الاوضاع الامنية في ظل الانسحاب الامريكي من مدن العراق

خطّة لملاحقة الارهاب على مدى 5 أعوام وقلق على المستوى الشعبي

 

شبكة النبأ: يترقب العراقيون باهتمام ما ستؤول اليه الاحداث بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن والقصبات نهاية الشهر الجاري، في اطار ترتيبات انسحاب آخر جندي امريكي من العراق نهاية عام 2011، وفق الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن أواخر العام الماضي.

ومع انسحاب الجنود الامريكيين من بلدات ومدن سيتزايد الضغط على القوات المحلية قبيل انتخابات برلمانية في كانون الثاني ستكون اختبارا لقدرة العراقيين على العيش معا بعد سنوات الاضطراب.

وفي اطار الاستعدادات العراقية لملأ الفراغ بعد الانسحاب الامريكي كشفَ مصدر امني عراقي ان جهازا لمكافحة الارهاب مرتبطا برئيس الحكومة نوري المالكي ينفذ خطة استراتيجية لملاحقة فلول الارهابيين على مدى خمس سنوات رغم المعوقات التي تعترضه.

وقال الفريق طالب الكناني مدير جهاز مكافحة الارهاب، للصحافيين "وضعنا خطة استراتيجية انطلقت العام الماضي وتمتد حتى 2013، لملاحقة فلول الارهاب بهدف القضاء عليه".

واضاف الفريق الكناني وهو في الوقت نفسه المستشار العسكري لرئيس الوزراء العراقي ان "هدفنا هو تحقيق الامن والقضاء على الارهاب بالتعاون مع جميع الوزارات ومنظمات المجتمع المدني ودول الجوار".

واوضح "لدينا تعاون في المجال الاقليمي عبر تبادل معلومات وخبرات مع دول الجوار". واكد ان "قواتنا التي يمثلها جميع الاطياف العراقية ولا يتجاوز عددها العشرة الاف مقاتل، تعد احدى اهم الركائز التي ساهمت في استقرار وتحسن الاوضاع الامنية في العراق". بحسب فرانس برس.

واشار الكناني الى ان "عدم استصدار قانون لعمل الجهاز من قبل مجلس النواب وحجب ميزانية 2009، يعد ابرز المعوقات التي تقف في طريق عمل الجهاز الذي مازال يعمل حاليا وفق قرار من مجلس الوزراء" فقط.

واكد مصدر برلماني انه لم تتم المصادقة بعد على مشروع قانوني جهاز مكافحة الارهاب و"مجلس الامن الوطني".

ويتولى رئاسة هذا المجلس رئيس الوزراء ويشارك فيه مسؤولون كبار بينهم نائبا رئيس الوزراء برهم صالح (كردي) ورافع العيساوي (سني) ووزير الامن الوطني شيروان الوائلي (شيعي) بالاضافة لوزيري الدفاع عبد القادر العبيدي (سني) والداخلية جواد البولاني (شيعي).

وشكلت اول نواة "لجهاز مكافحة الارهاب" بعد اجتياح العراق وكانت تحمل اسم "قوة العمليات الخاصة" التي تتولى القوات الاميركية تسليحها وقيادتها. لكنها تحولت الى قوة عراقية خالصة رغم مواصلة الدعم الاميركي لها نهاية عام 2006، وفقا للمسؤول نفسه.

واكد الكناني "لا نعتقل اي مشتبه به وعمليات القبض تنفذ وفق اوامر قضائية تسبقها عمليات تحري وجمع معلومات وتحليل معلومات عن الهدف" المطلوب اعتقاله.

واوضح ان "عمليات القبض تمر عبر (عشرين مرحلة)، 19 منها لجمع المعلومات والتحري والتدقيق للتاكد من الهدف، وصولا الى المرحلة العشرين وهي القبض على المطلوب وتسليمه للقضاء".

العراق يعلن الانتصار مع مغادرة القوات الامريكية للمدن العراقية

وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الانتصار، حيث بدأت البلاد في انهاء الوجود الاجنبي بانسحاب القوات الامريكية المقاتلة من المدن وطالب العراقيين بعدم فقدان الامل اذا ما أدى الانسحاب الى حدوث هجمات.

