أحمد راسم النفيس: الأنظمة الحاكمة هي من تخشى انتشار المذهب الشيعي لا الأفراد

النفيس يتعرض الى اعتداء من (مجهولين) على سيارته الشخصية

 

شبكة النبأ: نتيجة لحملة التهييج التي شنتها بعض وسائل الإعلام المصري ضد الشيعة ورموزهم أقدمَ (مجهولون) على تحطيم سيارة الدكتور أحمد راسم النفيس، الشخصية المصرية الشيعية المعروفة، أثناء وقوفها أمام البناية التي يقطن فيها...

وقالت مصادر ان الدكتور النفيس حمّل النظام الحاكم في مصر، وبسبب أدائه السياسي والأمني الذي حذر من آثاره الكارثية على أمن مصر مرارا وتكرارا، المسئولية الكاملة عن هذا العمل الإجرامي، وما قد يتبعه من الإقدام على مهاجمة شخصه ومحاولة اغتياله، وما حادثة محاولة اغتيال نجيب محفوظ وقتل الكاتب والمفكر فرج فودة منكم ببعيد.

جاء ذلك في وقت أثار القبض على خلية تابعة لحزب الله في مصر الكثير من الجدل الذي بدأ كالحجر الذي ألقي في بحيرة راكدة فحرك ماءها.. وهو الأمر الذي استدعى بالضرورة إلقاء الضوء علي المذهب الشيعي داخل مصر ورؤى معتنقيه بين الواجب تجاه الوطن وانتقاد زعامة شيعية كالسيد حسن نصرالله باعتباره اخترق الحدود المصرية.

أسئلة مسكوت عنها

وتثير حادثة تحطيم سيارة الدكتور أحمد راسم النفيس اسئلة كثيرة تجيب عليها ادوار النفيس الفكرية والثقافية والاعلامية في الساحة المصرية.

فقد بدأ النفيس 58 عاماً، أستاذ القلب والباطنية بجامعة المنصورة وأحد كوادر الفكر الشيعي داخل مصر والعالم العربي مع جماعة أنصار السنة المحمدية ثم انتقل إلى صفوف الإخوان المسلمين. واعتُقل معهم لمدة سنة وانتهى إلى صفوف الشيعة الإمامية - الذين يؤمنون بوجود 12 إماماً، تبدأ بالإمام علي - ع - وتنتهي بالامام المهدي المنتظر - وسُميت لذلك بـ الاثني عشرية..

وقال النفيس في حوار أجراه معه الصحفي رامي المنشاوي ونشرته جريدة الوفد المصرية، عند سؤاله عن عدد المصريين الشيعة: لا أعلم تحديداً، لكن 95٪ من شيعة مصر إمامية و5٪ ما بين بهرة وإسماعيلية وزيدية. فلا توجد وسيلة للإحصاء ولا خانة للمذهب في البطاقة الشخصية، ونحن لا نمانع في حذف خانة الديانة من الهوية الشخصية...

وعند سؤاله عن الخلاف بين أذان الشيعة وأذان السنّة قال النفيس، احتفظَ الأذان في مذهب أهل البيت بجملة »حي علي خير العمل« التي أسقطها الآخرون ولا أدري لماذا لم تعجبهم؟!، أما شهادة أن عليّ ولي الله، فليست من فروض الأذان، رغم أنه ولي الله، وهذا بنص رواية ابن شيبة النمري وهو من علماء أهل السنة وغيره الكثيرين.

اما عن اسباب الخشية الظاهرة من انتشار المذهب الشيعي في مصر بيّن النفيس قائلا، فاليُسأل الذين يخشون من انتشار المذهب الشيعي عن مبررات خشيته، وعليهم أن يقدموا للناس إجابة مقنعة وأن يكفوا عن التهويل على الناس واعتبارهم مجرد أرقام، وأنا أحذر من هذه الحالة الهستيرية التي سترتد أول ما ترتد- وقد ارتدت بالفعل- على مكانة مصر في العالم بأسره وفي العالم الإسلامي، باعتبارها مكاناً يضيق بحرية الرأي والمعتقد، ويحصر نفسه في زاوية فكرية ضيقة، ولا تنس أننا شعوب لا تقرأ، وفي رأيي أن الأنظمة الحاكمة هي من تخشى انتشار المذهب الشيعي لا الأفراد.

وعن موقف شيعة مصر من قضية حزب الله التي أثيرت بعد القبض على تنظيم له في مصر قال الدكتور النفيس، أعتقد أن موقف شيعة مصر هو موقف المعارضة المصرية التي طالبت بفك الحصار عن غزة وإمداد المقاومة بالسلاح. وهو نفس الموقف الذي عبر عنه الكثير من الكتاب ويمكنك الاطلاع على ما كتبه هؤلاء مثل فهمي هويدي وعلاء الأسواني.

وعند الاستفسار منه عن قول سابق له يرى بأن الخلفاء الراشدين مجرد ساسة ليس أكثر قال النفيس، لا أحد من الخلفاء الثلاثة يقول أنا إمام واجب السمع والطاعة أو قال كما قال الإمام علي »سلوني قبل أن تفقدوني«، باعتباره وارثاً لعلم رسول الله، وبالتالي فالأعلم حجة عليّ ممن هو أقل منه علماً، ولدينا الأسانيد التي تؤكد أحقية علي بالإمامة.

اما عن الفروق الأساسية في العقيدة بين السنة والشيعة فبيّن النفيس بالقول: هناك فروق في قضية الذات والصفات، الشيعة يؤمنون بأن الله »ليس كمثله شيء« أما البخاري فيري أن الله تبارك وتعالى سيأتي يوم القيامة كـ القمر أو كـ البدر. الأشاعرة يعتقدون أن لله تبارك وتعالي »سبع صفات زائدة عن الذات«، بينما يعتقد اتباع ابن تيمية بأن باب إضافة الصفات مفتوح دائماً.

وعن الاتهامات الموجهة للشيعة بسبّ الصحابة قال النفيس فيما يخص شيعة مصر، نحن لا نسب أحداً.. فقط لنا اجتهادات بعيدة عن السب والقذف. وأهمها أن معاوية بن ابي سفيان ضلل الأمة واستولى زورا على الخلافة وأن السيدة عائشة رضي الله عنها أخطأت في خروجها على الإمام علي في موقعة الجمل، ونقر بأحقية علي وبنيه في إمامة المسلمين.

وفي اخر سؤال وُجه له عن الخشية من ان تتحول مصر الى ساحة للفتن بين الشيعة والسنّة قال النفيس، طالما تواجدت الحرية فستختفي العصبية، والمثال الأوروبي ضرب مثالاً للمجتمع المتحضر رغم اختلاف نزعاته الدينية والعقائدية في مثال جيد لمجتمع مسالم، في النهاية نحن مسلمون نتفق على »لا إله إلا الله محمد رسول الله«، والجدال العقلي سيؤدي إلي تحريك لقوى العقل العربي الذي بات خاملاً، بشرط أن يكون الجدل بالتي هي أحسن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 6/آيار/2009 - 9/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م