
شبكة النبأ: يتفق الجميع على إن
الحروب الداخلية منها أو الخارجية لابد أن تنعكس سلبا على حياة الإنسان
على أكثر من صعيد اجتماعيا ونفسيا وبيئيا، فضلا عن نتائجها المباشرة
كسقوط القتلى والجرحى والمعاقين.
لكن ما يحدث في القرن الأفريقي ابلغ من أن يوصف لهول ما يحدث في
الصومال منذ أكثر من عقد، فالحروب الأهلية التي تعصف لم تخلف وراءها
وتستثني شريحة من الشرائح الاجتماعية، فيما كان للأطفال تلك الحلقة
الأضعف في سلسة الحروب والمعارك المستمرة حصة الأسد من نصيب أعمال
البطش والاستغلال غير المبرر.
حفارو القبور
دفن عثمان ادن أطفالا على مدار الاعوام الخمسة عشر الماضية. ويقول
ادن (66 عاما) "دفن الأطفال مهنتي. لا أظن أنني أستطيع الكف عن هذا."
فهو وحفارو القبور الآخرون في مقديشو التي ينعدم فيها القانون
مشغولون جدا بدفن ما يصل الى 30 طفلا يوميا من جراء معارك تجري في اطار
تمرد اسلامي بدأ قبل عامين ونصف العام وهو الاحدث في صراع يدور منذ 18
عاما بالصومال الذي يقع بمنطقة القرن الافريقي.
وكثيرا ما يسقط اطفال ضحايا لهذه الفوضى.
والى جانب هؤلاء الذين تصيبهم قذائف المورتر التي تسقط على منازل
المدنيين يولد الكثير من الرضع موتى بسبب نقص الرعاية الصحية الملائمة
للأمهات. ويموت آخرون بسبب سوء التغذية والأمراض.
وفي عام 1993 ماتت ابنة ادن من الجوع. وتلقى الخبر بينما كان في
طريقه لدفن طفل اخر. ويقول "زوجتي صدمت حين أخبرتها أنني سأدفن الاخر
اولا ثم ابنتي. كان يجب أن أحصل على المال لادفنها."
ولا يحصل ادن الذي يعمل لحساب مستشفى اس او اس الخيري في مقديشو سوى
على مبلغ صغير مقابل دفن طفل لانه لا يحتاج الى مساحة كبيرة.
وقال "يسلمون الطفل المتوفى ملفوفا في قماش ابيض وثمانية دولار.
واختفي به وأحفر قبرا غير عميق في ممر او او حقل مهجور."
غير ان حفاري القبور لا يحصلون على أموال دوما. وكثيرا ما تجبرهم
الميليشيا على العمل تحت تهديد السلاح.
ويقول فرح ميود (40 عاما) "حفر القبور كان مصدر رزقنا لتسعة اعوام...
لكن المسلحين يجبروننا على حفر القبور والثمن هو ارواحنا. لا يدفعون
لنا سنتا واحدا." وفي بعض الاحيان تتم سرقة القبور التي تعد مسبقا لدفن
موتى اليوم التالي اثناء الليل.
ونام ميود ذات مرة قرب مقبرة ليكتشف من الذي يملا قبوره اثناء الليل.
واستيقظ على أصوات المركبات واقترب لكن فوهات البنادق أوقفته.
ويقول "قلت مرتعدا (انا حفار قبور مسكين لا يريد سوى ان يحصل على
مقابل لعرقه. انظروا لدي قرح في يدي."
وأمروه بأن يجلس قرب عاشر قبر يحفره حيث قال المسلحون انه سيدفن في
النهاية بينما انتهوا من دفن زملائهم في القبور التسعة الاخرى. ولم
ينفذوا التهديد لكن الرسالة كانت واضحة. بحسب رويترز.
وقال "رجل له بطن بارز في العربة الاخيرة قال لي ان الله سيجزيك .
كنت سعيدا ببقائي على قيد الحياة."
وحاول بعض حفاري القبور ذات مرة تنظيم اضراب احتجاجا. وكانت مكالمة
هاتفية تنطوي على تهديد - من النوعية التي كثيرا ما تنتهي بالعنف في
مقديشو - كافية ليغيروا رأيهم.
وقال ميود "قررنا استئناف عملنا لاننا لم نرد أن نموت وليس لدينا اي
شكل اخر للدخل في الواقع."