وفي اطار الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن العام الماضي يجب أن تنسحب القوات الامريكية المقاتلة من المدن بحلول 30 يونيو حزيران وأن تغادر كافة القوات التي غزت العراق عام 2003 بحلول عام 2012.

وقال المالكي أمام مؤتمر لقادة تركمان انه انتصار عظيم للعراقيين أن يتخذوا الخطوة الاولى نحو انهاء الوجود الاجنبي في العراق. بحسب رويترز.

وأضاف أنه وهؤلاء القادة متأكدون أن كثيرين لا يريدون لهم النجاح والاحتفال بهذا الانتصار وانهم يعدون أنفسهم للتحرك في الظلام لزعزعة استقرار الموقف. وقال ان العراق سيكون لهم بالمرصاد.

وأدت سلسلة من التفجيرات المدمرة في أبريل نيسان الى اثارة الشكوك حول قدرة قوات الامن العراقية على تسلم المهمة من القوات الامريكية لحماية المواطنين من المتمردين الاسلاميين وأغلبهم من السنة ومن بينهم تنظيم القاعدة ومن جماعات العنف الاخرى.لكن معدلات اراقة الدماء انخفضت بشدة في مايو أيار كما شهد يونيو حزيران عددا قليلا من الهجمات الكبيرة.

ولم يتبين بعد اذا ما كان ذلك يرجع الى جهود الشرطة والجيش العراقيين أو اذا ما كان يعني أن الجماعات المتمردة التي هزمت على مدار العامين الماضيين أصبحت تفتقد الان التنظيم والدعم اللازمين لاحتفاظها بزخمها لفترة طويلة.

العراقيون سعداء بالانسحاب الامريكي لكن يخشون مزيدا من الهجمات

يتطلع العراقي هيثم نايف الذي يعمل سائق سيارة اجرة الى الانسحاب الجزئي للقوات الامريكية المقاتلة هذا الشهر من مدينة الموصل في الشمال وغيرها من مدن العراق.

ولا تزال الموصل احد اكثر الاماكن عنفا في العراق لكن نايف يقول انه متأكد من ان الوضع الامني سيتحسن فور ترك الامريكيين للمدينة وانسحابهم الى معسكرات خارجها.واضاف "اذا اراد احد ان يقاتلهم فبوسعه الذهاب الى هناك ومهاجمة قواعدهم دون ايذاء المدنيين."بحسب رويترز.

وفي انحاء بلد مزقته الحرب فإن 30 يونيو حزيران وهو الموعد النهائي لانسحاب معظم القوات الامريكية من المدن والدخول الى قواعدها يثير المخاوف من زيادة في العنف والقلق من الا تكون قوات الامن العراقية اهلا لتحمل المهمة بمفردها.لكن القلق يشوبه ايضا الامل في ان يؤذن انسحاب الولايات المتحدة بانتهاء الصراع ويحدث نهضة اقتصادية.

فكل ما يريده احمد صالح البالغ من العمر 28 عاما والذي يعمل عتالا باحد الاسواق بعد ست سنوات من غزو الجنود الامريكيين لبلاده هو ان يعودوا الى بلادهم.

وقال "الحياة هنا ميتة بسبب وجودهم" مشيرا حوله الى سوق الدواسة التي كانت مزدحمة في وقت من الاوقات وكانت مسرحا لكثير من الانفجارات وحوادث اطلاق النار في الموصل.واضاف "الاحباط يملؤنا... فلا وظائف ولا دخل لمجرد أنهم هنا."

وتراجع العنف بشدة في انحاء العراق العام الماضي. وينسب بعض الفضل في ذلك الى الجيش الامريكي واستراتيجية تعزيز وجود القوات الامريكية في المناطق الحضرية حيث استعر القتال في وقت من الاوقات.

لكن المسلحين لا يزالون يشنون هجمات مميتة على القوات الامريكية والشرطة والمدنيين العراقيين في محاولة للعودة لاراقة الدماء وتقويض حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

ومع انسحاب الجنود الامريكيين من بلدات ومدن سيتزايد الضغط على القوات المحلية قبيل انتخابات برلمانية في يناير كانون الثاني ستكون اختبارا لقدرة العراقيين على العيش معا بعد سنوات الاضطراب.

