التدمير البشري على الارض الصين والولايات المتحدة اكبر دولتين مسببتين للتلوث

البيروقراطية والافتقار الى الارادة السياسية والمعارضة أهم معطلات السوق الواعدة

إعداد مركز النبأ الوثائقي/ملف شخصية

 

شبكة النبأ: تمر البيئة بمخاطر كبيرة إثر تعرضها لتدمير بشري يزداد يوما بعد آخر ولو استعرضنا ما تتعرض له البيئة اليوم من ملوثات نجد  ان الصين والولايات المتحدة هما اكبر دولتين مسببتين للتلوث في العالم والذي يلقى عليه باللوم في الاحتباس الحراري حيث أطلقتا جهدا بحثيا مشتركا لانتاج سيارات واقامة مبان اكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

بينما قال رائد فضاء كندي على متن المحطة الفضائية الدولية ان القمم الجليدية على سطح الارض يبدو انها ذابت قليلا منذ المرة السابقة لوجوده في الفضاء قبل 12 عاما.

وفي إطار آخر تنفث مصانع الفحم الحجري سحب الغبار والدخان في اجواء بلدة ميجالوبوليس في جنوب اليونان الا أن السكان المتشككين في المخاوف البيئية تصدوا لخطة ترمي لبناء أكبر مشروع في البلاد لتحويل الطاقة الشمسية الى كهرباء على تلة قريبة.

و قال علماء ان أُكسيد النتروز المعروف باسم (غاز الضحك) أصبح المادة الرئيسية من صنع الانسان التي تلحق الضرر بطبقة الأوزون التي تحمي كوكب الأرض ومن المُرجح أن يظل كذلك طوال هذا القرن.

سحب ترابية

كشفت دراسة يابانية استخدمت قمرا صناعيا لوكالة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) النقاب عن ان سحبا ترابية ناجمة عن عاصفة ترابية ضخمة اجتاحت صحراء تاكليماكان الصينية في عام 2007 قامت باكثر من دورة كاملة حول الكرة الارضية في 13 يوما فقط.

وعندما وصلت السحب الى المحيط الهادي للمرة الثانية في دورانها حول الارض ترسبت وخلفت كمية من ترابها في مياه البحر مما يبين كيف يمكن لظاهرة طبيعية ان تؤثر على البيئة في مكان بعيد.

وقال ايتسوشي اونو من معهد ابحاث الميكانيكا التطبيقية بجامعة كيوشو التراب الاسيوي عادة ما يترسب قرب البحر الاصفر وفي المنطقة حول اليابان بينما يصل تراب الصحراء الكبرى الى مناطق حول المحيط الاطلسي وساحل افريقيا.بحسب رويترز.

وقال لكن هذه الدراسة اثبتت ان تراب الصين يمكن ان يستقر في المحيط الهادي. وتحتوي السحب الترابية على الحديد بنسبة خمسة في المئة وهذا شيء مهم للمحيط.

وفي ورقة عمل نشرتها جمعية (نيتشر جيوسيانس) وصف العلماء كيف استعانوا بقمر صناعي تابع لوكالة ناسا ونماذج رياضية لتتبع وقياس حركة السحب الترابية التي تكونت بعد العاصفة الترابية يومي الثامن والتاسع من مايو عام 2007. وتقع الصحراء في اقليم شينجيانغ بشمال غرب الصين.

ووجد الباحثون بقيادة اونو ان السحب الترابية ارتفعت لمسافة تتراوح بين ثمانية وعشرة كيلومترات عن سطح الارض وانتقلت لمسافة اكبر من دورة كاملة حول الارض.

وقال اونو لرويترز اهم انجاز هو اننا تتبعنا السحابة طوال دورة كاملة حول الكرة الارضية ولم يقم احد بذلك من قبل. وعادة ما تهبط تركيزات التراب بعد نصف دورة الى مستوى منخفض جدا ولا يمكن تتبعها بعد ذلك.

إطلاق مشاريع

من جة أخرى اطلقت الصين والولايات المتحدة اكبر دولتين مسببتين للتلوث في العالم والذي يلقى عليه باللوم في الاحتباس الحراري جهدا بحثيا مشتركا يوم الاربعاء لانتاج سيارات واقامة مبان اكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

وقال وزير الطاقة الامريكي ستيفن تشو في افادة صحفية مع مسؤولين صينيين اعرف اننا نستطيع أن نحقق بالعمل معا اكثر مما نحققه اذا عملنا بشكل منفرد.

