قضايا التنمية: نُقطة النمو تعادل 20 مليون فقيراً وارتفاع عدد الجوعى في آسيا

 

شبكة النبأ: أعاد البنك الدولي النظر في تقديراته لنمو دول العالم الثالث لعام 2009، مخفِّضاً إياها إلى 4.5%، بعد أن كان قد قدّرها قبل أشهر بـ6.4 في المائة، وذلك بتأثير الأزمة المالية العالمية التي ستضر بخطط تلك الدول الاقتصادية.

من جهة ثانية قالت دراسة أممية جديدة، إن توفير المياه الصالحة للشرب والمراحيض النظيفة في الدول النامية هما أسرع وسيلة للقضاء على الفقر وتحسين الصحة على مستوى العالم، حيث ان 900 مليون شخص على ظهر الكوكب البالغ عدد سكانه حوالي 6.7 مليار نسمة لايحصلون على المياه الصالحة للشرب، ويعيش 2.5 مليار انسان بلا مرافق صحة عامة ملائمة.

البنك الدولي: نقطة النمو الواحدة تعادل 20 مليون فقيراً

وقدّر البنك الدولي أن اقتصاد البلدان المتطورة سينكمش بنسبة 0.1 في المائة، في حين أن النمو العالمي ككل لن يتجاوز واحد في المائة خلال 2009، مشيراً إلى أن الدول النامية التي كانت محمية أول الأمر من آثار الأزمة بدأت تعاني الأمرين بسببها، مع سحب رؤوس الأموال الأجنبية منها وما تبع ذلك من انهيار في أسواقها المالية وارتفاع معدلات الفوائد.

وستتأثر الدول النامية أيضاً بالتراجع المتوقع على مستوى التجارة العالمية، إلى جانب تقلص التحويلات المرسلة من العمال الأجانب في الدول المتقدمة وتراجع أسعار المواد الخام والنفط.

ولفت البنك إلى أن الورقة التي أعدها لمؤتمر مجموعة الدول العشرين المقرر عقده بواشنطن في 15 من الشهر الحالي تحمل تحذيرات تشير إلى أن نقص السيولة لدى دول العالم ستؤدي إلى تراجع الإنفاق على التعليم والصحة وتحسين وضع المرأة.

كما أشار إلى أن أزمة الغذاء الأخيرة وارتفاع أسعار النفط أدت إلى تدهور أوضاع مائة مليون شخص حول العالم وتراجعهم إلى خانة "الفقر المدقع" مرجحاً أن كل تراجع بمعدل واحد في المائة بنمو الدول النامية سيؤدي إلى إفقار 20 مليون شخص إضافي.

المياه والمراحيض النظيفة ضروريان لمكافحة الفقر

وقالت دراسة أجرتها جامعة الامم المتحدة إن توفير المياه الصالحة للشرب والمراحيض النظيفة في الدول النامية هما أسرع وسيلة للقضاء على الفقر وتحسين الصحة على مستوى العالم.

وأوضحت أن توفير المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية سيسددان تكاليفهما من خلال توفير الاموال التي تنفق في علاج الامراض وسيؤديان لزيادة القدرة الانتاجية المفقودة بسبب الامراض فضلا عن توفير وظائف جديدة. بحسب رويترز.

ولا يحصل أكثر من 900 مليون شخص على ظهر الكوكب البالغ عدد سكانه حوالي 6.7 مليار نسمة على المياه الصالحة للشرب ويعيش 2.5 مليار انسان بلا مرافق صحة عامة ملائمة. ويمكن أن تؤدي الزيادة السكانية وتغير المناخ الى زيادة الضغط على موارد المياه.

وقالت الجامعة في بيان "ببساطة اقامة مراحيض في الاماكن المناسبة في أنحاء العالم وتأمين امدادات مياه صالحة للشرب سيكون له دور في القضاء على الفقر المدقع وتحسين الصحة في العالم أكثر من أي اجراء اخر."

وتجري جامعة الامم المتحدة التي تأسست في عام 1971 أبحاثا في المشاكل العالمية التي تشغل الامم المتحدة ووكالاتها.

وقالت الجامعة ان العدد الاجمالي للوفيات بسبب المياه غير الصالحة للشرب ومرافق الصحة العامة السيئة وصل لاكثر من 3.5 مليون شخص في عام 2002. ويمكن الوقاية من 94 من حالات الاصابة بالاسهال الذي يودي بحياة أكثر من 1.4 مليون طفل سنويا.