وقال المحلل السياسي عبد الرحمن طالب المقيم في كركوك "بعض الناس خائف من ان يصبح الوضع اسوأ."

وفي العاصمة بغداد تأمل بعض قطاعات الاعمال في ان تزيد ارباحها بعد الحد من الاجراءات الامنية مثل نقاط التفتيش.

وفي فندق بغداد تسد غابة من الاسلاك الشائكة البوابة الامامية. وتئن وكالات السفر والمحال الاخرى الملحقة بالفندق حيث سدت نوافذها بألواح بعد ان تهشم زجاجها وسقطت حروف من لافتاتها.

وقال عامر حسين سلمان مدير الفندق "نحن سعداء. لهذا الفندق تاريخ عظيم لكن خنقته حواجز الطرق الامريكية. الامريكيون يقيمون في غرف قرب الفندق ولا احد يستطيع الدخول سوى العاملين. واضاف "لا يمكنك التحدث مع الامريكيين او مجادلتهم."

وفي ابو نواس ذلك المتنزه الذي تصطف به اشجار النخيل والذي يوجد على الضفة الشرقية لنهر دجلة قال الحاج حسين صاحب مطعم البغدادي ان القوات العراقية التي تولت السيطرة على نقاط التفتيش في المنطقة الشهر الماضي لا تفتش المركبات بدقة.

العراقيون يترقبون الانسحاب الأمريكي من المدن نهاية الشهر الجاري 

ويترقب العراقيون باهتمام ما ستؤول اليه الاحداث بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن والقصبات نهاية شهر يونيو الجاري في اطار ترتيبات انسحاب آخر جندي امريكي من العراق نهاية عام 2011 وفق الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن منتصف ديسمبر الماضي.

وتعتزم السلطات العراقية تهيئة الاجواء لاجراء احتفالات شعبية يوم انسحاب القوات الامريكية الذي يتزامن مع احتفالات العراقيين باحياء ذكرى اول ثورة شعبية في تاريخ العراق الحديث في 30 يونيو 1920 ضد الاحتلال البريطاني للبلاد. بحسب د ب أ.

واعلنت وزارة الدفاع العراقية ان القوات العراقية تسلمت نحو %90 من مجموع المراكز العسكرية التي تتحصن فيها القوات الامريكية في ارجاء البلاد، وان عمليات الانسحاب من المراكز الاخرى تتوالى يوميا في مراسم احتفالية بين القادة العسكريين في الجيشين، فيما سيتم الابقاء على عدد محدود من الجنود الامريكيين كقوات ارتباط تتولى الاشراف على عمليات المراقبة والسيطرة الجوية لتوجيه الطائرات.

ومن جانبه، اعتبر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي انسحاب القوات الامريكية نهاية الشهر الجاري من المدن والقصبات «يوما مباركا ونجاحا للحكومة العراقية لتخفيف حدة وسلبية بقاء هذه القوات داخل المدن».

وتوقع المالكي في تصريحات صحفية نشرت الاسبوع الماضي حدوث «اعمال عنف واغتيالات، لكن القوات العراقية ستكون لها بالمرصاد، ولن يحدث اي خلل او ضعف او نقض خلال انسحاب القوات الامريكية».

وتتفق تقديرات القادة العسكريين في وزارة الدفاع مع الداخلية العراقية على ان بعض الانشطة «الارهابية» والاجرامية ستستمر بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن، مع اختلاف المناطق التي تحدث فيها هذه الاعمال، الا ان تلك الانشطة ستكون محدودة ولن تزيد كثيرا، غير ان القوات العسكرية والامنية، المتمثلة في اجهزة الوزارتين، ستملا الفراغ.

وقال النائب عباس البياتي عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي: «لا يمكن للقوات الامريكية القيام باي عملية عسكرية بعد تاريخ الانسحاب الا بعد تقديم طلب تحريري للحكومة العراقية.. القوات العراقية ستبقى بحاجة الى القوات الامريكية في الجوانب اللوجستية في قضايا الاسناد الجوي والتدريب والتاهيل واسناد القوات العراقية خلال تحركها من منطقة الى اخرى وحماية خلفية هذه القوات، وليست العملياتية المباشرة».

