أهوار العراق اثر بعد عين خلال السنوات الخمس القادمة

بعد أن ضربهم الجفاف نزوح جديد لأصحاب المزارع وقاطني الأهوار

إعداد علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: يساهم الجفاف الذي يصيب الأراضي الزراعية والأهوار بشكل كبير في هجرة الناس فالجفاف بدا كشبح يخيم على رؤوس أصحاب المزارع وقاطني الأهوار حيث يتعرض عدد كبير منهم الى مشكلة أنخفاض منسوب المياه، محافظة ذي قار جنوب العراق واحدة من المدن التي تعاني من أزمة المياه وتعتبر الأهوار المتضرر الأكبر هناك ويقدر سكان الأهوار أكثر من 400 ألف نسمة.

تقع الأهوار في العراق ما بين دجلة والفرات جنوبي العراق. ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار ويستخدم أهالي الأهوار الزوارق في تنقلهم وترحالهم.

أهل الأهوار في العراق يستخدمون نوع من الزوارق يسمى بالمشحوف. للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدر جيد لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز و قصب السكر.

ويعتقد البعض أن المنطقة هي الموقع الذي يُطلق عليه العهد القديم جنات عدن. وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والاثارية إلى ان هذه المنطقة هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم وتوضح ذلك الآثار والنقوش السومرية المكتشفة.

وقد تعرضت للتجفيف في التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا بعد انتفاضة عام 1991 أو ما يعرف بــالانتفاضة الشعبانية. ولم يتبقى سوى 4% من اجمالي مساحتها بعد تجفيف 96% منها، إلا أن الحكومة الحالية قد بدأت بمشاريع لتنمية الأهوار.

أختفاء الأهوار

أفادت أنباء عن أن أهوار العراق قد تختفي خلاف فترة خمس سنوات ما لم يتم معالجة التدهور فالجفاف في أهوار العراق ساهم بهجرة الكثير من العوائل التي تقطن مناطق الأهوار وبدء الكثير منهم استعدادا بأن يلحقوا بمن مضوا بسبب شحة المياه التي كانت مصدرا رئيس لمعيشتهم، كما توقع خبراء بأن تشهد مناطق الأهوار هجرات جماعية كبيرة قد تغير من التركيبة السكانية.

من جهة أخرى أجتمع أهالي هذه المناطق بالمسؤوليين عن الموارد المائية الذين بدورهم أعزوا بالأمر إلى وزارة البيئة لدراسة إمكانية إمداد الأهوار بمياة المصب العام  في حين توقع مسؤولون أن الوضع إذا ما استمر بهذا الاتجاة ستصبح مناطق وأحياء كاملة بدون سكان وعندها ينتفي دور الدوائر الحكومية.

من جانبه حذر ممثل منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي من وجود كارثة غير معلنة لأن عقلية تجفيف الأهوار ما تزال مسيطرة على العديد من مسؤولي الدولة لدوافع غريبة، مبينا أن التعامل مع تجفيف الأهوار كتاريخ أمر خطير يدمر منطقة واسعة من المحافظة.

وأفاد الأسدي أن أعضاء اللجنة الوزارية التي تتولى دراسة موضوع إرجاع مياة المصب العام لتغذية الأهوار يتعاملون بعدم اهتمام وروتينية شديدة ولم يقدم أيا منهم دراسة جدية بشأن الأمر، وتابع فوجئنا أننا الوحيدين المهتمين بالأمر. حسب أصوات العراق

وأردف أن نسبة الجفاف وصلت أكثر من 90% من مساحة الأهوار البالغة 8500 كيلو متر مربع، واستطرد حتى المناطق العميقة من الأهوار التي كانت تعد محميات طبيعية تضم الآف الأنواع من الطيور خلال فصل الصيف بدأت بالجفاف.

إلى ذلك قال ناظم مجمد دويج أحد الذين شاركوا في التظاهرة إن المياه في الأهوار هي شريان حياة الساكنين بها، مبينا أن استمرار السكوت عن تجفيفها يجبر الناس على هجر أراضيهم ومصادر رزقهم.