وقال تشو ان الولايات المتحدة والصين ستلتزمان مبدئيا بتقديم 15 مليون دولار للمشروع الذي سيركز ايضا على تكنولوجيا جديدة لتقليل وحبس انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناتجة عن حرق الفحم.

وقال ان البلدين كليهما يعتمدان بكثافة على الفحم اكثر وقود احفوري مشبع بالكربون وستستمران غالبا في ذلك لبعض الوقت. بحسب رويترز.

وركز تشو ووزير التجارة الامريكي جاي لوكي -وكلاهما امريكي من اصل صيني- على تعزيز التعاون في مجال الطاقة النظيفة مع الصين في اول رحلة لهما الى العملاق الاسيوي منذ الانضمام الى حكومة الرئيس الامريكي باراك أوباما.

وفاقت الصين منذ وقت قريب الولايات المتحدة كاكبر دولة مسببة للتلوث بالغازات الضارة في العالم والاثنتان معا تنتجان نحو 40 في المئة من ثاني اكسيد الكربون الذي يضخ في الهواء كل عام.

ويعتبر التعاون بين الدولتين جوهريا اذا وافقت كلتاهما على معاهدة دولية جديدة للحد من الانبعاثات الغازية الضارة عندما يلتقيان في كوبنهاجن شهر ديسمبر كانون الاول.

جائزة للامم المتحدة

من جانب آخر فازت الامم المتحدة بجائزة بيئية عن استخدام الخراف في قطع الحشائش وغيرها من أعمال العناية العضوية لمكاتبها الفخمة في جنيف.

وتجري رعاية المساحات الخضراء التي تغطي 46 هكتارا في مقر الامم المتحدة الذي بني لاستضافة مقر عصبة الامم ثم أصبح يضم الان مقار الوكالات الانسانية والاقتصادية والتجارية التابعة للامم المتحدة باستخدام سماد عضوي مع تجنب المبيدات الحشرية.

وقالت الينا بونوماريفا المتحدثة باسم الامم المتحدة ان مؤسسة نيتشر اند ايكونومي (الطبيعة والاقتصاد) السويسرية التي لا تهدف للربح منحت جائزة أريانا بارك وهي شهادة في الحفاظ على الطبيعة لمبادرات تهدف لتعزيز التنوع البيولوجي وتجنب الاضرار بالبيئة.

وأبلغت المتحدثة مؤتمرا صحفيا بالمقر الاوروبي للمنظمة الدولية يوم الجمعة أن المبادرات تشمل تجنب المبيدات الحشرية والاستفادة من السماد العضوي واستخدام الخراف بدلا من ماكينات قطع الحشائش.

ويسمح لما بين 300 و400 من الخراف بالرعي في 68 ألف متر مربع من المساحات الخضراء المحيطة بالمقر في شهري أكتوبر تشرين الاول ونوفمبر تشرين الثاني من كل عام وان كانت الحشائش تقطع اليا مرة في الربيع وأخرى في منتصف فصل الصيف.

وأوضح بيان الامم المتحدة أن الحديقة تضم أيضا شجر الارز وانواعا اخرى عمرها أكثر أكثر من 100 عام علاوة على تشكيلة كبيرة من الزهور.

كما تتجول فيها بحرية طيور الطاووس التي كثيرا ما تشاهد واقفة عند عتبات نوافذ مقر الامم المتحدة الذي يجذب نحو 100 ألف سائح كل عام. ويرجع تاريخ بناء أقدم أجزاء المقر الى عام 1929.

آثار التدمير البشري على الارض

من جانب آخر قال رائد فضاء كندي على متن المحطة الفضائية الدولية ان القمم الجليدية على سطح الارض يبدو انها ذابت قليلا منذ المرة السابقة لوجوده في الفضاء قبل 12 عاما.

واضاف بوب ثيرسك -الذي قضى شهرين من اقامة مزمعة مدتها ستة اشهر على متن المحطة- انه غالبا ما يشعر بالرهبة عندما ينظر من النافذة خصوصا الي طبقة الغلاف الجوي التي تحيط بكوكب الارض.

