حروب أمريكا: ثقافة الهيمنة تعكس الوطأة النفسية والتحلل الأخلاقي

قوة خاصة رقميّة وتكاليف حرب العراق الأكبر بعد الحرب العالمية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما تواصِل الولايات المتحدة منهجها القسري في تحديد وجهات العالم الجديد وخاصة في الأقاليم المتخلفة والمضطربة، تلعقُ من جهة أخرى جراحاتها والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بها من كل جانب، فقد قالت مجموعة معنية بشؤون قدامى المحاربين الامريكيين، إن حادثة قتل جندي لخمسة من رفقائه بقاعدة عسكرية في العراق ليست بالمفاجأة، وأنها تجسد وطأة الإجهاد النفسي الذي تسببت به حربي العراق وأفغانستان...

ومن جهة ثانية تدعو لتكريس مبدأ القوة اكثر فأكثر قال مدير وكالة الأمن القومي الأمريكي اللفتنانت كيث الكسندر إن الولايات المتحدة تحتاج إلى بناء قوة خاصة للحرب الرقمية في المستقبل. وذكر ان بلاده بحاجة إلى اعادة تنظيم قدراتها الدفاعية والهجومية في مجال الأسلحة التي تعمل بالنظام الرقمي الالكتروني. وأن هذا الأمر يقتضي رصد مزيد من الموارد المالية والتدريب.

حادثة كامب ليبرتي تعكس الوطأة النفسية للحروب

وقالت مجموعة معنية بشؤون قدامى المحاربين الأمريكيين، إن حادثة قتل جندي لخمسة من رفقائه بقاعدة عسكرية في العراق، ليست بالمفاجأة، وأنها تجسد وطأة الإجهاد النفسي الذي تسببت به حربي العراق وأفغانستان، على أقوى جيوش العالم.

وقال بول ريكوف، الرئيس التنفيذي لمنظمة "قدامى محاربي أمريكا في العراق وأفغانستان": "إنه أمر مأساوي ومزعج بشدة.. إلا أنه لم يفاجئ من خاضوا الحروب. وأضاف أن عدد "الدورات غير المسبوق" للجنود الأمريكيين في كل من العراق وأفغانستان، يزيد من وطأة الضغوط النفسية التي يشعرون بها."

وكان جندي أمريكي قد فتح النار على مجموعة من الجنود في قاعدة عسكرية ببغداد، وأردى خمسة منهم قتلى الاثنين، في سادس حادثة من نوعها، إلا أنها الأسوأ, منذ انطلاق "عملية حرية العراق" في مارس/آذار عام 2003.

وأردف: "هناك دراسة تشير إلى أن واحداً، من بين كل أربعة من الجنود، يعودون من الحروب، وهم يحملون معهم إصابات نفسية مقترنة بالإجهاد والضغوط، ومضى منوهاً: "هؤلاء يعاد نشرهم مرات بعد مرات، مما يزيد من إحتمال مضاعفة فرصة إصاباتهم بعدم الاستقرار العقلي.. وليس هناك عدد كاف من المختصين في علم النفس بتلك المسارح. بحسب سي ان ان.

وأشار إلى الركود الاقتصادي، كعامل ضغط نفسي آخر على الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق وأفغانستان: "نحن لا ننشر جندياً فقط.. بل أسرة بأكملها تعيش في قلق بالوطن جراء ضغوطاً جراء الوضع الاقتصادي القاتم.. كل هذه الضغوط تقع على عبء الجندي في منطقة الحرب، وهو لديه ما يكفي من ضغوط."

وقال النائب هاري ميتشل، عضو لجنة شؤون قدامى المحاربين بمجلس النواب الأمريكي، إن حادثة الاثنين توضح مدى حاجة الإدارة تبني تدابير للتصدي للإجهاد النفسي لأفراد الجيش الأمريكي.

وتأتي الحادثة الأخيرة في أعقاب تحذير مسؤول عسكري أمريكي بارز من أن "الإجهاد والضغوط" التي تتعرض لها القوات جراء عمليات الانتشار المتعددة والمتكررة مسؤولة، جزئياً، عن ارتفاع معدلات الانتحار بين أفراد الجيش الأمريكي.

وقال الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان للجيش الأمريكي، خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية "للجنة  الخدمات المسلحة" بمجلس الشيوخ، في مارس/آذار الماضي: "أعتقد أنها الآثار التراكمية لعمليات الانتشار التي تمتد من 12 إلى 15 شهراً."

