انتخابات لبنان نصر لخطاب اوباما

أمريكا تبارك النتائج وسوريا وإيران تتجاهلانها

 

شبكة النبأ: يرى العديد من المتابعين للشأن اللبناني إن الانتخابات لم تستطع تغيير شيء من المشهد السياسي أو الاجتماعي في البلاد.

حيث فرزت النتائج المعلنة حصيلة بدرجة كبيرة من التمثيل النيابي السابق في البرلمان مستبقية الحال على ما هو عليه من حيث الأكثرية والأقلية.

فيما عد الكثيرون فوز قوى 14 آذار نجاح يحسب للغرب وخصوصا أمريكا بعد خطاب اوباما الأخير في مصر.

من جانب آخر حلل بعض المراقبين حفاظ الأكثرية النيابية على نسبة تمثيلها تأتت جراء الأخطاء الفادحة التي أقدم عليها حزب الله مؤخرا، والخوف الشعبي منه بعد اجتياح مقاتليه وأنصاره لبيروت الغربية أثناء تفاقم الأزمة الماضية. 

سير الانتخابات

افاد مصدر عسكري ان "123 حادثا بسيطا سجلت في مناطق لبنانية مختلفة تخللها سقوط عدد من الجرحى، وانها عولجت في حينه".

وقال المصدر المسؤول "الوضع اكثر من جيد بالنسبة الى حصول الانتخابات في يوم واحد وفي ظل التعبئة التي سبقته".

ومن التقارير الامنية التي نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام، وقوع "اشكال في بلدة الدلهمية في قضاء زحلة (شرق) تخلله اطلاق نار من جانب الجيش على مواطن حاول الفرار لدى تدخل الجيش لحل الاشكال بينه وبين ناخبين آخرين".

كما حصل اشكال بين عناصر حزبية متنافسة في منطقة الحدث جنوب بيروت، اوقف خلاله الجيش خمسة اشخاص "كانت في حوزتهم آلات حادة".

وفي بلدة عاريا، في قضاء بعبدا (شرق بيروت)، حصل تلاسن وتضارب وتحطيم سيارة بين انصار القوات اللبنانية وحزب الكتائب (اكثرية) من جهة وانصار حزب الله والتيار الوطني الحر (معارضة) من جهة اخرى.

وتكررت حوادث تحطيم زجاج السيارات في مناطق شمالية وفي البقاع (شرق) وبيروت.

وذكر مصدر امني ان مواطنين اشتبكوا في عين الرمانة والشياح (ضاحية بيروت)، وان الجيش اضطر الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم.

واصدر مركز "سكايز" اللبناني الناشط في مجال الدفاع عن الحريات الصحافية بيانا افاد فيه تسجيل "اعتداء على فريق تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال في البسطة (غرب بيروت)، وتحطيم كاميرا عائدة له، قبل ان يتدخل الجيش اللبناني لتأمين مغادرة الفريق الصحافي تحت حماية امنية"، بحسب البيان.

وابدت بعثات مراقبة اجنبية ومحلية رضاها بشكل عام عن سير العمليات رغم ملاحظتها شوائب لم تعتبرها اساسية.

وشارك في مراقبة الانتخابات نحو 2200 مراقب محلي واكثر من مئتي مراقب اجنبي، ابرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية اميركية واوروبية غير حكومية.

وقال السناتور الاميركي السابق جون سنونو من فريق "المعهد الوطني الديموقراطي" برئاسة وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت لوكالة فرانس برس "المشاكل التي حصلت لا تختلف عن تلك التي تشهدها اي انتخابات، ولم نتعرض لاي ضغوط او تدخلات خلال ممارسة عملنا".

وقال الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد ايف اوبان دو لا ميسوزيار الذي يترأس بعثة استطلاع تابعة للمنظمة الدولية للفرنكفونية لفرانس برس "لم نلمس حصول تزوير".

وقال مسؤول الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات زياد عبد الصمد ان "حالة من الفوضى سجلت خارج المراكز اعاقت سير العملية"، اضافة الى تسجيل بعض حالات الرشوة من دون ان يعطي تفاصيل عنها.

وشكا العديد من الناخبين والمرشحين من الانتظار الطويل امام اقلام الاقتراع لا سيما في فترة قبل الظهر، ومن بطء سير عمليات الاقتراع بسبب كثافة الاقبال والتدابير المشددة التي اتخذتها وزارة الداخلية. وعمدت الوزارة الى معالجة هذه المشاكل خلال النهار.

وواكب العملية الانتخابية نحو 50 الف عنصر من الجيش وقوى الامن الداخلي.