وكثيرا ما يهب حفارو القبور قبورا مجانية للفقراء لعلمهم بأن الكثير
من الصوماليين يعانون من الفقر. وتحدث احدهم عن فتى في الرابعة عشرة من
عمره حمل جثة والده دون مساعدة من احد على عربة يجرها حمار.
والى جانب عمل الخير يلزمهم اعتقادهم الديني بدفن الجثث سواء حصلوا
على مقابل ام لا وقال ميود "من غير الاخلاقي رؤية جثث الموتى ملقاة في
الشمس."
وزاد عدد الوفيات منذ تدخل اثيوبيا في الصومال عام 2006 وحركة دموية
مضادة للاسلاميين . وتقول جماعة لحقوق الانسان ان 18 الف مدني لاقوا
حتفهم فضلا عن عدد لا يحصى من المقاتلين منذ اوائل عام 2007.
وأحيانا يتخلى حفارو القبور عن محاولة تذكر اماكن الجثث لان مناطق
الدفن أصبحت مزدحمة للغاية.
ويقول ميود متنهدا "سنتوه اذا حاولنا تحديد مواقع القبور التي دفنا
فيها )جثثا/ منذ اشهر."
الازمة المالية
من جهة اخرى قال مارك بودين منسق الامم المتحدة الانساني للصومال في
مقابلة ان الازمة المالية العالمية تزيد من معاناة الملايين في الصومال
وهو بلد دمرته نحو 20 عاما من الحرب المستمرة.
واضاف بودين ان الازمة ادت الى خفض تحويلات الصوماليين العاملين في
الخارج في وقت يشهد عمليات نزوح ضخمة وارتفاع اسعار المواد الغذائية
بشكل كبير.
وقال بودين لرويترز نقلا عن ارقام الامم المتحدة للربع الاول لعام
2009 "نعرف ان المال الذي يرسله العاملون في الخارج هبط بنسبة 25 في
المئة هذا العام وتصل للصومال تحويلات تبلغ مليار دولار على الاقل
سنويا." بحسب رويترز.
ويعزز اكثر من مليون صومالي موجودين في الخارج اقتصاد الصومال على
الرغم من الصراع. واثبتت التحويلات بأنها شريان حياة لثلث السكان على
الاقل.
وقال بودين ان"الصوماليين في الخارج هم اول من تأثروا بالازمة
الاقتصادية لانهم على عكس مغتربي بعض الدول الاخرى فان الصوماليين عادة
ما يكونون اقل مهنية ومن ثم فان تخفيضات الوظائف في اوروبا وامريكا
تؤثر بشكل اكبر على الحرفيين."
ويعتمد ما يقدر بنحو 3.4 مليون صومالي على المساعدات الغذائية ويزيد
من تفاقم الوضع اسوأ جفاف يشهده الصومال منذ عشر سنوات وتصعيد في العنف
منذ بداية مايو ايار.
وقتل نحو 300 شخص وفر اكثر من 120 الفا من العاصمة مقديشو منذ تصعيد
المتشددين الاسلاميين هجماتهم في مايو ايار في حملة للاطاحة بالحكومة.
وقال بودين ان زيادة انعدام الامن والجفاف زادا من تضخم اسعار
المواد الغذائية الى 300 في المئة في مناطق كثيرة من الصومال. وقال
ان"هذا عام حاسم للصومال بسبب الاقتصاد المحتمل انهياره بسبب الجفاف.
"يوجد خطر حقيقي في امكان ان يصبح الصومال اكثر اعتمادا على
المساعدات الانسانية أكثر من أي وقت مضى."
ومع قتال ميليشيات قوات مؤيدة للحكومة من اجل السيطرة على العاصمة
وبلدات مختلفة في مناطق اخرى دعا بودين الى توفير ضمانات لوصول
المساعدات الى السكان المتأثرين.
وقال"ادعو الجميع للمساعدة في توفير الضمانات التي نحتاجها لتسليم
هذه الاغذية."
وقتل او خطف اكثر من 12 موظف اغاثة منذ عام 2008 مما يعقد توصيل
المساعدات الى المشردين الصوماليين.
وهذا الشهر اتهم صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جماعة
الشباب المتشددة بتقويض عملياته بالاستيلاء على مجمعه في بلدة جوهر مما
يعرض حياة 40 الف طفل للخطر.
