عرب اسرائيل يعززون الاقتصاد الفلسطيني هرباً من غلاء الاسواق الاسرائيلية

 

شبكة النبأ: تدفقَ عرب اسرائيل الذين كان محظورا عليهم منذ فترة طويلة دخول الضفة الغربية على مدنها في الاسابيع الاخيرة لشراء كل ما يحتاجونه من بقالة الى أدوات التجميل مستفيدين من رخص الاسعار ومعززين الاقتصاد الفلسطيني.

فتحتَ ضغط من الولايات المتحدة لتخفيف الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون أزالت اسرائيل مؤخرا عددا من نقاط التفتيش الرئيسية في الضفة الغربية بما في ذلك واحدة عند مدخل مدينة أريحا.

ومنذ شهر ايار سمحت اسرائيل للسكان العرب بزيارة مدينة نابلس بالضفة الغربية ولكنها تقصر دخولهم بالسيارات الخاصة على أيام السبت وهو اليوم الذي يصل فيه نحو ثلاثة الاف متسوق في المتوسط طبقا لملتقى رجال الاعمال.

وما زال هناك المئات من نقاط التفتيش الاسرائيلية والتي تقيد تحركات الفلسطينيين والنشاط التجاري ولكن تخفيف القيود ساعد على تحسن أوضاع الاقتصاد الفلسطيني.

وقال ناصر عطياني المدير في الغرفة التجارية في مدينة جنين بالضفة الغربية "لا شك ان عودة اهلنا في الداخل (الى سوق جنين) قد ساهم في تنشيط الحركة التجارية في جنين."

وأضاف "لقد استفادت قطاعات كثيرة في المدينة فالمطاعم ممتلئة بالزبائن وهذا يعود بالفائدة على قطاعات اخرى."بحسب رويترز.

وفي أحد أيام السبت في الفترة الاخيرة استقل نحو 500 من المتسوقين من عرب اسرائيل الحافلات من أنحاء اسرائيل لتمضية اليوم في أسواق جنين وكدسوا عربات التسوق بكل شيء من لعب الاطفال الى الفاكهة والخضروات وكان عنصر الجذب الرئيسي هو رخص الاسعار عبر الخط الاخضر.

يقسم الخط الاخضر الذي أصبح قائما بموجب اتفاق وقف اطلاق النار عام 1949 اسرائيل عن الضفة الغربية. ومنح الفلسطينيون الذين بقوا داخل اسرائيل بعد وقف اطلاق النار الجنسية الاسرائيلية وأصبحوا يتمتعون بمستوى معيشي أعلى من الضفة الغربية حيث تفرض ضرائب أقل كما أن الاسعار أرخص.

قالت رشا عويضة "كان معي 500 شيقل وقد صرفتها جميعا. الاسعار هنا أرخص."وتعتزم رشا العودة مرة أخرى بعد نجاح زيارتها الاولى.

وقال عطياني انه قبل الانتفاضة الفلسطينية الاولى في أواخر الثمانينات كان عرب اسرائيل يمثلون 80 في المئة من الزبائن في جنين. ولكن المتاجر التي كانت تحقق أرباحا كبيرة بسبب الزبائن من عرب اسرائيل عانت من سوء الحال عندما منعت القيود المفروضة على التنقلات عرب اسرائيل من التوجه الى هناك.

ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه ملتزم بسياسات من شأنها تعزيز الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح.

وسعت اسرائيل والكثير من الدول الغربية الى تعزيز موقف فتح في مواجهة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ أن سيطرت على قطاع غزة في منتصف عام 2007 .

وقال طايل حواري عضو الهيئة الادارية لملتقى رجال الاعمال انه في حين أن حصارا اسرائيليا فرض على غزة يقيد من الواردات الى القطاع فان تخفيف الاجراءات الامنية الاسرائيلية في نقطة تفتيش حوارة الى الجنوب من نابلس منذ منتصف يونيو حزيران أدى الى تقليل أوقات الانتظار وتشجيع الزائرين من العرب.

وأضاف حواري "بالتحديد في ايام السبت فان ما يزيد عن خمسين في المئة من دخل التجار في نابلس يأتي من عرب اسرائيل.. التجارة تكون ملحوظة بشكل اكبر في أيام السبت."

وقال ان السلطات الاسرائيلية تبحث السماح بدخول عرب اسرائيل الى المدينة بالسيارات الخاصة طوال الاسبوع قائلا ان تحسن الاحوال الاقتصادية من الممكن أيضا أن يشجع السلام.

ومضى حواري يقول "هذا من شأنه ان يحسن الاقتصاد في نابلس ويخلق هدوءا سياسيا. عندما يكون هناك اعادة احياء للاقتصاد سوف ينشغل الناس في الاقتصاد."

وقال موقع اخباريات على الانترنت يوم السبت ان نحو مئة متجر أعيد فتحها منذ أن بدأت اسرائيل تخفيف القيود.

ولكن عرب اسرائيل الذين يجتذبهم رخص الاسعار في الضفة الغربية يتجاهلون بصورة كبيرة المتاجر العربية في القدس الشرقية.

استولت اسرائيل على القدس الشرقية في حرب عام 1967 وتعتبر المدينة كلها عاصمتها "الموحدة والابدية" وهو زعم لا يلقى الاعتراف الدولي. ويمثل العرب نحو 34 في المئة من سكان القدس البالغ عددهم 750 ألف نسمة ولا يعترفون بادارة اسرائيل للقدس الشرقية.

وتفرض السلطات الاسرائيلية ضرائب على المتاجر اليهودية والعربية على حد سواء ولكن أصحاب المتاجر العربية يقولون ان الضرائب أكثر مما يمكن أن تتحمله أعمالهم مما يجعلهم غير قادرين على التنافس مع رخص الاسعار الموجود في الضفة الغربية.

ويعتقد البعض أن اسرائيل تهدف الى ابعاد النشاط التجاري عن القدس الشرقية وتحويله الى الضفة الغربية حتى يترك الفلسطينيون المدينة.

وقال صاحب متجر في البلدة القديمة طلب عدم نشر اسمه انه مدين بضرائب عقارية قيمتها نحو 100 ألف شيقل (25300 دولار). ويواجه الكثير من المتاجر الصغيرة في البلدة القديمة المشكلة ذاتها.

وقال مسؤول رفيع يعمل لدى منظمة اقتصادية دولية "وضع العمل هنا سيء للغاية حتى أن الناس مستعدون لبيع ممتلكاتهم بشكل كبير للغاية لمن عنده استعداد للدفع."ومضى يقول "هناك طلب هائل من الجانب اليهودي على شراء الاراضي في البلدة القديمة العربية."

ويُنظر للفلسطينيين الذين يُضبطون وهم يبيعون ممتلكاتهم لاسرائيليين على أنهم خونة ويواجهون تهديدات بالقتل. ولكن المستوطنين اليهود يتحايلون على هذه المخاطرة من خلال عروض شراء سرية لأصحاب المتاجر في البلدة القديمة ويعِدون بتأخير عملية الاستحواذ الفعلية لسنوات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/تموز/2009 - 13/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م