البيت الثقافي والحركة الفنية والثقافية في كربلاء

حاوره: ميثم العتابي

شبكة النبأ: البناء المعرفي والثقافي والفكري بحاجة الى أسس سليمة تُبنى وفق الواقع الذي تقتضيه المصلحة العامة للمواطنين، حتى لاتتقاطع او تتعارض والمصلحة الجمعية، لذا كان لزاما على المؤسسة الحكومية ان تهيئ لفكر حر مستقل، فتأخذ هذه المؤسسات على عاتقها الدعم والتنظيم للعملية الابداعية الثقافية والفكرية والفنية، لينتج لنا بطبيعة الحال، مجتمع تسوده الطمأنينة والحوار الشفاف وفق الاصول الثقافية النبيلة والحرة النزيهة.

من هنا تجولنا بحثنا عن الكلمة واللوحة والفكر في أروقة البيت الثقافي في كربلاء المقدسة، وهو دائرة مستحدثة تابعة الى دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة وهو واحد من بيوت عدة في العراق، يعنى بالادب والثقافة والفنون بالإضافة الى الفعاليات والمهرجانات والمعارض، واحتضان جميع الطاقات والمواهب الشبابية الواعدة، حيث التقينا الاستاذ خالد الجبوري مدير البيت الثقافي في كربلاء ليحدثنا عن الغية من تأسيس البيوت الثقافية بصورة عامه والبيت الثقافي في كربلاء بصورة خاصة، فقال: "اخذت دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة على عاتقها إن تأسس البيوت القافية في محافظات العراق وكان اولها هو البيت القافي في مدينة النجف الاشرف، ثم البيت الثقافي في محافظة نينوى ثم في البصرة، ثم بدأت تفتح البيوت في باقي المحافظات حتى وصلت الى بعض الاقضية والنواحي مثل البيت الثقافي في الفلوجة وحديثة، ومثلما تعرفون إن هناك بعض الاقضية كبيرة بالإضافة الى ماتمتلكه من ثقافة ومثقفين وادباء وتاهيل سكاني ساعد ذلك كله على افتتاح هذه البيوت. اما البيت الثقافي في كربلاء تأسس في عام 2007 واخذ على عاتقه اقامة النشاطات الثقافية والفنية، ونشاطات الاطفال وما الى ذالك من بقية حقول الثقافة في المجتمع".

ويضيف الجبوري: "قد كان البيت عنصرا فاعلا وداعما لتأسيس بعض الفرق المسرحية منها فرقة اصدقاء المسرح والفرقة الحرة للتمثيل، وهم مجموعة شباب قدمت عروضا مميزة داخل وخارج المحافظة".

ونوه الجبوري: "ما اعتقده إن قبل العام 2003 لم يكن هناك حركه فنية واسعة مثلما شهدها اليوم داخل المحافظة منها تشكيل اكثر من فرقة مسرحية تابعة الى البيت الثقافي وهناك تشكيل فرقتين انشاد دينية، ومنها اقامة المعارض التشكيلية ومعارض التصميم الطباعي، إلى جانب عملنا هذا نشاهد اعمال أخرى لكن ليست بالمستوى المطلوب، وبالتالي فهي تتبع جهة معينة او نظرة محددة".

ويستطرد الجبوري:" الالية المتبعة في نشاطات البيت الثقافي تنتهج السياسة الوطنية للدولة، ذلك انه لاينظر الى الثقافة كثقافة فرد او ثقافة حزب او كيان بل ينظر الى الثقافة كثقافة مجتمع، والخصوصية الوحيدة التي يتعاطاها البيت هي تكوين ثقافة ضد العنف ثقافة التسامح ثقافة تتماشى والدين الاسلامي ثقافة ترسخ مبدأ الأخوّة العراقية الاصيله وتنبذ الارهاب والفكر الرجعي، فهذا هو الشيء المهم الذي نحتاجة الان، في هذه السنه 2009 شهد البيت الثقافي حركه نوعية في النوع والكم من النشاطات الثقافية المختلفة التي اقيمت، منها اقامة معرض تشكيلي لمحافظات الفرات الاوسط بمناسبة مولد رسول الرحمة النبي محمد (ص) ايضا سيقام قريبا معرضا لاحد الفنانين التشكيليين وفي المستتقبل لدينا خطة لتفعيل الحركة التشكيلية في اقضية ونواحي كربلاء، ايضا لدينا برامج تخص الطفل بالتعاون مع القناة العراقية ومع الفنان هاشم سلمان وبالتاكيد هي برامج تعليمية ترفيهيه من ضمنها اقامة حفل للاطفال الايتام في معهد الرجاء وللاطفال المعاقين من الصم البكم.

