الفلسطينيون بالأرقام: إحصاء وحصار وأيتام وعامٌ هو الأكثر دموية

عدد الفلسطينيين واليهود يتساوى بحلول 2016

شبكة النبأ: قال جهاز الاحصاء الفلسطيني عشية إحياء الذكرى الحادية والستين للنكبة ان عدد الفلسطينيين زاد لسبعة أمثاله منذ العام 1948 حتى نهاية العام 2008.

وقال الجهاز في بيان خاص في هذه المناسبة، تشير المعطيات الاحصائية أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.4 مليون نسمة في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية عام 2008 بحوالي 10.6 مليون نسمة وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف منذ أحداث نكبة 1948 بسبع مرات. وتوقع الجهاز ان يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وجاء في البيان" فيما يتعلق بالفلسطينيين المقيمين ما بين النهر والبحر فان البيانات تشير الى أن اجمالي عدد الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية بلغ نهاية عام 2008 حوالي 5.1 مليون نسمة مقابل نحو 6 .5 مليون يهودي."بحسب رويترز.

واضاف "وفي ضوء المراجعة الجديدة للتقديرات المتوقعة لعدد السكان بناء على نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007 فانه من المتوقع أن يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بحلول عام 2016 ."

وتظهر المعطيات الاحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية تشكل 43.6 في المئة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية الذين يقارب عددهم 3.9 مليون نسمة.

واوضح بيان جهاز الاحصاء ان عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين نهاية عام 2008 بلغ حوالي 4.7 مليون لاجئ يشكلون 44.3 في المئة من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم يتوزعون بواقع 41.8 بالمئة في الاردن و9.9 بالمئة في سوريا و9.0 بالمئة في لبنان و16.3 بالمئة في الضفة الغربية و23.0 بالمئة في قطاع غزة.

وبحسب بيانات جهاز الاحصاء الفلسطيني يتوزع ثلث اللاجئين الفلسطينين على 59 مخيما عشرة منها في الاردن ومثلها في سوريا و12 مخيما في لبنان و19 في الضفة وثمانية مخيمات في قطاع غزة.

وقضية اللاجئين احدى قضايا الحل النهائي الشائكة التي يجب التوصل الى اتفاق بشأنها تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام نهائي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وذكر بيان جهاز الاحصاء الفلسطيني "ان عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 قدر بحوالي 154 ألف مواطن في حين يقدر عددهم في الذكرى الحادية والستين للنكبة حوالي 1.2 مليون نسمة نهاية عام 2008 ."

وأوضح أنه تم طرد وتهجير اكثر من 800 ألف فلسطيني خارج وطنهم ليقيموا في الدول العربية المجاورة وكافة أرجاء العالم وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين عام 1948 وذلك في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، وتشير البيانات التي وثقها الموقع الإلكتروني ‘ فلسطين في الذاكرة’ أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة وما تلاها على 774 قرية ومدينة، وقد تم تدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، واقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة. 

 وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية تشكل ما نسبته 43.6% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية ، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث نهاية عام 2008، حوالي4.7 مليون لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 44.3% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 41.8% في الأردن 9.9% في سوريا، و9.0% في لبنان، وفي الضفة الغربية 16.3%، وقطاع غزة 23.0%، يعيش حوالي ثلثهم في 59 مخيماً.  وقد قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف مواطنا، في حين يقدر عددهم في الذكرى الحادية والستون للنكبة حوالي 1.2 مليون نسمة نهاية عام 2008.

 وقدر الجهاز عدد السكان في الأراضي الفلسطينية بحوالي 3.88 مليون نسمة في نهاية عام 2008 منهم 2.42 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.46 مليون في قطاع غزة.  من جانب آخر بلغ عدد السكان  في محافظة القدس حوالي 379 ألف نسمة في نهاية العام 2008، حوالي 62.1% منهم يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967.  كما أشارت البيانات لعام 2007 إلى أن 43.6% من السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية لاجئون، أما على مستوى المنطقة فبلغت نسبة اللاجئين في الضفة الغربية حوالي 27.2% وبلغت في قطاع غزة 67.9%.  تعتبر الخصوبة في الأراضي الفلسطينية مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية عام 2007 في الأراضي الفلسطينية 4.6 مولود، بواقع 4.1 في الضفة الغربية و5.3 في قطاع غزة.