واستشهد شياريلي بعمليات الانتشار المتكررة، والابتعاد لفترات طويلة عن الأسرة، إلى جانب تابو "وصمة العار" التي تحول دون نشد المساعدة النفسية، كعوامل مساهمة في إقدام الجنود على الانتحار.

وقال الجنرال جميس أف. آموس، نائب قائد العمليات بالبحرية الأمريكية، إن الانتحار يقف في المرتبة الثالثة بين مسببات الوفاة بين  أفراد الجيش.

الجندي المهاجِم بقاعدة ليبرتي كان يخضع للعلاج

وأكدت مصادر عسكرية مطلعة لـCNN أن الجندي الذي فتح النار في عيادة للاستشارات النفسية بقاعدة عسكرية خارج بغداد، وأردى خمسة من رفقائه قتلى، كان يخضع للعلاج في ذات المصح.

ويعد الحادث، الذي سيناقشه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما مع وزير الدفاع، روبرت غيتس، الأسوأ من نوعه يشهده الجيش الأمريكي منذ غزو العراق.

وفي وقت سابق، قال مصدران عسكريان بارزان إن الحادث وقع في الثانية صباح الاثنين، بعيادة للاستشارات النفسية في "معسكر ليبرتي" قرب مطار بغداد الدولي.

وتضاربت الأنباء بشأن مصير المهاجم، ففيما أشارت تقارير مبدئية إلى مقتله أثناء الهجوم، قالت قيادة الجيش الأمريكي في بغداد، إنه رهن التوقيف.

ولم يكشف الجيش الأمريكي عن هوية المشتبه به أو الضحايا، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـCNN أن الأول كان يخضع للعلاج في المركز الطبي.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما "مصدوم" من الهجوم، وقال الناطق باسم المقر الرئاسي، روبرت غيبس، إنه سيناقش الحادثة أثناء لقائه بوزير الدفاع، روبرت غيتس.

وأبدى غيتس "أسفه البالغ" عن الحادثة، ونوه قائلاً: "مازلنا في مرحلة جمع المعلومات لتحديد ما حدث بدقة."

وتابع: "في تأكد المعلومات الأولية، مثل هذه الخسارة الفاجعة في الأرواح وبأيدي قواتنا نحن مصدر قلق كبير ومُلح."

ويخضع "معسكر ليبرتي" لإجراءات أمنية صارمة للغاية، ويفرض على الجنود الأمريكيين إخلاء أسلحتهم من الذخيرة، أثناء تواجدهم هناك، باستثناء العناصر التي تقوم على حراسة كبار الضباط أو الشرطة العسكرية.

وفي تطور لاحق كشف ويلبورن رسل، والد الجندي الأمريكي جون رسل الذي قتل خمسة من زملائه في العيادة النفسية بقاعدة "ليبرتي" العسكرية في العراق، أن ما دفع ابنه للقتل ليس الضغوط النفسية للحرب وإنما زملاءه الذين دفعوه لهذا التصرف.

وقال ويلبورن رسل، إن زوجته (زوجة جون) "أبلغتنا بأنه أرسل لها بريداً إلكترونياً وقال فيه إنه يمر بأسوأ يومين في حياته لأن بعض الضباط هددوه."

وأضاف والد المتهم: "حسناً، ليس ثمة ما يمكنك القيام به عندما يكون هناك ضباط يدفعونك للحضيض.. لقد تولى الأمر بنفسه."

وأوضح ويلبورن أن الأسرة ماتزال تسعى لمعرفة تفاصيل ما حدث، فيما كان يصبو إلى الالتقاء بإبنه بعد انتهاء الخدمة العسكرية الطويلة، والعودة إلى الحياة العادية.

إلا أن الوالد أشار إلى أنه لا يعرف ما هي التهديدات التي تعرض لها ابنه جون، لكنه قال: "لقد حطموه.. وحطموا حياته.. لقد قالوا له 'أنت أبله، ولا تنتمي إلينا هنا.'"

الولايات المتحدة تحتاج إلى قوة حربية رقمية

وقال مدير وكالة الأمن القومي الأمريكي اللفتنانت كيث الكسندر إن الولايات المتحدة تحتاج إلى بناء قوة خاصة للحرب الرقمية في المستقبل حسبما أفادت تقارير صحفية. وأوضح الكسندر آرائه في هذا المجال في تقرير يعرض على لجنة الخدمات المسلحة في الكونجرس.

