الاستيطان الإسرائيلي: تهويد القدس تحت شعار السياحة والتنقيب

بان كي مون يحث اسرائيل على وقف سياسة الاستيطان

 

شبكة النبأ: كشف رئيس بلدية القدس الاسرائيلي الجنسية عن خطة لإعطاء مزيد من تصاريح البناء للسكان الفلسطينيين لكن مسؤولاً فلسطينياً شجب الخطة ووصفها بأنها خدعة لتشديد قبضة اسرائيل على المدينة.

وفي غضون ذلك قالت منظمة تعنى بالتشجيع على التعايش الطائفي والديني إن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتوسيع نطاق سيطرتها على القدس الشرقية وأوضحت المنظمة أن الحكومة الاسرائيلية تنوي إقامة منشآت سياحية بالتنسيق مع المستوطنين اليهود.

وقال نير بركات رئيس بلدية القدس في بيان انه وضع ما وصفه بأول "خطة رئيسية" في 50 عاما للسماح ببناء 23550 وحدة سكنية في القدس الشرقية التي يعيش فيها غالبية الفلسطينيين بحلول عام 2030 .

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية العربية في حرب عام 1967 ثم ضمتها كجزء من عاصمتها الموحدة في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

ويشكل الفلسطينيون أكثر من 30 في المئة من سكان القدس البالغ عددهم 740 الفا والباقون غالبيتهم يهود والذين يعيش كثيرون منهم في الشطر الغربي من المدينة.

ورفض عدنان الحسيني رئيس بلدية القدس الفلسطيني الذي لا يتمتع بأي نفوذ حقيقي في البلدية التي يهيمن عليها الاسرائيليون الخطة قائلا انها غير كافية لتلبية الحد الادني من الاحتياجات السكنية.

وقال الحسيني لرويترز "هذا لن يحل مشاكل الفلسطينيين في القدس. بل سيشدد قبضة اسرائيل على المدينة ويجبر المزيد من الفلسطينيين على الخروج."

وقال مسؤول ان اسرائيل تمضي قدما في خطة لتوسيع مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة في متابعة لمشروع أدانته الولايات المتحدة بالفعل بوصفه عقبة في طريق جهود السلام.

وزار مقاولون اسرائيليون الموقع الذي يدعى مسكيوت في الوقت الذي وصل فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة لاجراء محادثات مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يتوقع ان يدعو الى وقف التوسع الاستيطاني.

واكد دافيد الحياني رئيس المجلس الاقليمي لغور الاردن الذي يشرف على مسكيوت لرويترز، أنه أعلن عن مناقصة لإقامة أعمال البنية التحتية لعشرين منزلا بالموقع الذي كان في السابق قاعدة عسكرية. واضاف أن بعض المقاولين زاروا الموقع الكائن في شمال الضفة الغربية يوم الاحد مشيرا الى أن وزارة الدفاع كانت منحت موافقتها على المشروع في يوليو تموز الماضي. ولم يرد متحدث باسم الوزارة على الفور على رسالة تطلب تعليقا.

وقال الحياني في مقابلة عبر الهاتف "انها عملية ستستغرق شهورا لتجهيز البنية التحتية قبل أن يتسنى لنا البناء. اننا نتابع العمل بشكل منظم."

مخطط اسرئيلي يُنفذ سراً

وقالت منظمة "أير عميم" الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتوسيع نطاق سيطرتها على القدس الشرقية. وأوضحت المنظمة -التي تعنى بالتشجيع على التعايش الطائفي والديني- أن الحكومة تنوي إقامة منشآت سياحية بالتسيق مع المستوطنين اليهود.

وكشفت المنظمة في تقرير لها قبل زيارة البابا للقدس عن السرية التي تحيط بها الحكومة الإسرائيلية هذه المشاريع التي "ستؤثر بشكل نهائي على التوازن في القدس الشرقية"، التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في المستقبل. وتنفذ هذه المشاريع على مدى ثمانية اعوام في المنطقة التي يطلق عليها اسم "الحوض المقدس" في البلدة القديمة من القدس التي تضم اماكن مقدسة لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين.

وقالت المنظمة ان الحكومة لم تعلن للجمهور عن هذه المشاريع ولم تستشر الاوقاف الاسلامية او الكنائس المسيحية في المدينة. بحسب فرانس برس.

واشارت المنظمة الى انها استطاعت الحصول على معلومات عن هذه الخطط من جهة حكومية اسرائيلية مسؤولة عن هذه المشاريع. وبحسب هذه المعلومات فان هذه المشاريع بدأت عام 2005 وتنتهي عام 2013.

وتنفذ بعض المشاريع التي تشملها هذه الخطة بعض الجهات المقربة من حركة الاستيطان مثل جماعة "ايلاد" التي تنفذ مشروعا في حي سلوان.

13 % فقط من أراض بيت لحم مفتوحة للفلسطينيين

وقال تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة إن ثلاثة عشرة بالمائة فقط من إجمالي أراضي بيت لحم هي التي ما زالت مفتوحة للاستخدام من قبل الفلسطينيين، الأمر الذي يحدُّ بشكل بالغ من عملية تنمية وتطوير المنطقة.

