النوم: 10 مذاقات حلوة له ومشكلاته تزيد من مخاطر الانتحار

 

شبكة النبأ: أظهرت دراسة حديثة أن بعض الأشخاص الذين يعانون من مصاعب في الاستيقاظ صباحا على عكس ما يجري لهم ليلاً هو لأن أجسامهم مبرمجة على ذلك، لا لإصابتهم بالأرق أو لعَيب نفسي كما كان يُعتقد. وبالمقابل توصّلَ بحث طبي جديد إلى أن البريطانيين هم أسوأ الشعوب نوماً في أوربا، وبيّن البحث أن شخصاً واحداً من كل خمسة بريطانيين ينام أقل من سبع ساعات في الليلة فيما تبيّنَ ان الفرنسيين هم الافضل في الاكل والنوم.

فضلا عن اكتشافات علمية جديدة لـ(10 مذاقات حلوة للنوم) وأخرى تتعلق بالقيلولة واهميتها، نتابعها خلال تقرير (شبكة النبأ) الصحي التالي عن النوم...

بعض الأشخاص وُلدوا ليصحوا ليلاً ويناموا نهاراً

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ألبرتا الكندية، أن بعض الأشخاص الذين يعانون من مصاعب في الاستيقاظ صباحا على عكس ما يجري لهم ليلاً هو لأن أجسامهم مبرمجة على ذلك، لا لإصابتهم بالأرق أو لعيب نفسي كما كان يُعتقد.

وبرز في الدراسة أن هناك نطاق واسع من ساعات استيقاظ ونوم الأشخاص المختلفين من آخر الليل إلى ساعات الفجر الأولى، حيث يرتبط هذا الأمر بجزء من الدماغ يدعى "الوطاء" (الهيبوثالاماس)، والذي يحتوي على الساعة البيولوجية التي تقرر فترات نوم كل إنسان.

وأشار أوللي لاغركويست، أحد باحثي الدراسة، التي أجريت على 18 شخصا، إلى أن الدراسة أجريت عبر فحص مدى قوة سيقان أشخاص من النشيطين صباحا ونظرائهم من ساهري الليالي، في أوقات مختلفة من النهار، ليتبين أن قوة "النهاريين" تبقى مستمرة طوال النهار، بينما يكون "رواد الليل" على أعلى مستوى من الأداء المهني والشخصي في الليل.

وبيّن لاغركويست أنه كان يتوقع أن يكون الأشخاص "النهاريين" أكثر قوة من ذلك أثناء النهار، مضيفا أنه تبين أنهم يبقون على حالهم طوال الوقت.

وأوضح أن هذا الأمر قد يكون نظرا لأنه ظهر في أجسام  "ساهري الليالي،" زيادة في استثارة القشرة الدماغية والنخاع الشوكي في المساء، وهو الأمر الذي لم يحصل "للنهاريين،" حيث تختلف أوقات استثارة النخاع الشوكي والقشرة الدماغية عندهم.

وبالمقابل، أفاد لاغركويست، بأنه رغم أن "ساهري الليالي" هم على درجة عالية من النشاط ليلا، إلا أن متطلبات الحياة والعمل تقتضي بأن يصحو نهارا، وهو أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لهم لأنهم "مبرمجين" بيولوجيا على أن يعيشوا حياة ليلية لا نهارية، على عكس "النهاريين" الذين يبقون على نفس المعدل من النشاط طوال اليوم.

10 مذاقات حلوة للنوم

 توصل بحث طبي جديد إلى أن البريطانيين هم أسوأ الشعوب نوماً في أوروبا. وأضاف البحث الذي أجرته "مؤسسة المستقبل" لصالح الحملة الصحية "نم جيداً تعش بخير" إلى أن شخصاً واحداً من كل خمسة بريطانيين ينام أقل من سبع ساعات في الليلة.

لكن الأمر لا يبدو صعباً بالنسبة للدكتور ادريان ويليامز من مركز اضطرابات النوم في مستشفى "سينت توماس" في لندن الذي وضع بعض القواعد الأساسية للنوم المثالي. بحسب رويترز.

ومن بين هذه القواعد عدم تناول مشروبات تحتوي على الكافين بعد الساعة الثانية بعد الظهر، القيام ببعض التمارين بين الرابعة والسابعة مساء، تناول مشروب من مشتقات الالبان والاستحمام قبل موعد النوم، والتخلص من الضوء والضوضاء في غرفة النوم.

لكن يظل النوم لدرجة كبيرة معتمداً على الخبرة الشخصية لكل انسان، مثل شهيتنا لانواع مختلفة من الطعام، فلدينا جميعاً مذاقنا الخاص للنوم، وفيما يلى بعض هذه المذاقات.

* وفقاً لرئيس الوزراء البريطاني السابق ونيستون شيرشيل، فإن أفضل أوقات النوم هي قيلولة بعد الظهر، ويقول شيرشيل "يجب أن تنام وقتاً ما بين الغداء والعشاء، ولا حلول وسطى؛ اخلع ملابسك واذهب إلى الفراش".

