حزب الله واسرائيل: حرب الإشاعات وقطع التمويل تُنبئ بمواجهة عسكرية جديدة

 

شبكة النبأ: في مهرجان حاشد اقامه حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية لمناسبة ذكرى انسحاب اسرائيل التاسعة، وصف امين عام حزب الله حسن نصر الله تقرير مجلة دير شبيغل الالمانية الذي اتهم الحزب بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري بأنه اتهام اسرئيلي وان الحزب سيتعاطى معه على هذا الاساس. وبالمقابل تشتد المواجهة الاستخباراتية وحرب التمويل من جانب اسرائيل وامريكا ضد حزب الله، فقد قالت وزارة الخزانة الامريكية انها ستجمّد أصول شخصين في الولايات المتحدة مرتبطين بحزب الله ومنعت البنوك الأمريكية والمستهلكين من إبرام صفقت تجارية معهما. مؤكِدة ان السيراليوني قاسم تاج الدين واللبناني عبد المنعم قبيسي مدرجان ضمن الأمر التنفيذي الذي يستهدف الارهابيين ومن يقدمون الدعم المالي أو المادي للارهاب. بحسب ماجاء في تقرير الوزارة الامريكية...

نصر الله : اتهامنا باغتيال الحريري اسرائيلي

وفي مهرجان اقامه حزب الله لمناسبة ذكرى انسحاب اسرائيل التاسعة، وصفَ السيد حسن نصر الله تقرير مجلة دير شبيغل الالمانية الذي اتهم الحزب بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري بأنه اتهام اسرئيلي وان الحزب سيتعاطى معه على هذا الاساس.

وقال نصر الله ان الخبر اخطر من حادث اطلاق النار على باص في منطقة عين الرمانة في بيروت في اشارة الى الحادث الذي وقع في الثالث عشر من نسيان/ابريل عام 1975 واد الى اشتعال حرب اهلية استمرت خمسة عشر عاما.

واوضح ان كثيرين عملوا الى اتهام " شيعة" بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري منذ لحظة اغتياله مشيرا الى ان " الايدي السوداء التى تصنع هذه التلفيقات تريد ان تقول للسنة في لبنان ان الذي قتل زعيمكم هم الشيعة وحزب الله تحديدا وبالتالي ثأركم هناك وعداؤكم هناك " متهما الواقفين وراء تلك الاخبار بانهم يريدون احداث فتنة في لبنان.

نصر الله تناول الانتخابات النيابية القادمة مدافعا عن تحالفه مع العماد مشيال عون رئيس التيار الوطني الحر فيها، واصفا هذا التحالف بانه تحالف سياسي. بحسب رويترز.

واستعاد نصر الله احداث ايار العام الماضي في بيروت والجبل مكررا وصفها بانها عملية موضوعية ردا على ما قال انه اعتداء على سلاح حزب الله .

وتناول نصر الله ايضا المناورات اتى ستجريها اسرائيل على الحدود مع لبنان بعد ايام وقال ان الحزب جاهز للرد على اي عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان. يذكر ان اسرائيل اعلنت انها ستطلق مناورات واسعة على الحدود مع لبنان وصفت بالاضخم .

مديات تأثير تقرير دير شبيغل على فرص حزب الله في الانتخابات 

وجاء في مقال نشرته صحيفة هآرتس بقلم زفي بارئيل تناول احتمالات تاثير تقرير دير شبيغل على حزب الله: سوف يكون للتقرير الذي نشرته مجلة «دير شبيغل» الاسبوعية الالمانية وجاء فيه ان حزب الله اللبناني هو الذي وقف وراء عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في فبراير 2005، سوف يكون لهذا التقرير تأثير دراماتيكي كبير ليس فقط على الانتخابات اللبنانية التي ستجري في السابع من يونيو المقبل بل وايضا على مكانة الحزب في الساحة السياسية اللبنانية.

فقد ذكرت المجلة ان المحكمة الدولية التي تشكلت للتحقيق في قضية مقتل الحريري وجدت دليلا يشير الى ان مجموعة مسلحة تابعة لحزب الله هي التي نفذت عملية الاغتيال.

من المعروف ان الحزب يحتفظ الآن بـ 14 من اصل 128 مقعدا في البرلمان، وهو يتوقع ان تزيد الانتخابات المقبلة كتلته البرلمانية بشكل دراماتيكي.

واستدرك الكاتب، لكن الآن وحتى قبل التحقق من صحة تقرير المجلة الالمانية، سيتعين على الشيخ حسن نصر الله، زعيم الحزب، شن حملة انكار مكثفة لاصلاح الضرر يركز فيها على الارجح على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعلى اسرائيل بالطبع التي يقول انها تسعى لتحويل الانتباه عن حلقات التجسس التي تديرها في لبنان من خلال تسريب اخبار، وتلفيق قصة حول مقتل الحريري.