والتنافس يتركز على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من 128 بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية.

وكان لافتا ارتفاع عدد المقيمين في الخارج الذين عادوا خصوصا للمشاركة في الانتخابات والذين اعتبر رئيس مركز كارنيغي للدراسات للشرق الاوسط بول سالم ان دورهم سيكون مؤثرا في سير العملية الانتخابية.

مؤشر لنجاحات امريكية

الانتخابات اللبنانية المنقضية، كانت محط اهتمامات الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة.

ففي الجارديان تطل تداعيات انتخابات لبنان تحت عنوان: لبنان يشعر بتأثير اوباما من خلال فوز الائتلاف الموالي للغرب بنسبة ضئيلة، الذي يؤشر الى ان توجهات الرئيس الامريكي حول الشرق الاوسط بدأت تلقى صدى ايجابيا.

وتقول الصحيفة ان المحللين والمعلقين السياسيين، الذين حاولوا التقليل من تأثير توجهات اوباما في المنطقة، بدأوا يشعرون انهم كانوا على خطأ بعد الفوز المفاجئ، وبفارق ضئيل، لتحالف الرابع عشر من آذار على المعارضة.

لكن الصحيفة تعود الى القول انه من غير الواقعي زعم ان خطاب اوباما الى العالم الاسلامي في القاهرة لرأب الصدع، وعلى الرغم من فاعليته، لا يمكن ان يكون له تأثير على الناخب اللبناني.

وتقول ان الخطاب الامريكي الذي تم تبنيه بعد رحيل جورج بوش عن البيت الابيض يمكن ان تسمع له اصداء في لبنان، الذي كان عند حافة الحرب الاهلية قبل ما يقرب من عام.

هل تعود مشاكل لبنان من حيث بدأت، وهل سيكون لحزب الله حق النقض على قرارات الحكومة، كما هو منصوص عليه في اتفاق الدوحة، وهل سيكون هناك ائتلاف وحدة وطنية.

وتشير الصحيفة الى ان زيارات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس جو بايدن الى لبنان، اكدت على الاهمية التي توليها ادارة اوباما لتلك الانتخابات، على الرغم من سخط البعض عليها واعتبارها تدخلا غير مبرر في الشأن اللبناني.

لكن الكثير من اللبنانين، كما تقول الصحيفة، وعلى الاخص المسيحيين البالغة نسبتهم نحو 40 في المئة من السكان، كانوا من المرحبين بالاهتمام الامريكي المتزايد ببلادهم، والذين سمعوا رسالة واضحة مفادها ان التصويت لحزب الله اللبناني ومن يتحالف معه سيكون تراجعا وخطوة الى الوراء.

انتخابات لبنان خرجت في صحيفة الاندبندنت ايضا تحت عنوان: لبنان يؤكد توجهاته نحو الديمقراطية.

ويقول كاتب المقال روبرت فيسك ان الامريكيين لا بد انهم يشعرون بالفرح، فالاغلبية ظلت اغلبية، والاقلية، بما فيها حزب الله ظلت اقلية.

ويتساءل الكاتب: هل تعود مشاكل لبنان من حيث بدأت، وهل سيكون لحزب الله حق النقض على قرارات الحكومة، كما هو منصوص عليه في اتفاق الدوحة، وهل سيكون هناك ائتلاف وحدة وطنية.

ويرى الكاتب ان من الاشياء المهمة التي افرزتها الانتخابات تمثلت في ان اللبنانيين توجهوا بالفعل الى صناديق الاقتراع، ولم تخرج من لبنان تلك النسبة الشهيرة البالغة 99,9 في المئة في بعض الاستفتاءات والانتخابات في الانظمة الدكتاتورية في المنطقة.

ويضيف انها كانت انتخابات نزيهة الى حد ما، على الرغم من مزاعم سورية بوجود تزوير في التصويت.

لكن فيسك يتساءل ايضا حول ما اذا سيكون سعد الحريري، ابن رفيق الحريري الذي اغتيل في في عام 2005، رئيسا جديدا للحكومة اللبنانية.

ويقول ان سعد الحريري، الى جانب الامريكيين والفرنسيين، كان يخشى ان يفوز حزب الله وحلفاؤه، مما سيسمح للاسرائيليين باعلان لبنان "دولة ارهابية"، لكنه لم يفز، وهو ما يعني ان اللبنانيين يضعون اللوم على هذا الحزب في حال لو حدث، وهو ما اظهرته نتائج الانتخابات.

