وزارة الامن الوطني؟

هادي جلو مرعي

يقولون ان احد النواب من ذوي الالسنة السليطة،وممن يشتهرون بكثرة التصريح والتلميح لوسائل الاعلام، رمى بشرر نيرانه على مايقرب من الفي منتسب لوزارة الامن الوطني التي شكلت بعد عام 2003 وطالب بحل الوزارة وتوزيع المنتسبين على دوائر دولة اخرى..وربما كنت ممن يطالب بتقليص عدد وزارات الحكومة،ودمج بعضها ببعض،فأرى انه من المهم دمج السياحة والثقافة والاثار بوزارة واحدة..ووزارتي النقل والاتصالات بواحدة والكهرباء والصناعة كذلك،والتربية والتعليم..فتتقلص اعداد الوزارات ومنتسبيها وميزانيتها المكلفة.

لكن المؤسف ان الحديث يجري احيانا جهة التعريض بوزارات وبمنتسبيها دون النظر في الموارد القانونية والدستورية،فلو اوكلنا الامر الى الدستور فربما عالج قضية وزارة الامن الوطني،وكذلك مستشارية الامن القومي وسواها من قضايا واشكاليات ولانعود بحاجة الى التصريحات الرنانة التي تؤذي شرائح اجتماعية وتصيب مواطنين بهلع وقلق مزمنين مثلما حصل لمنتسبي العديد من الدوائر الحكومية المنحلة،واجهزة الامن والاستخبارات وكان ممكنا دمجها بالواقع الجديد،دون الحاجة الى احداث هذا الكم من الفوضى والتخبط في ترتيب البيت الوطني والبعض سارع الى التخفيف من وطاة بعض القوانين فصار احد البعثيين في اعلى المراتب الوظيفية والحزبية،وهو كان برتبة عالية في الزمن الماضي،وصار حليف العهدين التالد والطريف،في حين القى الدهر بكلكلة على صغار البعثيين فمنهم من هرب،لايلوي على شيء الى دولة مجاورة،ومنهم من لقي حتفه باطلاقة (تايهة)..

البعض يتعامل بازداوجية مقيتة فحين يفكر في حل وزارة او دائرة او جهاز ينسى ان ولد الخايبات الذين يعملون فيها سيكون مصيرهم (التسكع) دون ان يظفروا بشيء،وهذا ليس من شيم الدولة العصرية،ولاكان منتظرا من التغيير.

واذا كان الدستور يتضمن مواد تحل او تبقي وزارة كالامن الوطني،فأنه لايمكن ان يتضمن مادة تقرر مصير الالاف من الشبان المتحمسين والتواقين لخدمة وطنهم دون ان يحسبوا حساب الظروف وماتخبئه لهم المقادير..

ولايمكن للدستور ان يسيء لكرامة انسان،وهو الذي قرر في ديباجته ان العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات،وانهم سواسية امام القانون،ولهم الحق جميعا ان ينالوا نصيبهم من خيرات وموارد البلاد..

لست معنيا كثيرا بحل او ابقاء هذه الوزارة،لكني لااريد لعشرات الشبان ان يلقوا مصير من سبقهم في العهود الماضية،ولااريد لنبؤتي ان تتحقق حين رفضت العمل مستشارا اعلاميا لأول وزير تسنم مقاليد هذه الوزارة..حين قلت لأخرين ان من يعمل في اجهزة الامن والمخابرات،والجيش والشرطة،ليس بمأمن من عوادي الدهر ونائباته..والسلام

www.jfoiraq.org

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/آب/2009 - 18/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م