 وأظهر التقرير أن الكثافة السكانية في الأراضي الفلسطينية بلغت في نهاية العام 2008 حوالي 645 فرد/كم2 بواقع 427 فرد/كم2 في الضفة الغربية  و4,010 فرد/كم2  في قطاع غزة، أما في إسرائيل فبلغت الكثافة السكانية في عام 2008 حوالي 334 فرد/كم2 من العرب واليهود.

 كما بين أن معظم المستعمرين يسكنون محافظة القدس حيث تشير البيانات إلى أن عدد المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية قد بلغ 144 مستعمرة وذلك في نهاية العام 2008.  كما وتوضح التقديرات الأولية إلى أن عدد المستعمرين في الضفة الغربية قد ارتفع إلى نحو نصف مليون مستعمرا وذلك في نهاية العام 2008. 

 وأن طول الجدار بلغ حوالي 770 كم، حيث تم بناء ما يقارب 409 كم منه أي 53.1% من المسار الكامل للجدار، في حين  هناك 248 كم مخطط لبناءها، وجاري العمل على بناء 113 كم.  ويعزل الجدار ما مساحته 733 كم2 من الأراضي، ويقدر طول الجدار الشرقي الذي يمتد من الشمال نحو الجنوب بحوالي 200 كم. وقد بلغ عدد التجمعات التي مر جدار الضم والتوسع من أراضيها 171 تجمعاً سكانياً مع نهاية حزيران 2008.  

 وقال التقرير أن مساحة الأراضي الفلسطينية بلغت 6,020 كم2 منها 5,655 كم2 في الضفة الغربية و365 كم2 في قطاع غزة، وتبلغ نسبة مساحة الأراضي المبنية في المستعمرات الإسرائيلية حوالي 3.3% من مساحة الضفة الغربية (وهي لا تشمل مساحة المناطق المحيطة بالمستعمرات والمواقع العسكرية والطرق الالتفافية وغيرها).

 وتشير بيانات العام 2008 إلى أن 123 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية لا يوجد فيها شبكة مياه عامة تمثل ما نسبته 22.9% من التجمعات السكانية بعدد سكان يبلغ 177,275 نسمة جميعها في الضفة الغربية.  و116 تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية تحصل على المياه من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت)، ويسكنها حوالي 454 ألف نسمة أي ما نسبته 12.1% من السكان  في الأراضي الفلسطينية، وتتوزع هذه التجمعات بواقع 110 تجمعات سكانية في الضفة الغربية و6 تجمعات في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن 112 تجمعاً سكانياً في الضفة الغربية يحصل على المياه من خلال دائرة مياه الضفة الغربية.

 وقال أن عدد شهداء انتفاضة الأقصى بلغ 5,901 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2008، منهم 5,569 ذكور و332 من الإناث.  حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 2,162 شهيداً بواقع 038,2 شهيدا من الذكور و124 شهيداً من الإناث.  كما بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 3,702 شهيداً منهم 496,3 شهيدا من الذكور و206 شهيدا من الإناث.  والباقي من أراضي عام 1948 وخارج الأراضي الفلسطينية.  ويشار إلى أن العام 2002 كان أكثر أعوام الانتفاضة دموية حيث سقط 1,192 شهيدا تلاه العام 2004 بواقع 895 شهيد.  كما وتشير البيانات إلى سقوط 35,099 جريحا خلال الفترة 29/09/2000 وحتى31/12/2008، حيث بلغت نسبة الإصابة بالرصاص الحي نحو 26.5% من إجمالي الإصابات، تلاها الإصابة بالرصاص المعدني والمطاطي بنسبة نحو 21.3%.

 في حين تشير بيانات وزارة الأسرى والمحررين في تقريرها بمناسبة يوم الأسير في السابع عشر من نيسان من العام 2009 إلى أن إسرائيل اعتقلت أكثر من 68 ألف مواطن خلال انتفاضة الأقصى بينهم 800 مواطنة و600,7 طفل وطفلة، وقرابة 200 طفل قاصر تعرضوا للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، ونحو 1500 مواطن اعتقلوا منذ بداية العام الحالي، وأن ما يزيد عن 11 ألف معتقل لازالوا خلف القضبان بينهم 68 أسيرة و400 طفل و1,600 مريض، و43 نائب في المجلس التشريعي، وهناك 750 أسير يقضون حكماً بالسجن مدى الحياة، غالبية الأسرى من الضفة الغربية 400,9 أسير، و000,1 أسير من قطاع غزة.  وتشير البيانات إلى أن إسرائيل اعتقلت منذ حزيران العام 1967 ولغاية اليوم أكثر من 800 ألف مواطن ومواطنة، يشكلون ما نسبته أكثر من 25% من إجمالي عدد المواطنين المقيمين في تلك المناطق وهي أكبر نسبة في العالم.