ويضيف فيسك ان نصر الله كان قد اعلن قبل اسبوعين ان السيطرة على بيروت الغربية كان "يوما مجيدا"، وهو ما اخاف كثيرا من اللبنانيين، وربما كان هذا احد اسباب احتفاظ الاغلبية باغلبيتها، وليس السبب لباقة وكياسة سعد الحريري في كسب الاصوات، حسب تعبيره.

اوباما يرى في نتائج الانتخابات عامل استقرار

من جهتها رحبت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بنتائج الانتخابات النيابية في لبنان معتبرة انها سترسي الاستقرار في هذا البلد، غير انها استبعدت اي احتمال للتوصل الى سلام عربي اسرائيلي في المستقبل القريب.

ورأى الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الانتخابات في لبنان تعطي "اقوى مؤشر حتى الآن الى توق اللبنانيين الى الامن والازدهار". بحسب فرانس برس.

واظهرت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التشريعية اللبنانية فوز قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية ب71 مقعدا على قوى 8 آذار (اقلية نيابية معارضة) التي حصلت على 57 مقعدا في البرلمان البالغ اجمالي عدد مقاعده 128.

وقال اوباما في بيان "نأمل بصدق ان تواصل الحكومة المقبلة النهج الذي يؤدي الى بناء لبنان سيد ومستقل ومستقر".

غير ان العديد من المحللين والصحافيين تساءلوا عما اذا كان الافرقاء المتخاصمون سيتمكنون من تشكيل حكومة وحدة وطنية ومنع البلاد من الانزلاق مجددا الى العنف بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والطائفية.

وقال اوباما ان "الحكم المنبثق من الشعب يرسي معيارا واحدا لجميع الذين يمسكون بزمام السلطة: عليكم ان تحكموا بالتوافق وليس بالاكراه".

وتعهد ان تواصل الولايات المتحدة "دعم لبنان كبلد سيد ومستقل يلتزم العمل من اجل السلام"، مشددا على ان هذا الامر يتم باحترام قرارات مجلس الامن الدولي المتصلة بهذا البلد.

واعتبر اوباما ان "نسبة المشاركة المرتفعة والمرشحين انفسهم، وكثير منهم عانى شخصيا تداعيات العنف الذي شهده لبنان، يشكلون افضل مؤشرات الى توق اللبنانيين الى الامن والازدهار".

وتضمن قرار مجلس الامن الرقم 1701 الذي وضع حدا للعمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله في صيف 2006، اشارة الى القرار 1559 الذي نص على نزع سلاح الفصائل المسلحة في لبنان، غير ان حزب الله يتمسك بسلاحه مؤكدا انه يهدف الى الدفاع عن البلاد في وجه اسرائيل.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية طالبا عدم كشف اسمه ان نتائج الانتخابات تشير الى ان الشعب يريد دولة ذات جيش وطني وليس ميليشيات مسلحة.

وقال ان واشنطن لا تزال تعتبر حزب الله "منظمة ارهابية" لكنها ستبدل هذا التوصيف اذا قرر الحزب "التزام قوانين اللعبة السياسية الطبيعية". ونفى ان تكون الانتخابات تشير الى انحسار للنفوذ السوري والايراني في لبنان.

وقال ان "هذه الانتخابات كانت تقضي في المقام الاول بان يختار الشعب اللبناني ممثليه في البرلمان. كان الامر يتعلق بلبنان اكثر منه باي (نفوذ) من الخارج".

وكشف ان السلطات السورية التي تسعى ادارة اوباما الى تحريك العلاقات الدبلوماسية معها، اكدت لمسؤولين اميركيين انها "لا تنوي التدخل" في الانتخابات اللبنانية. لكنه اكد ان سوريا لا تزال تمارس نفوذا في ما يتعلق بقرارات استراتيجية اوسع نطاقا مثل مسألة السلام مع اسرائيل.

وقال "سيتحتم في مرحلة ما فتح مسار لبناني اسرائيلي". وتابع "شخصيا، لا اعتقد اننا سنرى مسارا لبنانيا اسرائيليا في المستقبل القريب، ولا اتوقع ان يتقدم اللبنانيون بسرعة اكثر من السوريين".

وقال مرهف جويجاتي الاختصاصي بالشرق الاوسط في جامعة جورج واشنطن ان ادارة اوباما ستجد سهولة اكبر في بحث المسائل الاقليمية مع الحكومة اللبنانية المقبلة، ولكن لا يمكنها تجاهل سوريا.

وقال "اذا شعرت سوريا بان الولايات المتحدة تسعى للتوصل الى اتفاق سلام لبناني اسرائيلي منفصل، فاعتقد انها ستعمل مع حزب الله على احباط ذلك".

