|
شبكة النبأ: قال باحثون بريطانيون ان
الكثيرين اختلط عليهم الامر في عدد المصابين بعدوى انفلونزا (اتش1 ان1)
الجديدة وهو ما يؤدي بدوره الى صعوبة القطع بمدى تفشي الوباء.
وقال فريق الباحثين في امبريال كولدج في لندن ان تحسين طرق عد
المصابين بالانفلونزا الجديدة يمكن أن يساعد في تخفيف هذا التشوش.
وأضاف الباحثون أن الحكومات عندما تقدر استجابتها للوباء بدون هذه
المعلومات تكون كأنها تعمل في الظلام.
وقال المسؤول عن الدراسة الدكتور تيني جارسكي الخبير في تقدير
انتشار الامراض في مقابلة عبر الهاتف "اذا لم تقم بفحص الناس فلن تعرف
عدد الناس الذين اصيبوا،عدد الحالات المؤكدة لا يفيد كثيرا."
وأكدت منظمة الصحة العالمية اصابة 94512 حالة حول العالم و429 حالة
وفاة بانفلونزا (اتش1 ان1) الذي أعلن وباء عالميا الشهر الماضي. بحسب
رويترز.
لكن هذا العدد يمثل جزءا صغيرا فقط من العدد الحقيقي للاصابات وتقول
المراكز الامريكية للوقاية من الامراض والسيطرة عليها ان مليون شخص على
الاقل أصيبوا وان الفيروس ينتشر بشكل خارج عن السيطرة.
وتفحص أغلب الدول الان عينة من المرضى بينما لا يعاني العديد من
المصابين من المرض بما يكفي للسعي الى الحصول على رعاية طبية ناهيك على
توجههم للفحص.
مخاطر في فصل الشتاء
وقالت منظمة الصحة العالمية إن فيروس انفلونزا (اتش.1.ان.1) بدأ
يصيب كبار السن وان النساء الحوامل ومن يعانون بدانة مفرطة هم الاكثر
عرضة للخطر.
وقالت الوكالة التابعة للامم المتحدة في بيان ان فئة الاطفال في سن
المدرسة لاتزال هي الاكثر تأثرا بالفيروس المكتشف حديثا والذي ينتشر
سريعا في المدارس ويكتسب قوة دفع في مختلف التجمعات السكانية الى جانب
الانفلونزا الموسمية. بحسب رويترز.
وقالت المنظمة "لاتزال هناك أولوية قصوى لتحديد الفئات الاكثر عرضة
لاصابة مرضية خطيرة بحيث يمكن اتخاذ الخطوات لتحقيق الحماية المثلى لها."
وقال البيان الذي نشره موقع منظمة الصحة العالمية على الانترنت "من
المتوقع أن يكون لدى شركات التصنيع لقاحات جاهزة للاستخدام في حدود شهر
سبتمبر. يعمل عدد من الشركات على انتاج لقاحات لمكافحة الوباء ولديها
مواعيد زمنية مختلفة."
وتوفي نحو 800 شخص بسبب الفيروس الجديد الذي دفعت سرعة تفشيه على
مستوى العالم منظمة الصحة في يونيو حزيران الى اعلانه وباء عالميا. لكن
بالنسبة لمعظم المصابين يتسبب (اتش1 ان1) في أعراض ضعيفة ويمكن السيطرة
عليها.
كان جريجوري هارتل المتحدث باسم المنظمة قال في وقت سابق الجمعة "حتى
الآن لم نلحظ أي تغييرات في سلوك الفيروس. ما نراه لا يزال انتشارا
جغرافيا عبر البلدان" محذرا في الوقت نفسه من أن الفيروس قد يتحور خلال
انتقاله من شخص الى اخر ولاسيما خلال فصل الشتاء لمساعدة ظروف البرد
على حياة الفيروس خارج الجسم. وأبلغ مؤتمرا صحفيا في جنيف "علينا أن
نتيقظ الى احتمال حدوث تغيرات وعلينا أن نكون مستعدين لها."