وذكر التقرير أن المستوطنات الإسرائيلية وجدار الفصل في الضفة الغربية والمناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية كلها عوامل تحدُّ من تطوير المدينة التي تحتل مكانة هامة لدى المسيحيين في كافة أنحاء العالم، كونها مهد السيد المسيح. بحسب رويترز.

وجاء في التقرير أيضا: "إن الإجراءات الإسرائيلية قد قلَّصت إلى حد كبير مساحات الأراضي المُتاحة أمام سكان بيت لحم، الأمر الذي يعرِّض للخطر عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية في المدينة والمناطق المحيطة بها."

وأضاف التقرير قائلا إنه نتيجة للإجراءات الإسرائيلية، "فإن إمكانية التوسع والتطوير السكني والصناعي في المدينة قد تقلصت، وكذلك الأمر بالنسبة للحصول على الموارد الطبيعية."

وذكر التقرير أن حوالي 175 ألف فلسطيني يقطنون في 13 بالمائة من المدينة التي تبلغ مساحتها الكلية 660 كيلو مترا مربعا، بينما اعتُبر ثلثا الأراضي المتبقية في المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية، حسب الاتفاقيات التي توصلت إليها السلطة الوطنية الفلسطينية مع إسرائيل.

ويعيش 86 ألف إسرائيلي في المستوطنات والنقاط السكنية العشوائية التي أُقيمت في المنطقة. كما أن إسرائيل خصصت 20 بالمائة من مساحة المنطقة كمحمية طبيعية خاضعة للسلطة الإسرائيلية، وضمت ما تبقى من الأرض إلى بلدية القدس بعد أن احتلتها خلال حرب حزيران/يونيو في عام عام 1967، وإن كان المجتمع الدولي لم يعترف بمثل تلك الخطوة التي أقدم عليها الإسرائيليون حينذاك.

وقال التقرير إن القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين واستخدامهم للأرض تحد من عملية نمو المناطق السكنية في بيت لحم وتسبب الضرر للاقتصاد الفلسطيني.

ودعا التقرير إسرائيل إلى تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية والتوقف عن بناء جدار الفصل بين أراضي الفلسطينيين وإسرائيل وفتح المناطق المُغلقة أمام الفلسطينيين، وذلك من أجل الإسهام في عملية تطوير المنطقة.

الأمم المتحدة تتلقى أكثر من ألف طلب عن أضرار الجدار العازل

ومن جانب اخر تلقى مكتب الأمم المتحدة الخاص بتسجيل الأضرار الناشئة عن جدار الفصل العنصري الاسرائيلي أكثر الف طلب.

وابلغ سجل السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن المكتب تلقى أكثر من الف طلب نتيجة الأضرار الناشئة عن تشييد اسرائيل للجدار الفاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا "عدم التزام اسرائيل بالتعاون مع المكتب" ومقره فيينا في هذا الصدد.

وقال تقرير المكتب الذي نقله بان في رسالته ان الحكومة الاسرائيلية "لا تتعاون مع المكتب" مشيرا الى أن أي اضرار ناجمة عن بناء الجدار ينبغي معالجتها من خلال اسرائيل. بحسب رويترز.

وأشار التقرير الى أن المكتب يعيد النظر في تلك المطالب التي تمت ترجمتها وتجهيزها وقرر أن تدرج الخسائر الواردة في المطالبات باستثناء مطلبين لم يستوفيا الشروط.

وقال التقرير أن المكتب قررت تشكيل فريق صغير من الموظفين المعينين في رام الله لجمع استمارات تسجيل الاضرار. وطالب المكتب الذي أنشأته الجمعية العامة في عام 2006 بعد عامين من قرار محكمة العدل الدولية بضرورة قيام اسرائيل بتفكيك الجدار لأنه "غير قانوني" مشددا على ضرورة التعويض على مصادرة الممتلكات الفلسطينية.

ويأتي هذا التقرير بعد ثلاثة ايام من حظر نشر تقرير آخر شديد اللهجة ينتقد اسرائيل لهجماتها على منشآت الامم المتحدة في غزة في وقت سابق من هذا العام.

بان يحث اسرائيل على تغيير سياسة الاستيطان

من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون اسرائيل الى "تغيير سياساتها جذريا" بخصوص المستوطنات واثبات التزامها بحل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

كما طالب بان متحدثا امام اجتماع لمجلس الامن على المستوى الوزاري لمناقشة موضوع الشرق الاوسط بانهاء الهجمات الصاروخية التي يشنها فلسطينيون على اسرائيل وقال ان السلطة الفلسطينية يجب أن تنشئ هيكلا أمنيا فعالا ومؤسسات للدولة.

لكن تعليقات بان كانت فيما يبدو أكثر تركيزا على التزامات اسرائيل حيث حث الطرفين والمجتمع الدولي على بدء محاولة جديدة لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة في الشرق الاوسط والتوصل الى تسوية.

