أحداث ايران: نساء في حكومة نجاد وإصرار على محاكمة المُحتَجّين

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما تستمر جلسات المحاكمة للمعتقلين في الاضطرابات والاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران أعلن مساعد رئيس النيابة العامة في طهران عن محاكمة 7 بهائيين معتقلين بتهمة التجسس والإساءة للمقدسات الثلاثاء المقبل.

وفي غضون ذلك أعلن الرئيس الإيراني "المُعاد انتخابه" محمود أحمدي نجاد، أن حكومته الجديدة ستتضمن تعيين ثلاث نساء بمراكز وزارية، لأول مرة منذ الثورة الإسلامية في إيران أواخر سبعينيات القرن الماضي.

بينما اعلنت الرئاسة الفرنسية من جهة اخرى، ان الشابة الفرنسية كلوتيلد ريس، التي اوقفت قبل ستة اسابيع في ايران لمشاركتها في تظاهرات الاحتجاج التي تلت الانتخابات، خرجت من السجن بكفالة..

إيران تبدأ بمحاكمة 25 من معتقلي الاضطرابات الأخيرة

وعقدت الأحد الجلسة الثالثة لمحاكمة عدد من المعتقلين في الاضطرابات والاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران في يونيو/حزيران الماضي، من ناحية ثانية، أعلن مساعد رئيس النيابة العامة في طهران في الشؤون الأمنية، حسن حداد، عن محاكمة 7 بهائيين معتقلين بتهمة التجسس والإساءة للمقدسات الثلاثاء المقبل.

ومن المقرر أن تبت المحكمة في بالاتهامات الصادرة بحق 25 شخصاً معتقلاً، وصفتهم وكالة الأنباء الإيرانية بأنهم "عناصر الشغب"، مشيرة إلى أنه سبق أن صدرت بحقهم "لائحة اتهام وتم تحديد نوع الاتهامات والأدلة التي تثبت ذلك."

من جانبها، ذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن الادعاء العام قام في بداية الجلسة بقراءة لائحة الاتهامات العامة الموجهة ضد المتهمين ومن المقرر أن يليها قراءة الاتهامات الخاصة بكل متهم ومن ثم يتم الاستماع إلى دفاع المتهمين.

وأشارت الوكالة إلى أنه لم يلاحظ وجود أي شخصية سياسية بارزة في جلسة المحكمة الثالثة، التي عقدت في الغرفة 15 لمحكمة "الثورة الإسلامية" بطهران برئاسة القاضي صلواتي، الذي أكد في بداية الجلسة أن المحكمة جهة حيادية بين لائحة الاتهام الصادرة عن الادعاء العام ودفاع المتهمين، وستصدر أحكامها بناء على العدل والإنصاف.

وقام مساعد الادعاء العام في طهران بقراءة لائحة الاتهامات العامة الموجهة ضد المتهمين، ومن المقرر أن يليها قراءة الاتهامات الخاصة ضد كل من المتهمين ومن ثم يتم الاستماع إلى دفاع المتهمين.

من ناحية ثانية، وعلى صعيد آخر، أعلن مساعد رئيس النيابة العامة في طهران في الشؤون الأمنية، حسن حداد السبت، عن محاكمة 7 بهائيين معتقلين بتهمة التجسس والإساءة للمقدسات الثلاثاء المقبل في محكمة الثورة وبحضور محامي الدفاع. بحسب سي ان ان.

وأضاف حداد في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن التهمة الموجهة إلي البهائيين السبعة هي "التجسس لصالح الكيان الصهيوني والتطاول على المقدسات والدعاية ضد نظام الجمهورية الإسلامية"، موضحاً أن غرفة التحقيق الأولى في النيابة الأمنية قامت بدراسة الملف القضائي لهؤلاء الأشخاص وحولت ملفهم للمحكمة بعد إصدار لائحة الاتهامات ضدهم.

ورداً على سؤال حول إمكانية انعقاد المحكمة بدون حضور محامي الدفاع نظرا لوجود أحد محامي الدفاع عن البهائيين، في السجن وآخر يقيم خارج البلاد، قال حداد: "لا يمكن انعقاد المحكمة بدون حضور محامي الدفاع نظرا لنوع التهم الموجهة ضد هؤلاء الأشخاص."

وأشار المساعد الأمني لنيابة طهران، إلى وجود محامين آخرين يتولون الدفاع عن المتهمين حتى وأن لم يحضر هذان المحاميان.

نجاد يضم 3 نساء لحكومته لأول مرة منذ الثورة الإسلامية

وأعلن الرئيس الإيراني "المُعاد انتخابه" محمود أحمدي نجاد، أن حكومته الجديدة ستتضمن تعيين ثلاث نساء بمراكز وزارية، لأول مرة منذ الثورة الإسلامية في إيران، أواخر سبعينيات القرن الماضي.

