أسباب ضعف القراءة

آل حمادة: ضعف التوجه للقراءة سببه عدم الاهتمام الأسري والرسمي

 

شبكة النبأ: استضاف منتدى بوخمسين الثقافي الكاتب الأستاذ حسن آل حمادة في محاضرة تحت عنوان ( بين القراءة والإبداع)، وقد قدم الضيف المدير التنفيذي للمنتدى الأستاذ يوسف الحسن الذي تحدث في البداية عن تعريف مبسط للقراءة ودورها في حياة الإنسان وقال في جانب منها: هذه القراءة التي يعتبرها البعض مجرد هواية، كما يعتبرها آخرون تسلية..  يتضايق منها بعض الطلاب حين يتلوها اختبار..  يمارس البعض منا معها العقوق.. كما يعيبها البعض الآخر حين يقول: من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه..  كما لا يرى البعض فائدة منها أو حاجة لها مع التطور التكنولوجي الموجود والذي جعل الحصول على المعلومة أسهل شيء في الدنيا مع الغول المدعو (غوغل)...

لكن البعض يعشقها ويعشق ما تتجسد فيه وهو الكتاب، لحد تشبيهه بالمعشوقة، وآخر لا يرى طعما في الحياة بدونها.. وآخر يتمنى أن تكون إحدى نشاطاته في الجنة.. هذا التفاوت في النظرة للقراءة يجعل موضوعها شيقا للغاية.. وهو شيق أكثر مع ضيفنا في هذه الأمسية والذي كتب خمس كتب على الأقل حول الكتاب والقراءة.. كما كتب عشرات المقالات والموضوعات والأبحاث حول الموضوع واعتبره هم حياته..

بعدها قام مدير الندوة بالتعريف بالضيف قبل أن يبدأ الأخير بالحديث عن بداياته في عالم الكتابة وأول كتاب أصدره (أمة إقرأ لا تقرأ) في العام 1417هـ حيث قال بأن كثيرين انتقدوه على ما أسموه بالتحامل على اعتباره أن أمتنا لا تقرأ وأوضح الأستاذ حسن أسباب قيامه بكتابة هذا الكتاب.

 وأضاف بأن نسبة إنتاجنا للكتب على المستوى العالمي بلغت في السبعينيات (1%)، وتراجعت الآن إلى (0,75%)، وأن تقرير التنمية البشرية العربي الصادر عن الأمم المتحدة الإنمائي يقول بأن نسبة ما يقرؤه العربي في العام هو ست دقائق فقط، جلها مخصص لقراءة الكتب الدينية.

وأضاف بأن القراءة في مجتمعاتنا هو أمر نادر وغير مستساغ، ويستغرب الكثيرون منا عندما يجلس أحدنا في مكان عام وهو يمسك كتابا، كما استغرب المحاضر من عدم اعتبار القراءة عادة في مجتمعاتنا، وعدم تقبل إهداء الكتب (مثلا) في المناسبات السعيدة مثل الزواج.

وفي جانب آخر من محاضرته، التي حضرها جمع من الكتاب والمثقفين ورواد المنتدى نفي الأستاذ حسن وجود أي تصادم بين الأصناف المختلفة للثقافة المنشورة سواء كانت مطبوعة على شكل كتاب أو مجلة أو جريدة أو أي وسيلة الكترونية مثل الإنترنت، وأن القراءة هي قراءة مهما كانت أساليب الوصول إليها.

وأرجع المحاضر سبب ضعف التوجه للقراءة في مجتمعنا إلى عدم التربية على ذلك منذ الصغر سواء في المنزل أو في المدرسة وفي مقر العمل وعدم الترويج لها في وسائل الإعلام، علاوة على ضعف الإهتمام الرسمي بها في مختلف مفاصل الحياة اليومية، في مقابل فرط الإهتمام بجوانب أخرى مثل الرياضة، التي لم ينف أهميتها ، بل طالب في محاضرته بخلق نوع من التوازن بين مختلف الإهتمامات لكي يتطور مجتمعنا.

وقال الأستاذ حسن في جانب من كلمته: العلم يناله من يتمسّك بالكتاب، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}[الأعراف: 170].

فالقرآن يشيد بمن يُمسِّكون به، ولفظ (يُمسِّكون) من التكرير والتكثير، كما يشير المفسرون، أي العاملين وفق تعاليمه وأحكامه. وهؤلاء بطبيعة الحال، هم الذين يقيمون الصلاة، وهي -الصلاة- عنوان جامع لكل الفضائل والأعمال الصالحة؛ من تأسيس لمشاريع إنسانية، أو علمية، أو ثقافية...إلخ، ومن يسير في هذا الخط، فهو من الصالحين المصلحين، الذين لا تضيع جهودهم عند الله -سبحانه وتعالى-.

فهل نتمسك بالكتاب لنكون من الصالحين، أم نركن إلى الأرض، وننغمس في مستنقع الجهل، لنكون من الجاهلين؟

الخيار بأيدينا، ونحن نعلم أن الله -عزّ وجل- أودع في كتابه ما فيه صلاح دنيانا وآخرتنا، فهل اقتبسنا من القرآن منهجاً نستضيء به ؛ لنرى إن كنّا نسير على الجادة، أم أننا في عداد من خلطوا عملاً سيئاً، وآخر صالحاً؟

المسألة جدُ خطيرة، ومن يتأمل واقع الأمة الإسلامية بعمق، ويلحظ مقدار الجهل والفتن التي تعيشها، قد يردد قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}[الفرقان:30].

وفي ختام محاضرته طالب المحاضر بأن نتخذ من القراءة عادة يومية في حياتنا وأن نستغل كل لحظة من لحظات حياتنا فيها حتى نستطيع أن نطور من حياتنا ومجتمعنا وأن نرقى في سلم الحضارة الإنسانية التي سبقنا فيها الآخرون. بعدها جاء دور الأسئلة والمداخلات التي أجاب عنها الضيف باستفاضة أثارت إعجاب الحضور.

 ثم أعلن مدير الندوة عن موضوع المحاضرة القادمة وهي (مؤسسات المجتمع المدني) للأستاذ جعفر الشايب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/آيار/2009 - 27/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م