وقدمت 50 دولة على الاقل طلبات شراء الى شركات الادوية أو دخلت في
مفاوضات معها لتدبير احتياجاتها من اللقاحات المضادة لفيروس انفلونزا
(اتش1 ان1) والتي لا تزال في مرحلة التطوير والاختبار.
الوباء ينتشر في 160 بلدا
وقالت المنظمة العالمية ان فيروس انفلونزا الخنازير انتشر في 160
بلدا حتى الان ويمكن ان يصيب حوالى ملياري شخص في غضون العامين
المقبلين.
وقال مسؤول كبير في المنظمة، هو كيجي فوكودا، ان الفيروس لا يزال في
مراحله الاولى وانه سيستمر في الانتشار لبعض الوقت.واضاف ان العمل على
انتاج اللقاح يزداد كثافة الا ان ضرورات الامان تستوجب عدم الاسراع في
العملية.
وقال فوكودا، نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للامان الصحي،
ان المنظمة تعلن فقط عن الحالات التي تثبت اصابتها بالفيروس معمليا الا
ان ذلك ليس الا جزءا من العدد الاجمالي للحالات .
ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عنه القول: حتى اذا كان لدينا مئات الالاف
من الحالات او بضعة ملايين منها، فاننا ما زلنا في مراحل الوباء الاولى.
واضاف: من الامور الواضحة تماما اننا سنشهد انتشارا اكبر للفيروس حتى
مع ان الوباء بدأ منذ ثلاثة او اربعة اشهر، فلا يزال ذلك وقتا مبكرا في
فترة الانتشار، وقال المسؤول ان منظمته تتوقع ان يصاب حوالى ملياري شخص،
اي ثلث سكان الكرة الارضية.
واشار الى ان الرقم يعد توقعا منطقيا، ويستند الى تحليل انتشار
اوبئة سابقة، لكنه خلص الى انه من المستحيل التكهن بما يحمله المستقبل.
استراليا تتوقع وفاة 6 الاف شخص
وفي استراليا قالت وزيرة الصحة نيكولا روكسون ان نحو 6 الاف شخص قد
يتوفون نتيجة الاصابة بفيروس اتش.1.ان.1 في استراليا هذا الموسم وذلك
على اسوأ تقدير اذا لم يتم التوصل الى اي اجراء وقائي او مصل مضاد.
وتكشف البيانات التي جمعتها وزارة الصحة الاسترالية عن ان فيروس
الانفلونزا اتش.1.ان.1 قتل 21 شخصا في استراليا حتى الان وهناك 10387
حالة اصابة مؤكدة بالفيروس.
وقالت روكسون لمحطة اذاعية محلية "يمكن ان نتوقع نحو 6 الاف حالة
وفاة في انحاء البلاد، هذا بالفعل اسوأ سيناريو متوقع حتى هذه
اللحظة."ويموت كل عام بضعة الاف من الاستراليين نتيجة الاصابة
بالانفلونزا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية وقوع 429 حالة وفاة و94512 حالة اصابة
مؤكدة بفيروس اتش. 1.ان.1 وأعلنت حالة الوباء الشهر الماضي. ولكن هذه
الاعداد تمثل فقط نسبة صغيرة من الرقم الحقيقي للاصابات.
وانفلونزا الخنازير هي الاكثر انتشارا في استراليا في فصل الشتاء
بنصف الكرة الجنوبي وتقول السلطات انها طلبت 21 مليون جرعة من مصل
انفلونزا الخنازير الذي لا يزال في طور التطوير. وتقول ان هذا سيوفر
لنصف تعداد السكان البالغ 21 مليونا جرعات متعددة.
وتقول المراكز الامريكية للسيطرة على الامراض والوقاية منها ان
مليون شخص على الاقل اصيبوا بفيروس اتش.1.ان.1 ويواصل الفيروس انتشاره
خارج نطاق السيطرة.
ارتفاع الحالات الجديدة في المثلين
وفي بريطانيا لم يكن الوضع مختلفاً فقد أعلنت وكالة حماية الصحة
البريطانية ارتفاع عدد حالات الاصابة بانفلونزا اتش1 ان1 في انجلترا
الى المثلين تقريبا ليصل الى 100 ألف حالة الأسبوع الماضي.
