ولادة المصلح الاكبر وشريعة الاصلاح والصلاح

هلال آل فخرالدين

الامام العظيم..الدورالعظيم..الهدف العظيم..الغد العظيم....

لاتزال البشرية كلما تقدمت في المعرفة والعلوم والتكنولوجيا لاتزداد الا هموما وتراجعا واسقام وكل ما ارتقت في المدنية وقوانين حقوق الانسان لا تزداد الا توحشا وظلما وعدوانا.. فقد تصرمت على الدنيا اديانا وثقافاتا ونظما مختلفة لم ترويها وتطفيء ضمأها لما شابها من انحراف وظلال وجور (وكاين من قرية امليت لها وهي ظالمة..) الحج:48..

واضحى كوكبنا يسير من كارثة الى اخرى افضع منها ومن وباء الى امض منه ومن افة بيئية الى اخرى اشد وطأة..ولكثرة ماتعرضت له البشرية من قمع وسفك ونهب..وما اطبق على الدنيا من ظلمات جحافل غزاة البرابرة من الغرب فاذا الطامة الكبرى وويلات حروب ومجازر واستعمار واستعباد وامتصاص اخر قطرة من دماء المحرومين بمسميات الليبرالية والديمقراطية والعلمانية... فانفتل الى الظهور معسكر الشرق ببراق شعارات عسى ان تريح وتستريح البشرية لكنها اصيبت ببلاء ما بعده من بلاء بمزاعم ثورية وسلطات شعبية وافكار الالحادية وهلم جرى وكلما دخلت امة لعنت اختها (قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم..) الاعراف :38...

 حتى اصبحت تتصاعد وتائر الفقر والامراض والامية والحروب المدمرة والتطرف والازمات المالية والنهب والفساد والهيمنة في ظل دعوات العصرنة والعولمة والسماوات المفتوحة في اجواء القطب الواحد والتكالب على ابتلاع الاخرين والصراع لقضمهم مع تفشى الامراض الفتاكة والكوارث المرعبة وانتشارالرذيلة و المخدارات على اوسع نطاق...

اذن العالم يسير في طريق الهاوية والتردي والسقوط..بلبوس مزركشة زائفة تسحق بكلكلها البشرية سحقا وتطحنها فيها طحنا..ان الانسانية في تطورها العلمي وان وصلت الى القمر والمريخ والهندسة الوراثية استطاعت تغيير تركيبة الخلايا وفي كل لحظة تطل عليها اختراعات وابتكارات وتقنيات كثيرة مذهلة واسراف في الملاذ والشهوات...(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء..) الانعام:44 الا انها لازالت معذبة بل وترزح اكثرواكثر تحت كوابيس وظلمات لاتعد ولا تحصى..

ومع ما وصلت اليه الحضارة من نهضات كثيرة وفي كافة المجالات الا ان الانسانية تعيش مازومة مرعوبة قلقة لاتدري ما سيحمله الغد لها من مفاجئات غير محسوبة وما يخبئه المستقبل من فضائع اشد وامضى من السلاح الذري للابادة الاجماعية وفضائع الحروب الاستباقية والقنابل القذرة المدمرة لاجيال واجيال باشعاعاتها القاتلة وتلويثها للبيئة لمئات السنين والتي ما انزل الله بها من سلطان..

وما نعمت الانسانية ولم تنعم بلذيذ حياة كريمة امنة ولا لفها سلاما شامل والا اطلت عليها عدالة تتفيء فيها الحياة لغياب القانون بل ولانعدام الاخلاق وسريان شريعة الغاب وشرعنة الارهاب......

ان ماتفتقده البشرية الان هي الشريعة الصالحة السمحاء ومجريها المصلح الاكبر ودورانصاره الابدال في التغيير العظيم للحياة على يد الامام العظيم.. ودوره العظيم.. والهدف العظيم.. كما بشرت به رسالات السماء والانبياء والصلحاء...فالغرب يعيشون في حيرة من أمرهم وهم في صراع مستمر دائم لاجل تكريس وجودهم ومصالحهم ورغم ذلك فهم يطمعون بان المستقبل لهم فقد جاء في الخبر:(والمسيحيون مستنفرون من اجل البقاء في قمة الهرم وحاكمية الجغرافية الارضية وهم كذلك ينظرون ان المستقبل لهم لا لغيرهم).(والفكرة والشخصية كما هما واضحتان في الكتاب والسنة عند المسلمين فهما واضحتان ايضا في الكتاب المقدس عند اليهود او الكتاب المقدس عند النصارى.