الإسلاميون يقطعون أيدي وأرجل أربعة فتيان
كما تواردت الانباء حول قيان جماعة الشباب الاسلامية المتمردة بقطع
يدا ورجلا لكل واحد من أربعة فتيان يوم الخميس عقابا لهم على السرقة في
أول عقوبة بتر من نوعها يقوم بها المتمردون الذين يتبعون نهجا اسلاميا
متزمتا.
وينظر الى جماعة الشباب على أنها وكيل لتنظيم القاعدة في الصومال
وتضم جهاديين أجانب. ونفذت الجماعة من قبل عقوبات جلد وبتر طرف واحد
خاصة في مدينة كيسمايو الساحلية جنوب الصومال. بحسب رويترز.
ويقاتل المتمردون من أجل الاطاحة بحكومة الرئيس شيخ شريف أحمد وهو
اسلامي معتدل ويسيطرون حاليا على معظم الجنوب الصومالي وأجزاء من
العاصمة.
وقال محمد نوح أحد المواطنين الذين شاهدوا تنفيذ العقوبة "قطعت
أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى وستحملهم سيارات الاسعاف الان لعلاجهم."
وأضاف "لقد كانوا يصرخون."
وصدمت الممارسات المتزمتة للشباب العديد من الصوماليين وهم مسلمون
معتدلون لكن المواطنين يحمدون للمتمردين استعادة النظام في المناطق
التي يسيطرون عليها.
وقال شيخ علي محمد فيدو المسؤول بالشباب للصحفيين "نفذنا هذا الحكم
طبقا للشريعة الاسلامية وسنعاقب بهذه الطريقة كل شخص يقوم بهذه الافعال."
وأدانت منظمة العفو الدولية الحكم الذي قضت به محكمة سوقا هولاها
بالعاصمة الاثنين الماضي قائلة ان الفتيان لم يكن لهم محامون وانه لم
يسمح لهم باستئناف الحكم.
واتهم الفتيان الاربعة بسرقة هواتف محمولة وممتلكات أخرى.
وقال عبدي حسن وهو شاهد عيان اخر انه تقيأ عندما شاهد عملية البتر
وقال "كانت المشاهدة مرعبة."
وزادت أعمال العنف التي يقوم بها المتمردون الاسلاميون هذا الشهر
بمقتل وزير وقائد الشرطة في مقديشو وعضو بالبرلمان. وأعلنت الحكومة
التي تسيطر بصعوبة على أجزاء قليلة من العاصمة حالة الطواريء.
ووسط تقارير بوصول أعداد كبيرة من الجهاديين الاجانب الى الصومال
تخشى أجهزة الامن الغربية أن يسيطر تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن
على الدولة الفاشلة في القرن الافريقي.
فرار اعضاء البرلمان
كما تسبب القتال العنيف والمتزايد الدائر حاليا في الصومال في فرار
العديد من نواب البرلمان الصومالي خلال الشهر الماضي.
ولم يبق في الصومال من نصاب البرلمان الصومالي في العاصمة مقديشو،
البالغ 550 مقعدا، سوى ما يقرب من 280 نائبا.
وقد فر احد النواب محذرا من ان المجلس سينهار، كما فر عشرون آخرون
الى كينيا المجاورة الاسبوع الماضي، في اعقاب مقتل عدد من البرلمانيين
في عمليات اغتيال.
في هذه الاثناء تستمر عمليات نقل المصابين الى كينيا، بعد ان امتلأت
ردهات المستشفيات في مقديشو بهم. بحسب رويترز.
ونقل نحو 56 مصابا اكثرهم من القوات الحكومية الى مستشفيات في
العاصمة الكينية نيروبي للعلاج.
يذكر ان القتال الشرس مستمر منذ السابع من مايو/ أيار بين المليشيات
الاسلامية المسلحة والقوات الحكومية.
وتسيطر تلك المليشيات حاليا على بعض ضواحي العاصمة، كما تسيطر على
معظم جنوبي البلاد.
وقد افتتحت قوات حفظ السلام الافريقية في الصومال، والمعروفة
اختصارا باسم "اوميسام"، محطة اذاعية جديدة في مقديشو.
وتدعم هذه المحطة حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد
الانتقالية الهشة.
