ادوارد كنيدي: تتطلعات لسناتور مثيل وشكوك حول مستقبل عائلته

شبكة النبأ: غابت شمس واحدة من اشهر العائلات التي اشتغلت بالسياسة اذ لا ينتظر بزوغ اي وريث لاسم إدوارد كنيدي يتمتع بنفس المزيج من الوقار والطموح والشهرة. وإدوارد كنيدي (22 فبراير 1932 - 25 أغسطس 2009)، سيناتور ديموقراطي وشقيق الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي.

ولد في بوسطن (شمال شرق) وكان الأصغر بين الأولاد التسعة لجوزف وروزا كينيدي. درس القانون في جامعة هارفرد ومدرسة الحقوق في جامعة فرجينيا وفي السياسة بقي في ظل شقيقيه الاكبرين حتى اغتيال روبرت في حزيران/ يونيو 1968 خلال الحملة الانتخابية ليصبح فيما بعد من كبار وجوه اليسار الأمريكي.

فمن المجالات التي حظيت بأكبر خدمات من السناتور الامريكي ادوارد كنيدي الصناعة الدفاعية التي يأمل القائمون عليها أن يكون خليفته على شاكلته. ويقول محللون لشؤون الدفاع انه بعد أن أصبح مقعد كنيدي في لجنة القوات المسلحة شاغرا بعد وفاته فان عدة برامج ربما تواجه الخفض اذا لم يكن لدى من يخلفه اهتماما مماثلا أو نفوذا مثل نفوذ كنيدي يخدم هذه الصناعة.

وقال أوين كوت وهو متخصص في شؤون الدفاع بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من الواضح أنه كان حاميا كبيرا. للمؤسسات الدفاعية في منطقة نيو انجلاند وأضاف  من المؤكد أن المحرك الثاني للمقاتلات اف-35 ما كانت لتوجد بدونه. حسب رويترز

وتتكون نيو انجلاند من ولايات مين ونيوهامبشير وفيرمونت وماساتشوستس ورود ايلاند وكونيتيكت.

وبموجب قانون ولاية ماساتشوستس فان حاكم الولاية ديفال باتريك لا يجوز له اختيار خليفة لكنيدي ولكن يتعين عليه أن يدعو لانتخابات خاصة في غضون ما بين 145 و160 يوما من خلو المقعد.

وعلى الرغم من أن كنيدي كان معروفا بأنه من المعتدلين في السياسة الخارجية فان جهود كنيدي بالنيابة عن شركات الدفاع في منطقة نيو انجلاند والقواعد العسكرية ساعدت في ترسيخ شعبيته بالمنطقة.

وتمثل هذه الصناعة محركا اقتصاديا رئيسيا في ماساتشوستس. وتقول دراسة لجامعة ماساتشوستس ان الانفاق على الدفاع في الولاية بلغ 9.2 مليار دولار عام 2005 الى جانب 5.5 مليار دولار أخرى من الانفاق غير المباشر مما يمثل 4.6 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي للولاية.

حيث ينتمي إدوارد كنيدي الذي توفي عن 77 عاما بعد صراع مع المرض ينتمي إلى عائلة بارزة لعبت دورا كبيرا في السياسة الأمريكية. كان والداه اللذان ينحدران من أصول أيرلدنية ينتميان لأسرة ثرية كان لها نفوذ بارز على الساحة السياسية.

وقد عمل والده سفيرا للولايات المتحدة في بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية. وأصبح شقيقه جون كنيدي أشهر رئيس أمريكي في القرن العشرين. ولايزال حادث اغتياله عام 1963 وهو بعد في السادسة والأربعين من عمره، لغزا مأساويا يحير الأمريكيين.

وبعد اغتيال شقيقه الثاني روبرت كنيدي، مرشح الرئاسة الأمريكية عام 1968، أصبح الإرث السياسي الذي ورثه إدوارد ثقيلا. صحيح أنه لم ينجح في الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة، إلا أنه أصبح شخصية مرموقة من رجال الحزب الديمقراطي الأمريكي، وأحد المدافعين بقوة عن الحريات المدنية الأمريكية في الكونجرس.

ولد إدوارد كنيدي في ضاحية بروكلين من مدينة بوسطن عام 1932، وهو الشقيق الأصغر لتسعة أشقاء أنجبهم جوزيف كنيدي وروز فيتزجيرالد.

