إشارة بايدن الخضراء حرب نفسية أم تحضير لمعركة قادمة

 

شبكة النبأ: في اليوم الذي بدأ فيه جو بادين، نائب الرئيس الامريكي، وكأنه يُعطي ضوءا أخضر لإسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد منشآت إيران النووية، ويبدو ان سلاح الطيران الاسرائيلي يعتزم المشاركة في مناورات جوية بالولايات المتحدة واوروبا خلال الاشهر المقبلة بهدف تدريب طياريه على التحليق لمسافات بعيدة.

كان بايدن قد قال حول موقف الولايات المتحدة في حال رأت إسرائيل ان هناك حاجة لتدمير برنامج إيران النووي: لا تستطيع أمريكا ان تملي على دولة اخرى ذات سيادة ما يتعين عليها ان تفعله أو لا تفعله. لذا تستطيع اسرائيل ان تقدر بنفسها باعتبارها دولة ذات سيادة ماهو في مصلحتها فيما يتعلق بإيران او أي جهة أخرى. انها مؤهلة لذلك سواء وافقنا ام لا. بل ان أية دولة تتمتع بالسيادة تستطيع ان تحدد ما تريد ان تفعل بنفسها، وليس هناك اي ضغط من اي دولة يمكن ان يغيّر سلوكنا فيما يتعلق بكيفية العمل. بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

واضاف بايدان: لذا، من حق حكومة نتنياهو القيام بعمل مختلف اذا رأت ذلك ضرورياً، وهذا ليس من شأننا.

وقال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ان اسرائيل لها حق سيادي في تقرير ما هو في صالحها في التعامل مع الطموحات النووية الايرانية سواء وافقت الولايات المتحدة ام لا.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشار الى انه يتفق مع الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الامريكي باراك اوباما في نهاية العام من أجل إحراز تقدم في جهود التواصل مع إيران دبلوماسيا لحل الخلاف حول برنامجها النووي. بحسب رويترز.

وفي مقابلة مع برنامج "هذا الاسبوع" الذي أذاعته شبكة ايه.بي. سي التلفزيونية قال بايدن ان بامكان اسرائيل ان تحدد لنفسها أفضل الطرق للتعامل مع التهديد الذي تشكله ايران في حالة امتلاكها أسلحة نووية.

واضاف "لا نستطيع ان نملي على دولة أخرى ذات سيادة ما الذي يمكنها وما الذي لا يمكنها ان تفعله عندما ترى -ان هي رأت- ان وجودها مُهدد."

وقال داني يعلون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي انه ليس من الممكن أن تسمح الولايات المتحدة أو اسرائيل لايران بامتلاك سلاح نووي.

وأضاف يعلون قائلا لاذاعة الجيش الاسرائيلي "الولايات المتحدة مثل اسرائيل... ترى بشكل واضح لا لبس فيه أنه يجب ألا تمتلك ايران قدرة نووية عسكرية."

قال "تنفيذ عملية عسكرية في ايران مسألة صعبة ومُعقدة وربما تكون لها عواقب وخيمة وقد تلحق أضرارا بالغة لكن هذا أقل خطورة وتعقيدا بكثير من السماح بوجود ايران نووية."

وكان نتنياهو الذي تولى السلطة في مارس اذار قد قال انه لا يمكن لاسرائيل ان تسمح لطهران بامتلاك اسلحة نووية ولم يستبعد احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران.

وقالت اسرائيل ان تسلح ايران نوويا سيشكل تهديدا لوجودها مشيرة الى دعوات وجهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لمحو اسرائيل من على الخارطة. وتنفي ايران انها تخصب اليورانيوم لاغراض عسكرية قائلة ان عمليات التطوير النووي التي تجري تهدف الى توليد الكهرباء.

وقصفت اسرائيل موقعا في سوريا في عام 2007 قال مسؤولو مخابرات امريكيون انه مفاعل نووي شبه مكتمل يجري بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية. وفي عام 1981 قصفت اسرائيل مفاعلا نوويا عراقيا.