كما ينوه الجبوري في حديثه الى الاساليب المتبعة للبيت الثقافي في احتضان المبدعين والادباء، والتركيز على توفير الدعم الازم لرعاية شريحة الشباب فيقول: " هناك خطين متوازيين نتعامل بها مع مثقفين وادباء كربلاء ومبدعيهم الخط الاول هو دعم الشباب والذي يمثل النسبة الاكبر من المجتمع والذين هم القاعدة الحقيقية وقادة المستقبل، وقد اعطيناهم الاولويه في الاستفادة من مشاريع هذا البيت".

ويضيف: "الشباب يمكن تبني مواهبهم وتقديم لهم الدعم حتى لا ينساقوا الى مجالات اخرى او تيارات تعمل ضد مصلحة الدولة او الوطن فبالتاكيد دور الدولة ياتي من هذا الفكر، فوزارة الثقافة تعنى بالفكر وذلك نتيجة ما شهد العراق بعد عام 2003، وظهور افكار متطرفة تهدف الى تهديم هذا البلد وتمزيق وحدته ومحاوله بث ثقافة لا تنسجم مع اخلاق ومبادئ ودين هذا البلد فبالتالي يأتي دور هذه الوزارة، وهي أيضا لاتركز على شريحة معينة بل على جميع الشرائح والدليل هناك دائرة الى الأطفال وكذلك تركز على الشباب كما قلنا، والقسم الآخر هم الرواد، فقد حرص البيت على التواصل معهم وزيارتهم وتقديم الدعم الكامل لهم، من خلال إقامة الاماسي الاحتفالية لهم وتكريمهم".

ولم يغفل الجبوري اثناء بعض القضايا الاشكالية التي تواجهة عمل البيت الثقافي خصوصا فيما يتعلق بطريقة احتضان جميع الطاقات المبدعة نظرا لقلة التخصيصات قياسا بالمطلوب.

فيقول: "لا اقول إن العمليه هي عمليه سهلة بالعكس هي عملية صعبة وصعبة جداً هناك عمالقة وهناك من خدم هذه المدينه وهناك من خدم هذا البلد فبالتاكيد يكون التعامل معهم صعبا، لتاريخهم الحافل بالمنجزات، فنحن حريصون على ان نستوعب هذه الطاقات الهائلة، وهدفنا الوحيد إن نعمل مع الكل ولا توجد لدينا تقاطعات مع احد ولكن وفق ما مرسوم لنا في الخطه، فنحن لانعمل وفق اهواء شخصية او مزاجات او بواسطة العلاقات، بالتاكيد وجدنا في السنة الاولى هناك بعض الصعوبات ولكن خلال هذه السنوات عندما فهم الآخر أننا نتعامل من اجل الثقافة العراقية الاصيلة، نصحح الطريق".

ويضيف: " كما قلنا نجد البيت الثقافي الكربلائي وخصوصا هذه السنه لديه الكثير من النشاطات والفعاليات إذ لم يتوقف عن العمل حتى في ايام العطل الرسمية والجمع والمناسبات فموظفين البيت الثقافي يعملون اثناء هذه العطل ليل نهار، وهذا بالتاكيد ليس امر رسمي ولكن امر معنوي من قبل الموظفين لمساعدة هذه الثقافة وبدون فالنتيجة واضحة، إذ أننا نتمنى إن تكون هناك ثقافة تدعو الى التسامح تدعو الى تفعيل الحركة الثقافية وهذا ليس مسؤولية وزارة الثقافة وحدها وانما مسئولية المنظمات الجماهيرية والنسوية والمثقفين ورجال الدين ودوائر الدولة والسياسيين، هي مسئولية تقع على عاتق الجميع اذا اردنا إن نبني وطن خالي من المخربين ومن الفكر الطائفي والارهابي".

في السياق ذاته يستعرض لنا الجبوري اهم المنجزات للبيت الثقافي وما تم تبنيه من اعمال ابداعية مختلفة المضامين فيقول: "من اهم ما قدمه البيت الثقافي تأسيس فرقتين للمسرح وهي الفرقة الحرة للتمثيل، وفرقة اصدقاء المسرح، مع تأسيس فرقتين انشاد واحدة للأطفال، والثانية للكبار، بقيادة الفنان سعد السلامي، وقد قدموا أعمال كثيرة، أيضا ساعد البيت في تأسيس جماعة تجريب، وهي جماعة ثقافية أدبية، أسسها مجموعة من الشباب والاساتذة والمثقفين، تعنى بالادب الشبابي، واكتشاف الطاقات، وقد دعمنا الجماعة دعما كاملا، لما لها من نشاط واضح على الرقعة الثقافية الكربلائية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/حزيران/2009 - 27/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م