وهذه شهادة يوحنا المعمدان حين أرسل اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاويين يسألونه:من انت ؟20 فاعترف ولم ينكر بل أكد قائلا:(لست أنا المسيح)21 فسألوه( ماذا إذن ؟ هل أنت إيليا؟ قال:لست إياه!) او أنت النبي؟) فأجاب:لا!)22فقالوا:(فمن انت لنحمل الجواب إلى الذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك ؟)23 فقال:(انا صوت مناد في البرية:اجعلوا الطريق مستقيمة امام الرب كما قال النبي اشعيا )24 وكان هؤلاء مرسلين من قبل الفرسيين25 فعادوا يسألونه:( إن لم تكن انت المسيح ولا ايليا ولا النبي فلماذا تعمد إذن 26 أجاب:انا اعمد بالماء! ولكن بينكم من لاتعرفونه 27 وهو اللاتى بعدى وأنا لا استحق أن أحل رباط حذائه )..ان النبي في النص يشير الى النبي الامي الموعود وإيليا هو الامام علي وصي النبي والمسيح هو ماشيحا العبرية وتعني الامام المهدي المنتظر او المخلص او المنقذ..من بحث للسيد سامي البدري ص15..

ان هذا المنقذ الموعود او المخلص الذي سوف يظهر وتهنأ به الارض ومن عليها امل كل المضظهدين والمشردين والجائعين في الدنيا باسرها تؤكده حتى كتب المجوس والهندوس وبوذا...

 ولا يخلف الله وعده..(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين *ونمكن لهم في الارض) القصص:6 في انتظار دولة العدل الالهي وهي لامحال قائمة وان طالت المدة وبعدت الشقة.. قال تعالى:(واقترب الوعد الحق)الانبياء :97...والذكر الحكيم يصرح(يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) الاسراء :71 والثابت من السنة المتواترة عن المصطفى (ص) :(من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) وهذا الحديث سائر مع كل زمان وظرف ومكان من وجوب معرفة المسلمين للامام...والحديث المتواتر الاخر عن النبي (ص) هو تاكيده على ان :الائمة اثنى عشر اخرهم القائم المهدي المنتظر(عج) من ذريته من ولد علي والحسين..والحديث المبشر الاخر عن المصطفى(ص): انه وان لم يبقى الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج المهدي..انظر موسوعة الامام المهدي في كتب صحاح اهل السنة للعلامة الكوراني.. قال تعالى:(قل يا يها الناس قد جاءكم الحق من ربكم..) يونس :108...حيث يعم الناس جميعا العدل وتشيع العدالة وتشمل المساواة بين الناس كافة لافرق بين لون ولون او لسان ولسان او عرق وعرق فالكل سواسية في الحقوق والواجبات وينجحر الظلم الى حيث لارجعة فتنعم البشرية كلها بلذيذ حياة هانئة سعيدة عند ذاك تتضاعف قدرات العقول...فلانعلم ما سيحصل من تطور وتقدم للانسانية في ذلك الفضاء العقلي الرحب الغير مألوف او غير المعهود وذهاب الجهل وانعدام الامية..وما تفجره الارض لخيراتها وتظهره لكنوزها وتعم بركاتها..فتحثوا الاموال فلا تجد من يدنوا منها..فلاجياع ولادماء ولافزع...

ويظلل الارض امان مطبق وسلام شامل..فتطوي المرأة وحدها فيافي الارض فلاتخشى احد ويعيش الذئب مع الحمل عيشة الرفق...فيبطل السلاح ويذهب العنف وينقمع العدوان...ويظهر دين الله.. دين الحب.. دين الرحمة على الدين كله وكل الامم اخوة في قيادة...(بقية الله خير لكم..) نور الرسل..الامام المصلح الاكبر..وقد نشر راية شريعة الاصلاح والصلاح في كل افاق المعمورة لتحى حياة روحية طيبة حتى يرث الله الارض ومن عليها :(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) الانبياء:105...سائلينه سبحانه ان يكحل عيوننا بالنظر الى الطلعة الحميدة والغرة الرشيدة وقد ملئها عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا..(وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم )الانفال:10وان نكون من جنوده ودعاته واعوانه....واقرالله عيونكم واسعدكم بولادة المصلح الاكبر الميمون وشريعة الاصلاح والصلاح المباركة (والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلوة انا لانضيع اجر المصلحين..) الاعراف:170.. امام عظيم..دوره عظيم..هدفه عظيم..شريعة عظيمة..لمستقبل عظيم..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5/آب/2009 - 13/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م