تعلم في المدارس الخاصة في بوسطن ثم التحق بجامعة هارفارد الشهيرة عام 1950، إلا أنه طرد منها في العام التالي بعد أن ثبت أنه تحايل للنجاح في اختبار اللغة الاسبانية.

التحق بعد ذلك بالجيش حيث خدم في مقر القيادة العليا للحلفاء في باريس قبل أن يعود للالتحاق بجامعة هارفارد التي تخرج منها عام 1956.

انتخب شقيقه جون رئيسا للولايات المتحدة عام 1960 وتخلى بذلك عن مقعده كنائب عن ولاية ماساشوستس في الكونجرس. لكن لم يكن بوسع ادوارد أن يترشح للمقعد لأنه كان دون الثلاثين عاما.

إلا أنه انتخب ممثلا عن الولاية في 1962، وأعيد انتخابه دائما لشغل هذا المنصب إلى نهاية حياته. عائلة كنيدي مرت بظروف مأساوية، الأمر الذي أكسبها على الدوام اهتماما كبيرا من الرأي العام الأمريكي. الشقيق الأكبر لإدوارد جو قتل خلال الحرب العالمية الثانية. واغتيل جون كنيدي في دالاس في 1963.

وفي العام التالي أصيب روبرت كنيدي بجروح بالغة في حادث تحطم طائرة مما أدى إلى آلام في ظهره ظلت تلازمه طيلة حياته.

وفي 1968 اغتيل شقيقه روبرت كما أشرنا، في لوس أنجليس بينما كان يخوض حملة انتخابات الرئاسة مرشحا عن الحزب الديمقراطي.

وكان من المتوقع أن يخلف ادوارد شقيقه في طوحه السياسي إلا أنه تعرض لحادث غير مسار حياته.

في 18 يوليو 1969 كان ادوارد يحضر حفلا في جزيرة صغيرة في تشاباكيدك مع مجموعة من الأشخاص بينهم ست نساء كن قد عملن في الحملة الانتخابية لشقيقه روبرت.

وغادر ادوارد الحفل، وقاد سيارته وكان يقوم بتوصيل سكرتيرة سابقة لدى شقيقه لكي تلحق آخر قاطرة بحرية تنقلها إلى يابسة، فانقلبت السيارة وسقطت من فوق جسر صغير في الماء.

وتمكن ادوارد من النجاة بنفسه وعاد إلى الفندق الذي كان يقيم فيه دون أن يبلغ بالحادث. وفي اليوم التالي عثر على السيارة الغارقة وجثة السكرتيرة القتيلة.

واثبت التحقيق فيما بعد أنها ربما تكون قد ظلت لساعات على قيد الحياة، وكان من الممكن انقاذ حياتها إذا ما أبلغ عن وقوع الحادث.

وقد اضطر ادوارد للاعتراف بخطأه متعللا بأنه كان في حالة صدمة، وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين مع ايقاف التنفيذ.

هذه الحادثة وما أحاط بها من ملابسات، وما اعتبر من جانب الراي العام نوعا من التستر أدى إلى تقويض أية آمال لإدوارد في دخول البيت الأبيض.

ورغم ذلك فقد حثه أصدقاؤه وأنصاره على الترشح لانتخابات الرئاسة في 1972 و1976 إلا أنه رفض بسبب ما أرجعه إلى مخاوف العائلة من تعريض سلامته للخطر.

لكنه رضخ في 1980 فخاض تحديا للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي امام الرئيس جيمي كارتر الذي كان يسعى لاعادة انتخابه.

إلا أن حملته الضعيفة فشلت في إبراز صورته كما فشل في مناظرة تليفزيونية رئيسية رافضا التنحي لكارتر، واصر على إقناع الوفود بتغيير اتجاههم والتصويت له بدلا من كارتر.

لكن هذه الطرق اضعفت موقف الحزب الديمقراطي وأدت إلى فشل كارتر نفسه في انتخابات الرئاسة التي فاز فيها رونالد ريجان عن الحزب الجمهوري.

تكريم شعبي

وبدأ الخميس ولمدة ثلاثة ايام التكريم الشعبي الذي تخصه اميركا للسناتور الديموقراطي ادوارد كينيدي بعد ان نقل جثمانه تحت تصفيق آلاف المعجبين ليسجى في مكتبة جون كينيدي في بوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق).

وكان موكب السناتور الديموقراطي انطلق من المنزل العائلي في هيانيس بورت حيث توفي آخر اشقاء اسرة كينيدي الثلاثاء عن 77 عاما جراء اصابته بسرطان في الدماغ.

