بعد تعذر إزالتها: المخلفات الحربية وباء جديد يفتك بمواطني محافظة ميسان

انتشار الإصابة بسرطان الثدي والجهات الحكومية تتنصل من المسئولية

عدسة وتقرير: حيدر الحسني

 

شبكة النبأ: ميسان من بين المحافظات التي تعاني من تلوث بيئي جراء وجود المخلفات الحربية التي تعتبر مصدرا للتلوث لما تحتوي من مواد ضارة ومواد مشعة بالإضافة الى انفجارها بين الحين والآخر مسببة بمقتل العديد من الأبرياء.

هذا وقد خصص مجلس محافظة ميسان مبلغا قدره 300 مليون دينار من اجل إنشاء موقع لطمر المخلفات الحربية المنتشرة في بعض المناطق السكنية والتي شهدت بعض الوفيات بسبب الإصابة بمرض السرطان كما ذكر رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة ميسان.

وقال عدنان حمودي: ان الموقع سيقام في المنطقة الصناعية (غرب مدينة العمارة) وبتكلفة مقدارها 300 مليون دينار، إذ سيتم جمع المخلفات الحربية من جميع المناطق السكنية لطمرها في الموقع للحيلولة دون إصابة المواطنين بالأمراض التي تسببها هذه المخلفات.

في السياق ذاته أصيب مجموعة من الأطفال بعد انفجار صاروخ كان ملقى داخل حي سكني من المخلفات الحربية والذي أدى الى وفاة خمسة أطفال وإصابة ثمانية بجروح بليغة منتصف الشهر الماضي، والذي سبب بحالة من الخوف لدى أهالي الحي الذي يعانون من وجود تلك المخلفات الغير معالجة من الانفجار في أي لحظة .

من جانبه قال مدير بيئة ميسان المهندس سمير عبود: ان دائرة البيئة ومنذ فترة طويلة طالبت الجهات المختصة بضرورة القيام بطمر المخلفات الحربية المنتشرة في بعض مناطق المحافظة كون البعض منها يحتوي على إشعاعات خطيرة .

وبشأن ما يشاع عن وجود  بؤر ملوثة باليورانيوم المشع داخل المدينة أجاب عبود : نعم لدينا كشوفات ميدانية على المخلفات العسكرية الناتجة عن الحروب السابقة.

وفعلا تم اكتشاف مجموعة من المخلفات الملوثة باليورانيوم المنضب وتحديدا في موقع لتجميع السكراب داخل المنطقة الصناعية في مدينة العمارة إضافة إلى موقع دبابة قرب سيطرة ناحية كميت  تم تنبيه المواطنين عن مدى خطورة التقرب الى تلك المواقع والتي من الممكن ان يصاب بأمراض خطيرة .

وأكدت مصادر في صحة ميسان ازدياد حالات الإصابة ببعض الأمراض ومنها السرطان وخصوصا لدى النساء حيث تم تسجيل حالات عديدة من الإصابة بمرض ( سرطان الثدي ) فضلا عن الخسائر البشرية والمادية التي تخلفها تلك المخلفات في حالة انفجارها .

وأشار الدكتور احمد نوري معاون مدير الصحة بقيام الصحة مؤخرا للعديد من الفعاليات لتعريف المواطنين بمخاطر التلوث البيئي والمخلفات الحربية الموجودة في بعض مناطق المحافظة وخصوصا الاطفال الذين يتعرضون الى الإصابات جراء العبث بتلك المخلفات .

وعلى صعيد متصل أفاد وكيل الرقابة البيئية في هيئة حقول نفط ميسان: أن الشعبة تعاني من نقص حاد في الأجهزة والمعدات الضرورية للقيام بعملها لكشف التلوث البيئي مثل كاشفات المواد الهيدروكربونية أو الغازات السامة المنبعثة من المنشآت النفطية.

وحذر وكيل شعبة السلامة والإطفاء في الهيئة: من مغبة التهاون في نقص الأجهزة والاعتماد على أساليب بدائية مثل استخدام حاسة الشم للتعرف على الغازات السامة  محذرا من الأضرار الكبيرة التي ستحصل في حال وقوع أية كارثة بيئية.

وكذلك سعت جمعية الهلال الأحمر العراقي بنشاطات عديدة في المناطق الموبوءة والتي تحتوي على المخلفات الحربية كالألغام والصواريخ الغير منفلقة بمجموعة من اللقاءات والمحاضرات التي تسلط الضوء على أنواع هذه المخلفات والخطورة التي تسببها وخصوصا أثناء التقرب أليها، كما عرضت الجمعية مجموعة من النماذج للصواريخ والألغام وكذلك مجموعة من الصور لبعض الأشخاص  الذين أصيبوا إصابة مباشرة أثناء عمليات الرعي او الفلاحة.

وفي سؤالنا عن جدية المعالجات التي اتخذتها بيئة ميسان للحد من انتشار الإشعاعات الناجمة عن المخلفات الحربية اجاب سمير عبود: نعم هناك جدية بهذا الامر الذي لا يتعلق بالبيئة فقط بل على العكس فهو من مسؤولية الجميع ابتداءا من المواطن ومجموعة من الدوائر المعنية ، فقد تم تقديم مقترح إلى مجلس المحافظة بتشكيل لجنة لتحديد موقع وفق التحديدات البيئية لغرض طمر هذه النفايات الملوثة و وفق التعليمات الدولية التي تتضمن انشاء محجر للنفايات النووية المشعة وتم أختيار الموقع وما زال موضوع تنفيذ المحجر قيد الدراسة بين ديوان المحافظة ورئاسة المجلس.

واضاف: لم نترك الأمر سائبا فقد أعلمنا الجهات الرسمية في الوزارة بهذا الموضوع بالإضافة لقيامنا بوضع العلامات التحذيرية والإشارات الخاصة حول تلك البؤر لمنع الناس من الاقتراب منها أو العبث بها كما تم أخذ تعهد قانوني من صاحب موقع السكراب الملوث في المنطقة الصناعية بعدم استخدام أو نقل أو بيع هذه المخلفات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/أيلول/2009 - 20/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م