واضاف: «القوات العراقية الآن في عام 2009 هي غير القوات العراقية في الاعوام الماضية، لكنها بحاجة الى دعم من الكتل السياسية، وان توفر لها حرية الحركة بدون تشكيك وطعن وتسييس وخاصة في المناطق التي تشهد بين فترة واخرى عمليات ارهابية وتوترات» مشيرا الى ان «هذه المناطق قد يكون التعاون العراقي والامريكي وثيقا وكبيرا فيها، وان الذي يحدد حجم التعاون هذا هو التحدي الامني والارهابي وفق ما هو محدد في الاتفاقية الامنية في مكافحة الارهاب».

ولفت الى ان «القائد العام للقوات المسلحة العراقية لن يستأذن اي احد لتحريك القطعات العسكرية في اي منطقة ولن ينظر يمينا ويسارا وانما فقط ينظر الى صلاحياته الدستورية والقانونية التي يتمتع بها..

المالكي: لن نحتاج القوات القتالية الأمريكية وسنضم 20% من الصحوة للقوات الأمنية

وفي نفس السياق قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن القوات العراقية ستقتصر على طلب الدعم اللوجستي فقط من الجانب الأمريكي لحين توفير طائرات، وإن حكومته لن تسلّم طهران عناصر تنظيم مجاهدي خلق الموجودين على الأراضي العراقية، مبينا أنها ستواصل ضم نسبة من أفراد الصحوة إلى القوات العراقية، وأن الائتلاف العراقي الموحد سيتشكل على أساس وطني، وأن لا مشكلة شخصية لديه مع ملك السعودية. وقد جاء ذلك في لقاء اجرته مع صحيفة لو موند Le Monde الفرنسية

وأضاف المالكي أن “العلاقات العراقية الايرانية طيبة، وينبغي أن تبقى قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل”، مشيرا إلى أن “التدخل العسكري الأجنبي في العام 2003، أحدث فراغا سياسيا كبيرا”.

وأوضح أن هذا الوضع “أدى إلى تدخلات كثيرة من قبل مختلف بلدان المنطقة في شؤوننا، دائما بحجة حماية مصالحها الوطنية الخاصة، بالتاكيد”، مستدركا أنه “منذ استعادة سيادتنا والنظام المدني في بلدنا، وضعنا حدا لذلك”.

وبشأن زياراته إلى المرجع الديني السيستاني وطبيعة العلاقة معه قال المالكي “إنه مرجع كبير وحكيم، فهذا الرجل لديه نظرة ثاقبة حقا”، وتابع أنه “لا يتدخل مطلقا بشؤون دولتنا، فضلا عن أنه لا يؤمن بولاية الفقيه، ولم يقل لي أبداً افعلوا هذا الشيء أو ذاك إنما يكتفي بإبداء رأيه، وفي غالبية الأحيان يكون دقيقا وواقعيا”، بحسب تعبيره.

وبشأن تنظيم مجاهدي خلق، قال المالكي إن “إيران تؤكد أن 12 ألف من مواطنيها قتلوا بيد هؤلاء الناس، كما أن هؤلاء ساعدوا صدام على قمع الأكراد والشيعة وارتكبوا جرائم، وهذا التنظيم مصنَّف من جانب الأمريكيين إرهابيا، ونحن نرفض أن يظلوا على أراضينا، وأردف “إن قبلَتْهم بلدان أخرى عليهم المغادرة، وقد فعل البعض منهم ذلك، ومنحتهم إيران العفو، إلا أن مسؤوليهم يمنعونهم من قبول ذلك. وأفاد “نحن لن نسلمهم إلى طهران، لكن عليهم أن يعرفوا أنه لم يعد لهم مكانا هنا”.

وذكر المالكي “على الرغم من آلامنا، لم نكن نفضل الحرب بقيادة الولايات المتحدة على العراق”، واستطرد “كان ينبغي أن تكون شرعية، وتحظى بمصادقة الأمم المتحدة”.