 وبالنسبة للاقتصاد الفلسطيني قال التقرير أنه ونتيجة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية عانى وما زال يعاني من تشوهات عميقة وتدهور في مختلف المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبشكل عام أصبحت ظروف ونوعية حياة الفلسطينيين أسوأ، حيث أشارت التقديرات إلى أن معدل الفقر بين الأسر الفلسطينية خلال العام 2007 وفقا لأنماط الاستهلاك الحقيقية قد بلغ 34.5%، (بواقع 23.6% في الضفة الغربية و55.7% في قطاع غزة).  في حين أن 57.3% من الأسر الفلسطينية يقل دخلها الشهري عن خط الفقر الوطني، (بواقع 47.2% في الضفة الغربية و76.9% في قطاع غزة).  هذا في جانب مهم منه مرده إلى الاحتلال الإسرائيلي وما نتج عنه من سياسات وإجراءات وممارسات أدت إلى تشوه الاقتصاد الفلسطيني ونهب موارده الطبيعية وتعميق تبعيته للاقتصاد الإسرائيلي.

وتشير النتائج النهائية لتعداد المنشآت 2007 وتحديثاته لغاية 31/12/2008 إلى أن عدد المنشآت الاقتصادية  التـي تم حصرها في الأراضي الفلسطينية خـلال الفتـرة 20/10/2007-10/11/2007، قد بلغ (132,938) منشأة،  باستثناء ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967، منها (94,270) منشأة في باقي الضفـة الغربيـة و(38,668) منشأة في قطاع غزة، ومن هذه المنشآت هناك (109,476) منشأة عاملة على مستوى الأراضي الفلسطينية، تشمل القطاع الخاص والقطاع الأهـلي والشركات الحكومية يعمل فيها (299,754) عامل.

 وأفادت نتائج مسح قطاع الأعمال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، 2007، أن 21.1% من إجمالي المنشآت في الأراضي الفلسطينية قد استخدمت الحاسوب في العام 2007، بواقع 23.1% في الضفة الغربية مقابل 16.3% في قطاع غزة.  فيما بلغت نسبة المنشآت التي تستخدم الإنترنت 12.7% من إجمالي المنشآت، كما بلغت نسبة استخدام الإنترنت 67.8% بين المنشآت التي تستخدم الحاسوب، بواقع 68.0% في الضفة الغربية و 67.3%  في قطاع غزة. 

 وأشار تقرير الإحصاء إلى أن نكبة فلسطين شكلت محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات.  وتمثلت نكبة عام 1948 باحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتدمير 531 تجمعاً سكانياً وطرد وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين.    

2008 العام الأكثر دموية في الاراضي الفلسطينية

من جهة ثانية اعتبر مركز حقوقي فلسطيني في تقريره السنوي ان العام 2008 هو الاكثر دموية وانتهاكا لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية سواء لجهة "العدوان" الاسرائيلي او الانتهاكات الداخلية.

وقال راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الذي قدم ملخصا للتقرير في لقاء صحافي في غزة السبت ان "العام 2008 هو الاسوأ والاكثر دموية ضد الانسان الفلسطيني حيث بلغ اجمالي الضحايا 868 على ايدي قوات الاحتلال بينهم 820 في غزة"، لافتا الى انه من بين القتلى "414 مدنيا منهم 108 اطفال".

واضاف "ما هو مثير للسخط والغضب الموقف الاوروبي ومواقف ساقطة ادت الى توليد جرأة خاصة (لدى الجيش الاسرائيلي) للتمادي في الجرائم بدلا من المحاسبة". بحسب رويترز.

وعلى المستوى الفلسطيني الداخلي، اوضح الصوراني ان الانقسام الداخلي "مؤسساتيا تعمق وتعزز اكثر". ووثق المركز، العضو في لجنة الحقوقيين الدولية في جنيف والعضو في الفدرالية الدولية لحقوق الانسان، "مقتل 143 فلسطينيا بينهم 25 طفلا و13 امرأة برصاص فلسطينيين"، مؤكدا ان "الاستخدام المفرط للقوة من قبل المكلفين انفاذ القانون كان ابرز اشكال انتهاك الحق في الحياة خلال هذا العام".

