غيتس.. الجِسر بين ادارتين يحذِّر من محاولات اختبار اوباما

توجهات دفاعية لميزانية التسلّح الامريكي

 

شبكة النبأ: فيما حذّرَ وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس خصوم الولايات المتحدة من محاولة استغلال الشهور الاولى من حكم الادارة الامريكية الجديدة لاختبار عزم الولايات المتحدة. جالَ من جهة ثانية في ارجاء الولايات المتحدة لإقناع النخبة العسكرية بتأييد مشروعه القاضي بإعطاء الاولوية في الموازنة للاسلحة المضادة لحركات التمرّد سواء في العراق او في افغانستان.

وزار غيتس في كل يوم احدى الكليات العسكرية الخاصة بمختلف الجيوش الاميركية ساعيا الى "تسويق" التخفيض المقرر في ميزانيات العديد من برامج التسلح الخاصة بالنزاعات التقليدية بين الدول، في مواجهة الاستياء الذي تثيره هذه التعديلات في الميزانية.

وكرر الوزير رسالته امام حضور من كبار ضباط البحرية الاميركية في نيوبورت بيتش بولاية رود آيلند (شرق)، مؤكدا ان الوقت حان "لاعادة تركيز برامج وزارة الدفاع بشكل يحسن قدراتنا على خوض الحروب التي نواجهها وتلك التي قد نواجهها في السنوات المقبلة".

وكان غيتس اعلن امام ضباط سلاح الجو ان هذا السلاح لن يحصل سوى على 187 طائرة مقاتلة من طراز اف-22 التي صممتها شركة "لوكهيد مارتن" في حقبة الحرب الباردة ولم تعد تناسب كثيرا الحروب الحالية.

وفي المقابل، سيزيد البنتاغون استثماراته في الطائرات بدون طيار المستخدمة للتصدي للمتمردين على الحدود الافغانية الباكستانية او في العراق. بحسب فرانس برس.

وردد غيتس طوال الاسبوع "ظللنا لفترة طويلة نعتقد او نأمل ان تكون (الحرب في) العراق وافغانستان احداثا موضعية استثنائية سرعان ما ستطوى صفحتها مع اطاحة النظام والتغلب على حركات التمرد واعادة القوات الى الديار".

وبالتالي، فان وزارة الدفاع (البنتاغون) لم تقم وزنا كبيرا لهذه النزاعات في برامجها للتسلح، فواصلت استثمار مبالغ كبيرة في برامج تسلح عالية الكلفة مرتبطة بالحروب التقليدية وبعضها لم يعد يمت بصلة الى الواقع، على حد ما قال الوزير امام حضور بدا بعضه مشككا.

توسيع شبكة الأقمار الصناعية للتجسس

وأعلنت الحكومة الامريكية رغم معارضة الكونجرس عزمها على شراء أقمار صناعية مكلفة للتجسس كما ستطلب المزيد من المعلومات والصور من قمرين صناعيين تجاريين لسد الثغرات في التغطية التي تقوم بها شبكة الاقمار الصناعية.

وكشف عن الخطة دينيس بلير الاميرالي البحري المتقاعد الذي يشغل الان منصب مدير المخابرات الوطنية في ادارة الرئيس باراك أوباما ويقدر محللون ومسؤولون عسكريون سابقون ان تتكلف نحو عشرة مليارات دولار.

وسيحل هذا البرنامج محل برنامج سابق فازت شركة بوينج بالعقد الخاص به لكنه الغي جزئيا قبل ثلاث سنوات حين زادت تكاليفه بمليارات الدولارات على الميزانية المخصصة له. بحسب رويترز.

وصرح بلير بأن الصور التي تلتقطها الاقمار الصناعية هي عامل محوري في الامن القومي الامريكي وان الاقمار الصناعية الجديدة ضرورية لضمان سلامة القوات الامريكية والمواطنين.

وقال بلير في بيان "اقتراحنا يقوم على توجه مستدام متكامل يضع في الاعتبار التكلفة وامكانية التنفيذ والخطوط الزمنية التي تلبي احتياجات بلادنا الان ويضع نظاما يضمن عدم حدوث ثغرات في الصور مستقبلا."وجاء في البيان ان أوباما وافق على الخطة التي صدق عليها بلير ووزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس.

وتعرضت الخطة التي استغرق اعدادها سنوات الى هجوم من أعضاء في الكونجرس غضبوا من المبالغ الاضافية التي زادت على الميزانية الاصلية للبرنامج السابق الذي كان يعرف باسم برنامج المعمار المستقبلي لصور الاقمار الصناعية.

وقال السناتور ريتشارد بوند كبير الاعضاء الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي في رسالة الى بلير بتاريخ 16 مارس اذار ان الخطة ليس امامها اي فرصة لتوفير الاقمار الصناعية وفقا للجدول الزمني المحدد وانها ستكون مكلفة للغاية.

جيتس يحذّر الخصوم من السعي لاختبار أوباما

وحذر جيتس خصوم الولايات المتحدة من محاولة استغلال الشهور الاولى من حكم الادارة الامريكية الجديدة لاختبار عزم الولايات المتحدة. وقال جيتس أيضا ان الولايات المتحدة ستظل معنية بشكل كبير بالشرق الاوسط والخليج أثناء قيادة ادارة الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما.

وتابع في مؤتمر أمني اقليمي في البحرين "بامكاني أن أؤكد لكم أن التغيير في الادارة لا يعني تغييرا في اهتماماتنا الاساسية خاصة في الشرق الاوسط."

وأجاب ردا على سؤال عن ايران بقوله ان الولايات المتحدة لا تسعى للاطاحة بزعماء الدول ولكنها تود أن ترى تغييرا في السياسات الايرانية.واستطرد "لا يسعى أحد لتغيير النظام في ايران. ما نريده هو تغيير في السياسات وتغيير في التصرفات."

وأضاف أن أوباما وفريقه على دراية بالتصرفات الايرانية وما كانت ايران تقوم به في المنطقة وما تفعله فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

وكان العديد من خبراء السياسة الخارجية بمن فيهم نائب الرئيس المنتخب السناتور جو بايدن أشاروا الى أن خصوم الولايات المتحدة سيحاولون اثارة أزمة مع بداية فترة حكم أوباما في أثناء محاولة الادارة الامريكية الجديدة الوقوف على قدميها.

وقال جيتس الذي سيبقى في الادارة الامريكية تحت قيادة أوباما ان التخطيط الموسع تحول الى اعداد للفترة الانتقالية.

وقال لمؤتمر حوار المنامة التي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن "أي من يعتقد أن الشهور المقبلة قد تمثل فرصة لاختبار الادارة الجديدة سيكون مخطئا.

وقال جيتس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية ان أمن منطقة الخليج منذ فترة طويلة أساس اهتمام واشنطن مضيفا أنه نقل رسالة من أوباما الى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة تشير الى استمرار هذا الامر والتزام الرئيس المنتخب به.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 6/آيار/2009 - 9/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م