يشار الى ان الصومال يعد احد اخطر البلدان في العالم بالنسبة
للصحفيين والاعلاميين، وقد اضطر العديد من المراسلين الى مغادرة البلاد
بعد تلقيهم تهديدات بالقتل.
وتقول محطة بي بي سي الاذاعية الصومالية انه من غير المستبعد ان
يفقد البرلمان اعضاءه حتى يخسر شرعية وجوده، وهو ما يهدد قدرة الحكومة
المدعومة من الامم المتحدة على العمل بشكل طبيعي.
الا ان محللين يعتقدون ان موقف الرئيس شيخ شريف سيظل قويا طالما ظلت
قوات الاتحاد الافريقي، وقوامها نحو 4300 جندي، في العاصمة.
وكان الرئيس الصومالي قد اعلن الاحكام العرفية في بلاده في الثاني
والعشرين من الشهر الحالي.
ودعا شيخ شريف الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد
الأوروبي ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي الى التدخل عسكريا في
الصومال لمساعدة الحكومة الانتقالية.
ومن جانبه، قال الاتحاد الافريقي ان من حق الحكومة الصومالية ان
تطلب دعما عسكريا دوليا لمواجهة "عدوان" المسلحين الاسلاميين المتطرفين
الذين شنوا هجوما لاطاحة حكومة الرئيس شيخ شريف.
وكان رئيس البرلمان الصومالي قد دعا الدول المجاورة "لنشر قوات في
الصومال خلال الفترة القادمة"، مشيرا الى كينيا واثيوبيا وجيبوتي
واليمن.
من جهتها دعت منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 عضوا الاسرة
الدولية الى تحرك عاجل في الصومال للتصدي لتقدم حركة الشباب المجاهدين.
ووجه الاسلاميون المتشددون تحذيرا شديد اللهجة الى هذه الدول اذا
قررت ارسال قوات الى الصومال.
وتنتشر في مقديشو منذ مارس عام 2007 قوة سلام افريقية تضم جنودا
اوغنديين وبورونديين تتعرض بانتظام لهجمات المسلحين الاسلاميين.
40 طنا من الاسلحة والذخيرة
قال مسؤول امريكي كبير ان الحكومة الامريكية قدمت نحو 40 طنا من
الاسلحة والذخيرة الى الحكومة الصومالية خلال الاسابيع الست الماضية
لمساعدتها على محاربة المتمردين الاسلاميين.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان الولايات المتحدة انفقت اقل
من عشرة ملايين دولار على ما وصفه باسلحة وذخائر بالاضافة الى اموال
دفعت لدول اخرى لتدريب القوات الحكومية الصومالية. بحسب رويترز.
وعلى الرغم من تأكيد وزارة الخارجية الامريكية يوم الخميس تقديمها
سلاحا للحكومة فانها لم تقدم من قبل تفصيلات بشأن نوع وتكاليف وكمية
السلاح.
وابلغ المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الامريكية الصحفيين ان
الولايات المتحدة بدأت في تقديم الاسلحة بعد فترة وجيزة من بدء متمردي
جماعة الشباب الصومالية هجوما ضخما ضد الحكومة الاتحادية الانتقالية
الهشة في اوائل مايو ايار.
وتسيطر جماعة الشباب التي تعتبر وكيلا للقاعدة على معظم جنوب
الصومال وكل العاصمة الصومالية باستثناء بعض البنايات. وقال المسؤول ان
واشنطن تخشى من انها قد تزعزع استقرار المنطقة وتحول الصومال الى ملاذ
امن للاسلاميين الاجانب و"الارهابيين العالميين."
واضاف المسؤول "مازلنا قلقين من احتمالات انتصار الشباب ونريد ان
نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة الحكومة الاتحادية المؤقتة.
وقال ان الولايات المتحدة مولت مشتريات اسلحة للحكومة الصومالية
وطلبت ايضا من القوات الاوغندية والبوروندية في الصومال اعطاء الحكومة
اسلحة ثم تعويضهم بعد ذلك.
واضاف ان الولايات المتحدة خصصت ايضا اموالا لدفعها للوحدات
الاوغندية والبوروندية لتدريب القوات الحكومية بدلا من قيام القوات
الامريكية بهذا التدريب.