وقال بايدن "لو قررت حكومة نتنياهو ان تسلك مسار عمل مختلفا عن المسار المتبع الآن فان هذا حقها السيادي. هذا ليس خيارنا.

"ولكن أي ضغط من أي بلد لن يغير سلوكنا بشأن الطريقة التي نمضي بها قدما."

من ناحية أخرى قالت اسرائيل انها لم تطلب إذن واشنطن قط فيما يتعلق بسياسة العمليات أو السياسة الاستراتيجية الخاصة بها.

وقال يعلون "بالطبع نحن كحليفين ننسق الامور ونجري تقييمات مشتركة لكن يجب الا يكون هناك خلط. فنحن نفعل ما هو مناسب وجيد بالنسبة لنا وفقا لتقديراتنا نحن."

وفرض مجلس الامن الدولي ثلاث مجموعات من العقوبات على طهران لتحديها طلبه وقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ايضا استخدامه في انتاج اسلحة نووية.

وانضمت الولايات المتحدة الى روسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا في دعوة ايران لاجراء محادثات لحل الخلاف النووي.

وقال مئير داجان رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) الشهر الماضي ان الحصار العالمي غير مسار البرنامج النووي الايراني منذ عام 2003 ولكنه اضاف ان ايران قد تمتلك سلاحا نوويا بحلول عام 2014 اذا لم يتم تكثيف هذه الخطوات.

لا ضوء اخضر لاسرائيل

 من جهته صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة لم تعط اسرائيل "على الاطلاق" الضوء الاخضر لمهاجمة ايران لمنعها من امتلاك السلاح النووي.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الولايات المتحدة اعطت الضوء الاخضر لاسرائيل لشن هجوم محتمل على ايران، قال اوباما "بالتأكيد لا. انا في غاية الوضوح" في هذا الشأن.

واعلن اوباما الموجود في موسكو "قال نائب الرئيس جو بادين في شكل قاطع انه لا يمكننا ان نملي على دول اخرى ما عليها القيام به من الناحية الامنية". بحسب فرانس برس.

وقال اوباما "هذا ينطبق ايضا على سياسة الولايات المتحدة لتسوية مشكلة القدرات النووية الايرانية"، مضيفا انه يفضل "القنوات الدبلوماسية". بحسب (CNN).

وتابع اوباما "انها مهمة صعبة لطالما قلت اننا (الولايات المتحدة) نحافظ على القانون، وبصفتي القائد الاعلى للقوات المسلحة احتفظ بحق اتخاذ اي قرار يكون ضروريا لحماية الولايات المتحدة".

الوقت ينفد

من جانبه حذر رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية من ان الوقت ينفد للحوار مع طهران لتجنب امتلاك ايران اسلحة نووية أو احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد الجمهورية الاسلامية.

وقال الاميرال مايك مولين إنها مسألة اساسية للجهود الدبلوماسية التوصل الى حل قبل ان تطور ايران اسلحة نووية أو تواجه ضربة اسرائيلية أو امريكية لاحباط برنامجها النووي.

وقال مولين امام جمهور في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مؤسسة ابحاث في واشنطن "هذه النافذة ضيقة للغاية." وقال "يوجد قدر كبير يعتمد بالتأكيد على الحوار والتواصل." بحسب رويترز.

واضاف "انني امل في ان يكون ذلك الحوار بناء. انني أشعر بالقلق كثيرا اذا لم يكن كذلك."

واشار مولين الى ان بعض التنبؤات ترى ان ايران ربما على بعد عام من تطوير قنبلة نووية مضيفا ان "الساعة تدق باستمرار" في اشارة الى ان الوقت يمر.

وقال مولين ان واشنطن يجب ان تبقي كل خياراتها على المائدة وهي تنتهج الحوار مع ايران "بما في ذلك الخيارات العسكرية بالتأكيد".

