التبشير بالمهدي المنتظر

الذي يملؤها قسطا وعدلا

هلال آل فخرالدين

ان شعار المهدي الذي تهفوا له قلوب أمم الارض كافة وكما بشرت به الرسالات والكتب السماوية وغيرها من الملل والنحل والنظريات والفلسفات وبالخصوص نبي الرحمة (ص) واهل بيته في ظهوره (ليملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) انه شعار كما يقول المناطقة جامعا مانعا..حيث  خيم كابوس الظلم واطبق الجور على الارض واحاط بها الرعب والفساد والجوع والامراض والجهالة...من كل مكان..حتى اذا ظهر المهدي (عج) نشر راية السلام والعدالة والتسامح والحوار...الخ.

 وهذا ما تؤكده الاحاديث الصحيحة عن المنذر (ص) والهداة من اهل البيته واخبار الانبياء ودعوات الصلحاء والفلاسفة..والمروي عن ائمة اهل البيت انه عند ظهوره يرسل الصحابة الحكماء للتحاور وبسط الحجج عن مشروع المهدي الاصلاحي العالمي وان تلك المحاورات لتستمر مع الغرب مايقارب سبعة سنوات ويكون رسولها سيدنا (المسيح) ومنطلقها من (انطاكية) في تركيا الاوربية...ولا يعني ما تذكره الكتب من ارسال جيش من اصحابه او جماعة من حوارييه لاتتجاوز 250 ان يكونوا قوة عسكرية... لمواجهة جيوش الغرب والته الحربية المدمرة وهذا ما لايقره منطق العقل ولا خطط الحرب..

ان هؤلاء الصفوة او الحكماء الذين يختارهم الامام لابد ان يكونوا على قدر كبير من المعرفة والفهم وقابليات الحواروابعاد الانفتاح والتسامح حتى يتمكنوا من بعد جولات من الحوار والنقاش ان يفتحوا صدور الغرب لدعوة المصلح العالمي بما تحمله من ايات الاهية وقيم انسانية ومعايير اخلاقية سامية ترتشفها القلوب الضامئة وتتلقفها المجتمعات التعيسة التي تعيش في حيرة وتمزق وضياع...

والامام لم ياتي ليشن الحروب او الحروب الاستباقية المدمرة لانه سلام الله عليه جاء لينعش الشعوب المحطمة المقهورة وياخذ بها الى الامن والسلام والحياة الكريمة فهو لم ياتي سفاكا او مبيدا او جزار انه رحمة لكل البشرية المعذبة انه المنقذ لها من العبودية  المنقذ لها من الضلال والجهل.

وهنا اشير واؤكد على ان ما يرفعه بعض السذج او مايتفوه به بعض الجهلة من اقوال وترهات الشعارات سواء من تصوير المهدي وهو ممتشق للحسام ويهفوا به على الرقاب يمنة ويسرة او انه القتال المبير او السفاك العظيم وكان كل همه القتل وجل غايته الرعب وما يصبوا اليه الارهاب..فهذا  كذب صراح وزيف دجال واعتداء صارخ على مقام المهدي المخلص..والامام المشفق والخليفة الالهي الخاتم.. صاحب القلب الكبير الرحيم سليل الانبياء والمرسلين..الذي هو طوال حياته يرى اهوال الجبابرة وجرائم القياصرة وما عانته البشرية من ويلات ونكبات وقنابل ذرية وعنقودية وجرثومية وذكية مدمرة للامم والشعوب ومجازر وحشية ومجاعات مليونية وامراض واوبئة تفتك بالبشرية..الخ

ان همه اسعاد البشرية وبرنامجه انقاذها من مخالب الغطرسة ومشروعه اهداف رفيعة سامية وفي كافة المسارات الانسانية التوحدية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والعلمية والصحية... انه المبشر للبشرية بتطبيق دولة العدل الالهي  وانتشالها من هوة الجاهلية والاخذ بيدها لما تتوق اليه من الحياة الهنيئة الامنة وما تتوخاه من تفيىء العدالة والسلام والحرية... 

واني لارفض كل تلك الشعارات والمقولات لانها تتناقض والذكر الحكيم : (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) فهل الصلحاء والابدال يقترفوا شن الغارات وبقر البطون او تفجير الناس..؟..كما وان هذه الدعاوى منافية للسنة النبوية العطره  ومسيرة اهل البيت مع خصومهم واعدائهم...

واني لاعتقد ان كل تلك الاقوال والاراجيف والشعارات انما حصلت واخذت هذا المنحى المجانب للحق والحقيقة انما حصلت بسبب قيام الدولة العباسية وما رافقها من سيول دماء وارهاب وتقتيل فارادوا لها مخرج مقدس يتلفعون به ويكممون به الافواه فجاءوا ب(المهدي) السفاك او السفاح المبير..انها احد وسائل الطغاة في تسخير الدين لماربهم الخبيثة وجرائمهم المنكرة حتى جعلوا من تفرعنهم وسيلة دينية لقمع كل من يطالب بالاصلاح ورميه اما بالفتنة او الرفض و المروق او الردة وحتى بالزندقة لكي يصفوا لهم الجو وتخلوا لهم الساحة يعبثوا بها ما يشاؤون تحريفا للصحيح وتظليلا للحق....

فنحن نهيب بخطباؤنا وكتابنا وعلماؤنا ان يقرؤا الاخبار بتمعن وان يمحصوا الروايات فيرفضوا السقيم او المدسوس والمكذوب وياخذوا بالصحيح وان يتفوهو ا وفق سيرة نبي الرحمة المصطفى ومدرسة اهل البيت القرانية وما اكدوه وغيرهم عن المهدي المنتظر امل الدنيا ومنقذها الذي (يملئها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا )..

واخيرا ننشد بهذه المناسبة العطرة قول الشاعر الالمعي :

اليوم في اسمى الخلائق مولدا   انبشرالهادي البشيرام الهدى

هي فرحة عم الاله بها عباده    وخص بها الحبيب  محمد ا

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/آب/2009 - 21/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م