وبعد ثلاث ساعات وصل النعش ضمن موكب من 15 سيارة امام مكتبة جون كينيدي في بوسطن بمواكبة كاميرات عدد من شبكات التلفزيون.حسب فرانس برس

وعلى طول الطريق تجمع عشرات الاشخاص لمشاهدة مرور الموكب الجنائزي والقاء الورود في حين لوح موظفون على نوافذ مكاتبهم بالاعلام الاميركية تحت شمس حارقة.

ودخل مبنى المكتبة نحو مئة من اقرباء السناتور الراحل تتقدمهم ارملته فيكتوريا وشقيقته جين (81 عاما) حيث حمل ثمانية عسكريين النعش الذي لف بالعلم الاميركي. كما حضرت كارولاين ابنة الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي شقيق تيد واولادها الثلاثة.

وقبل ان يوارى السبت في مقبرة ارلينغتون العسكرية قرب واشنطن الى جانب شقيقيه جون وروبرت، سيسجى جثمان ادوارد كينيدي حتى الجمعة في مكتبة جون كينيدي في بوسطن.

كما قرر الرئيس باراك اوباما الذي سيلقي خطابا تأبينيا في كاتدرائية سيدة المعونة الدائمة صباح السبت، ان يتوجه الى بوسطن منذ مساء الجمعة بسبب توقع وصول العاصفة الاستوائية داني الى السواحل الشمالية الشرقية، وفق ما اعلن البيت الابيض.

ومر الموكب الجنائزي في حي نورث اند في بوسطن حيث ولدت روز كينيدي ادوارد ثم شارع بودن حيث كان جون كينيدي مقيما عندما قدم ترشيحه الى الكونغرس.

وطلب رئيس بلدية بوسطن توماس مينينو دق الاجراس 47 مرة للتذكير بالسنوات ال47 التي تولى خلالها ادوراد كينيدي منصب السناتور. واختارت العائلة بوسطن للتذكير بانتصارات اسد السياسة الاميركية الديموقراطي وتأثير اسرته على المنطقة. والجمعة اعتبارا من الساعة 19,00 (23,00 تغ) سيشارك الاقارب والاصدقاء في حفل تأبيني خاص.

أعظم سناتور

من جهته قال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان قلبه ينفطر حزنا على وفاة السناتور ادوارد كنيدي الذي كان ركيزة أساسية للحزب الديمقراطي لسنوات طويلة وكان أحد أبرز مؤيدي ترشيحه لانتخابات الرئاسة.

وقال أوباما في بيان من جزيرة مارتاز فاينيارد في ماساتشوستس حيث يقضي عطلته "طوال 50 عاما كان كل تشريع تقريبا للدفاع عن الحقوق المدنية وتحسين الاوضاع الصحية والحالة الاقتصادية للشعب الامريكي يحمل اسمه وكان نتيجة لجهوده."

وقال مسؤولون بالبيت الابيض ان تم ابلاغ أوباما بوفاة كنيدي بعد الساعة الثانية صباحا بقليل بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) وانه تحدت الى فيكتوريا زوجة كنيدي بعد نحو 25 دقيقة.حسب رويترز

وكان كنيدي من الانصار البارزين لاصلاح الرعاية الصحية وهي قضية محورية بالنسبة لاوباما.

وفي يناير كانون الثاني عام 2008 أيد كنيدي ترشيح أوباما الذي كان يقضي اول فترة له كسناتور في انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي. واعتبر كثيرون هذا التأييد ما يشبه تسليم الراية الى جيل جديد من السياسيين.

وقال أوباما قلبي أنا وميشيل انفطر لدى معرفة وفاة صديقنا العزيز السناتور تيد ادوارد كنيدي.

ومضى أوباما يقول كنت أقدر مشورته الحكيمة في مجلس الشيوخ حيث كان دائما لديه متسعا من الوقت لاي زميل جديد مهما كان تواتر الاحداث. كنت أقدر ثقته ودعمه القوي في سباقي للرئاسة. وحتى عندما كان يخوض معركة شجاعة مع مرض فتاك استفدت كرئيس من تشجيعه وحكمته.

وأردف قائلا انطوت صفحة مهمة في تاريخنا. فقدت بلادنا زعيما عظيما استلم الراية من شقيقيه القتيلين وأصبح أعظم سناتور تشهده الولايات المتحدة في زماننا.

...................................................................

· مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال

www.annabaa.org

arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/أيلول/2009 - 13/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م