وعند انتخاب اسلامي معتدل رئيسا للبلاد في يناير كانون الثاني كان
هناك امل بان يتمكن من انهاء نحو 20 عاما من اراقة الدماء في الصومال
من خلال المصالحة مع المتشددين الذين يريدون فرض احكام الشريعة
الاسلامية بشكل صارم في كل انحاء الصومال.
ولكن زعيم القاعدة اسامة بن لادن قال في شريط مسجل بث في مارس اذار
ان الرئيس الصومالي شيخ شريف احمد عدو ودعا المتمردين الى اسقاط
الحكومة والمسلمين في شتى انحاء العالم الى الانضمام لقتالهم.
وقال المسؤول الامريكي انه سمع تقديرات بأن ما يتراوح بين 200 و400
مقاتل اجنبي موجودون في الصومال ولكن رأيه الشخصي ان الرقم ربما يكون
اقل من 200.
متشددون يرجمون قاتلا حتى الموت في الصومال
قام متشددون إسلاميون في الصومال برجم رجل متهم باغتصاب وقتل فتاة
حتى الموت. وقع ذلك امام حشد من الناس ببلدة وانلاوين الواقعة على بعد
90 كيلومترا جنوبي العاصمة مقديشيو.
وأدانت محكمة غير رسمية، شكلتها حركة الشباب، الرجل. وقال الشيخ
محمد ساليبان المسؤول المحلي بحركة الشباب "ان الرجل اتهم باغتصاب وقتل
فتاة عمرها 18 عاما في مايو الماضي وقد أدانته المحكمة، وهو رجل متزوج
لذلك حكمت عليه المحكمة بالموت".
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "قام عشرة مقنعين من حركة الشباب
برجمه حتى الموت امام الجميع، لقد حفروا حفرة كبيرة ودفنوه فيها حتى
عنقه قبل ان يرجموه".
وكانت حركة الشباب قد أمرت في أكتوبر الماضي برجم صبية عمرها 13
عاما بمدينة قسميو الجنوبية اتهمت بالزنا بعد الابلاغ عن تعرضها
للاغتصاب من قبل ثلاثة رجال.
وقد طبقت حركة الشباب الخميس الماضي حد قطع الأرجل والأقدام بحق 4
رجال أدانتهم إحدى محاكمها بانهم لصوص في العاصمة مقديشيو ذاتها.
يذكر ان حركة الشباب، المتهمة بان لها علاقات بالقاعدة، تسيطر
بالفعل على معظم أنحاء جنوب الصومال.
الرئيس الصومالي يقول ان الاسلاميين يجندون
أطفالا في صفوفهم
فيما اتهم الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد متمردي جماعة الشباب
المتشددين بأنهم يجبرون أطفالا على القتال في المعارك التي تستهدف
الإطاحة بحكومته.
وينظر الى جماعة الشباب باعتبارها وكيل تنظيم القاعدة في الصومال
وتضم في صفوفها جهاديين أجانب. ونفذت الجماعة التي تتبنى تفسيرا متشددا
للشريعة الاسلامية إعدامات وعقوبات بالجلد وبتر الأطراف من أجل فرض
سلطتها خاصة في مدينة كيسمايو جنوب الصومال. بحسب رويترز.
ويسيطر المتمردون على أغلب الجنوب الصومالي وأجزاء من العاصمة وتخشى
الدول الغربية أن يقوموا بضرب الاستقرار في المنطقة وتقديم الملاذ
الامن للمتشددين الاسلاميين القادمين من أماكن أخرى.
وقال الرئيس الصومالي للصحفيين "الجماعات الارهابية تجند الاطفال
بالقوة والقاعدة متورطة في ذلك وحتى قادتهم اعترفوا بذلك."
وزادت هجمات المتمردين الاسلاميين خلال الشهر الاخير حيث قتلوا
وزيرا وقائد شرطة مقديشو ونائبا في البرلمان.
وقامت مجموعة من عشرة ملثمين من رجال جماعة الشباب يوم الاحد في
اقليم شابيلي بوسط الصومال برجم شاب حتى الموت بقطع كبيرة من الحجارة.
وقال شيخ عبد الباسط القاضي المحلي "اغتصب المجرم وقتل فتاة عمرها
18 عاما... وحكمنا عليه بالرجم حتى الموت طبقا للشريعة الاسلامية."
وقطع الاسلاميون يوم الخميس يد ورجل كل من أربعة فتيان عقابا لهم
على السرقة.
