها والذي يشكل هو الاخر قنبلة موقوتة بوجه ادامة الصلة بين حكومة المركز والاقليم الذي تدلّ تصريحات زعمائه على انه في طريق الاستقلال بمجرد اتاحة الفرصة المناسِبة...

وفي سياق الحث نحو انتهاج سياسة استثمار نفطية اكثر جدية وفائدة دعا بايدن المسؤولين العراقيين الى وضع شروط (اكثر سخاء) في تراخيص الامتيازات النفطية بغية جلب المزيد من الاهتمام الخارجي بهذا القطاع الحيوي. مبينّاً ان صفقة اخرى في هذا المضمار تعني توفير 50 الى 60 مليار دولار من الاستثمارات الاضافية في العراق و600 مليون دولار من الايرادات السنوية الاضافية، وعشرات آلاف الوظائف..

بايدن يضغط من أجل الاتفاق بشأن النفط والارض

وقال بايدن انه لا يتوقع أن يحل النزاع الطويل على الارض والنفط بين الاقلية الكردية العراقية والحكومة المركزية التي يقودها الشيعة في بغداد إلا بعد الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني. وينظر الى هذا النزاع على انه التهديد الرئيسي للاستقرار الهش في العراق.

وقال بايدن دون أن يعطي أي تفاصيل محددة عن اجتماعه مع الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي ومسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق "أنا مقتنع بأن هناك نية طيبة ورغبة صادقة في التوصل الى تسوية عادلة."

غير أنه لم تظهر أي بادرة على أن الاكراد الذين حلموا طويلا بدولتهم ويأملون في توسيع حدود اقليمهم الشمالي أو أن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وهو شيعي عربي مستعد للتراجع في اي وقت قريب.

وقبل أن يتوجه بايدن الى أربيل عاصمة كردستان في ثالث أيام زيارته الى العراق قال مسؤول رفيع بالادارة الامريكية ان نائب الرئيس سيكرر ما قاله للقادة العراقيين في بغداد قبل يوم وهو أنه من صالح كل العراقيين "قبول جزء أصغر قليلا من كعكة كبيرة جدا."

كما استغل بايدن زيارته الى العراق وهي الثانية خلال ثلاثة اشهر في الدفع في اتجاه اقرار قانون النفط العراقي الذي عطله النزاع الكردي العربي لسنوات. بحسب رويترز.

ومن شأن هذا القانون ان يرسم الاطار القانوني لشركات النفط العاملة في قطاع النفط في العراق الذي يملك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم لكنه يحتاج الى التمويل الاجنبي كي يدعم الانتاج.

ومازال تحديد صاحب السلطة في توقيع التعاقدات النفطية عالقا بين كردستان ووزارة النفط العراقية.

ووصل بايدن الذي سبق أن اقترح تقسيم العراق الى أقاليم منفصلة بين العرب السنة والعرب الشيعة والاكراد الى بغداد يوم الثلاثاء من أجل الدعوة لمزيد من الوحدة السياسية في العراق بينما توجه الادارة الامريكية تركيزها نحو أفغانستان.

ومع انخفاض مستوى العنف بشكل عام يظل التوتر بين السنة والشيعة والاكراد مصدرا لتهديد استقرار العراق.

وتقع أغلب أعمال العنف في مناطق يعيش فيها العرب والاكراد وأقليات أخرى معا مثل كركوك المدينة المنتجة للنفط التي يريد الاكراد ضمها.

ويخشى البعض من أن يؤدي النزاع الى اشعال قتال جديد في العراق الذي يتعافى من سنوات من العنف الطائفي الذي بدأ مع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأدى الى مقتل عشرات الالاف.

بايدن يحض العراق على ان يكون اكثر سخاء في التراخيص النفطية

من جانب آخر دعا بايدن المسؤولين العراقيين الى وضع شروط "اكثر سخاء" في تراخيص الامتيازات النفطية بغية جلب المزيد من الاهتمام الخارجي بهذا القطاع الحيوي.

وقال بايدن خلال اجتماعاته مع كبار المسؤولين ان "الجولة المقبلة من عطاءات امتيازات النفط ينبغي ان تكون وفقا لشروط اكثر سخاء لجلب مزيد من الاهتمام الخارجي. فقط واحدة من ثماني صفقات تم اقرارها في وقت سابق العام الحالي".

ورفضت حوالى 30 شركة نفطية عالمية اخر حزيران/يونيو الماضي المشاركة في جولة التراخيص الاولى لعقود النفط لاسثتمار ستة من الحقول النفطية العملاقة، بالاضافة الى حقلين للغاز.

وفاز ائتلاف بين شركة "بي بي" البريطانية و "سي بي ان سي" الصينية، باحد الحقول النفطية، وهو حقل الرميل العملاق في البصرة. بحسب رويترز.

واضاف بايدن ان "صفقة اخرى تعني 50 الى 60 مليار دولار من الاستثمارات الاضافية في العراق و600 مليون دولار من الايرادات السنوية الاضافية، وعشرات آلاف الوظائف". بحسب فرانس برس.

