انفلونزا الخنازير: ولوج عتبة الوباء العالمي ولامؤشر لتباطؤ الإصابات

WHO ترفع حالة الإنذار إلى الدرجة الخامسة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار من احتمال حدوث وباء جراء انتشار فيروس انفلونزا الخنازير من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الخامسة، وذلك ضمن مقياسها المؤلف من ست مراحل، ما يعد مؤشراً على أن العالم بات على شفير تعرضه لوباء بسبب فيروس إتش1 إن1، اتسعت رقعة الاصابة بالفيروس لتشمل 11 دولة وربما يتجاوز عدد المصابين 2500 شخص كما لقي العشرات حتفهم في المكسيك من بينهم رضيع أثناء زيارة لولاية تكساس الامريكية ليصبح أول حالة وفاة في الولايات المتحدة.

WHO ترفع حالة الإنذار إلى الدرجة الخامسة

ورفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار من احتمال حدوث وباء جراء انتشار فيروس انفلونزا الخنازير من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الخامسة، وذلك ضمن مقياسها المؤلف من ست مراحل، ما يعد مؤشراً على أن العالم بات على شفير تعرضه لوباء بسبب فيروس "إتش1 إن1".

وقالت الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، إن القرار يعني أن على كل الدول أن "تسارع الآن إلى تنشيط خططها واستعداداتها لمواجهة خطر وبائي."

وأضافت تشان "هذا التغيير لمرحلة أعلى من الإنذار يعد مؤشراً للحكومات ووزارات الصحة والصناعة الدوائية وقطاع الأعمال لاتخاذ إجراءات بعينها الآن بصورة عاجلة وبسرعة."

وكانت المنظمة رفعت مستوى الإنذار من خطر انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الاثنين من الدرجة الثالثة إلى الرابعة.

وتتسم المرحلة الخامسة بانتشار الفيروس بين البشر في بلدين على الأقل في أحد أقاليم منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من عدم تعرّض معظم البلدان للوباء في هذه المرحلة، فإنّ الإعلان عنها من الإشارات القوية على وشاكة حدوث جائحة وعلى أنّ الوقت بات قصيراً لاستكمال أنشطة التنظيم والاتصال وتنفيذ التدابير المخطّطة في مجال التخفيف من الأثر. بحسب سي ان ان.

أما أحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة فتشير إلى اكتشاف 148 حالة مؤكدة بفيروس انفلونزا الخنازير في تسع دول، وأكثرها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكدت مراكز الرقابة على الأمراض والوقاية منها، وجود 91 حالة إصابة مؤكدة.

وثبتت المنظمة عدد الوفيات المؤكدة بالفيروس عند سبع حالات في المكسيك وواحدة في الولايات المتحدة، مع وجود أكثر من 2700 حالة مشتبه بها في مختلف أنحاء العالم.

غير أن المكسيك تحدثت عن وقوع ما يزيد على 150 حالة وفاة جراء الفيروس، رغم أن سبعة منها مؤكدة في المختبرات، بينما تشير أرقام المشتبه بإصابتهم بالفيروس إلى وجود نحو 2500 حالة، منها 26 حالة فقط تم تأكيدها.

وآخر الدول التي انضمت للدول التي أعلنت عن وجود إصابات بفيروس A/H1N1 هي ألمانيا والنمسا، فيما ارتفع عدد الإصابات في كل من بريطانيا وإسبانيا، كما أفادت بيرو عن اكتشاف حالة إصابة واحدة.

ماقد تفعله في العالم انفلونزا الخنازير

واتسعت رقعة الاصابة بفيروس انفلونزا الخنازير الجديد (اتش1 ان1) لتشمل 11 دولة وربما يتجاوز عدد المصابين 2500 شخص كما لقي العشرات حتفهم في المكسيك من بينهم رضيع أثناء زيارة لولاية تكساس الامريكية ليصبح أول حالة وفاة في الولايات المتحدة.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان المرض لا يمكن وقفه وان أفضل ما يمكن أن يفعله العالم الان هو أن يحاول التخفيف من اثاره. بحسب رويترز.

ورغم أنه لم يتحول بعد الى وباء عالمي إلا أن هذا الاحتمال يمكن أن يتحقق بسرعة. وفيما يلي بعض التصورات للتطورات المحتملة للمرض:

وباء واسع الانتشار

هذا هو أسوأ السيناريوهات. كل 30 أو 40 عاما يعاني العالم من وباء للانفلونزا حيث تنتشر سلالة جديدة من الانفلونزا بسرعة مما يتسبب في مرض خطير ووفاة مئات الالاف خلال أسابيع قليلة.

ويعتبر وباء عام 1918 أسوأ سيناريو حيث توفي 40 مليون شخص خلال 18 شهرا واجتاح الوباء المجتمعات في موجات.