وكشف نجاد، الذي بدأ فترته الرئاسية الثانية، عن أسماء بعض المرشحين للانضمام إلى حكومته الجديدة، وورد بينهم اسم كل من فاطمة آجرلو لتولي حقيبة وزارة الرخاء والضمان الاجتماعي، ومرضية وحيد دستجردي، لوزارة الصحة.

وأكد نجاد، في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الإيراني الأحد، أن إحدى الحقائب الوزارية الأخرى ستکون أيضاً من نصيب امرأة، مشيراً إلى أنه سيعلن القائمة النهائية لأعضاء حكومته الأربعاء القادم.

وقال الرئيس الإيراني إن "الكفاءة والعطاء‌ والانسجام، هي المعايير الثلاثة الأساسية في اختيار أعضاء حكومته الجديدة"، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا."

وفي حالة موافقة مجلس الشورى الإسلامي، الذي يُعد بمثابة البرلمان في الجمهورية الإسلامية، على أسماء المرشحين، ستكون هذه المرة الأولى التي تضم فيها الحكومة الإيرانية أكثر من امرأة بمنصب وزاري.

ومن الأسماء التي أعلن عنها نجاد الأحد، علي أکبر محرابيان لتولي حقيبة وزارة الصناعة والمناجم، وشمس الدين حسيني لتولي حقيبة وزارة الاقتصاد، وحجت الإسلام مصلحي لتولي حقيبة وزارة الأمن، ومحمد عباسي لتولي حقيبة وزارة التعاون.

وأدى نجاد اليمين الدستورية في الخامس من أغسطس/ آب الجاري، بمستهل فترة رئاسية ثانية مدتها أربع سنوات، وسط تواصل احتجاجات المعارضة، التي تفجرت بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران الماضي.

وبعد أدائه اليمين، الذي جاء بعد يومين من حصوله على موافقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، وجه نجاد خطاباً أمام مجلس الشورى الإسلامي، الذي منحه "مهلة" لمدة أسبوعين، للانتهاء من اختيار أعضاء حكومته الجديدة.

وكان الرئيس الإيراني قد فاز بنسبة 63 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية العاشرة، التي جرت في 12 يونيو/ حزيران الماضي، وصفتها الاحتجاجات الشعبية بـ"الانتخابات المسروقة."

وخرج الآلاف من الإيرانيين للتنديد بالانتخابات، ولقي بعضهم مصرعه، فيما اعتقلت السلطات آلاف آخرين، أطلقت سراح غالبتهم لاحقاً، وبدأت في محاكمة آخرين مؤخراً.

السلطات تطلق سراح الفرنسية كلوتيلد المحتجزة في ايران

وفي سياق حملات الاعتقال التي اعقبت الانتخابات الايرانية، اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الشابة الفرنسية كلوتيلد ريس، التي اوقفت قبل ستة اسابيع في ايران لمشاركتها في تظاهرات الاحتجاج التي تلت الانتخابات، خرجت من السجن بكفالة و"هي بصحة جيدة". بحسب فرانس برس.

وورد في بيان رئاسي ان الشابة الفرنسية التي اطلق سراحها بكفالة لا تستطيع مغادرة ايران في الوقت الحالي و"ستقيم" في السفارة الفرنسية في طهران "بانتظار عودتها الى فرنسا".

ولاحقا، اوضح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان ان ريس "ستظل تحت المراقبة القضائية"، وذلك بعدما اعلن في وقت سابق عبر التلفزيون ان فرنسا دفعت كفالة عنها.

واضاف كوشنير "في انتظار الاعتراف ببراءتها، سيتم استقبال كلوتيلد ريس في السفارة الفرنسية في طهران التي تقدم اليها كل الدعم الضروري للسماح لها بتحضير دفاعها والاعتراف ببراءتها، كون الاتهامات المساقة ضدها لا اساس لها".

وورد في بيان الرئاسة ان ريس "بصحة جيدة ومعنوياتها مرتفعة".واجرى الرئيس ساركوزي مكالمة هاتفية معها "فور خروجها من السجن"، بحسب البيان ايضا.

"واعرب الرئيس عن فرحه بخروجها من السجن وعن دعم الفرنسيين لقضيتها ومتابعتهم لتوقيفها ومحاكمتها. ونوه بالجرأة التي تحلت بها في هذه الظروف الصعبة". وتحدث الرئيس الفرنسي ايضا مع ريمي ريس والد الشابة البالغة من العمر 24 سنة.

وتابع البيان ان "الفرنسيين يطالبون بوقف الاجراءات القضائية بحق ريس ونازك افشر لان لا مبرر لها". وافشر فرنسية ايرانية موظفة في السفارة الفرنسية بطهران.

