التجنيس الفئوي في البحرين: يخلق احتكاكاً طائفياً ويدمّر نسيج المجتمع

مَطالب بتجميد التجنيس لحين تحقُق اجماع وطني

 

شبكة النبأ: تشعر الاغلبية الشيعية في البحرين بقلق متزايد بشأن ما تقول انه مساع حكومية لتجنيس سنّة اجانب للتخفيف من أعداد الشيعة. وقد تحولت قضية تجنيس السنّة الاجانب دون الشيعة، خلال الاعوام القليلة الماضية الى هاجس أدى لنشوء توترات في البرلمان والمجتمع البحريني المسالِم على السواء...

فقد قدّمت ست جماعات سياسية اثنتان منها شيعيتان بشكل صريح في الشهر الماضي التماساً الى الديوان الملكي بشأن التجنيس الذي يقول محللون انه يشدد التنافس على الوظائف والمزايا المحلية.

وقال ابراهيم شريف من الجمعية الوطنية للعمل الديمقراطي (وعد) ان التجنيس مشكلة اجتماعية حيث يخلق احتكاكا ويدمر نسيج المجتمع.

ويطالب الالتماس الذي رُفض استنادا الى ان البرلمان هو من ينبغي ان يتعامل مع مثل هذه الاحتجاجات، بتجميد التجنيس تماما لحين وجود اجماع وطني على هذه القضية.

وتفيد الاحصاءات الرسمية بأن خمسة آلاف مواطن نالوا الجنسية في خمس سنوات حتى عام 2008. ويبلغ تعداد سكان البحرين 1.2 مليون نسمة. لكن مقدمي الالتماس يقولون ان الارقام غير متسقة ويشتبهون في ان العدد الحقيقي 60 الفا.

ويقولون ان الرقم الرسمي لمعدل نمو السكان وهو 2.4 في المئة غير معقول لان عدد البحرينيين كان 406 ألاف في ابريل نيسان عام 2001 وبلغ 529 الفا في سبتمبر ايلول عام 2007 وفقا للارقام الرسمية. ويقولون ان الفارق من السنة المتجنسين. بحسب رويترز.

وقالت وزارة الداخلية في مايو أيار ردّاً على الالتماس ان كل عمليات التجنيس تمت بشفافية وبموجب القانون البحريني. وأضافت في بيان انها اوضحت عدة مرات ان التجنيس عملية قانونية تخضع لشروط وان مثل هذه القضايا ينبغي تناولها من خلال السلطة التشريعية.

وتشير تقديرات مركز البحرين لحقوق الانسان الى ان نحو 50 في المئة من أفراد جهاز الامن الذي يضم 20 الف شخص من البلوخ الباكستانيين بالاضافة الى بعض السوريين والاردنيين من قبائل معينة.

وحشدت البحرين بمساندة من السعودية التأييد الخليجي هذا العام بشأن تصريحات مسؤول ايراني ادعى في فبراير شباط ان البحرين جزء من ايران. واوقفت المنامة محادثات مع طهران بشأن استيراد مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا.

وتستضيف البحرين الاسطول الخامس الامريكي منذ عام 1995 وهو ما يؤكد العلاقات الوثيقة بين المنامة وواشنطن.

ويقول مراقبون ان الجدل حول التجنيس سيكون من بين الموضوعات السياسية الاساسية في الانتخابات المقررة في العام القادم حيث سيؤثر المواطنون على النتائج في الدوائر الانتخابية.

وقال مراقب طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع "ستكون المسألة الاساسية قبل الانتخابات البرلمانية هي طريقة تقسيم الدوائر الانتخابية. قد يكون هناك نمط سكاني جديد تماما بين البحرينيين وغير البحرينيين."

وفي المنطقة الشرقية بالسعودية المجاورة للبحرين اكثر من مليوني شيعي لهم صلات قوية بالبحرين. وتنتج هذه المنطقة كل انتاج النفط السعودي تقريبا.

واشتد التوتر في البحرين في الشهور الاخيرة مع وقوع اشتباكات كل ليلة مع الشرطة خلال محاكمة رجل دين شيعي من الشخصيات المعارضة واحتجاز 33 متظاهرا. واتهم البعض بالتخطيط لاستخدام العنف للاطاحة بالحكومة. وتوقفت الاحتجاجات الى حد بعيد عندما اصدر الملك عفوا عنهم في ابريل نيسان.

وقال نيل باتريك وهو محلل مقيم في المملكة المتحدة ان الوضع في البحرين اقل توترا مما كان في التسعينات. وانحسر التوتر عندما بدأ الملك حمد بن عيسى ال خليفة اصلاحات من بينها اصدار عفو ووضع دستور جديد واجراء انتخابات برلمانية.

وقال باتريك "اذا زاد احتمال قيام الولايات المتحدة او اسرائيل بعمل عسكري ضد ايران فستكون البحرين من جديد مثار قلق شديد بين جيرانها وفي الولايات المتحدة بخصوص الامن الداخلي."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/حزيران/2009 - 6/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م