شيعة مصر وأصحاب الرؤوس الحامية

د. أحمد راسم النفيس

أولا وقبل كل شيء نهنئ المسلمين كافة بذكرى مولد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الثالث عشر من رجب.

روى النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

عن عائشة بنت سعد و عامر بن سعد عن سعد أن رسول الله خطب الناس فقال أما بعد أيها الناس فإني وليكم قالوا صدقت ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال هذا وليي والمؤدي عني والى الله من والاه وعادى من عاداه.

ثم ندخل إلى الموضوع رغم أن ما سبق هو الموضوع.

منذ عدة سنوات يواصل ذلك الموقع المشبوه دوره في التحريض على شيعة مصر عبر بث أخبار كاذبة ومختلقة أحيانا ومحرفة أحيانا أخرى لا تهدف إلا للوقيعة وتحريض الأجهزة الأمنية عليهم أو بمعنى أدق تبرير الإجراءات المنافية للدستور وشرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي اتخذت أو يمكن أن تتخذ ضدهم!!.

ولأن الموقع المذكور وتوابعه وروافده قد فقد أغلب مصداقيته فالبعض يستخف بدوره الخبيث, إلا أن الحقيقة تبدو خلاف ذلك.

مرارا وتكرارا أمسكنا الموقع المذكور متلبسا بجرم الكذب المشهود إلا أن القوم لا يخجلون ولا يمكنهم التمرد على من يوظفهم ويعطيهم التعليمات ونحن لا نعترض على سعيهم من أجل أكل الجاتوه (اللهم لا اعتراض!) إذ أن أكل الجاتوه يحتاج للخفة والشطارة إلا أننا لن نقبل أن يكون المقابل لهذا الجاتوه الذي يزدردونه هو لحومنا وكرامتنا!!.

قبل أشهر قليلة كان هذا الموقع ومشغلوه يخططون ل(خُبَر) جديدة, ولمن لا يعرف فإن تنظيم القاعدة قام بتفجير قاعدة الخُبر الأمريكية قبل ثلاثة عشر عاما إلا أن مشغلي التنظيم ومشغلي الموقع بالتواطؤ مع الأمريكان قاموا بحرف التحقيق عن مساره واتهام شيعة العربية السعودية وإيران تمهيدا لضربها ولتمكين تنظيم يزيد وأبو اليزيد من مواصلة إبادة الشيعة في أفغانستان وفي كل مكان وهي الفضيحة التي يمسك عن ذكرها الإعلام الوهابي المشغول الآن بالدفاع عن الديموقراطية في إيران!!.

كان الله في عون الآباء المؤسسين للإرهاب إذ يدافعون عن الديموقراطية!!.

هلا أدرجونا في لائحة الديموقراطية أو حتى في لائحة الدفاع عن حقوق الإنسان؟!.

كان الموقع المذكور وحتى إعلان الداخلية المصرية وبعد الإعلان عن القبض على عناصر تنتمي للقاعدة مسئولة عن تفجيرات الحسين الإرهابية يصر على تحميل الشيعة في مصر المسئولية عن العملية  وهذا يكشف عن الدور الذي كلفوا بها والذي يطعمهم الجاتوه في الدنيا أما في الآخرة فطعامهم الزقوم وشرابهم من قطران وتغشى وجوههم النار.

الآن كشف الموقع القبيح (الموقح) عن وجهه الوقح بعد إلقاء القبض على الشيخ حسن شحاتة (بنفس التهم السخيفة والمملة التي سئم القوم أنفسهم من كثرة تردادها) كما كشف عن دور فلول تنظيم القاعدة الإرهابي الوهابي في التحريض على الرجل وعلى الشيعة المظلومين المعتقلين (وما نقموا منهم إلآ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) كما بشرنا (أكلة الجاتوه المغموس بلحوم البشر) بالمزيد وبحملة اجتياح شاملة (لرموز الشيعة في مصر) وهذا هو بيت القصيد.

يقول (الموقح) المشار إليه:

وعلمت "..." أن (المحامي ... يعكف مع محاميْن آخرين بالإسكندرية وكفر الشيخ على جمع توكيلات من عدد كبير من المواطنين المصريين، تمهيدًا للتقدم ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، وفتح تحقيق في الاتهامات الموجهة إلى رموز التشيع في مصر).

يبدو أن أصحاب الرؤوس الحامية قد تلقوا تعليمات من مشغليهم بفتح جبهة واسعة كنوع من (الخصخصة حيث لا يظهر في الصورة أصحاب الياقات البيضاء ولا أصحاب الدشاديش البيضاء والقلوب السوداء) ربما لأن هناك فريق واسع من العقلاء يرون فيما يقوم به هؤلاء تنفيذا لمخطط طلبنة مصر ووهبنتها وضمها إلى أبعدية أبو اليزيد والظواهري وابن لادن قبل تمزيقها وشويها وأكلها ولكن هذه المرة عبر تسخير القانون والمحاكم.

أحفاد يزيد, قتلة أهل البيت والصحابة والأطفال ومنتهكي أعراض بنات الصحابة والتابعين وهادمي الكعبة ممن يصرخون الآن: الصحابة الصحابة!!.

عن أي صحابة تتحدثون أيها القتلة؟!.

نصيحتي لهؤلاء وهؤلاء ومن تبقى لديه ذرة من عقل أن يلجم هؤلاء الحمقى لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولأننا نستند إلى الدستور والقانون ومواثيق حقوق الإنسان رافعين الشعار الذي طرحه الصحفي المخضرم جلال عامر (مصر للمصريين وليست للوهابيين).

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/تموز/2009 - 16/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م