وتابع "في نهاية المطاف، نرى ان من مصلحة كل عراقي القبول بحصة أصغر من كعكة اكبر" مضيفا ان "مسؤولين عراقيين اقروا بانهم تعلموا الكثير من الجولة الاولى من العطاءات".

وقد اكد وزير النفط حسين الشهرستاني في فيينا قبل اسبوع ان الجولة المقبلة من التراخيص ستجري في كانون الاول/ديسمبر المقبل، وستشمل 15 حقلا نفطيا كما ستكون مفتوحة امام 45 شركة نفطية.

وحول اقرار مشروع قانون النفط والغاز في البرلمان، قال بايدن "من الصعب في اي بلد تحقيق تقدم حاسم حول اي قضية خلال موسم الانتخابات". وما يزال المشروع في ادراج المجلس النيابي بسبب الخلافات العميقة بين الكتل السياسية.

ويحتل العراق المرتبة الثالثة عالميا بعد السعودية وايران من حيث الاحتياطي النفطي المؤكد مع 115 مليار برميل. ومع ذلك لم يتم تطوير الحقول النفطية منذ عدة عقود بسبب الحروب والحظر الدولي الذي كان مفروضا بين 1990 و2003. وينتج العراق حاليا 2,4 مليون برميل يوميا يصدر منها حوالى مليوني برميل خصوصا من حقول حول البصرة (جنوب).

المالكي لبايدن: دول بالمنطقة تتدخل بالشأن العراقي وتسعى للتأثير في الانتخابات

ومجددا اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي لدى لقائه ببغداد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، دولا لم يسمها في المنطقة بالتدخل بالشأن العراقي والسعي للتأثير على الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وجدد المالكي اتهام البعثيين بالوقوف وراء تفجيرات “الأربعاء الدامي” التي قال إنها كانت تهدف لـ “نسف” العملية السياسية.

ونقل البيان، الذي صدر عن المالكي وصفه لتفجيرات “الأربعاء الدامي” التي استهدفت منتصف الشهر الماضي وزارتي الخارجية والمالية ببغداد وأوقعت عشرات القتلى والجرحى بأنها “كانت مخططا لنسف العملية السياسية، وكشفت عن تطور نوعي في عمل المنظمات الإرهابية”،  متابعا “ان حزب البعث هو المسؤول المباشر عن تنفيذها، وقد كانت هذه المخططات واضحة بالنسبة لنا”.

واتهم المالكي، بحسب البيان، “بعض الدول في المنطقة” بأنها “تتدخل في الشأن العراقي وتسعى للتأثير في الانتخابات المقبلة”. في إشارة للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم 16 كانون الثاني يناير 2010.

وكانت الحكومة العراقية اتهمت سوريا بإيواء عناصر بعثية قالت إنها مسؤولة عن تفجيرات الأربعاء ما أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين سحبا على اثرها سفيريهما، وتصاعدت الأزمة بعد طلب  الجانب العراقي من مجلس الأمن تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن التفجيرات، قبل أن تتدخل تركيا وإيران وجامعة الدول العربية عبر وساطات نجحت في تخفيف الأزمة. بحسب اصوات العراق.

ونقل البيان عن المالكي قوله “ان الانتخابات المقبلة ستعزز التجربة الديمقراطية في العراق وستكون بعيدة عن الطائفية والعرقية، وسيعتمد فيها البرنامج الوطني بدلاً من البرامج الطائفية”. مبينا ان الحكومة “ستبذل أقصى جهودها لإجراء هذه الإنتخابات في أجواء آمنة وحرة ومستقرة”.

وقال المالكي بحسب البيان “ان التحسن في الظروف الإقتصادية العالمية سيساعد في تفعيل إتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين ويدفع عملية البناء والإعمار في العراق إلى الأمام”، معتبرا أن مؤتمر الإستثمار الذي سيعقد في واشنطن الشهر المقبل “سيشكل فرصة جديدة للشركات العالمية للمشاركة في عملية البناء والإعمار والإستثمار”.

ونقل البيان عن نائب الرئيس الاميركي قوله “نحن ندين الاعتداءات الإرهابية التي حدثت في الشهر الماضي والتي يراد منها استهداف العملية السياسية في العراق والوحدة الوطنية”، مضيفا “أن العراقيين سيتمكنون من الإنتصار على من يقومون بهذه الأعمال الإجرامية”.

وتابع أن بايدن “شدد على أهمية الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتزام الولايات المتحدة بالعمل مع الحكومة العراقية وتقديم شتى أنواع المساعدة في هذا المجال، مشيراً إلى أهمية مؤتمر الإستثمار الذي سيعقد في واشنطن الشهر المقبل على الواقع الإقتصادي في العراق.

الجيش الأمريكي يغلق أكبر معسكر احتجاز في العراق

من جهة اخرى وفي اطار التوجهات نحو استلام المهام المختلفة من الجيش الامريكي، أغلقت الجهات الأمريكية أكبر معسكر احتجاز تابع لها في العراق، فيما تواصلَ الإفراج عن آلاف الأشخاص الذين اعتقلتهم القوات الامريكية منذ الغزو الأمريكي عام 2003 أو تسليمهم للسلطات العراقية.