ويذكر ان تقرير المجلة الالمانية، الذي استند الى مصادر غير محددة الاسماء، افاد ان رجال الامن السري اللبناني كانوا قد رصدوا محادثات هاتفية لاشخاص قرب المكان الذي شهد تفجيرا هائلا ادى لمقتل الحريري في بيروت. وذكر التقرير ان تلك المحادثات الهاتفية هي التي ارشدت رجال الامن لوحدة القوات الخاصة التابعة لحزب الله التي نفذت العملية.

وتابع الكاتب، لكن على الرغم من هذا، يتعين التعامل مع التقرير المذكور بحذر، وذلك لأن المصادر التي تقف وراءه لا تزال غير معروفة، ولأن الكثيرين من اولئك الذين قد يشهدون بصحته هم اما مفقودون أو ميتون. فقد تم قتل الضابط اللبناني الذي كان يحقق في قضية المكالمات الهاتفية الخليوية، كما لقي عماد مغنية الذي اشرف على الوحدة الخاصة في حزب الله نحبه عندما جرى تفجير سيارته في دمشق العام الماضي.

واضاف كاتب المقال، يقول بعض المحللين السياسيين ان ثمة احتمالاً لأن يكون المحقق الدولي في قضية اغتيال الحريري قد تلقى معلومات جديدة ادت الى دحض تقديرات الاستخبارات السابقة التي ذكرت ان الجريمة كانت من تدبير السوريين ومسؤولي الاستخبارات اللبنانية المرتبطين بهم.

غير ان توقيت الاعلان عن هذا التقرير الآن يعطي انطباعا بأنه جاء في هذه الفترة من اجل تغيير نتائج الانتخابات اللبنانية وليس لكشف الحقيقة.

جدير بالذكر ان لبنانيين كثيرين كانوا يعتقدون ان سورية هي العقل المدبر لاغتيال الحريري كي تحافظ على سيطرتها على لبنان، لكن دمشق كانت قد انكرت بقوة مثل هذه الاتهامات.

واستنتج الكاتب على انه مهما يكن الامر، من المؤكد ان اسئلة كثيرة سيتم طرحها الان حول دوافع حزب الله لقتل الحريري في حال ثبتت صحة التقرير الالماني. فمن الواضح ان رئيس الحكومة السابق واجه اعداء كثيرين خلال تسلقه السلم السياسي منهم اصوليون اسلاميون كانوا يحتجون على سياسته التي تتسم بالطابع العلماني، ومن المتوقع ايضا ان يضطر المحقق الدولي الآن اما لتأكيد أو انكار صحة تقرير مجلة «دير شبيغل» كي يحول دون انزلاق المحكمة الدولية الى دوامة الانتخابات اللبنانية.

تخوف في إسرائيل: لبنان سيسقط في يد حزب الله 

وكتبت صحيفة، ان الانتخابات اللبنانية التي ستجرى بعد أسبوعين، تمثل مفترقا حاسما في مستقبل الشرق الاوسط «فهل ان ارض الارز ستعود لتكون ديمقراطية مؤيدة للغرب ام ستصبح حلقة اضافية في محور الشرق؟».

وقال مسؤول إسرائيلي كبير، ان «دولة حزب الله هي كابوسنا وكابوس الأمريكيين». اما في جهاز الامن الإسرائيلي، فيخشى المسؤولون ليس فقط من انتصار حزب الله، بل ايضا من امكانية ان يحاول الحزب إثارة استفزاز وجر إسرائيل الى تصعيد جديد. بحسب تقرير لصحيفة الوطن.

وقالت الصحيفة ان حزب الله، لم ينتزع سلاحه في ختام الحرب الاهلية ويشارك في السياسة اللبنانية منذ عام 1991 ويتمتع بدعم جزء من المسيحيين ومن استجابة كبيرة للمتطوعين الذين يقفون خدمة لاحتياجاتها. وأضافت: «هذه المزايا كفيلة بان تلعب في صالح حزب الله في الانتخابات. اليوم تعد كتلة حزب الله في البرلمان 11 نائبا من اصل 128 في البرلمان».

وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة، بانه من السابق لاوانه القول ماذا ستكون نتيجة الانتخابات وان كل شيء آخذ بالحسبان «هذا ميل مستمر في السنوات الاخيرة بدفع من إيران وسورية حقيقة انه يوجد لهم منذ الان ثلث مانع في البرلمان يشكل تهديدا. ومن جهة اخرى، عند النظر الى نصف الكأس المليئة، فان الخطوة السياسية لحزب الله للسيطرة على البرلمان تخلق لإسرائيل شرعية اخرى. فحزب الله ينتقل من مرحلة كونه منظمة إرهابية الى دولة وهو ينتج امكانيات عمل اخرى ضده بالنسبة لإسرائيل».

