اسرائيل تنفّذ مخططات تهويد لوجه القدس التاريخي

 

شبكة النبأ: قال مثقفون عرب في مؤتمر بالقاهرة ان اسرائيل مدعومة بقوتها العسكرية وتأييد الولايات المتحدة تفرض سياسة الامر الواقع في المنطقة انطلاقا من احكام السيطرة على مدينة القدس التي شددوا على وجود مخططات الان لتهويدها بهدف تغيير وجهها الحضاري.

وقال الكاتب السوري حسين جمعة في ختام جلسات مؤتمر (القدس وثقافة المقاومة) ان الدعم الرسمي والشعبي "الغربي والامريكي" يشجع اسرائيل على خططها "لتهويد الارض والثقافة والانسان وفق توظيف ديني عنصري" وان قادة اسرائيل يتبارون في الاستمرار في تنفيذ سياسة التهويد وحين يتحدثون عن دولة فلسطينية فهي في رأيهم منزوعة الارادة والقوة والسيادة وتابعة "لدولة الكيان الصهيوني" ولا علاقة لها بالقدس.

وأضاف في بحث عنوانه (مصير القدس في ظل مشروع التهويد) أن الولايات المتحدة تعترف بما سماه الوجود القومي الصهيوني العنصري.

وقال "نؤكد مرة بعد مرة أن (الرئيس الامريكي باراك) أوباما لم يطلب ايقاف المستوطنات الصهيونية أو ازالتها وانما طلب تجميدها واضافة دولة فلسطينية وفق المنظور الصهيوني" مضيفا أن هذا يحدث في حين ما زال العرب يطرحون مبادرة السلام على أنها المشروع الوحيد للتسوية دون أن يتبنوا ثقافة المقاومة.

وشارك جمعة في المؤتمر الذي اختتم مساء يوم الخميس واستمرت جلساته ثلاثة أيام ونظمه اتحاد كتاب مصر بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 وشارك فيه باحثون وشعراء من مصر وسوريا وفلسطين والسودان ولبنان والكويت والاردن والامارات العربية المتحدة والبحرين والجزائر.

وقال جمعة ان لتوسيع الاستيطان في القدس مغزى خطيرا "للوصول الى تهويدها كاملة عام 2010" مشددا على أن اصرار اسرائيل على التوسع في عمليات الاستيطان يهدف الى قتل روح "المقاومة" والحصول على مزيد من التنازلات في عملية التطبيع وان خطط التهويد تشمل تهويد المكان "وتهويد السكان أنفسهم وفق أكاذيب توراتية خرافية."بحسب رويترز.

وأضاف أن المسجد الاقصى تحيطه الان مستوطنات وأحياء يهودية هي جزء من خطط الاستيطان العمودي في القدس والذي لا يقل في رأيه خطورة عما سماه الاستيطان الافقي في الضفة الغربية.

ووصف القدس بأنها تتسرب من بين أصابع أهلها رغم اصرار النظام الرسمي العربي وبعض "الذين سقطوا في الوهم" على التمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أعلن عنها عام 2002.

وقال الكاتب المصري محمد محمود أبو غدير ان اسرائيل أدركت تداعيات قرار منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) باعتبار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 فوضعت العراقيل حتى لا يتحول الى سلسلة من الانشطة الفلسطينية والعربية والعالمية التي تؤثر على " المخططات المنهجية" لتهويد القدس.

وأضاف في ورقة عنوانها (القدس بين الدين والسياسة في اسرائيل) أن اسرائيل تسعى لتحويل القدس بقسميها الغربي والشرقي الى مدينة يهودية لدولة يهودية.

واستشهد أبو غدير بقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوليو تموز الماضي "ان القدس هي عاصمة للشعب اليهودي في دولة اسرائيل اليهودية" واشترط على العرب والفلسطينيين الاعتراف أولا   "باسرائيل كدولة يهودية" كشرط لاستئناف مباحثات السلام.

الاحتلال يحيط القدس بأسوار لم تشهدها مدينة في التاريخ

وفي نفس السياق وصف رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين مدينة القدس بأنها مهددة ومحاصرة بعدد من الاسوار منها أسوار الاسمنت وأسوار الدبلوماسية مضيفا أن المواطن المقدسي الى الان غير معرف قانونا بما يفيد حقه في المواطنة وامتلاكه بيتا.