غير أن ذلك حدث في عصر سبق عهد المضادات الحيوية وفي وقت كانت فيه حتى عدوى بسيطة تقتل الناس ولم تكن هناك أجهزة تنفس صناعية كما كانت الامصال بدائية في أفضل الاحوال. وكانت فكرة الناس محدودة أيضا عن كيفية انتقال الامراض.

وعلى الرغم من ذلك يرى خبراء أن وباء مماثلا لانفلونزا عام 1918 قد يؤدي الى تعطيل 40 في المئة من قوة العمل في أي وقت حيث سيكون الناس اما مرضى أو يعكفون على رعاية أقارب مرضى أو الاطفال الذين لايذهبون الى المدرسة أو يلجأون للاختباء ببساطة. وسيؤدي ذلك الى نقص في الامدادات وحتى انقطاع التيار الكهربائي.

وإذا ما تفشى مثل ذلك الوباء اليوم يمكن أن يموت الملايين ويمكن أن تتباطأ حركة التجارة العالمية بشدة كما سينهار الاقتصاد في العديد من الدول.

وباء متوسط

حدث ذلك اخر مرة في عام 1968. وقتلت سلالة (اتش3 ان2) ما يقدر بمليون شخص. ويتنبأ خبراء بأن سلالة بنفس القوة اليوم ستترك اثارا أقل قسوة مع توافر المضادات الفيروسية التي لم تكن موجودة بالاسواق قبل 40 عاما.

وحتى مع الامصال والعقاقير وتحسن التوعية العامة فان الانفلونزا الموسمية العادية تقتل ما يتراوح بين 250 ألف و 500 ألف شخص كل عام. والفرق بين هذه الانفلونزا وبين السلالة الوبائية يتمثل في أن السلالة الوبائية لن يكون لها مصل مضاد على الفور ومن المرجح ان تتسبب في مرض خطير بين فئات عمرية أخرى بخلاف الصغار وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة الذين يعدون معرضون بصفة عامة للانفلونزا.

وقد تضطرب حركة التجارة والسفر وتتذبذب العملات وتتعطل الامدادات المطلوبة للتصنيع وتقل العقاقير المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية المطلوبة لعلاج أي عدوى أخرى قد تصاحب الانفلونزا. وتتنبأ بعض التقارير بحدوث نقص في أجهزة التنفس والمستشفيات في العديد من الدول لاسيما الولايات المتحدة التي تعمل بكامل طاقتها ويمكن أن يتدفق علي مستشفياتها سيل من المرضي الجدد.

عدم حدوث وباء

يأمل الجميع أن تختفي هذه السلالة من الانفلونزا. والانفلونزا هي فيروس مختلط حيث يتبادل الجينات مع فيروسات الانفلونزا الاخرى في جسد الانسان او الحيوان كما انه يتحور باستمرار. وهذان العاملان يعنيان ان الوضع قد يتدهور أو تخف حدته بسرعة. ويمكن للفيروس في أي وقت أن يفقد قدرته على الانتقال بسهولة من شخص الى اخر كما يمكنه أن يصبح مثل الانفلونزا الموسمية العادية.

غير أن الامر سيستغرق شهورا لمعرفة ما اذا كان ذلك قد حدث. وسلالات الانفلونزا في الغالب تختفي في اشهر الصيف وتظهر ثانية في أواخر الصيف أو أوائل الخريف. وسلالة الانفلونزا التي تسببت في وباء عام 1918 فعلت ذلك.

وقال الدكتور كيجي فوكودا من منظمة الصحة العالمية للصحفيين يوم الاربعاء "ربما يعد من السابق لاوانه أن نفكر في هذا على أنه وباء متوسط أو وباء شديد. من الواضح تماما أنه ليس بوسعنا أن نتنبأ بما ستؤول إليه الامور."

لماذا المكسيكيون وحدهم يموتون بإنفلونزا الخنازير؟

ورغم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن أول حالة وفاء جراء الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير، إلا أن الخبراء، وقبل هذا الإعلان كانوا يركزون على سبب أن كل الوفيات المعلنة بهذا الفيروس توجد في المكسيك.

على أنه حتى بعد الإعلان الأمريكي عن أول حالة وفاة بهذا الفيروس في الولايات المتحدة، فقد تبين أن الطفل مكسيكي، كان قد نقل إلى هيوستن بولاية تكساس لتلقي العلاج.

منظمة الصحة العالمية ذكرت في تقاريرها أن عدد الوفيات في المكسيك جراء الإصابة بفيروس A/H1N1، وهو الفيروس الذي بات يعرف باسم انفلونزا الخنازير، بلغ حتى مساء الثلاثاء 159 حالة، في حين أكدت 7 حالات وفاة جراء الفيروس. بحسب سي ان ان.

وفي الأثناء بلغ عدد المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية 64 حالة، في حين أن عدد الإصابات المعلنة في المكسيك بلغ 26 حالة.