وختم البيان ان الرئيس الفرنسي "يشكر دول الاتحاد الاوروبي والدول الصديقة كسوريا للدعم الذي قدمته وستستمر بتقديمه الى ان تستعيد المواطنتان الفرنسيتان حريتهما الكاملة".

وريس الجامعية الفرنسية متهمة بالمشاركة في التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد وبجمع معلومات و"تشجيع المشاغبين"، وفق القضاء الايراني.

وكانت مثلت في الثامن من اب/اغسطس امام محكمة في طهران.كذلك، مثلت نازك افشر امام المحكمة قبل ان يتم الافراج عنها الثلاثاء بكفالة.وكانت فرنسا توجهت بشكر خاص الى سوريا، حليفة ايران في العالم العربي، لما قدمته من مساعدة.

خطوات لضمان إمدادات البنزين  

وفي شأن محدودية امدادات الوقود المزمنة التي تعاني منها ايران، هوّن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري من تأثير أي عقوبات غربية تستهدف واردات إيران من البنزين، قائلاً إنه جرى اتخاذ جميع التدابير اللازمة للوفاء بحاجات بلاده من الوقود.

وإيران خامس أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، لكن مصافيها تفتقر إلى الطاقة الإنتاجية الكافية للوفاء بالطلب المحلي على الوقود، ولذلك تستورد ما يصل إلى 40 % من إمداداتها من البنزين. وقد تستهدف الولايات المتحدة وحلفاؤها تلك الواردات، إذا رفضت طهران الدخول في محادثات بشأن برنامجها النووي.

وتشتبه الدول الغربية في أن إيران تهدف إلى صنع قنبلة نووية، في حين تصرّ طهران على أنها تحتاج الوقود لتشغيل محطات الكهرباء. بحسب موقع ايلاف.

ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن نوذري قوله إن "ايران تملك واحداً من أكبر احتياطيات النفط في العالم، وبالتالي فلن تستطيع أي دولة استهدافها بعقوبات تمس البنزين".

وأضاف "جرى اتخاذ جميع التدابير الضرورية، وليس هناك ما يدعو للقلق من حيث الوفاء باحتياجات البلاد من البنزين". لكنه لم يذكر أي تفاصيل.

وفي خطوة للضغط على إيران للتخلي عن برنامجها النووي، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي الشهر الماضي لمنع الشركات التي تبيع إيران البنزين والمنتجات النفطية المكررة الأخرى من الفوز بعقود وزارة الطاقة لتوريدات الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأميركي.

ويقول محللون إن العقوبات الأميركية بحق الشركات التي تمد إيران بالوقود سترفع السعر الذي تدفعه الجمهورية الإسلامية مقابل وارداتها، وستمثل فرصة كبيرة لجني الأموال لتجار النفط القادرين على تجاهلها.

ويقول تجار نفط إن الشركات التي تبيع الوقود إلى إيران تشمل شركتي فيتول وترافيجورا الأوروبيتين ولوك أويل الروسية وبتروناس الحكومية الماليزية.

كما تمد شركة ريلاينس الهندية إيران بالوقود، لكنها بحسب التجار لم ترسل إليها أي شحنات منذ مايو الماضي، وربما يكون ذلك لتجنب أي قيود على مبيعاتها إلى الولايات المتحدة في المستقبل بموجب العقوبات.

الأسد في إيران لتهنئة نجاد وتعزيز العلاقات 

وأعلن اليوم عن بدء زيارة رسمية للرئيس السوري بشار الاسد الى ايران، وقال موقع قناة العالم الإخباري الإيراني، إن الأسد سيهنئ الرئيس الإيراني نجاد بإعادة انتخابه، كما سيناقش الجانبان "توسيع العلاقات المتبادلة، والتطورات الإقليمية".

وتعد هذه الزيارة الرابعة للرئيس الأسد إلى طهران منذ تسلم احمدي نجاد مهامه الرئاسية قبل اربع سنوات، كما قام الرئيس الايراني بزيارة دمشق عدة مرات.

ويتمتع البلدان إيران وسوريا بمصالح ثقافية وسياسية واقتصادية متبادلة. وتقوم ايران حاليا بعدد كبير من المشروعات الاقتصادية في سوريا، ومنها مشروعات لانتاج سيارات ومشروعات اسكان.

وشهدت الأعوام الأخيرة تسارعا كبيرا لمستوى العلاقات السورية الإيرانية على مختلف الصعد, خاصة منذ وصول أحمدي نجاد إلى الحكم في إيران عام 2005, على الرغم من أن عمر هذه العلاقات يعود إلى 25 عاما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/آب/2009 - 26/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م