لكنه قال ان توجيه ضربة عسكرية سيزعزع الاستقرار بدرجة كبيرة في الشرق الاوسط ويحمل عواقب لا يمكن التكهن بها لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

الهجوم عبر الاجواء السعودية

من جهة اخرى نقلت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن مصدر دبلوماسي ان السعودية اعطت موافقتها الضمنية للحكومة الاسرائيلية على ان تحلق طائرات اسرائيلية فوق اراضيها اذا اضطرت الى ضرب ايران، الامر الذي نفته اسرائيل لاحقا.

وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة ان "السعوديين اعطوا موافقتهم الضمنية على ان تستخدم القوات الجوية الاسرائيلية اجواءهم في اطار مهمة تصب في الوقت نفسه في مصلحة اسرائيل والمملكة العربية السعودية".

وفي القدس، نفى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه المعلومات، معتبرا انها "عارية تماما عن الصحة ولا اساس لها".

واضافت "صنداي تايمز" ان رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) مئير داغان اكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي ان السعودية ستغض الطرف عن تحليق فوق اراضيها في حال قررت الدولة العبرية شن غارة على المنشات النووية الايرانية.

وتابعت الصحيفة ان رئيس الموساد اجرى منذ العام 2002 لقاءات سرية منتظمة مع السعوديين في هذا الصدد، رغم ان البلدين لا يقيمان علاقات دبلوماسية رسمية بينهما.

ونقلت الصحيفة عن جون بولتون السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة الذي قام اخيرا بزيارة لمنطقة الخليج، انه "امر منطقي تماما" للاسرائيليين ان يستخدموا الاجواء السعودية.

واضاف بولتون الذي اجرى لقاءات مع العديد من القادة العرب ان هؤلاء يقرون في الكواليس بان القضاء على التهديد النووي الايراني سيكون موضع ارتياح لديهم.

وقالت الصحيفة ان رئيس جهاز "موساد" مئير داغان عقد اجتماعات سرية مع كبار المسؤولين السعوديين الذين قدموا موافقة ضمنية على استخدام اسرائيل للمجال الجوي للمملكة.

ونقلت عن مصدر دبلوماسي قوله "إن السعوديين وافقوا ضمنيا على تحليق سلاح الجو الاسرائيلي عبر مجالهم الجوي والذي ياتي ضمن المصالح المشتركة لكل من إسرائيل والسعودية".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية اسامة النقلي قال لوكالة فرانس برس تعليقا على ما نشرته الصحيفة البريطانية انه "من المؤكد ان ذلك ليس صحيحا. ليس لدينا اي شكل من العلاقات مع الاسرائيليين.

وابدى "استغراب المملكة الشديد واستنكارها من نشر مثل هذه الأخبار المغلوطة التي تتنافى مع سياسة المملكة العربية السعودية الواضحة والحازمة تجاه العلاقة مع سلطات الاحتلال الاسرائيلية أو عدم سماحها لاستخدام أراضيها أو أجوائها للعدوان على دولة أخرى".

وعلى صعيد متصل اكدت مصادر أمنية اسرائيلية ان غواصة من طراز دولفين تابعة لسلاح البحرية أبحرت الشهر الماضي من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس وذلك لاول مرة منذ فترة طويلة.

واشارت المصادر الى ان رحلة الغواصة تعتبر استعراضا لقدرة الكيان الاسرائيلي الاستراتيجية في مواجهة ايران علما بان الغواصات من هذا الطراز قادرة على حمل صواريخ ذات رؤوس حربية نووية.

اسرائيل تنفي

مؤخرا قال مسؤول امني اسرائيلي ان بلاده لا تنوي اقامة قاعدة للغواصات في ميناء ايلات.

ونقل عن مسؤول عسكري اسرائيلي ان غواصة من طراز دولفين عبرت قناة السويس الى ميناء ايلات.

الا ان مسؤولا مصريا امنيا رفيع المستوى نفى مرور الغواصة الاسرائيلية في قناة السويس.

وتستطيع غواصات دولفين، المصنوعة في المانيا، حمل رؤوس نووية، ويمكن لاسرائيل استخدامها في مواجهة عسكرية مع ايران. بحسب رويترز.

يذكر أن مصر والأردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان ترتبطان بمعاهدة سلام مع إسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/تموز/2009 - 18/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م