وقالت الوكالة في بيان "تشير تقديرات وكالة حماية الصحة الى ان هناك
100 الف حالة إصابة جديدة بانفلونزا الخنازير في انجلترا الاسبوع
الماضي."
وسجل ما يقدر بنحو 55 ألف حالة إصابة جديدة بالفيروس في انجلترا
الأسبوع الماضي وكانت غالبية الحالات ذات طبيعة متوسطة. غير ان 31 شخصا
ممن أُصيبوا بالفيروس لاقوا حتفهم في بريطانيا خلال تفشي المرض. بحسب
رويترز.
وأعلن عن ارتفاع عدد حالات الاصابة في نفس اليوم الذي افتتحت فيه
خدمة لتقديم النصائح عبر الهاتف والانترنت للاشخاص الذين يخشون من ان
الفيروس ربما يكون أصابهم.
مبيعات عقاقير
ونتيجة لتسارع وتيرة انتشار الوباء، ارتفعت مبيعات بعض العقارات
الطبية التي يعتقد أنها تساهم في علاج إنفلونزا الخنازير أو الحماية من
الإصابة منه، بنسب عالية جداً تجاوزت 1000 في المائة عن مبيعاتها في
نفس العام من الفترة الماضية.
فقد ارتفعت مبيعات "ريلينزا" وهو عقار مضاد لفيروس H1N1 المسبب لمرض
أنفلونزا الخنازير شبيه بعقار "تاميفلو" TamiFlu بنسبة وصلت إلى 1900
في المائة عن العام الماضي، وفقاً لما أعلنته الشركة المنتجة للعقار.
ووفقاً للشركة المنتجة وتدعى "غلاكسوسميث كلاين" GlaxoSmithKline
فقد بلغت مبيعات الشركة من "ريلينزا" في الربع الثاني من العام الجاري
حوالي 60 مليون جنيه استرليني مقارنة بثلاثة ملايين جنيه فقط في نفس
الربع من العام الماضي. بحسب سي ان ان.
كما توقعت الشركة زيادة إنتاجها من العقار مع نهاية العام لتصل إلى
190 مليون برنامج علاجي بزيادة تتعدى ثلاثة أضعاف إنتاجها الحالي، ما
سيضطر الشركة لزيادة خطوطها الإنتاجية حتى تستطيع إنتاج الكميات
المطلوبة.
وبينت الشركة أنها بالفعل بدأت بخططها لزيادة الإنتاج بسبب الطلب
المتزايد على الأدوية الخاصة بالأنفلونزا، إذ تلقت الشركة طلبات من
الحكومات ومنظمة الصحة العالمية لجرعات تجاوزت 195 مليون جرعة وفقاً
لما ذكره المدير التنفيذي للشركة أندرو ويتي.
وأضاف ويتي "لقد تم الاتفاق مع الحكومة الأمريكية على تزويدهم
عقارات بقيمة وصلت إلى 250 مليون دولار، كما إن المحادثات جارية مع
أكثر من 50 حكومة لتزويدها بالعقاقير، ونتوقع المزيد من الاتفاقات، كما
نتوقع البدء بإرسال الطلبات في النصف الثاني من الحالي وأوائل العام
المقبل."
وفي مقابلة مع شبكة CNN قال ويتي: "مع مرور الوقت أعتقد أننا سنعتم
بشكل كبير في مبيعاتنا على عقار أنفلونزا الخنازير، خصوصاً بعدما نبدأ
بعمليات الشحن والبيع للدول التي تقدمت بطلبات ضراء."
لكنه أكد أن "هذه المبيعات وهذا الانتاج الكبير ما هو إلا استجابة
لطلبات الحكومات، ونحن لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الطلبات، وما هو مدى
جدية وخطورة هذا المرض في المستقبل، ما علينا فعله الآن هو أن نكون
مستعدين لكل الاحتمالات." |