واوضحت الصحيفة «في جهاز الامن الإسرائيلي يجدون صعوبة في التقدير ماذا ستكون عليه نتائج الانتخابات: لا احد يعرف ماذا سيكون حقا. المحادثات التي ادارها زعيم الدروز وليد جنبلاط مع حزب الله تدل على ان الدروز ايضا يخشون من التحول بسبب الخلافات في جانب سعد الحريري. ومن جهة اخرى، واضح انه اذا ما فاز حزب الله بالاغلبية، فانه لن يسير نحو انقلاب ديني. ان هذا سيؤكد بقدر أكبر الحدود بين الغرب والمحور الراديكالي الذي تشارك فيه سورية وإيران، وهذا الطوق آخذ في التوثق».

واضافت الصحيفة «إسرائيل تواجه تحد جدي في جهاز الأمن الإسرائيلي يعربون عن قلقهم مما يجري خلف الحدود اللبنانية ويدعون بانه منذ الحرب ينشغل حزب الله بالتسلح، ببناء بنية تحتية عسكرية، للسيطرة على القرى السنية والمسيحية والدرزية حيث لم يكن له موقع في الماضي ويشددون على ان حزب الله لن يكبح جماحه» وقالت الصحيفة «في المرحلة الحالية لا يريد حزب الله تصعيدا، لانه لا يخدم مصالحه. وعندما يحصل التصعيد العسكري، هذه عملية مضادة نوعية، ولكن رد الجيش الإسرائيلي ايضا سيكون صعبا جدا».

أمريكا تستهدف شبكة حزب الله في أفريقيا

من جهة ثانية قالت وزارة الخزانة الامريكية انها ستجمد أصول شخصين في الولايات المتحدة مرتبطين بحزب الله ومنعت البنوك الأمريكية والمستهلكين من إبرام صفقت تجارية معهما.

وقالت وزارة الخزانة في بيان ان السيراليوني قاسم تاج الدين واللبناني عبد المنعم قبيسي مدرجان ضمن الأمر التنفيذي الذي يستهدف الارهابيين ومن يقدمون الدعم المالي أو المادي للارهاب. ويقال ان الاثنين مؤيدان لحزب الله في أفريقيا.

وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والمخابرات المالية "سنواصل اتخاذ قرارات لحماية النظام المالي من التهديد الذي يشكله حزب الله ومن يدعمونه."بحسب رويترز.

وقال بيان وزارة الخزانة ان تاج الدين مساهم مالي في حزب الله ويدير شبكة من الأعمال التجارية في لبنان وأفريقيا. واعتقل في بلجيكا فيما يتصل بعمليات احتيال وغسيل أموال وتهريب ألماس.

ووصف قبيسي بأنه مؤيد لحزب الله في ساحل العاج وهو الممثل الشخصي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وساعد قبيسي في إنشاء مؤسسة رسمية لحزب الله في ساحل العاج تستخدم في تجنيد أفراد في صفوف مقاتلي حزب الله في لبنان.

صندوق النقد الدولي ينفي انه تفاوض مع حزب الله..

من جانب اخر نفى صندوق النقد الدولي انباء صحفية مفادها انه ناقش مع جماعة حزب الله اللبنانية امكانية تقديم قروض قبل الانتخابات البرلمانية الشهر القادم.

وكانت صحيفتا فاينانشال تايمز ونيويورك تايمز قالتا ان حزب الله عقد محادثات مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي للحصول على مساندة مالية للبنان اذا فاز تحالفه في الانتخابات.

وقال صندوق النقد الدولي في بيان "لم يتفاوض الصندوق مع اعضاء لحزب الله او أنصاره في لبنان بشأن قرض محتمل."

وقال البيان ان بعثة لصندوق النقد الدولي زارت بيروت في مارس اذار لاجراء مشاورات سنوية بشأن السياسة الاقتصادية التقت بالاحزاب السياسية الرئيسية في لبنان في اطار انشطتها المعتادة للتواصل التي تضمنت ايضا محادثات مع جماعات غير حكومية.

واضاف البيان انه خلال المحادثات اجتمعت البعثة مع عبد الحليم فضل الله الذي كان انذاك نائب مدير مركز للبحوث الاقتصادية تربطه صلات وثيقة بحزب الله لشرح زيارة الصندوق و"حشد مساندة للاصلاحات الاقتصادية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/حزيران/2009 - 4/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م