واورد التقرير الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "وفقا للمعلومات التي حصل عليها المركز، فقد اقدم مسلحون مجهولون خلال ايام الحرب (الاسرائيلية على قطاع غزة) على تنفيذ جرائم قتل بحق نحو 17 شخصا في اماكن متفرقة من قطاع غزة، منهم عدد من المعتقلين في سجن غزة المركزي بعد فرارهم". واضاف "توفي في مراكز توقيف ثلاثة معتقلين، اثنان في الضفة الغربية وواحد في غزة".

واشار الصوراني ايضا الى تصاعد وتيرة انتهاك الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي ودهم "عشرات المؤسسات الفلسطينية او اغلاقها، فضلا عن "الاعتقال والتعذيب بشكل غير قانوني".

المرأة الفلسطينية أطول عمراً

وفي مفارقة، أظهرت إحصاءات فلسطينية في مناسبة يوم المرأة العالمي، أن معدل عمر المرأة الفلسطينية أكثر من الرجل، وأن عدد الإناث يقل قليلاً عن عدد الذكور في المجتمع الفلسطيني.

وقال تقرير أصدره جهاز الإحصاء الفلسطيني، وبثته وكالات أنباء عربية، إن "نسبة الإناث الفلسطينيات تقارب النصف في المجتمع، وأكثر من نصفهن متزوجات، بينما بلغت نسبة الأرامل نحو 6 في المائة، فيما كانت الإناث الفلسطينيات أطول عمراً من الذكور بنحو 3 سنوات."

ونقل عن الدكتور لؤي شبانه، رئيس جهاز الإحصاء الفلسطيني، قوله إن نسبة الجنس بلغت 103 ذكور لكل 100 أنثى استناداً للنتائج الأولية للتعداد العام 2007 وأن 6.4 في المائة من النساء (15 سنة فأكثر) أرامل و 36.8 في المائة عازبات."بحسب سي ان ان.

وأضاف: "أن عدد السكان المقدر في نهاية عام 2008 في الأراضي الفلسطينية بلغ 3.88 مليون فرد منهم 1.97 مليون ذكر و 1.91 مليون أنثى."

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية قولها في بيان، الأحد، إن "النساء في الأراضي الفلسطينية الأثر تضررا من حالة الانقسام التي يعيشها المجتمع الفلسطيني."

وقالت الجمعية إن "من يعيق حقوق النساء ومشاركتهن في التنمية في الأراضي الفلسطينية يعيق مسيرة التحرر والوحدة الوطنية."

الحصار يهدد أيضا قرية الاطفال الفلسطينيين الأيتام في رفح

تأمل هناء (13 عاما) التي تتلقى الرعاية في قرية الاطفال في ان تصبح من قادة المجتمع الفلسطيني، لكنها تخشى من انهيار حلمها ان اغلقت مدرستها وقريتها اذا استمر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وتبدي هناء خوفها من اغلاق المدرسة قائلة "نجتهد ونتعلم لنصبح من القادة في المجتمع (..) نريد ان يستمر الدعم للمدرسة والقرية". بحسب فرانس برس.

وتضيف هذه الطفلة صاحبة العينين العسليتين "العلم هو سلاحنا الوحيد لنواجه الاحتلال ونبني وطننا (..) ننظر الى المستقبل بتفاؤل" مستذكرة حادث مقتل والدتها امامها في 2005 على خلفية قضية "شرف" لكنها ترفض الخوض في الحديث عن ابيها الذي يتعافى حاليا من الادمان على المخدرات.

وبعد مقتل والدتها انضمت الطفلة بواسطة مديرية الشؤون الاجتماعية مع شقيقها عمار وشقيقتها سيرين الى قرية الاطفال في رفح.

ويقر كامل الشامي (56 عاما) الذي اقام قرية الاطفال برفح في جنوب قطاع غزة بدعم من النمسا والتي تضم مدرسة ورياض الاطفال ايضا منذ نهاية العام 2000 ان احلام التلاميذ "باتت مهددة بالانهيار بسبب الصعوبات اذا استمر الحصار على قطاع غزة ما يمنعنا من التوسع والتواصل مع الخارج".

ويتابع "اذا استمر الانهيار الاقتصادي والحصار ممكن ان نغلق البيوت في القرية (..) يجب الا نسمح بانهيار مشروع ايواء الاطفال اليتامى لاننا سنحكم عليهم بالتشرد".

