الشاعر الكربلائي علي الخباز: أكتُب قصيدتي بدون وقت محدد لأن الابداع اكبر من الزمن

حوار: علي فضيلة الشمري

 

شبكة النبأ: يعد الشاعر العراقي علي حسين الخباز من الادباء المعروفين على الساحة الكربلائية، من مواليد 1954، له ارتباطات شعرية منذ نعومة اظفاره، عضو الاتحاد العراقي للادباء منذ عام 1993، وعضو الاتحاد العربي للادباء منذ عام 1995، بدأ عمله الفني من خلال المسرح حيث قدّمَ في السبعينيات عدة مسرحيات متميزة مثل (أنا أتهم).

والخباز حاليا رئيس تحرير مجلة صدى الروضتين، ويعود لقبه (الخباز) نسبة الى عمل العائلة الذي توارثته في صناعة الخبز، وأثناء تجوالنا مع الخباز في رحاب العتبة العباسية المقدسة تناولنا أطراف الحوار التالي: 

س: من اين بدأ الخباز من قوت البطون ام قوت الارواح ومتى يكتب أبيات قصيدته وماهي علاقته بالقصيدة؟!

هذا سؤال مهم جداً لي وهو الاول من نوعه وان لم أتوقع ان اُسأل بمثل هكذا سؤال لأنه يمس العمق الجذري للتكوين الانساني والتكوين الوجداني الادبي عند الكتابة، يفكر الكاتب الجيد بفرادة ما ينتج ان يقدم شيء منجز لم يقدم سابقاً وهذا هو الابداع عندما يكون الانسان انساناً في تكوينه الحقيقي يفكر كيف يكون قوت بطنه وقوت عائلته من تكوين جهده وسعيه وعرقه ورؤاه يوصلنا الى نتيجة واحدةً في الحياة او القصيدة وسننتج بالتالي شيء شريف معافى من كل شائبة, الباحث عن شرف في بيته يجب ان يبعث عن حلال لقمة عيشه والباحث عن الابداع في قصيدته عليه ان يعمل عن جهده ورؤاه وتأمله لان القصيدة عالم كبير جداً يحتاج الى ما يوازيه من عمق تفكير لكي لا نعمل على السطحية.. انا اكتب قصيدتي بدون وقت محدد للتدوين لأن الابداع اكبر من الزمن.

س: هل تكتب الشعر الشعبي ام المسرحي ام ماذا؟

انا لم اكتب الشعر الشعبي ولا قصيدة واحدة، ولكن اكتب لنفسي فقط وأمزقها مباشرةً دون ان يراها احد.. اكتب دراسات عن الشعر الشعبي ووصلت الى حوالي تسعون دراسة.

س: كيف وجدت الادب في العراق الجديد؟

انا لا ارى أدباً إلا في العراق، ذات يوم كان الشاعر الكبير احمد شوقي يسمع قصيدة لشاعر عراقي سأل اكبر شعراء العراق في حينه قال اصغر مواطن عراقي يعرف امير الشعراء وامير الشعراء لا يعرف شعراء العراق، وهذا كان موجود في العمر الادبي بروز اسماء عراقية قدمت للعالم ادباً فعلياً، ومع الاسف لم يعد النقاد العراقيون للشعر الى االبلد واخذوا يسترزقون على خبز الادب العربي مما اضعف النقد الان في العراق.

س: هل لديك كتابات وثائقية؟

نعم اول فيلم كتبته كان فيلم القاسم، الذي عُرض في قناة الانوار الفضائية وكان من اخراج السيد عادل الياسري، والتعليق من قِبل السيد كفاح وتوت، وكتبت نص فيلم وثائقي آخر هو السرداب والذي سُمّي فيما بعد بماء الخلود وبنفس الملاك.

ولي عدة افلام اخرى من ضمنها كساء الشمس والمخيم الحسيني وفيلم العرين لصالح العتبة العباسية، ومن الافلام الاخرى الناجحة زيارة لقبر الامام العباس عليه السلام، من اخراج لؤي سلمان وتعليق الفنان جاسم ابو فياض، ورحلة النصرة الذي علق عليه الاستاذ رضوان السلامي.

س: بمَن تأثرت بالشعر؟

تأثرت بشعراء الثمانينيات من حيث استخدام الجمل وشعراء التسعينيات من حيث تفجير اللغة وتأثرت باسماء حسن النواب والدكتور حميد قاسم ومنذر عبد الحر، ومن حيث النقد تأثرت بشكل واضح بالاخ علي حسين الفواز.

س: ما اثر المعطيات الراهنة من تقدم علمي وصناعي في التطور الشعري؟

التطور الشعري في كل الازمنة لا يتأثر بتطور ما كتب من الشعر ولكن هناك مسألة واحدة هي التقدم وانعكاساتها قد تأخذ شيء من الشعرية من خلال وجود التقنيات والتلفزيون ولا اطالب الشاعر بأي تقنية مثلما اطالب المتلقي والناقد.

س: كيف وضّفَ علي الخبار النص الشعري في عموده الصحفي؟

خلطة استخدمتها بعدة انواع كتابية من ضمنها النص المسرحي وتقنية الشعر والنثر وكثير من الامور تم استخدامها حتى الحكوات لنصل الى من له مهمة والعمود الصحفي يحتاج الى كم ايحائي واستقبال غير مباشر لان المباشرة تقلل قيمة المعروض والمنجز. 

س: ماذا اضاف لكم العمل في الروضة العباسية المطهرة وماذا اضفتم له؟

هذا المكان خلقني من جديد لاني افهم قيمته المعنوية والايمانية والتأريخية، كنت قبل ايام ابحث في النص عن مبدع قدمه للعتبة العباسية قبل مائة عام، وهذا هو الخلود في ان يجعل اسمك في مسار التأريخ ليهيء لك مكانا في معنى واقعة الطف، وعليك ان تختار هذا الموقع لأن القيمة ليست بقيمتنا المادية، انما القيمة الحقيقية فيما تقدّمه وتضحي من اجله وتنذر وقتك وجهدك فداءً له...

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/آب/2009 - 14/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م