وفي هذا التقرير ذكر أن الولايات المتحدة بحاجة إلى اعادة تنظيم قدراتها الدفاعية والهجومية في مجال الأسلحة التي تعمل بالنظام الرقمي الالكتروني. وأضاف أن هذا الأمر يقتضي رصد مزيد من الموارد المالية والتدريب.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أنفقت حوالي 100 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأخيرة على عمليات اصلاح الأعطال والاضرار التي نجمت عن اختراق الأنظمة الرقمية المشفرة ومشاكل شبكات الاتصال.

وتقول وثيقة اخرى من ضابط الاتصال الرئيسي في القوات الجوية الامريكية اللفتنانت وليم شلتون إن الولايات المتحدة تعتمد كثيرا على حلول تقليدية في مواجهة التهديدات المتعلقة بانظمة الدفاع الرقمية المعقدة وهو ما يرى أنه لا يتكافأ مع حجم وخطورة التهديدات. بحسب رويترز.

ويأتي عرض تقرير مدير وكالة الأمن القومي بعد أيام من اعلان مجلس الأبحاث القومي الأمريكي أن السياسات الأمريكية الحالية المتعلقة بأنظمة الحرب الرقمية يمكن أن تؤدي إلى اساءة استخدام هذه الأسلحة في أي أزمة محتملة.

وتقترب الادارة الامريكية حاليا من نهاية فترة الستين يوما التي حددها الرئيس باراك أوباما لاعادة النظر في الأمن الفضائي الالكتروني.

الآيبود والآيفون

تكاليف حرب العراق ستتجاوز تكاليف حرب فيتنام

وذكرت صحيفة لوس انجلس تايمز Los Angeles Times، أن الاموال الامريكية المنفقة على حرب العراق ستتجاوز تكلفة حرب فيتنام بنهاية العام الحالي، ما يجعلها ثاني اكبر صراع عسكري من حيث التكلفة المالية في التاريخ الامريكي، بعد الحرب العالمية الثانية طبقا لارقام اطلقتها البنتاغون.

وقالت الصحيفة في تقرير لها “إذا صدّق الكونغرس هذا الاسبوع على التمويل الاضافي الذي طلبته ادارة اوباما، سترتفع تكاليف الحرب إلى حوالي 87 مليار دولار في العام 2009، من بينها الاضافة المالية السابقة التي جرى تصديقها خلال ادارة بوش”.

وطبقا لدراسة صدرت عن خدمة ابحاث الكونغرس، كما تذكر الصحيفة، فإن أي إضافة إلى المبلغ المنفق في العام 2008، قد تعني أن حرب العراق سوف تكلف دافعي الضرائب ما مجموعه حوالي 694 مليار دولار، فيما كلفت حرب فيتنام 686 مليار دولار بحساب تضخم الدولار وتكلفة الحرب العالمية الثانية التي بلغت 4.1 ترليون دولار.

وبينت الصحيفة أن القوات الامريكية في وقت ذروتها في فيتنام وصلت إلى ما يزيد عن ثلاثة اضعاف القوات الامريكية في العراق في أي وقت من الحرب، وقتل 58.000 عسكري، أي ما زيد عن 13 مرة عن عدد القتلى في العراق، موضحة أن هناك “سببين كبيرين” في هذه التكلفة المضافة لحرب العراق وهما الاشخاص والمعدات.

ولفتت الصحيفة إلى أن حرب العراق تعد ثاني اطول حرب في العصر الحديث على الرغم من أن كل القوة الامريكية تتكون من متطوعين. والقوات التي تتكون من متطوعين اكثر تكلفة بسبب الاجور المرتفعة والتكاليف المتصلة بها المطلوبة للابقاء على المتطوعين في الخدمة.

كما ان مسؤولين امريكيين اعتمدوا بشدة على متعاقدين خاصين، لاستخدامهم بتوفير الحماية للدبلوماسيين والدفاع عن القواعد، ونقل التجهيزات وتقديم الخدمات الاساسية من قبيل توفير الغذاء.