ارتفاع عدد الجوعى في جنوب آسيا الى 100 مليون

من جهته قال صندوق الامم المتحدة لرعاية الاطفال (يونيسيف) في تقرير له، ان عدد الجوعى في جنوب اسيا قفز حوالي 100 مليون على مدى العامين المنصرمين مدفوعا بارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

واضاف التقرير انه يوجد الان اكثر من 400 مليون شخص يعانون جوعا مزمنا في جنوب اسيا وهو اعلى معدل في المنطقة في 40 عاما وان معدل السعرات الحرارية التي يحصل عليها الفرد ظل ثابتا او تراجع في العديد من الدول رغم ارتفاع نصيب الفرد من الدخل.

وقال التقرير ان اكثر من 1.8 مليار شخص او ما يعادل ثلاثة ارباع سكان المنطقة يعيشون على اقل من دولارين في اليوم. ويعاني حوالي نصف الاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات سوء التغذية وهو اسوأ معدل في العالم بما في ذلك المنطقة الواقعة جنوبي الصحراء الافريقية.

وقال انيرودا بونيرجي مستشار اليونيسيف للصحفيين في نيودلهي بعد اعلان التقرير "نحن على شفا أزمة."

وفقد ملايين العمال وظائفهم في المنطقة منذ بدء الازمة المالية خصوصا في قطاع التصدير حيث انخفض الطلب العالمي. ويغطي التقرير أفغانستان وبنجلادش وبوتان والهند والمالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا.

الحكومة السورية تدعو رجال الدين والإعلام إلى التدخل للحد من زيادة السكان

وفي اطار سعي بعض الدول المتضررة الى اعتماد برامج لتحديد النسل، قال رئيس الوزراء السوري ناجي العطري إن عدد سكان سورية تضاعف أربعة مرات خلال أربعين عام ما أدى إلى ارتفاع غير مدروس وغير منظَّم في نسب النمو السكاني.

وقال العطري في افتتاح الملتقى الوطني الأول لحالة السكان في سورية للعام 2009 إن هذه الزيادة شكلت عبئاً على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية داعيا إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الكمية والنوعية المتكاملة والمؤثرة في اتجاهات النمو السكاني.

ويبلغ عدد سكان سورية حاليا قرابة 20 مليون نسمة. ودعا رئيس الوزراء السوري وسائل الإعلام ورجال الدين إلى لعب دور يسهم في تعميق الوعي المجتمعي والتنبيه لمخاطر وسلبيات التزايد السكاني غير المدروس لافتاً لأهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات لتعزيز التوجهات الحكومية الرامية للمواءمة بين النمو السكاني وعملية التنمية.

ونبهت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الاسرة سيرا استور  إلى أن تقديرات التقرير الوطني الأول لحالة السكان في سورية تبين أن حجم السكان سيزداد حتى العام 2025 بحدود عشرة ملايين نسمة وهذا ما سيؤثر على مختلف النواحي الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية ويخفض حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ويرفع معدلات البطالة ويخفض مستوى القدرة والاستيعاب والتشغيل ويفاقم المشكلات البيئية.

أطلس جديد للعالم يبدّل الحدود ويعيد تشكيل القارات

من جهة ثانية قدّمَت مجموعة علمية كتاب خرائط جديد للعالم "أطلس" يعمل على إعادة تحديد الخطوط الفاصلة بين الدول والقارات، اعتماداً على البيانات المتعلقة بالسكان، وليس بالمساحات أو الحدود الجغرافية، على غرار ما تفعل الخرائط عامة. بحسب سي ان ان.

ويرأس الفريق العلمي كل من دانيال دورلينغ، أستاذ علم الجغرافيا البشرية في جامعة شيفيلد البريطانية، وآنا بارفورد، أستاذة علوم الفيزياء في جامعة ميتشيغن الأمريكية، وقد اعتمدا في كتابهما على بيانات إحصائية لمنظمات دولية، بينها البنك الدولي والأمم المتحدة.

ويضم الكتاب الذي يحمل عنوان "أطلس العالم الحقيقي" 366 صفحة من خرائط "كارتوغرام"، التي تضم بيانات جغرافية وأخرى إحصائية في آن، وبفضل تقنيات رسم هذا النوع من الخرائط، فإن أحجام الدول والقارات تتفاوت وتبدو بأشكال غريبة في كل مرة.

وتتنوّع مواضيع الخرائط بين كيفية توزّع الثروات في العالم، ومواقع انتشار مرض الملاريا، مروراً بالدول المسؤولة عن النسب الأكبر من انبعاثات الغازات الضارة، والتفاوت في أعداد أطباء الأسنان والجرارات الزراعية.

وقال جون بريتشرد، أحد أعضاء الفريق العامل على الكتاب، في حديث لـCNN: "أعتقد أن الخرائط التي توضح كيفية توزّع الأمراض هي الأكثر أهمية وإثارة للصدمة، وهي تظهر كيفية تركّز المشكلة في قارة أفريقيا أكثر من أي بيانات إحصائية موجودة على جداول."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/تموز/2009 - 28/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م