وبشأن انسحاب القوات القتالية الأمريكية من المدن العراقية نهاية شهر حزيران يونيو الجاري، وما إذا كانت الحكومة العراقية ستطلب المساعدة منها، كما يتكهن البعض، إذا استغلت الجماعات المسلحة العراقية هذا الوضع وضاعفت من عنفها، قال المالكي إن المساعدة “ستكون محصورة بالحاجات اللوجستية”، وزاد “فنحن لم نعد نطلب منهم التدخل في معارك أو عمليات حفظ النظام، فهذا الوضع قد انتهى، فنحن فقط نطلب منهم المساعدة في نقل قواتنا لأننا لا نملك طيرانا مخصصا لذلك، ولهذا السبب سنشتري مروحيات من فرنسا والولايات المتحدة”.

وأعرب المالكي عن توقعه “بعدم حدوث تصاعد كبير في العنف بعد 30 من حزيران يونيو”، وزاد “في كل الأحوال، التقارير الأمريكية نفسها تقول إن قواتنا قادرة على تولي المسؤولية، فلن تكون هناك عودة إلى الوراء، وليس هناك مجالا لإعادة النظر باتفاق الانسحاب الأمريكي”.

وبشأن ما يقوله البعض من أن العراق لا يمكن أن يحكم إلا بيد “رجل قوي”، وبأنه هو شخصيا يطالب بإنهاء النظام البرلماني القائم منذ العام 2004 لصالح إقامة نظام رئاسي، أفاد المالكي “لا أحد هنا يريد العودة إلى الوراء”، وتابع “نعم قيل مثل هذا الكلام، لأنني اعتقد أن النظام يكون أكثر تمثيلا عندما ينتخب رئيس الدولة مباشرة بالتصويت العام، ففي العراق، سيكون انتخاب الرئيس حريا بإنهاء نظام المحاصصة الطائفية والعرقية. وهذا مع ذلك ليس سوى فكرة، مقترح، وينبغي مناقشتها، والاقتناع بها وايجاد الأغلبية لدعمها”.

وعما إذا كان المالكي سيدخل في “الائتلاف” لخوض الانتخابات العامة في كانون الثاني يناير 2010، قال رئيس الوزراء إن “التحالف لن يكون شيعيا بل وطنيا لدولة القانون”. مضيفا “وسيتوافر على برنامج وطني ويكون منفحتا على المكونات الوطنية كافة سنة، أكراد، شيعة، وآخرين”. وعن قلق الأمريكيين على مستقبل مجالس الصحوة، ووعد رئيس الوزراء بضمهم لقوات حفظ النظام، والخشية من أن عدم ضم البعض منهم سيدفعهم إلى التحول إلى صف “الاعداء”، أجاب المالكي “اننا نعرف جيدا واقع هذه المجالس أفضل من الأمريكيين، وعندما عارضها الامريكيين انفسهم، كنت أول من شجعها، ودعمها، ثم جرى التعتيم على هذه الحركة، وعندما سألت الأمريكيين في نهاية العام الماضي كم رجل جندوا، قالوا لي 53 ألف، فقلت طيب، سندمجهم اعطوني قوائمكم، وبعد ستة اسابيع، كان هناك 107 ألف أسم!”.

العراقيون يتولون السيطرة على المنطقة الخضراء ببغداد

بينما كانت سيارة مدرعة تقل غربيين تقطع طريقها الى الخط الامامي عند نقطة تفتيش تؤدي الى المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد قفز عراقي من سيارته من طراز بي.ام. دبليو. وهو يصيح في راكبي السيارة.

وصرخ الرجل محذرا اياهم قبل ان يعود الى سيارته من انهم اذا فعلوا ذلك مرة اخرى فانه سيتصل باللواء فاروق الذي سيسحب كل بطاقاتهم.

وكان يتحدث عن البطاقات التي اصدرها الجيش الامريكي والتي وضعت منذ الغزو عام 2003 مقاولي الامن الغربيين والمتعاملين معهم فوق القانون العراقي وفي مقدمة كل طابور. بحسب رويترز.