ولكن الشامي وهو استاذ الجغرافيا والبيئة في جامعة الاقصى التابعة للسلطة الفلسطينية يصر على "تحدي الصعوبات من اجل ان يصبح تلاميذه قادة في كل مجالات الحياة الفلسطينية (..) هذا هدفنا وسنبلغه".

وتؤوي قرية الاطفال اس او اس التي انشئت نهاية عام 2000 وتتلقى الدعم من القرية الام في النمسا وتبرعات محلية او دولية غير مشروطة 141 طفلا يتيم الابوين او احدهما وبينهم اكثر من عشرين من ابناء "الشهداء" الذين قتلوا على ايدي القوات الاسرائيلية.

وتضم القرية المحاطة بسور اسمنتي والمقامة على مساحة عشرة الاف متر مربع مدرسة اساسية مختلطة و16 بيتا من الاسمنت يتكون كل بيت من طبقتين ومزود بالاثاث والمواد التموينية والدراسية اللازمة.

وتقع القرية التي تضم ايضا معهدا صغيرا للفنون والموسيقى وعيادة طبية وصالة للرياضة وملجأ صغيرا وحديقة وفندقا صغيرا للضيوف الاجانب اضافة الى بيت للشابات اللواتي يتولين رعاية التلاميذ، على اطراف مستوطنة رفيح يام السابقة التي اخلاها المستوطنون المتشددون خلال الانسحاب في عام 2005.

ويقول وائل ابو مصطفى مدير القرية "هذا المشروع يحمي ابناءنا من التشرد ويصنع منهم قادة مبدعون (..) هنا الاسرة البديلة للاطفال اليتامى".

وفي غرفتها الصغيرة تلهو خلود (8 اعوام) مع صديقتها غدير بدميتهما بعدما انتهتا من اللعب في حديقة القرية المزودة بالاراجيح والالعاب.

وتقول خلود التي فقدت والديها عام 2007 قبل ان تلجأ للقرية "عندما اكبر اريد ان اكون طبيبة اعالج الاطفال من اولاد الشهداء مجانا".

وتنهمك ريهان البيومي (32 عاما) قائدة الشابات المشرفات في اعداد وجبة العشاء من الجبنة والمربى والفول للاطفال التسعة الذين تشرف عليهم وهي لا تتوقف عن حثهم على القراءة في مكتبة القرية التي تضم 1500 كتاب واكثر من الفي اسطوانة مدمجة تعليمية وترفيهية.

ولم تنحصر اعمال القرية على ساكنيها بل فتح الشامي اخيرا المجال امام المواطنين الفلسطينيين من خارجها للدراسة فيها حيث يستفيد اكثر من مائتي طفل من انشطتها الرياضية والفنية اضافة الى استفادة الف طفل يوميا من خدماتها الطبية.

وتستعد القرية لحفل وداع لاكبر فتيات القرية فاطمة (19 عاما) التي فقدت والديها في اجتياح اسرائيلي قبل ثلاثة اعوام حيث ستغادر الى مصر الشهر القادم لتتزوج من شاب فلسطيني مقيم في القاهرة.

ويصر الشامي "الاولاد هنا مختلفون متعلمون ومبدعون لان لديهم برامج ونشاطات تعليمية وترفيهية لا تتوفر لغيرهم".

ويتعلم التلاميذ في المرحلة الاساسية في مدرسة القرية ثلاث لغات اضافة الى اللغة العربية الام وهي الانكليزية والفرنسية والالمانية بينما سيضطرون لاكمال التعليم الثانوي في مدارس حكومية او تابعة لوكالة الانروا. لكن الشامي اكد ان لديه خططا لاكمال التلاميذ تعليمهم العالي في جامعات بفرنسا والمانيا والنمسا.

واوضح ابو مصطفى ان القرية التي يعمل فيها على رعاية الاطفال وبينهم رضع، 120 موظفا منهم 21 أم بديلة براتب كلي او جزئي، تلقت "مئات الطلبات لاستيعاب اطفال ايتام خصوصا من ابناء الشهداء في الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة (..) لا نستطيع استيعابهم".

ويشرح الشامي "نسعى لاستيعاب ابناء الشهداء كي نحميهم من التشرد. لدينا خطة لاقامة طبقات جديدة في ثلاثة بيوت في القرية لاستيعاب 50 طفلا فقط. لم تتوفر الموازنة اللازمة ولا توجد مواد بناء في غزة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/آيار/2009 - 22/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م