* بالنسبة للآباء المتعبين فإن رفاهيتهم في النوم هي ليلة بمفردهم، وتمكنهم من الاستيقاظ لوحدهم دون أن يقطع نومهم شيىء.

* من أجمل مذاقات النوم كذلك اليوم الأول في العطلة؛ حيث لا تسمع صوت منبه للاستيقاظ، لا تسرع للحاق بالحافلة، لا تبحث عن ملابسك، لا تعد الشطائر للأطفال.

* النوم خارج المنزل له مذاق خاص كذلك؛ حيث يستمتع البعض بأثر العشب على أجسادهم، سواء كنت مستلقياً بعد الظهر في حديقة المنزل أو على الشاطىء أو في حديقة عامة.

* الوسادة يمكن أن تحدث مذاقاً خاصاً في النوم؛ وتحتوي أنواع منها على تقنيات متطورة كالسماعات التي توجد ضمنها لتشغيل أصوات محفزة على النوم مثل دقات القلب أو الموسيقى الهادئة.

* الظلام التام كذلك له مذاق خاص في النوم، لكن بعض سكان المدن قد لا يتوفر لهم هذا الأمر بسبب الأضواء التي تملأ السماء في الخارج والمنزل في الداخل.

* يمكن أن يتوافر هذا الطعم المحبب للنوم في صالة السينما أيضاً، بعد أن تطفأ الأنوار وتغلق الهواتف الجوالة ويبدأ الفيلم، يحس البعض برغبة لا تقاوم للنوم.

* من منا لا يستمتع بالنوم على أنغام الموسيقى؟ لكن دراسة لسلسلة فنادق "ترافيلودج" قالت إن أفضل موسيقيين يستطيعان تحفيز النوم هما كولدبلاي وجيمس بلونت.

* أنواع مختلفة من الطعام تستطيع تحفيز النوم بدرجة كبيرة، وتوصي بعض الجهات الطبية بأكل الموز مثلاً.

* وآخر المذاقات هو الاسترخاء بعد العودة من آخر يوم عمل.

مشكلات النوم تزيد من مخاطر الانتحار

وقال باحثون ان الذين يعانون من مشكلات مزمنة في النوم اكثر ميلا للتفكير في الانتحار او حاولوا بالفعل قتل انفسهم. وأضاف الباحثون امام مؤتمر انه كلما زادت انواع اضطرابات النوم لدى الشخص --مثل الاستيقاظ في وقت مبكر جدا ومواجهة صعوبة في النوم او التمدد دون نوم اثناء الليل-- زادت وتيرة الافكار المتعلقة بالانتحار والتخطيط للانتحار او محاولة الاقدام عليه.

وقال مارسين وجنار الباحث في جامعة ميشيجان في ان اربور والجامعة الطبية في بولندا والذي قاد الدراسة في بيان "الاشخاص الذين لديهم اثنان او ثلاثة من اعراض اضطرابات النوم اكثر ميلا لمحاولة الانتحار 2.6 مرة عن هؤلاء الذين لا يعانون من مشكلات الارق."بحسب رويترز.

واضاف "هذا له اثاره على الصحة العامة.. فوجود مشكلات متعلقة بالنوم يجب ان ينبه الاطباء الي افتراض ان هؤلاء المرضى عرضة لخطر الانتحار حتى ولو لم تكن لديهم حالة نفسية."

وتقدر منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة ان نحو 877 الف شخص في انحاء العالم يقتلون انفسهم كل عام. ومقابل كل حالة انتحار في اي مكان هناك ما بين 10 الي 40 محاولة للانتحار.

وقال الباحثون ان العلماء ربطوا بين اضطرابات النوم وزيادة خطر الانتحار لدى الاشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية ولدى المراهقين ولكن لم يتضح اذا كانت هناك صلة ايضا لدى عموم الناس.

وفي دراسة قدمت الي المؤتمر الدولي للجمعية العالمية للطب النفسي الذي عقد في فلورنسا بايطاليا بحث وجنار وزملاؤه في العلاقة بين مشكلات النوم والسلوكيات المتعلقة بالانتحار في تطبيق على 5692 رجلا وامرأة من الولايات المتحدة.

القيلولة قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري

وجدت دراسة بريطانية حديثة أن القيلولة قد تؤدي للإصابة بالفئة الثانية من داء السكري.وراقبت الدراسة، التي ستضمن في "مؤتمر السكري السنوي" في مدينة "غلاسكو" باسكتلندا، عادة القيلولة لدى 16480 شخص من كبار السن في الصين.وقال 68 في المائة منهم أنهم تمتعوا بـ"القيلولة" مرة واحدة في الأسبوع، على الأقل.

ويرى العلماء، أنه وبصرف النظر عن عوامل أخرى ربما أثرت في نتائج الدراسة، إلا أنها وجدت رباطاً بين القيلولة وإمكانية الإصابة بالسكري، وأن القيلولة، وحتى لمرة واحدة في الأسبوع، تزيد من فرص الإصابة بالفئة الثانية من السكري، وبواقع 26 في المائة، مقارنة بسواهم. بحسب سي ان ان.