الحريري:أنا مستعد لرئاسة الوزراء

تكليلا لانتصاره مع حلفائه بأغلبية مقاعد المجلس النيابي اللبناني في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، أكد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، أن الناخبين اللبنانيين لم يصوتوا دعما للغرب أو رفضا لإيران وسوريا، بل صوتوا حاملين شعار "لبنان أولا."

وأوضح الحريري أنه لن يشيح بوجهه عن منصب رئيس الوزراء إذا اتفق مع حلفائه على ذلك. بحسب (CNN).

فرغم كثرة التكهنات حول نيته على السير على درب والده، رئيس الوزراء المغتال عام 2005 رفيق الحريري، وتولي رئاسة الحكومة أكد سعد الحريري أنه سيتشاور مع حلفائه الذين، بنظره، لعبوا دورا كبيرا في هذا الفوز، إذا ما سيتم الاتفاق على ضرورة توليه لأعلى منصب للطائفة السنية في البلاد، وإذا ما اقتضت الضرورة فإنه لن يتراجع وسيمسك بزمام القيادة.

وبالنسبة للحريري، فإن الانتخابات كانت "حول لبنان،" بحد ذاته وليس عن وضع هذا البلد الصغير المضطرب ما بين تحالفه مع الغرب وجيرانه العرب، مبينا أن الانتخابات كانت تدور حول اللبنانيين وما يريدونه من هذا البرلمان الجديد، ومن الحكومة الجديدة التي ستكل من بعده.

ورفض الحريري فكرة عقد صلح منفرد مع إسرائيل، مؤكدا بقاءه على موقفه السابق بأن لبنان سيكون "آخر دولة توقع معاهدة سلام" مع الدولة العبرية، حيث أشار إلى التزامه ببادرة السلام التي أطلقتها الدول العربية عام 2002.

وحول مسألة اغتيال والده أكد الحريري أن هذا الحدث هو ما حقق "سيادة واستقلال لبنان،" مؤكدا أنه يود أن يصنع لبنان الذي كان يحلم به والده.

نظام الانتخابي الطائفي

* يضم البرلمان اللبناني 128 مقعدا تتوزع حسب حصص ثابتة بين عشرة من اصل 18 طائفة دينية في البلاد مع الاحتفاظ بمقعد للاقليات.

* يخصص نصف عدد المقاعد للمسيحيين بطوائفهم المختلفة والنصف الاخر للمسلمين سنة وشيعة ودروز وعلويين.

* تتوزع المقاعد بين 26 دائرة انتخابية.

* وزعت اعداد المقاعد المخصصة للمسيحيين او المسلمين في كل منطقة بحيث تعكس عدد السكان وتركيبتهم الطائفية في هذه المناطق. بعض المناطق مثل صور في الجنوب ينحصر تمثيلها على المسلمين فقط. والبعض الاخر مثل المتن شمالي بيروت ينحصر التمثيل على المسيحيين فقط.

* يضع السياسيون من مختلف الطوائف في كل منطقة قوائم انتخابية. يمكن للقائمة ان تشمل مرشحين لبعض او كل المقاعد المتوفرة في الدائرة.

* يشكل حلفاء (14 اذار) و(8 اذار) المتنافسون قوائم مضادة في معظم المناطق الانتخابية. كما يترشح بعض المستقلين ومنهم من ترشح على قائمة 14 اذار.

* يجب ان يدلي المقترعون باصواتهم في دوائرهم الانتخابية.

* يوجد حوالي 3.26 مليون لبناني مؤهلين للانتخاب على الرغم من ان مئات الالاف يعيشون في الخارج حيث يعملون هناك ولن يمكنهم التصويت ما لم يعودوا الى لبنان في يوم الاقتراع.

* يشكل المسلمون 60.4 بالمئة من اصوات الناخبين في حين يشكل المسيحيون 39 بالمئة. ولدى السنة اكبر عدد من المقترعين المسجلين وهم 27.2 بالمئة يليهم الشيعة 26.7 بالمئة والمسيحيون الموارنة 20.9 بالمئة وذلك وفقا للقوائم الانتخابية لوزارة الداخلية.

* عند تشكيل البرلمان يجب انتخاب رئيس المجلس النيابي الذي يجب ان يكون شيعيا وهو منصب من المرجح ان يذهب مرة اخرى الى رئيس حركة امل المؤيد لسوريا نبيه بري حليف حزب الله والذي يتولى هذا المنصب منذ عام 1992 .

* كما يختار النواب رئيس الوزراء الجديد وهو منصب يتولاه مسلم سني. ويجري النواب مشاورات نيابية مع الرئيس المسيحي الماروني ويعلموه باختيارهم. والرئيس ملزم بتكليف الشخصية التي حصلت على اوسع تأييد من البرلمان.