وقال الشاعر المتوكل طه ان "المحتل (الاسرائيلي) استطاع أن يسور المدينة المقدسة بعدد من الاسوار لم تشهدها مدينة في التاريخ من قبل" اذ أقام أسوارا من الاسمنت وأسوارا من الاسلاك الشائكة وأسوارا من المستوطنين.

لكن الاكثر قسوة في رأيه "أسوار من الصياغات الدبلوماسية والتواطؤ الدولي تسمح للمحتل أن يستفرد بالقدس وأن يسورها" مشددا على أن السور الدبلوماسي يفصل القدس عن محيطها وشعبها الفلسطيني وأن مفهوم السور أو الحاجز "ليس أمنيا على الاطلاق" لكن له أبعادا اقتصادية اجتماعية ونفسية أكثر خطورة اذ يفكك "جماعة الفلسطينيين" الى كتل بشرية صغيرة يسهل التحكم فيها والسيطرة عليها.

وقال طه في ورقة يشارك بها في مؤتمر (القدس وثقافة المقاومة) بمقر اتحاد كتاب مصر بالقاهرة ان "المحتل" يستبق الزمن لكي يتمكن من "فرض الواقع والوقائع قبل أي تسوية يتم التوصل اليها فرضا أو طوعا... أي تسوية سياسية ستكون ضمن موازين القوى الحالية لصالح المحتل بالتأكيد" مضيفا أن التنازلات ستكون على حساب الطرف الفلسطيني الاضعف. بحسب رويترز.

والمؤتمر الذي افتتح مؤخرا يُعقد بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 ويشارك فيه باحثون وشعراء من مصر وسوريا وفلسطين والسودان ولبنان والكويت والاردن والامارات العربية المتحدة والبحرين والجزائر.

وقال طه في كلمة عنوانها (مقاومة المكان المقدس.. اليات التطبيع ونقيضه) ان أحياء عربية في القدس اختفت أو معرضة للاختفاء أو التهويد كما "ثبت أن ما يقام تحت المسجد الاقصى مدينة توراتية كاملة" وهو سلوك ينسف في رأيه أي استعداد أو تصور اسرائيلي لقيام دولة فلسطينية ولا يختلف اليسار عن اليمين في هذا التوجه.

وتساءل عن جدوى التطبيع في مثل هذه الظروف. وقال ان التكيف والتعايش مع الاحتلال "هو شكل صاعق من أشكال الازمة ومن أشكال الهزيمة أيضا" وأن المحتل يعتقد أن على الطرف العربي أن يقدم حسن النية وأن تكون العلاقات كلها على حسابه.

واستعرض علاقات أطراف "في المنطقة" باسرائيل قائلا ان بعضها على علاقة ما بالمحتل منذ أكثر من 60 عاما و30 عاما وعشرة أعوام "ولكن المحتل يهددها ويبتزها ويستغلها ويخونها أمام جماهيرها" كما يهددها " بالجواسيس" وبخلخلة الامن الاجتماعي والصحي والاقتصادي واثارة قضية الاقليات الدينية.

وقال ان التطبيع ربما يستمر فترة ولكنه سينتهي "بالتأكيد. لانه ضد رؤيتنا لانفسنا وحقوقنا ومشروعنا من جهة ولانه ضد البنية النفسية للمحتل ذاته الذي لا يطيق أحدا ولا يتعايش مع أحد" لافتا الانتباه الى أن القدس التي يعلن عنها عاصمة للثقافة العربية 2009 لا يستطيع أحد أن يصلها أو يقيم فيها نشاطا "فهل نتكيف أو نتعايش مع القدس محتلة.. العرب يحتفلون بثقافتهم في مدينة محتلة لا يمتلكون (القدرة على)الوصول اليها."

وتساءل.. أليس في الامر بعض فانتازيا.

وأشاد الاديب المصري قاسم مسعد عليوة عضو مجلس ادارة اتحاد كتاب مصر بورقة طه التي طبعت مع عدد من الدراسات في كتاب خاص بهذه المناسبة. وقال عليوة لرويترز ان هذه الورقة هي بمثابة "مانفستو" ثقافي وسياسي مناسب لهذه المرحلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/أيلول/2009 - 24/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م