وأعلنت الحكومة التي تسيطر بصعوبة على أجزاء صغيرة من العاصمة حالة
الطوارئ.
وتقول المنظمات الانسانية ان العنف المتزايد في مقديشو أدى الى مقتل
ما يزيد على 250 مدنيا وإجبار 160 ألفا على النزوح من منازلهم خلال
الاسابيع السبعة الاخيرة.
واتهم أحمد اريتريا بدعم زعيم المعارضة الاسلامية المتشدد حسن ظاهر
عويس الذي يقود واحدة من الجماعات المتمردة التي تقاتل الحكومة.
وقال "صديقي السابق حسن ظاهر يسير في طريق اللاعودة ويصحبه مسؤولون
اريتريون. انه يرتكب جرائم ضد الشعب الصومالي. أنا (أناشده).. الرجوع
عن هذه الافعال."
وقاد عويس وأحمد معا حركة المحاكم الاسلامية التي حكمت مقديشو ومعظم
الجنوب الصومالي لمدة ستة أشهر حتى تمكن خصومهما بدعم من الجيش
الاثيوبي من طردهما في حرب استمرت اسبوعين في يناير كانون الثاني 2007.
وينظر البعض الى حكومة أحمد على الرغم من ضعفها الواضح على أنها
معتدلة وتمنح فرصة للسلام في بلد ظل بلا حكومة مركزية لمدة 18 عاما.
ارتكاب جرائم حرب..
من جانبها قالت مسؤولة حقوق الانسان في الامم المتحدة ان متشددين
اسلاميين في الصومال أعدموا مدنيين وفجروا قنابل في مناطق سكنية مما
يمثل انتهاكات قد تصل الى جرائم حرب.
ونقلت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان عن
تقارير موثوق بها قولها ان متمردين عقدوا أيضا محاكمات أصدرت أحكاما
بالاعدام رجما بالحجارة وقطع الرأس وبتر الاطراف. بحسب رويترز.
وذكرت أن المدنيين وخاصة النساء والاطفال يتحملون وطأة أعمال العنف
التي شهدها الصومال الواقع في منطقة القرن الافريقي في الآونة الأخيرة
بينما تحاول قوات حكومية اخراج المتمردين من قواعدهم في العاصمة مقديشو.
وقالت بيلاي في بيان "قال الشهود لمحققين تابعين للامم المتحدة ان
حركة الشباب التي تقاتل للاطاحة بالحكومة الانتقالية نفذت أحكام اعدام
خارج نطاق القانون وزرعت ألغاما وقنابل وغيرها من العبوات الناسفة في
مناطق تابعة للمدنيين واستخدمت مدنيين كدروع بشرية."
وأضافت "ذكرت تقارير أن مقاتلين من الجانبين استخدموا وسائل تعذيب
وأطلقوا قذائف مورتر بشكل عشوائي على مناطق يسكنها مدنيون أو يترددون
عليها بكثرة."
ويسيطر مقاتلون في حركة الشباب تربطهم صلات بتنظيم القاعدة على
الكثير من أجزاء جنوب ووسط الصومال والعاصمة مقديشو باستثناء بعض
المناطق. وتخشى دول مجاورة وحكومات غربية من أن تصبح البلاد ملاذا آمنا
لمعسكرات تدريب القاعدة وينجح المتشددون في زعزعة الاستقرار في المنطقة
اذا تمت الاطاحة بالحكومة الصومالية.
وقالت بيلاي ان مئات المدنيين يعتقد أنهم قتلوا وأصيبوا منذ أن بدأت
حركتا الشباب وحزب الاسلام هجوما في مايو أيار. ومنع انعدام الامن
وكالات الاغاثة من الوصول الى كثيرين من بين 200 ألف شخص نزحوا من
مقديشو خلال تلك الفترة.
وأضافت المحققة السابقة لدى الامم المتحدة في جرائم الحرب ان نشطاء
الحقوق والعاملين في مجال الاغاثة والصحفيين والنازحين معرضون للخطر
على وجه الخصوص. وكان ستة صحفيين قد خطفوا في مقديشو العام الحالي
بينهم أربعة قالت انهم اغتيلوا على ما يبدو.
وذكرت أن هناك أدلة متزايدة أيضا على قيام "قوى مختلفة" في الصومال
بتجنيد الاطفال وهو انتهاك جسيم للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون
الانساني.
