الائتلاف العراقي ضرورة المرحلة المقبلة

علي جاسم الاسدي

من الواضح لدى الجميع بان الائتلاف العراقي الموحد لعب دورا اساسيا ورئيسيا في المرحلة الحرجة والصعبة التي شهدها العراق بعد سقوط النظام الى يومنا هذا وتحدى الكثير من الملفات الداخلية والخارجية لتثبيت الوضع القائم الان ولكن مايؤسف اليه شهد الائتلاف في الاونة الاخيرة الكثير من المشاكل الداخلية مما اثرت بشكل كبير على حيوية وفعالية الائتلاف حيث تشكلت رؤى وانبثقت مصالح وحدثت وقائع على الارض اوضحت بصورة لا تقبل اللبس مدى ونوع الصراع الدائر في داخل الائتلاف سواء ما يخص طرائق ادارة الدولة او الرؤية السياسية الاستراتيجية على المدى البعيد والقريب لقيادة البلد والتعامل مع واقع الاحتلال وماشابه.

 وهذا ما دفع ببعض الاحزاب والكتل المهمة بالانسحاب من الائتلاف ، بحيث شكلت ضغطا واضحا على وحدة الائتلاف وقوته حيال الكتل الاخرى.  فخروج التيار الصدري والفضيلة من صفوفه قبل انتخابات مجالس المحافظات اثر على تحقيق اهداف الائتلاف وزعزعة وضعه الداخلي طبعا هذه التجاذبات والصراعات والتعاكسات امر طبيعي ومقبول ورايناه في الكتل الاخرى كما والدعوات التي قام بها قادة الائتلاف لرجع المنشقين عنه لن تصل الا اي مكان!

 واستمر الائتلاف بطريقه الا ان بدات المشاكل تتبلور بشكل اكثر وضوحا داخل قائمة الائتلاف خاصة عند اقتراب انتخابات مجالس المحافظات فشهد الشارع العراقي تصاعد الاتهامات بين مكونات الائتلاف اي بين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة من جهة اخرى وهذه الحالة اضعفت الائتلاف بشكل ملموس لدى العيان وحصل ماحصل في انتخابات مجالس المحافظات وفاز وخسر الاخر ولكن ما شهد بعد الانتخابات حالة من الركود والانجماد بين مكونات الائتلاف اذ اصبح تهديدا على بقاء هذا الائتلاف المهم الذي ادى دورا فريدا في بناء الحكومة العراقية والذي يمثل الامل الاكبر لشريحة واسعة من العراقيين وصمام الامان للعراق.

 ومن هذا المنطلق ومع بدء العد التنازلي لخوض الانتخابات النيابية القادمة وأهميتها ، تنبّهت مكونات الائتلاف الى الوضع المحدق بها، وأعادت حساباتها وسرعان ما تعالت الدعوات والتصريحات لضرورة لم الشمل من جديد تحت خيمة الائتلاف القديم وضم جهات جدد تحت خيمة الائتلاف الجديد وهذا ما دعا اليه السيد عبد العزيزالحكيم  في بيانه ودعوته للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي للتعاون في هذا الملف بقيادة الشيخ همام حمودي .

لاشك قد يتساءل الكثيرون سواء من المراقبين او حتى المواطنين العاديين، ما هو الهدف من دعوات ترميم الائتلاف من جديد بعد التصدع الذي ألمّ به لا سيما بعد الانتخابات الأخيرة للحكومات المحلية؟ وهل هي خطوة باتجاه ولادة جديدة تقفز على شعارات واجندات الائتلاف القديم أم أنها حالة هامشية لترميم جزئي لا تصب في العمق الحقيقي لولادة جديدة، بكلمة أخرى هل هو تغيير يقتصر على الصورة ولا يمس الجوهر، أم انه تغيير سيطول الاخير (الجوهر) ويقدم نموذجا جديدا يحقق أهدافا ملموسة هامة على الأرض؟

يعرف الجميع بان العراق بعد سقوط النظام دخل مرحلة جديدة من تاريخه وبنظام حكم جديد بحيث الكثير من رجالات الداخل لايرونه مناسب كما الكثير من الدول العربية لايرونه نظاما مناسبا ويرجع ذلك لطائفية هذه الدول بالنسبة للملف العراقي وهذاما لمسناه من خلال انهرالدماء في الشوارع والاحياء العراقية ويسعى الكثير من ايتام النظام البائد بالتعاون مع بعض الدول المعروف بعدائها للعراق بافشال العملية الديمقراطية الجارية بالبلد من خلال الدق على اوتار الطائفية والقومية .

اما ما يخصنا نحن كعراقيين تاتي اهمية تشكيل الائتلاف لمقابلة الخطر الداخلي من قبل البعثيين وعملاء بعض الدول وخطر بعض الدول التي مازالت تراهن على اسقاط حكومة بغداد هذا من جانب والامر الاخر حينما نتكلم عن ضرورة الائتلاف هو الكلام عن ضرورة وحدة العراق بكافة انتماءاته اذ الائتلاف يضم الشيعي والسني والعربي والكردي من الشمال الى الجنوب وهو عامل تمسك وتلاحم جميع اطياف الشعب لمقابلة التهديدات والتحديات كما الائتلافافات السياسية تقف امام تشرذم الاصوات وما شهدناه في انتخابات مجالس المحافظات من تفرق و تشتت الاصوات دليل واضح لذالك .

لقد انجز الائتلاف العراقي الموحد الكثير من الملفات في المرحلة الماضية وبقا الكثير والاكثر مما يتطلب تشكيل ائتلاف اقوى من القبل واكثر تلاحما وتماسكا بين اطرافه لمواجهة المرحلة المقبلة وان عودة الائتلاف العراقي الموحد من جديد وبشكل جديد واكثر اتساعا تعد بوصفها سفينة نجاة للعراقيين في كل المراحل والمنقذ من العواصف الصفراء التي تحاول أرباك الوضع السياسي والامني فيه .

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/تموز/2009 - 30/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م