واشنطن.. لعراق اخر

هادي جلو مرعي

لننطلق من هذه التصورات.. هل ما تزال الولايات المتحدة الامريكية مقتنعة بمجموعات سياسية وافراد استحوذوا على الحكم في عراق ما بعد 2003 بينما هم في الغالب ينتمون الى مافترة قبل هذاالتاريخ ؟.

بالطبع هناك اعتراض على الفكرة القائلة (بالقناعة الامريكية ) فالادارة البيضاوية بحسب رؤى مغايرة تجد ان الفئات الحاكمة في العراق تعمل برضا امريكي مؤقت مثل اوراق السيلفون التي تستخدم لحفظ الاكلات السريعة وسرعان ما يتم رميها في القمامة.اذن فالوجود بهذا الشكل وجود مؤقت ومدفوع الثمن ويجري وفق هذا التصور البحث بجدية عن طبقة سياسية جديدة وشابة.

السياسيون الحاليون يرتبط اغلبهم بمنظومات اقليمية، ودولية وليسوا قادرين على تحديد هوية لبلادهم بعد 2003 وقد ظلوا ناشطين في تنفيذ املاءات دول جوار وجهات دولية دافعة وفق اجندات غير مرتبطة بواقع العراق ومستقبله.. هي في الاصل مجرد طلبات اقليمية لتدعيم مصالح دول ليس من شأنها الاهتمام بالعراق ومستقبله، انما توظفه ومعه الفئات السياسية الناشطة لانجاز ما تكلفه الجهات الممولة والباحثة عن اضعاف الدور الاقليمي للعراق، وتعطيل المشروع الامريكي الذي يعتمد في جزء منه على تحالف استراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الامريكية..

للاسف ومعا أدراك افراد ومجموعات سياسية للورطةالتي جعلوا انفسهم في دائرتها الا انهم لم يفعلوا الكثيرللتخلص من عار الارتباط بالخارج..رئيس الوزراء نوري المالكي المح في اكثرمن مرة الى ظاهرة اسماها (الفساد السياسي) سمعتها منه وكنت ومجموعة من المثقفين مدعوين الى مائدة غداء في مكتبه، المالكي اعاد الحديث في الولايات المتحدة الامريكية في زيارته الاخيرة عن (الفساد السياسي) وطلب في ذات الوقت مساعدة واشنطن للضغظ على بعض الحلفاء التقليديين ليكفوا عن دعم قوى سياسية بالمال، وعن التدخل  في الشان السياسي.

وهومايرجح الفكرة القائلةبقلق الحكومة من تدخل مغايريعتمد الداخل وربما حلفاء الكتل السياسية..

واذن فالعراق بحاجة الى نشوء طبقة سياسية جديدة، حتى مع الرؤية التي تقول..ان واشنطن سحبت يدها وستترك العراق للقوى التقليدية الموجودة ألان.. باعتبار ان هذا الظهور ليس مرتبطا بالضرورة بدعم امريكي فمبرراته الداخلية متوفرة، وهو لا يحدث دفعة واحدة انما بالتدريج وربما استغرق سنوات لحين تبلور واقع اجتماعي واقتصادي وفكري يعاضد اي حراك سياسي لجهة تغيير المألوف وليس بعيدا عن كل لب ان هناك صورا لهذا النشوء بدأت تلاحظها عيون المتطلعين الى المستقبل.

www.jfoiraq.org

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/آب/2009 - 30/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م