واتفق على إغلاق معسكر بوكا وهو سجن شاسع في صحراء جنوب العراق بالقرب من الكويت في إطار الاتفاقية الامنية الثنائية التي وقعت العام الماضي والتي تلزم القوات الامريكية بانهاء برنامجها الواسع للاحتجاز في العراق والذي يتكلف 300 مليون دولار سنويا.

وضم بوكا في وقت ما 14 ألف معتقل أغلبهم احتجز لشهور أو سنوات دون توجيه اتهامات ودون السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم أمام محكمة. واحتجز بعضهم في حاويات شحن من الصلب ملحق بها حمام وجهاز لتكييف الهواء.

وقال بيان للجيش الامريكي ان عدد المحتجزين تضاءل قبل اغلاق المعسكر رسميا، عندما غادرت طائرة نقل تقل آخر مجموعة تضم 180 محتجزا البصرة الى سجن حربي آخر في بغداد. بحسب رويترز.

وتلزم الاتفاقية الأمنية التي تدعو أيضا لانسحاب كل القوات الامريكية من العراق بحلول عام 2012 الولايات المتحدة باطلاق سراح المحتجزين الذي لا يواجهون أوامر اعتقال أو احتجاز عراقية. واحتجزت القوات الأمريكية ما يقرب من 100 ألف شخص في العراق منذ عام 2003.

وبعد إغلاق معسكر بوكا يبقى نحو 8300 محتجز في معسكرين أمريكيين هما معسكر كروبر قرب مطار بغداد ومعسكر التاجي شمالي بغداد.

ولم تحدد الاتفاقية موعدا لانتهاء تسليم السجناء لكن القادة الامريكيين توقعوا أن يتم ذلك في ديسمبر كانون الاول أو يناير كانون الثاني. ومن المقرر أن يسلم معسكر التاجي الى العراق في العاشر من يناير كانون الثاني.

وقال البريجادير جنرال ديفيد كوانتوك قائد عمليات الاحتجاز الأمريكية للصحفيين "اذا كان علي أن أحول عملية النقل الى ما بعد موعدها لانهم غير مستعدين فسوف أحولها الى ما بعد موعدها". وقال "اذا لم يكونوا مستعدين (لتسلم معسكر التاجي) فلن يحصلوا عليه."

وافتتح بوكا في أعقاب فضيحة سجن أبوغريب عام 2004 عندما صدمت صور جنود أمريكيين يسيئون معاملة معتقلين عراقيين ويهينوهم جنسيا في سجن بغرب بغداد العالم وساعدت في إذكاء التمرد.

ويقع معسكر كروبر داخل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العراق بالقرب من مطار بغداد. ويتمتع أغلب المحتجزين المقسمين حسب انتماءاتهم الطائفية الى سنة وشيعة بحرية الحركة خارج المجمعات الموجودة في الهواء الطلق التي يعيشون فيها وتحيط بهم الأسوار الفولاذية والاسلاك الشائكة القاطعة والمنصات التي يقف عليها جنود الحراسة.

ولدى هؤلاء المحتجزين فرصة المشاركة في دروس للحاسب والحياكة ويحصل كل محتجز على مصحف. بينما يعزل المحتجزين الذين ينظر اليهم على أنهم خطرون في أماكن منفصلة.

جنود امريكيون يطلقون النار على عراقي ألقى حذاءه عليهم

وتكررت حالة قذف الامريكان بالحذاء، فقد اصيب رجل عراقي بجروح خطيرة بعد ان ألقى شيئا على جنود امريكيين اعتقدوا انه قنبلة يدوية في حين قال شهود انه حذاءه.

وقال بيان للجيش الامريكي ان جنود مشاة البحرية الامريكية اطلقوا النارعلى الرجل فاصابوه اثناء قيامهم بدورية مع قوات عراقية في مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار الغربية.

وقالت اللفتنانت راشيل بيتي المتحدثة باسم القوات الامريكية في غرب العراق "شاهد مشاة البحرية الشيء يلقى على السيارة وعرفوه بانه قنبلة يدوية."وقالت انه لم يتم انتشال هذا الشيء.

وقال جاسم محمد الذي شاهد الواقعة انه رأى رجلا يلقي حذاءه على الدورية الامريكية وهي شيء نادر في الفلوجة منذ انسحبت القوات الامريكية المقاتلة من المدن في يونيو حزيران وفقا للاتفاقية الامنية الثنائية.

وقال انه على الفور وجه جندي امريكي في سيارة همفي بندقيته اليه واطلق النار.

وقال احمد محمد الطبيب في مستشفى بالفلوجة ان الرجل يعمل ميكانيكيا وهو في الثانية والثلاثين من عمره ويدعى احمد لطيف واصيب برصاصة في صدره. واجريت عملية جراحية له مساء الخميس و لايزال في حالة حرجة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/أيلول/2009 - 1/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م