وذكر دويج أن التظاهرة طالبت بايجاد الحلول الوقتية السريعة التي تمكن من بقي من أهالي الأهوار الاستمرار خلال المدة المتبقية من الصيف على أمل أن يكون الشتاء المقبل أرحم بهم، مضيفا أن هنالك مقترحات عديدة تتضمن معالجات مناسبة لكن أحدا لا يستمع إلينا، بحسب تعبيره.

لكن الجهات الحكومية ترى أن قضية فتح مياة مبزل المصب العام الذي تتميز بارتفاع نسبة ملوحتها أمر يجب التعامل معه بدقة خشية زيادة الملوحة بالاهوار وقتلها للبيئة الاحيائية فيها.

وبهذا الشأن قال مدير بيئة ذي قار راجي نعيمة منشد إن هنالك لجنة مؤلفة من لجنة إنعاش الأهوار والموارد المائية ولجنة الأهوار بمجلس المحافظة تدرس عملية فتح مياة المصب العام إلى الأهوار، وتابع أخذنا لحد الآن 15 نموذجا منها ستة نماذج للتربة.

مستدركا لكن العملية “تحتاج إلى متابعة دقيقة لأن احتمالية زيادة الملوحة بالأهوار تنطوي على تبعات خطيرة، مبينا أن النتائج الأولية مشجعة لاستمرار عمل لجنتنا ونأمل الخروج بقرار خلال الاسبوعين المقبلين.

أما رئيس لجنة إنعاش الأهوار بمجلس المحافظة حسن وريوش فقال إن الجهود متواصلة منذ مدة المجلس السابق لإعادة جريان المصب العام في الأهوار، موضحا أن عملنا يتمثل بـ إجراء دراسة تفصيلية بشأن الأمر والآن هنالك لجنة من مجلس الوزراء بمشاركة عدة وزارات تعمل على الموضوع بأمل التوصل لقرار في نهاية شهر تموز يوليو الجاري.

وأضاف وريوش أما الحل الآخر فيتمثل بـ فتح نهر العز المرتبط بنهر دجلة الذي بدأت عليه أعمال ناظم البتيرة بكلفة 16 مليار دينار، منوها إلى أن فتح النهر على الأهوار  سيلغي هذا المشروع المكلف ولدينا مشكلة مع محافظة ميسان التي تقطع عنا المياة منذ عهد النظام السابق بحجة الزراعة ولحد الآن لم نستطع التفاهم معهم بشأن واجبهم بإحياء الهور.

على صعيد متصل تشهد منطقة الجبايش التي يقطنها 100 ألف نسمة، أوضاعا أسوء إذ لم تتمكن المضخات بالمنطقة من تجهيز مجمعات مياه الشرب بما تحتاجه لمواصلة عملها.. وبذا الشأن قال رئيس المجلس البلدي فيها احمد سلمان إن مجمعات الماء الخمسة الواقعة على أطراف القضاء متوقفة تماما منذ شهر لانخفاض مستوى ماء النهر، موضحا أن أربعة مجمعات أخرى واقعة على نهر الساجية تعمل بنحو متقطع لانخفاض مناسيب المياه الواصلة إليها.

وحذر من أن توقف هذه المجمعات عن العمل قد “يحرم أكثر من 90% من سكان القضاء من الماء، شارحا أن وضعية الماء أصبحت تحت الصفر ونسعى لجلب حفارة على أمل أن نجد مياه لتجهيز هذه المحطات.

وقال سلمان إن هنالك هجرة جماعية بالمنطقة واقترحنا إقامة سدود على حدود الجبايش بقدراتنا الذاتية، مستدركا إلا أننا نحتاج إلى الأموال والوقود (الكاز) والأيدي العاملة ولم يقدمها لنا أي من المسؤولين لأننا نشهد صباحا ضخ كمية من المياة لكنها تتسرب خلال العصر ولا يتم المحافظة عليها. حسب أصوات العراق

وبشأن الثروة الحيوانية في الأهوار قال مدير المسشتفى الوحيد بالمنطقة د.وسام الأسدي إن هنالك هلاكات كبيرة بالحيوانات المنتجة التي تشكل مصدر رزق مهم لسكان المنطقة، مضيفا كما بدأت تصيب هذه الثروة العديد من الأمراض الوبائية مما أثر كثيرا على إنتاجية الحيوانات القليلة المتبقية بالمنطقة وحرم المربين الاستفادة منها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/آب/2009 - 28/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م