
شبكة النبأ: يشهد العالم تغيراً
سياسياً واقتصادياً في ظل حكومة الرئيس أوباما، الذي تختلف طريقة
إدارته نوعا ما عن الرئيس السابق جورج بوش الذي خلف بدوره إرثا مُحملا
بالمشاكل السياسية والعسكرية تحديدا، فالولايات المتحدة أقدمت على
تغيير خطابها السياسي تجاه الدول العربية والاسلامية على وجه الخصوص
وهذا ما أوحى به الرئيس أوباما في تصريحات له، إضافة الى أنه أولى
أهتماما كبيرا الى دولة شبه نووية كايران التي توشك بدورها أن تفوت
فرصة تستطيع من خلالها تغييرعلاقتها مع أمريكا التي تسعى بادارتها
الجديدة للتوصل الى علاقات بينها وبين باقي الدول التي تختلف معها
أوتخالفها، الزعماء الايرانيون بدورهم لايسعون لأي مفاوضات أو توافق مع
نهج اوباما واعتمدوا سياسة المد والجزر في حراكهم الذي يأخذ طابعا
قلقاً لايمكن أن تسير في ظله أية مفاوضات أوحل، فالنظام الايراني قلق
ولايمتلك رؤية واضحة تحدد نوع العلاقة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي
يخشاه الرؤس في النظام من أن نظام اوباما لايسمح لهم الحصول على نفس
الفرصة التي حصلوا عليها من قبل في زمن إدارة الرئيس بوش التي فسحت
المجال نوعا ما أمامهم من أجل توحيد الخطاب وتقوية البرنامج النووي، في
وقت يأمل فيه الكثير من الايرانيين أن يتحسن مستوى الاقتصاد والتخلص من
الحكم الحالي وتحت قيادة جديدة.
الانتخابات التي جرت مؤخرا في ايران فما حصل من عملية تزوير وزج
المتظاهرون في السجون وممارسة التعذيب دلت كل هذه الأحداث عن عمق
الفجوة بين الشعب والحكومة من جانب وبين القادة نفسهم من جانب آخر.
ودلت الأحداث التي أعقبت الانتخابات على ان الثورة الايرانية التي
اقيمت على يد آية الله الخميني عام 1979 التي كان من أولوياتها التحرر
من الاستعمار أخذت منحى آخر حيث لايبدو اليوم أن الذين يحكمون ايران
يتمتعون برؤية تحررية فعامل القومية القديم والخطاب المؤدلج تجذر بشكل
فاعل في النهج المتبع في إدراة العملية السياسية، مما دفع العقلية
الحاكمة من استخدام سيناريوهات على مسرح الجريمة المنظمة، فما عليهم
إلا أن يعلموا أن هذا النهج لايدوم طويلا فالانتخابات القادمة ستثبت
للايرانيون وللعالم أن مايجري في ايران من كبت للحريات وتكميم الأفواه
هو محاولة لحماية رجال السلطة والمحافظة على مناصبهم.
أما الجديد في فكرة احتواء الولايات المتحدة الامريكية لايران فانها
تكمن في عدة أمور.
- التقليل من شأن الحكومة الدينية ومحاولة عدم قيام حكم ديني.
- انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وبهذا سيتوجه الرأي العربي
بمساعدة الولايات المتحدة واسرائيل لمواجهة ايران.
فأن عدم الاستقرار السياسي والامني يقوض الفرصة أمام واشنطن وتل
أبيب لهيكلة المنطقة وفق مايخدم ملحتهما. في وقت يرى فيه محللون
سياسيون أن سياسة الاحتواء هذه ستكون لها عواقبها وخيمة.
- اذا سمح لايران بالمضي قدما في برنامجها النووي سيجعل أكثر من 36
دولة تسلك نفس الطريق على سبيل الاحتياط. مما يُحتم على واشنطن ان تنهي
ملف البرنامج النووي. |