وقالت بيلاي وهي من جنوب افريقيا "بمجرد استعادة النظام - ويوما ما
سيعود النظام - فإن المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان يجب أن يمثلوا
للعدالة وأتمنى أن يحدث هذا."
وردا على سؤال حول امكانية احالة الامر الى المحكمة الجنائية
الدولية أثناء الصراع المستعر قال روبرت كولفيل المتحدث باسم بيلاي ان
المحكمة التي يقع مقرها في لاهاي أدانت قادة في جيش الرب للمقاومة في
أوغندا وزعماء ميليشيات في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وأشارت بيلاي الى أن المؤسسات القضائية العادية لا تعمل في الوقت
الحالي في مقديشو ومناطق جنوب ووسط الصومال.
وفي بلدة بيدوة الصومالية وصف شهود يوم الجمعة كيف قطع متشددون
اسلاميون رؤوس سبعة أشخاص لوصفهم بأنهم "مسيحيون" و" جواسيس".
وتقول وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة ان 200 ألف شخص على الاقل
فروا من منازلهم في مقديشو منذ بدء هجوم قادته حركة الشباب وميليشيا
حزب الاسلام في مايو أيار.
قتل العشرات من المجاهدين
في سياق متصل أعلنت الحكومة الصومالية ان قواتها قتلت نحو أربعين من
مسلحي حركة شباب المجاهدين في اشتباكات بالعاصمة الصومالية مقديشو.
واكد مراسل بي بي سي العربية علي حلني تجدد المعارك صباح الأحد بين
القوات الحكومية والمسلحين المناهضين لها في مقديشو وأن القوات
الحكومية نجحت في استعادة بعض المناطق من أيدي حركة شباب المجاهدين.
وقالت الحكومة إن قواتها استعادت السيطرة على ثلاث مناطق على الأقل
شمالي العاصمة وأنها تواصل دحر المسلحين. بحسب رويترز.
وكانت القوات الموالية للرئيس شيخ شريف شيخ احمد قد هاجمت أمس
المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو حركة شباب المجاهدين شمالي العاصمة في
محاولة لاستعادتها.
وذكر شهود عيان ان الجانبين تبادلا إطلاق نيران الرشاشات وقذائف
الهاون، وقال مصدر أمني إن بين نحو عشرين قتيلا سقطوا أمس السبت القتلى
مدير إدارة الأمن في العاصمة.
وأعلن متحدث باسم القوات الحكومية أسر وقتل عدد من المقاتلين
الأجانب كانوا ضمن صفوف مسلحي الحزب الإسلامي المتحالف مع حركة شباب
المجاهدين.
وأكد المصدر أن المسلحين ينتمون لجنسيات مختلفة منها باكستان
وأفغانستان واليمن.
يشار إلى ان مقديشو تشهد منذ مايو/آيار الماضي معارك عنيفة بين
القوات الحكومية وحركة شباب المجاهدين التي باتت تبسط سيطرتها على
مناطق واسعة من وسط وجنوب الصومال.
وتسعى القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو
حركة الشباب في مقديشو.
وكانت مصادر في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي قد ذكرت أن عددا من
المقاتلين الأجانب يقاتلون إلى جانب حركة شباب المجاهدين.
وطالبت الحكومة الصومالية في أعقاب هذه المعارك بإرسال المزيد من
قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي لدعم القوات الحكومية.
يُذكر أن الاتحاد الأفريقي يحتفظ بأكثر من 4 آلاف جندي في الصومال
بهدف حفظ السلام، وعادة ما تتعرض تلك القوات، التي تتولى عموما حراسة
المنشآت الحكومية، لهجمات من قبل المسلحين.
يُشار إلى أن الصومال افتقر لوجود حكومة مستقرة منذ عام 1991، وذلك
منذ أن أطاح أمراء الحرب بنظام الرئيس السابق محمد سياد بري، قبل أن
يبدأوا بالتناحر فيما بينهم لاحقا.
وتخشى الدول الغربية من أن يؤدي انهيار الحكومة الصومالية وشيوع
حالة من الفوضى وغياب الأمن في الصومال إلى تمكين عناصر من تنظيم
القاعدة من الحصول على موطئ قدم لهم في منطقة القرن الأفريقي. |