وكان تقرير صدر عن مكتب الميزانية في الكونغرس العام الماضي وقدّر أن هناك 190.000 عامل متعاقد يستخدمون بوكالات امريكية في العراق ـ وهو اكبر من عدد افراد الجيش الامريكي في ذروة زيادة حجم القوات في العام 2007، حيث تراوح بين 160.000 و170.000 عسكري. والاجور التي حصل عليها المتعاقدون كانت اعلى بكثير من اجور الجنود.

كما أن الرعاية الصحية كانت مكلفة في العراق. فالاطباء العسكريون يعالجون الجنود والبحارة والمارينز، وأن العلاج الابتدائي والرعاية الطويلة امر مكلف.

ورفع تكاليف حرب العراق أيضا المعدات المستخدمة، فقنابل الطريق والعواصف الرملية في العراق خربت معدات مكلفة للغاية عالية التقنية بنسب اسرع مما كان الجيش يتوقع.

جنود امريكيون قدامى يرفعون شكوى ضد الجيش

يطالب فرانك روشيل الذي لم تنسه اربعون سنة الارنب العملاق البالغ ارتفاعه مترين الذي كان يطارده في اوقات هذيانه، بتعويضات بعدما ارغم على تناول مواد كيميائية في الحرب الباردة عندما كان جنديا في الجيش الاميركي.

واوضح روشيل في منزله في شمال كارولاينا (جنوب شرق) "حقنوا في عروقنا مواد لم تكن مختبرات الادوية تريدها. لقد استخدموا اجسادنا وكنا بمثابة فئران".

وهذا الجندي السابق الستيني هو من بين الاف الجنود الذين خضعوا لاختبارات كيميائية وبيولوجية واختبارات على ادوية ابان الحرب الباردة. بحسب فرانس برس.

وقد رفعت جمعية من قدامى مقاتلي فيتنام شكوى باسمه وباسم خمسة جنود قدامى اخرين ضد الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) لدى محكمة فدرالية في اوكلاند بولاية كاليفورنيا (غرب).وقال "على البلاد تحمل مسؤولياتها والتكفل بنا".

وتندد الجمعية في الشكوى "بقصة مروعة حول اجراء تجارب على البشر ونشاطات عسكرية سرية وتجاوزات في ممارسة السلطة لم تسع ادارتنا الى الحد منها".

وقال محامون من سان فرانسيسكو في الوثيقة انه تم استخدام الجنود المعنيين بالشكوى "كفئران مختبر".

وجرت هذه التجارب بين 1950 و1975 ومعظمها في ادجوود بولاية ميريلاند (شرق) لتقييم تأثير المواد على الجنود في حال استخدمها جيش عدو.

واقرت الادارة باجراء التجارب خلال جلسات استماع في الكونغرس جرت في السبعينات. وفي 2003 اوصت وزارة المقاتلين القدامى بتقديم مساعدة طبية الى الاشخاص المعنيين، مشيرة الى ان 6720 جنديا خضعوا لتجارب على 254 نوعا من المواد بينها مادة "ال اس دي" وغاز الخردل والغاز المسيل للدموع.

وفي الثمانينات، اكدت دراسة رسمية بان الخطر "ضئيل" بان يكون لهذه التجارب تأثير على المدى البعيد، غير ان دراسة اجريت لاحقا نقضت هذه الاستخلاصات.

واكدت المتحدثة باسم السي اي ايه ماري هارف ان وكالة الاستخبارات لم تعد تجري هذا النوع من التجارب وانها قالت كل ما لديها حول هذا الموضوع خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ.

وكان فرانك روشيل مجندا في العشرين من العمر عام 1968 حين تطوع للمشاركة في برنامج تجارب على "تجهيزات عسكرية"، قبل ان يكتشف انها في الواقع تجارب على ادوية.

ووقع على المشاركة في البرنامج بعدما حصل على تأكيد وضمانة بان "الامر غير مضر". ويروي "كنت مجرد قروي شاب غادر ريفه للتو والدواء الوحيد الذي كنت اعرفه كان دواء السعال".

وارغم الجندي الشاب على استنشاق دخان جعله يهلوس على مدى ثلاثة ايام حاول خلالها اقتلاع نقاط النمش عن وجهه بشفرة حلاقة ظنا منه انها صراصير تسري على جلده. وبعد خضوعه لهذه التجارب لمدة شهرين، ارسله الجيش الى فيتنام.