وقال ثيرسك في مؤتمر صحفي من الفضاء انه ستار رقيق للغاية من الغلاف الجوي حول الارض يجعلنا نستمر على قيد الحياة معظم الوقت عندما انظر من النافذة اشعر بالرهبة. لكن هناك ايضا بعض اثار التدمير البشري للارض.

وتابع قائلا ربما يكون ذلك مجرد تصور لكن لدي شعور بأن الانهار الجليدية تذوب وان الجليد الذي يغطي الجبال أقل مما كان قبل 12 عاما عندما شاهدته في المرة السابقة هذا يشعرني بالحزن قليلا.

واذا كان ثيرسك في حاجة الى اذن متعاطفة فلديه 12 من الرفاق على الاقل حتى يوم الثلاثاء عندما يرحل رواد مكوك الفضاء الامريكي انديفور الزائرون للمحطة.

وقام رواد الفضاء بتسليم مختبر فضائي ياباني وتركيب بطاريات جديدة لنظام الطاقة الشمسية بالمحطة وخزنوا قطع الغيار اللازمة لاستمرار تشغيل المحطة بعد احالة اسطول المكوك للتقاعد العام القادم بعد سبع رحلات مزمعة.

ويوشك العمل في المحطة الفضائية الدولية التي تتكلف 100 مليار دولار أمريكي بمشاركة 16 دولة على الانتهاء بعد أكثر من عقد من العمل.

تحويل طاقة الشمس لكهرباء

وفي إطار آخر تنفث مصانع الفحم الحجري سحب الغبار والدخان في اجواء بلدة ميجالوبوليس في جنوب اليونان الا أن السكان المتشككين في المخاوف البيئية تصدوا لخطة ترمي لبناء أكبر مشروع في البلاد لتحويل الطاقة الشمسية الى كهرباء على تلة قريبة.

وذهب الصيادون الغاضبون من الغاء مشروع سابق لزراعة غابة في الموقع الى المحكمة في محاولة لمنع اقامة مصنع لتحويل طاقة الشمس الى كهرباء وهو بقدرة 50 ميجاوات.

وقال كوستاس ماركوبولوس رئيس اتحاد الصيادين في بيلوبونيز في زيارة للموقع المطل على تلة تشرف على البلدة الصغيرة "لن نقبل بأي حال من الاحوال التضحية ولو بشجرة واحدة  لن نرضخ لهذه المصالح.

ويقع أسفل الموقع المنجم الذي يستخرج منه الفحم الحجري وهو مصدر زهيد للطاقة لكنه شديد التلويث ويعرف أيضا بالفحم البني. والموقع قريب أيضا من مصانع يتم فيها حرق الفحم لتوليد الكهرباء لمنطقة جنوب اليونان. ولا تبعد المنازل الاقرب الى المنجم سوى مسافة حوالي مئة متر.

وأدت البيروقراطية والافتقار الى الارادة السياسية والمعارضة المحلية الى تعطيل سوق واعدة للطاقة المتجددة في اليونان. وتتمتع اليونان بطقس مشمس ورياح قوية.

وسيكون مشروع ميجالوبوليس الذي تستخدم فيه ألواح لتحويل ضوء الشمس الى كهرباء واحدا من كبرى مشروعات الطاقة الشمسية في العالم. ومن المتوقع ان تتراوح تكلفته من 200 مليون الى 250 مليون يورو (280 مليون الى 349 مليون دولار).

ولم يتم بناء شيء في الموقع بعد قرابة عامين من حصول شركة (بي.بي. سي) لتشغيل الكهرباء على تراخيص انتاج. ولا يزال أمام محكمة اصدار حكمها بشأن التماس قدمه الصيادون.

ويقول مستثمرون انتظروا منذ سنوات للاستفادة من الامكانات الضخمة في اليونان انهم يعتقدون أن هناك سببا يدعو للامل مع بدء العمل بقانون جديد بعد عقود من مواجهة بيروقراطية لا تنتهي.

مكافحة صيد الاجناس المهدَّدة

ويعد جون سيلار، ليس بطل رسوم متحركة، بل انه يمكن ان يصبح بطلا بالقياس الى المجرمين الذين يلاحقهم بصفته الشرطي الوحيد في سايتس الهيئة التابعة للامم المتحدة التي تكافح تهريب وتجارة النباتات والاجناس المهددة بالانقراض.