على أن ما يثير قلق هؤلاء الخبراء هو أن الضحايا الذين سقطوا جراء الفيروس كلهم من الشباب، أي تلك الفئة العمرية التي ينبغي أن يكون جهاز المناعة لديها أي أقوى مراحله، وبالتالي يجب أن تكون مقاومتهم للأمراض أعلى من أي وقت آخر.

الخبراء في القطاع الصحي، مثل الطبيب هاورد ماركل، رئيس مركز تاريخ الطب بجامعة ميتشيغان، وبعد دراسة رقمية لأعداد المصابين والوفيات، يعتقدون أن سبب وفاة المكسيكيين بالمرض يعود إلى انتشار المرض بينهم لوقت أطول منه في دول أخرى، الأمر الذي نجم عنه انتشار الفيروس بين عدد أكبر من الناس.

ويعزو خبراء، كما يعتقد لويس سوليفان، وزير الصحة في إدارة جورج بوش السابقة، سبب انتشار الفيروس بين عدد كبير من المكسيكيين إلى أنهم بالإجمال يعانون من سوء التغذية والظروف الصحية المتدنية إلى جانب سوء حالة المساكن التي يقيمون فيها، ما يجعلهم عرضة للوقوع ضحايا لهذا المرض.

مرض الانفلونزا العادي غالباً ما يصيب الجهاز التنفسي، ونادراً ما تكون الإصابة به قاتلة، رغم أنها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة جراء تعقيدات ومضاعفات، مثل الإصابة بذات الرئة، فقد توفي حوالي 36 ألف أمريكي خلال العام الماضي جراء إصابتهم بالانفلونزا، والتعقيدات المضاعفات الناجمة عنها.

مصر تبدأ حملة للتخلص من قطعان الخنازير

من جهة اخرى بدأت السلطات المصرية التخلص من قطعان الخنازير في مصر كإجراء احترازي قبل وصول مرض انفلوانزا الخنازير الى مصر التي تعاني بالاصل من مرض انفلوانزا الطيور.

ومع انه لم يتم الابلاغ عن ظهور حالات اصابة بالمرض في مصر غير ان العديد منها ظهر لدى الجارة اسرائيل. وقد قامت دول عديدة بحظر استيراد لحم الخنزير من الولايات المتحدة .. لكن خبراء قالوا ان الفيروس تطور بين الخنازير غير انه لم يظهر فيهم وعملية ذبح الخنازير او حظرها غير مبنية على اسس علمية.

وقال أنس الفقى وزير الإعلام المصرى في مؤتمر صحفي إنه سيتم تجميد لحوم الخنازير التى امرت السلطات المصرية بذبحها لاستخدامها فى وقت لاحق، مؤكدا أنه لايمكن التضحية بهذه الثروة من اللحوم طالما أنها غير موبؤة.

أما وزير الصحة المصري حاتم الجبلبي فأكد أنه منذ يوم السبت الماضي تقوم فرق من وزارتي الصحة والزراعة بأخذ عينات من مزارع تربية الخنازير تشمل العاملين فيها. بحسب رويترز.

وأشار إلى أن وزارة الصحة بدأت في عمل سجلات لكل المقيمين في هذه المناطق لإجراء فحص دوري عليهم. وأكد الجبلي أنه لم تسجل حتى الآن أي إصابة بشرية أو حيوانية بانفلونزا الخنازير.

وكان مصطفى بكري عضو مجلس الشعب المصري قد صرح لبي بي سي أن رجلا نقل إلى مستشفى حميات حلوان للاشتباه في إصابته بالفيروس وجاءت نتائج الفحوصات سلبية.

وطالب بكري الحكومة بسرعة تنفيذ قرار التخلص من القطعان خاصة في المزرعة الواقعة قرب منطقة 15 مايو في حلوان.

ووعدت الحكومة بدفع تعويضات مالية إلى أصحاب مزراع تربية الخنازير، وكان مجلس الشعب المصري قد دعا الحكومة الثلاثاء الماضي الى القضاء على قطعان الخنازير فورا بسبب ما وصفه بالخطر الخطر الذي تشكله على الصحة العامة في مصر.

ويخشى المعنيون بالصحة في مصر من تفشي هذ الوباء بسرعة كبيرة نظرا للكثافة السكانية العالية في مصر حيث يقطن غالبية السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة في شريط ضيق من وادي النيل بينما يقطن عدة ملايين في احزمة الفقر في ضواحي العاصمة القاهرة.

وصرح الناطق باسم الحكومة المصرية مجدي راضي في تصريحات لوكالة رويترز ان مزارع الخنازير في مصر تعتبر مصدر خطرا على الصحة العامة حتى دون وجود هذا المرض ومع انتشاره في العديد من دول العالم تجتاح الرأي العام المصري موجة ذعر مع وجود هذه المزارع.

وتتراوح اعداد الخنازير في مصر ما بين 300 الى 400 الف ويقوم بتربيتها الاقباط ويمكن مشاهدة هذه القطعان في احياء القاهرة ذات الغالبية القبطية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 3/آيار/2009 - 6/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م