وخلال الاجتماع الذي دعت اليه روسيا الرئيس الحالي لمجلس الامن وقاطعته اسرائيل أكد متحدث تلو الاخر تأييد حل الدولتين الذي يقضي باقامة دولة فلسطينية بجوار اسرائيل. بحسب فرانس برس.

ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اجراء محادثات مع الفلسطينيين لكنه لم يؤيد بشكل محدد اقامة دولة فلسطينية. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الامريكي باراك اوباما في واشنطن يوم 18 مايو ايار.

وأشار بان الى "أزمة ثقة عميقة" في المنطقة و"دوامة يأس" في قطاع غزة بسبب الانقسام الفلسطيني والتوتر بين اسرائيل وحركة حماس الاسلامية التي تسيطر على القطاع.

وقال ان الفلسطينيين "ما زالوا يرون أفعالا منفردة غير مقبولة" من جانب اسرائيل في القدس الشرقية والضفة الغربية. وأضاف أن هذه الافعال تشمل هدم المنازل وتكثيف النشاط الاستيطاني وعنف المستوطنين والقيود القمعية على حرية الانتقال وكلها ذات صلة بالمستوطنات.

وقال بان في تصريحات جريئة على غير العادة "حان الوقت لكي تغير اسرائيل سياساتها جذريا في هذا الصدد كما وعدت مرارا لكنها لم تفعل."وأضاف "التحرك على الارض الى جانب استعداد صادق للتفاوض بشأن كل القضايا الجوهرية بما في ذك القدس والحدود واللاجئون بناء على التزامات اسرائيل القائمة هو الاختبار الحقيقي لالتزام اسرائيل بحل الدولتين."

الجدار الاسرائيلي يلحق أضرارا كبيرة بالفلسطينيين

ويدمر الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل نسيج هذه القرية التي يسكنها مسلمون ومسيحيون في الضفة الغربية المحتلة ببطء مما يعطي مثلا جيدا على السبب وراء رغبة الولايات المتحدة في وقف بناء المستوطنات.

وتحوّلَ ثلث المساحات المفتوحة في قرية عابود الى منطقة عازلة. واقتلع المئات من أشجار الزيتون من جذورها لافساح المجال لطريق ترابي مغلق بالسلك الشائك تحرسه دوريات للجيش الاسرائيلي.

وتقع الاراضي التي تم الاستيلاء عليها وراء الجدار الاسرائيلي بامتداد الخط الاخضر لعام 1948 الذي كان يمثل ذات يوم الحدود الغربية للدولة اليهودية. بحسب فرانس برس.

ويتعدى هذا الانبعاج على ستة كيلومترات داخل أراض فلسطينية محتلة من اجل حماية المستوطنتين اليهوديتين بيت ارييه وعوفاريم.

ويأمل الفلسطينيون أن يضغط الرئيس الامريكي باراك اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثات تجري في واشنطن يوم الاثنين بشأن مطلبهم بازالة المستوطنات ونقاط التفتيش والجدران والاسوار واقامة دولة مقابل السلام.

ويلقي الاب فراس عريضة القس بابرشية عابود باللائمة على الجدار الاسرائيلي العازل في تقلص دخل المجتمع المسيحي واجبار 34 أسرة من اتباع الابرشية على الرحيل منذ عام 2000 بحثا عن مزيد من الامن والاستقرار.

وقال عريضة ان المشكلة الاكبر هي انهم خسروا أرضهم كما أن أشجار الزيتون الخاصة بهم اقتلعت وهذا بدوره حرمهم من مصدر رزقهم.

وقف الاخوة جورج وفرنسيس وخليل فواضلة يرقبون بلا حول ولا قوة اقتلاع 117 شجرة من جذورها امتلكتها أسرتهم لاجيال اوائل العام الماضي. ولم يتبق لهم الان سوى 26 شجرة ويخشون من تدميرها ايضا.

وقال جورج فواضلة وهو كاثوليكي "شعرت أنني أصبت بجلطة في المخ...هذه أرضنا. حين اقتلعوا الاشجار كانت هذه كارثة حلت علينا."

ويقول الاب عريضة ان نحو 70 أسرة مسيحية تمتلك أراض في المنطقة العازلة. وفي حين بمقدورهم في الوقت الحالي الوصول الى أراضيهم من خلال فجوات مفتوحة على امتداد الطريق لرعاية أشجارهم او رعي ماشيتهم فانهم يخشون أن يتم عزلهم تماما ذات يوم.

وتقع عابود الى الشمال من القدس في محافظة رام الله. ويبلغ عدد سكانها 2200 نسمة نصفهم مسيحيون. وتدير الابرشية مدرسة تمتد الدراسة بها حتى الصف التاسع معظم تلاميذها من المسلمين.

وقال الاب عريضة (34 عاما) وهو ناظر المدرسة ان المسلمين والمسيحيين يعيشون معا على جميع الاصعدة كبلدة متحدة كفلسطينيين يعيشون مع بعضهم البعض في تناغم.

على الجانب الاخر من فناء صغير يقع مبنى يضم الكنيسة ومكتب ومسكن عريضة. الكنيسة مزينة بشكل جميل وهادئة في تناقض حاد مع مكتبه الذي يعج بالنشاط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 24/آيار/2009 - 26/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م