ومن بين المجرمين الذين يحاول سيلار القبض عليهم هناك المافيا الروسية وتجار المخدرات في اميركا اللاتينية وبعض المتمردين او الارهابيين او حتى دبلوماسيين اسيويين فاسدين كلهم يريدون اصطياد حيوانات ممنوعة مثل وحيد القرن والنمر والفهد.

وبينما يدرّ تهريب هذه الاصناف اموالا طائلة على الجريمة المنظمة، اضطرت المعاهدة الدولية لتجارة الانواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض سايتس الى الاكتفاء بميزانية لا تتجاوز ال5,1 مليون دولار.

واوضح سيلار ينادونني بـ القائد لكن لا قوات لدي. وموارد هذه المعاهدة محدودة الى درجة ان ملفاتها حول النشاطات الاجرامية لتهريب الانواع المهددة ليست على الكمبيتور.

واشتكى سيلار من ان سلطات الدول المعنية وهي من بين الافقر في العالم لا تملك وسائل الطب الجنائي في حال وقوع جرائم، فما بالكم اذا كان الامر يتعلق بوحيد قرن!.

ويعتبر تهريب الكافيار من اختصاصات المافيا الروسية، في حين تتاجر العصابات الاسيوية بقرون وحيد القرن وانياب الافيال.

ويمتنع سيلار عن اعطاء تقدير شامل لقيمة عمليات التهريب مع ان الامر يستحق ذلك اذا ما اخذنا الارقام بالاعتبار.

وقال سيلار ان قرن وحيد القرن يساوي عشرات الاف الدولارات للكيلو الواحد. وتابع ان قرن وحيد القرن اثمن لجهة الوزن من الذهب او الالماس او الهيروين او الكوكايين.

كما ان العصابات ترى في عمليات التهريب هذه وسيلة لتبييض اموال نشاطات اجرامية اخرى مثل تجارة المخدرات او البشر.

واشار سيلار وهو شرطي اسكتلندي سابق الى ان المجرمين لديهم فائض من الاموال لا يعرفون كيفية التصرف به. فهم لا يتمكنون من تبييضه بسرعة كافية لذلك يستثمرونه في مجالات مثل العاج او تجارة الكافيار.

أُكسيد يُلحق الضرر بالأوزون

من جانب آخر قال علماء ان أُكسيد النتروز المعروف باسم (غاز الضحك) أصبح المادة الرئيسية من صنع الانسان التي تلحق الضرر بطبقة الأوزون التي تحمي كوكب الأرض ومن المُرجح أن يظل كذلك طوال هذا القرن.

وقالت الدراسة التي أجرتها الادارة الوطنية الامريكية للمحيطات والغلاف الجوي ان تشديد القيود على انبعاثات أُكسيد النتروز وهو أيضا أحد الغازات التي تسهم بقدر وافر في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري سيكون له فائدة مزدوجة لكل من الاوزون والمناخ.

وكتب العلماء في  مجلة ساينس أن  انبعاثات أُكسيد النتروز تمثل حاليا أهم مادة مُستنزفة للأُوزون ومن المتوقع أن تظل كذلك طوال القرن الحادي والعشرين.

وحل أُكسيد النتروز محل مركبات الكلوروفلوروكربون التي كانت تستخدم في السابق في أجهزة التبريد ويجري الاستغناء عنها على مراحل بموجب بروتوكول مونتريال التابع للأمم المتحدة في عام 1987 بعد اكتشاف تأثيرها حيث تؤدي الى تآكل طبقة الاوزون التي تحمي الارض في الغلاف الجوي.

وينجم نحو 10 ملايين طن من أُكسيد النتروز سنويا -أي حوالي ثلث الانبعاثات العالمية- عن الانشطة البشرية بما في ذلك المخصبات والوقود الحفري ومخلفات الدواجن والصناعة.

ويأتي ثلثا أُكسيد النتروز من الطبيعة عندما تطلق بكتيريا الأرض الغاز. ويؤدي أُكسيد النتروز الى تآكل طبقة الاوزون التي تحمي الارض من الاشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تسبب سرطان الجلد وتضر بنمو المحاصيل.

..................................................................

· مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/أيلول/2009 - 13/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م