ويؤكد روشيل ان المتطوعين لم يعرفوا طبيعة المواد التي كانوا يعالجون بها. وقد رفضت الادارة على مدى سنوات الاعتراف بوجود البرنامج حتى، ما حرم ضحاياه من تلقي العلاج المناسب في المستشفيات العسكرية.

لأول مرة.. الإعلام الأمريكي يقدِّم تغطية لعودة قتلى الحرب

في سابقة لم تكن السلطات تسمح بها، سُمح لوسائل الإعلام الأمريكية بتغطية وصول نعش جندي أمريكي للبناية الرئيسية بوزارة الدفاع (البنتاجون) التي تحفظ فيها الجثث في ديلاوير لحين دفنها لأول مرة منذ 18 عاما.

ووصل النعش الملفوف بالعلم الأمريكي ويحمل جثمان السارجنت فيليب مايرز الى القاعدة الجوية في دوفر. وقالت وزارة الدفاع ان مايرز (30 عاما) لقي حتفه في أفغانستان يوم السبت في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع.

وخففت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما الحظر الذي يفرضه البنتاجون على تغطية عودة قتلى الحرب الامريكيين في فبراير شباط بشكل يمنح عائلات الجنود حق الاختيار مما اذا كانوا سيسمحون للكاميرات بتغطية مراسم عودة النعوش. بحسب رويترز.

وفرض الحظر عام 1991 خلال حرب الخليج الاولى ببعض الاستثناءات بما في ذلك عودة بحارة قتلوا في هجوم على المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن اليمني في أكتوبر تشرين الأول عام 2000 والذي أسفر عن سقوط 17 قتيلا.

وفرض الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حظرا أكثر صرامة خلال الحربين في أفغانستان والعراق مما أثار انتقادات بأن الحكومة الاتحادية تخفي الثمن البشري لعملياتها العسكرية.

وتقول وزارة الدفاع الامريكية ان 4262 جنديا على الاقل قتلوا في العراق منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة في مارس اذار عام 2003 في حين قتل 673 آخرون في أفغانستان منذ أن أرسلت القوات الأمريكية الى هناك للإطاحة بحركة طالبان من السلطة بنهاية عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول.

الجيش الأمريكي يعزل ضابطاً أعلن أنه مثليّ

وفي شأن ذي صلة بالإنحلال الإخلاقي الذي يعصف بالمجتمع الغربي على العموم، فَصلَ الجيش الأمريكي ضابطاً من الحرس القومي، برتبة ملازم، من الخدمة العسكرية بعد حديثه علانية عن توجهاته الجنسية المنحرفة، بحجة تجاوزه مبدأ "لا تسأل.. لا تقل" في القانون الفيدرالي لمثليي الجنس العاملين في المؤسسة العسكرية.

ووصف الملازم دان شوي، خريج أكاديمية "ويست بوينت" والذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، الخطوة بأنها "صفعة قوية في الوجه،" وشدد بأنه سيتصدى للقرار دفاعاً عن حقوقه. وكان شوي، قائد فصيلة مشاة بالجيش خدمت في العراق لعامين، قد أقر علانية بأنه مثلي الجنس أثناء ظهوره في برنامج "راشيل مادو،" منذ عدة أشهر، وتلقى قرار التسريح بعد ذلك بيومين.

وقال في حديث لـCNN "سأحارب القرار بكل ما أوتيت من قوة.. وسأظل في الخدمة. وأضاف "أمامي خيارين الاستقالة أو التسريح المشرف إلا أنني سأستأنف القرار أمام مجلس عسكري خاص."

وتابع "هذه إهانة لي.. رفعت يدي وأبديت طواعية رغبتي في الالتحاق بالخدمة العسكرية، والقائد الأعلى للجيش سيرسل 21 ألف جندي للخارج.. أريد أن أكون ضمن هؤلاء.. لكنهم صفعوني على الوجه. ويُقدر عدد المثليين في الجيش الأمريكي بقرابة 65 ألف فرد بحسب احدى المنظمات.

ويذكر أن الجيش الأمريكي سرح أكثر من 12500 من جنوده المثليين من الخدمة منذ البدء بقانون "لا تسأل.. لا تقل" عام 1993، من بينهم عدد من يتقنون العربية، وهم قلة بين أفراده، خاصة وأنه بحاجة لتلك الكفاءات التي ثبتت أهميتها بعد غزو العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/آيار/2009 - 28/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م