لكن مع انسحاب الجنود الامريكيين من البلدات والمدن هذا الشهر فانهم يعيدون السيطرة الى قوات الامن العراقية. ميزان القوى يتغير وبطاقات القوات المتعددة الجنسيات في العراق التي كانت تعني في وقت من الاوقات مرورا سريعا في حارة منفصلة تجتاز العراقيين الذين ينتظرون التصريح لهم بالمرور فقدت قوتها.

وتتولى القوات العراقية الان حراسة جميع نقاط التفتيش المؤدية الى المنطقة المترامية الاطراف التي تضم مباني حكومية عراقية وسفارات اجنبية وهي مناطق كان يسودها التوتر ويحرسها جنود امريكيون وأحيانا افراد من بيرو يعملون لدى شركة أمن خاصة.

وبعض الجنود العراقيين يقطبون الجبين وهم يوقفون الحراس الغربيين الذين ينقلون شخصيات مهمة الى اجتماعات داخل المنطقة التي تقع بها قصور صدام حسين ونصب تذكارية تطل على نهر دجلة من ضفته الغربية. ومنذ اسبوعين كانوا سيتقدمون مباشرة وهم يمسكون ببطاقات القوة المتعددة الجنسيات التي اصدرها لهم الجيش الامريكي عبر نافذة السيارة.

وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية ان قوات الامن المحلية حققت تقدما كبيرا في الشراكة مع الجيش الامريكي الذي من المقرر ان يغادر البلاد بحلول نهاية عام 2011 بموجب الاتفاقية الامنية الثنائية.

هجوم كركوك الأعنف خلال عام.. والضحايا 80 قتيلاً

وارتفع عدد ضحايا الهجوم الانتحاري الذي وقع في شمال العراق السبت الماضي، إلى 80 قتيلاً على الأقل وأكثر من 211 جريحاً، حسبما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، مما يجعل الهجوم، الذي استخدمت فيه شاحنة مفخخة، أكثر الهجمات دموية منذ قرابة عام.

وقالت الشرطة العراقية إن الهجوم الانتحاري وقع خارج مسجد "رسول" في منطقة مزدحمة ببلدة "تازة"، ذات الغالبية الشيعية، جنوب غربي كركوك، في حوالي الواحدة بعد ظهر السبت، بالتوقيت المحلي.

وأكدت المصادر أن الانفجار تسبب في انهيار 50 منزلاً على الأقل بالإضافة إلى عدد من المحال التجارية، في البلدة التي غالبية سكانها من التركمان الشيعة، وتبعد حوالي 16 كيلومتراً (عشرة أميال) من كركوك، ونحو 240 كيلومتراً (149 ميلاً) إلى الشمال من العاصمة بغداد. بحسب رويترز.

وكانت تقارير أولية قد أشارت إلى أن الانفجار خلف نحو 26 قتيلاً بالإضافة إلى ما يزيد على 176 جريحاً، إلا أن مسؤولي الشرطة خفضوا حصيلة المصابين إلى 120 جريحاً، قبل أن تعود المصادر نفسها لتشير إلى أن الانفجار تسبب في دفن عدد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة، لترتفع الحصيلة مجدداً.

يأتي الهجوم ضمن سلسلة تفجيرات دموية أثارت المخاوف من عودة العنف إلى العراق، مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بنهاية يونيو/ حزيران الجاري.

كما يأتي بعد نحو 10 أيام على تفجير استهدف سوقاً شعبية في بلدة "البطحاء"، ذات الغالبية الشيعية، قرب "الناصرية"، كبرى مدن محافظة "ذي قار"، جنوبي بغداد، مما أسفر عن سقوط 37 قتيلاً على الأقل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وكان مؤشر أعمال العنف قد تراجع بشكل ملحوظ في كافة أنحاء العراق خلال مايو/ أيار الماضي، حسبما أكدت وزارة الداخلية العراقية، مقارنة بشهر أبريل/ نيسان السابق.

وحسب تقديرات الوزارة، فقد شهد الشهر الماضي مقتل 165 شخصاً، بينهم 134 مدنياً، وستة جنود عراقيين و25 شرطياً، بينما سقط خلال الشهر السابق، 355 قتيلاً، منهم 290 مدنياً، و24 جندياً و41 شرطياً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/حزيران/2009 - 27/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م