ويعتقد العلماء من "جامعة بيرمنغهام" بوجود عدد من العوامل الأخرى ربما وراء الرابط بين القيلولة والمرض، من بينها أن الأشخاص الذين يستمتعون بقسط بسيط من النوم خلال اليوم، ربما لا يقومون بقسط كاف من التمارين البدنية.

بالإضافة إلى أن القيلولة قد تؤدي لاضطراب النوم في الليل، علماً أن من يعانون من الأرق ولا يقضون ساعات كافية في النوم، هم الأكثر عرضة للإصابة بالفئة الثانية من السكري.

وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن الاستيقاظ من غفوة قصيرة تنشط الهرمونات وميكانيكية الجسم التي توقف الأنسولين عن العمل بشكل فاعل.

ويقول العلماء إن النوم بالليل ضروري من أجل عمل عدد من الوظائف الحيوية لجسم الإنسان، حتى أن النوم لفترة قصيرة خلال الليل يقوي من مهارات التعلم والذاكرة.

الفرنسيون الافضل في النوم والاكل

وأفادت دراسة ان الفرنسيين يقضون في النوم والاكل وقتا أطول من أي شعب اخر بين دول العالم الغنية. وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان متوسط الساعات التي ينامها الفرنسي تسع ساعات تقريبا كل ليلة وهو ما يزيد بساعة عن متوسط ما ينامه الياباني والكوري اللذان ينامان أقل عدد من الساعات وفق مسح شمل 18 دولة عضو في المنظمة.

ورغم عادتهم في نوم القيلولة الا ان الاسبان احتلوا المركز الثالث في الاستطلاع بعد الامريكيين الذين ينامون أكثر من ثماني ساعات ونصف الساعة. بحسب فرانس برس.

وبينما تتزايد اعداد الفرنسيين الذين يقبلون على مطاعم الوجبات السريعة هذه الايام او يلتهمون شطيرة على مكاتبهم الا انهم لا يزالوا يقضون أكثر من ساعتين يوميا في تناول الطعام.

ووجد تقرير المنظمة الذي يقدم لمحات عن العمل والصحة وأوقات الفراغ في اسيا واوروبا والامريكتين ان هذا يعني ان الفرنسيين يقضون في تناول وجباتهم الغذائية ضعفي متوسط الوقت الذي يستغرقه المكسيكيون في تناول الطعام والذي يزيد قليلا عن نصف ساعة فقط في اليوم.

وجاء اليابانيون في المرتبة الثالثة بعد النيوزيلنديين بقضائهم حوالي ساعتين يوميا في الاكل والشرب. ويفضل اليابانيون قضاء ما يتبقى من وقت فراغهم النادر في مشاهدة التلفزيون او الاستماع للراديو. ويشكل هذا حوالي 47 بالمئة من وقت الفراغ في اليابان. وعلى الجانب الاخر يقضى الاتراك أكثر من ثلث وقت فراغهم في الاستمتاع مع الاصدقاء.

قلّة النوم تزيد خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم

قال باحثون أمريكيون إن البالغين عند منتصف العمر والذين ينامون قليلا للغاية أكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم. وكشفت دراسة بين اوائل الدراسات التي تقيس مباشرة فترة النوم لدى البالغين عند منتصف العمر ان فقد متوسط ساعة واحدة من النوم خلال خمس سنوات يزيد خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 37 بالمئة.

واشارت الدراسة ايضا الى ان قلة النوم قد توضح جزئيا لماذا يعاني الرجال السود أكثر من مخاطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم. بحسب رويترز.

وقالت كريستين نوتسون من جامعة شيكاجو في دورية ارشيف الطب الباطني Archives of Internal Medicine "الاشخاص الذين لا ينامون كثيرا عرضة اكثر للاصابة بارتفاع ضغط الدم خلال خمس سنوات."

وتقول المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ان البالغين يحتاجون عادة بين سبع وتسع ساعات من النوم ولكن الكثيرين ينامون اقل من ذلك كثيرا وبدأت عدة دراسات اظهار نتائج ذلك.

وفي الاطفال اظهرت قلة النوم انها ترفع معدلات البدانة والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم. وفي البالغين الاكبر سنا ترفع من خطر السقوط. وفي متوسطي الاعمار تزيد من خطر العدوى وامراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.

وقام فريق البحث بدراسة 578 بالغا عند متوسط اعمار 40 عاما. واخذوا قراءات ضغط الدم وقاسوا فترة نوم كل شخص. ونام واحد بالمئة فقط ثماني ساعات او اكثر.

ونام المتطوعون متوسط ست ساعات. وهؤلاء الذين ناموا اقل كثيرا من المرجح ان يصابوا بارتفاع ضغط الدم خلال خمس سنوات. وكل ساعة تضيع من النوم تزيد الخطورة.

وقالت نوتسون "اذا قارنا ست ساعات من النوم بخمس ساعات من النوم سترتفع نسبة الاصابة بارتفاع ضغط الدم لمن ينامون خمس ساعات الى 37 بالمئة."

واكتشف الفريق ان الرجال وخصوصا الرجال السود ينامون اقل كثيرا من النساء البيض في الدراسة وهن اقل عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/تموز/2009 - 27/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م