* يشكل رئيس الوزراء عندها الحكومة الجديدة. ولاعتبارات طائفية توزع الحقائب السيادية الكبرى في الحكومة على الطوائف الاربع الكبرى في البلاد. وهذه الحقائب هي الداخلية والدفاع والمالية والخارجية التي توزع على الموارنة والروم الارثوزكس والسنة والشيعة.

* يقع على عاتق مجلس النواب ايضا انتخاب رئيس ماروني على رأس الدولة. لكن انتخاب خلف للرئيس الحالي ميشال سليمان الذي تنتهي مدة ولايته عام 2014 لن يكون على جدول اعمال البرلمان المقبل.

حقائق عن الاقتصاد اللبناني

أظهر اقتصاد لبنان وفق ما وصفه صندوق النقد الدولي بأنه "مرونة ملحوظة" في مواجهة أزمة الائتمان العالمية.

وفيما يلي بعض السمات الرئيسية للاقتصاد اللبناني: النمو

بحسب صندوق النقد الدولي سجل الاقتصاد نموا بنسبة تجاوزت ثمانية بالمئة عام 2008 على الرغم من أن النصف الاول من العام شهد بداية الازمة المالية العالمية وظهور أسوأ موجة صراع داخلي شهدتها البلاد منذ الحرب الاهلية التي نشبت في الفترة بين عامي 1975 الى1990.

ويتوقع صناع السياسة نمو الاقتصاد بنسبة أربعة بالمئة أو أكثر في عام 2009 .

ضخامة الدين العام

عبء الدين العام بلبنان هو أحد أضخم أعباء الديون في العالم حيث يبلغ نحو 162 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي ونجم معظمه عن عمليات اعادة اعمار البلاد عقب انتهاء الحرب الاهلية.

وقدر حجم الدين بمبلغ 47.21 مليار دولار في فبراير شباط وكانت نسبة تقرب من 44 بالمئة منه بالعملة الصعبة وذلك بحسب وزارة المالية. وذكرت الحكومة تحقيق تقدم في تقليل نسبة الدين الى الناتج المحلي الاجمالي لتصل الى المستوى الحالي البالغ 162 بالمئة مقابل 180 بالمئة عام 2006 .

ورفعت وكالة موديز في الاونة الاخيرة التصنيف السيادي للبنان بسبب التحسن القوي في السيولة الخارجية للدولة والقدرة الهائلة للاوضاع المالية العامة على مواجهة الصدمات. ومن المتوقع أن يصل عجز ميزانية الدولة عام 2009 الى نحو 12 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي.

مرونة القطاع المصرفي

يشكل القطاع المصرفي دعما رئيسيا للاوضاع المالية بالدولة. وقال حاكم مصرف لبنان المركزي في 20 مايو أيار ان من المتوقع أن ترتفع قاعدة الودائع بالبنوك - والتي سجلت نموا بنسبة 15 بالمئة عام 2008 - بنسبة 12 بالمئة عام 2009 .

وحقق كل بنك من البنوك الثلاثة الكبرى بلبنان نمو أرباح في خانة العشرات على مدى الربع الاول من العام. وقال تريستان كوبر كبير المحللين ونائب الرئيس بوكالة موديز ان هذه النتائج دعمت وجهة النظر القائلة بأن البنوك المحلية ستستمر في اظهار مرونة. وساهمت اللوائح المحكمة في حماية القطاع من الازمة المالية.

التحويلات

تشكل تحويلات المغتربين نحو خمس الاقتصاد اللبناني. ويتوقع عدد من خبراء الاقتصاد انخفاض التحويلات بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي على الرغم من أن صناع السياسة أشاروا الى وجود فائض بميزان المدفوعات في الربع الاول مما يدل على استمرار تدفق رأس المال الى البلاد.

هبوط التضخم وثبات أسعار الفائدة

وفقا لبيانات صادرة عن البنك المركزي انخفض المعدل السنوي لتضخم أسعار المستهلكين الى اثنين بالمئة في ابريل نيسان مقابل أرقام في خانة العشرات العام الماضي. وساعد انخفاض أسعار الوقود والسلع على الحد من معدل التضخم.

وقال البنك المركزي مرارا انه يهدف الى الحفاظ على استقرار أسعار الفائدة لحماية مستويات السيولة. وحث صندوق النقد الدولي على اتخاذ نهج حذر بشأن أسعار الفائدة لدعم تدفق الودائع وفك دولرة الودائع المصرفية. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/حزيران/2009 - 15/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م