الشيعة في السعودية بين أتون عصا المتشددين وجزرة السلطة

أحياء شيعية في المدينة تتعرض لهجمات التكفيريين تحت أنظار قوى الأمن

إعداد: المركز الوثائقي والمعلوماتي

 

شبكة النبأ: شكل النهج الطائفي الذي يتبعه السلفيون في السعودية موضع إثارة للطوائف الاسلامية بشكل عام، والشيعة خصوصا؛ لما لهذا النهج من مخاطر على العقيدة وعلى مفهوم التعايش السلمي، حتى تطلب الأمر من بعض قادة المذاهب الاسلامية باطلاق نداءات ضد الممارسات التي تخل بالنظام العام، والتي خرج على أثرها مئات الشيعة مؤخرا في السعودية احتجاجات على الممارسات ضدهم.

الشرطة السعودية من جهتها قامت بعمليات تفتيش دون جدوى بحثا عن رجل الدين نمر النمر الذي انتهك احد المحظورات في خطبة ألقاها حين قال ان الشيعة بوسعهم ذات يوم السعي الى الحصول على دولة منفصلة خاصة بهم.

والتهديد الذي يقول دبلوماسيون انه لم يسبق له مثيل منذ أثارت الثورة الايرانية التي قامت عام 1979 احتجاجات مناهضة للسعودية جاء في أعقاب اشتباكات بين أفراد من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وزوار شيعة قرب قبر النبي محمد في المدينة المنورة بالمنطقة الغربية من السعودية.

وقال نصر الله الفرج وهو شيعي من العوامية بين مئات ممن وقعوا عريضة تطالب الشرطة بوقف بحثها عن النمر ان شعارات مثل هذه تشير الى مدى فقدان الشيعة المعتدلين تأثيرهم على الرأي العام.

وأضاف ما قاله النمر يعكس لسان حال الاغلبية خيار الانفصال ليس مطروحا لكن لا يمكن أن تمنع (السلطات) الناس من التفكير به.

ويقول مسؤولون سعوديون ان الشيعة يمثلون اقل من عشرة في المئة من السكان غير أن دبلوماسيين يعتقدون أن النسبة اقرب الى 15 في المئة. ويعيش معظمهم في المنطقة الشرقية بالسعودية وهي ملكية مطلقة لا تمنح اي حقوق سياسية.

وعاد زعماء الشيعة الذين تم نفيهم بعد احتجاجات عام 1979 الى البلاد في التسعينات بموجب اتفاق تاريخي مع الحكومة. لكن كثيرين يقولون ان الطائفة لم تحقق مكاسب من الاتفاق ويشتكون من استمرار وضعهم كمواطنين من الدرجة الثانية في البلاد التي ينظر اليهم مذهبها السني على أنهم زنادقة.

وقال محمد ال زلفة وهو عضو سني بمجلس الشورى السعودي ما يخيف المجتمع السعودي برمته هو أن يستعمل هؤلاء كجسر لقوى خارجية بدعوى الدفاع عن الحقوق.

ويبدو واضحا ان المنطقة التي يسكنها الشيعة اقل ثراء من اجزاء أخرى من السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم التي تمتعت بعائدات ضخمة من النفط في الاعوام الاخيرة.

وحالة الطرق أسوأ وعدد المدارس والمستشفيات أقل. ومن المفارقات أن معظم حقول النفط تقع في المنطقة الشرقية.

ويقول شيعة ان عملاق النفط الحكومي ارامكو اكبر مستخدم بالمنطقة الشرقية لم تعد تعين نفس العدد من الشيعة الذي كانت تعينه من قبل.

ولم يتسن الوصول الى مسؤولين بوزارة الداخلية وامارة المنطقة الشرقية للتعقيب. وتقول الحكومة انها بدأت تحذف الاشارات التي تنتقص من الشيعة من الكتب المدرسية.

ويقول ال زلفة ان على الشيعة التوجه الى اماكن أبعد للعثور على عمل بدلا من البقاء في منطقتهم وأضاف "المواطن السعودي العادي يبحث الان عن فرصة عمل في كل البلد. انا لا أريد أن يبقى الشيعة متقوقعين في منطقة واحدة. وأضاف أنه بدون تحقيق هذا فانهم يقومون بالتمييز ضد حق الاشخاص الاخرين في الحصول على عمل بالمنطقة الشرقية.

وحاول العديد من علماء الدين وقادة المجتمع الشيعة بينهم الشيخ حسن الصفار تهدئة التوتر اذ أصدروا بيانا يرفضون فيه نداء النمر بالانفصال.

وقالوا عقب الاجتماع مع وزير الداخلية الامير نايف الشهر الماضي كما نكرر تأكيدنا والتزامنا بوحدة الوطن الحبيب ورفض اي دعوة او تهديد لوحدة الوطن وتماسكه. لنقف صفا واحدا مع قيادتنا الرشيدة.

وفي العوامية قال سكان ان الوضع بدأ يهدأ. وقالت شابة طلبت عدم نشر اسمها لقد غادرت قوات مكافحة الشغب. الوضع احسن الان بكثير.

وبعبارات سياسية صريحة للغاية على الجدران في الشوارع بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وهو الامر الغريب على السعودية.

فلتسقط الحكومة والموت للخونة تلك هي الرسائل المكتوبة على الجدران ببلدة العوامية وهي بلدة صغيرة بالمنطقة الشرقية الواقعة على ساحل الخليج حيث تعيش معظم الاقلية الشيعية في البلاد السنية المحافظة.حسب رويترز

ويحول الخوف من السجن في المعتاد دون أحاديث من هذا النوع لكن المزاج الان في المنطقة التي يغلب على سكانها الشيعة ملتهب اكثر منه طبيعيا.

دعوة لإطلاق حملة ضدّ الطائفية

الشيخ حسن الصفار من جهته دعا لإطلاق حملةٍ ضدّ الطائفية، ووجّه نداءه لمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل المؤسسات العربية والإسلامية، مؤكداً أن الطائفية لون من ألوان العنصرية.

وقال الشيخ الصفار في خطبة الجمعة إن خطر الطائفية التي يشهدها العالم العربي والإسلامي اليوم يختلف عنه في الماضي، فقد كانت الأمة في أوج قوّتها قديماً، وكانت القضايا الطائفية لا تؤثر إلا كأثر الإصابة البسيطة في الجسم القوي، واليوم فإن الأمة أصبحت كالجسم الذي فقد جهاز المناعة، فأي إصابة قد تؤدي به.

وتعقيباً على المؤتمر الدولي لمناهضة العنصرية، والذي عقد في جنيف، أشار الشيخ الصفار إلى عدّة نقاط أبرزها: أن المؤتمر كشف عن ازدواجية المعايير والمكاييل عند الإدارات السياسية في المجتمع الغربي، حيث انحاز معظمها وبكل وقاحة للموقف الصهيوني.حسب شبكة راصد الاخبارية

كما أن المؤتمر كشف عن فاعلية المجتمع اليهودي، وكيف ينشطون للدفاع عن باطلهم. وفي المقابل كشف عن ضعف الموقف العربي والإسلامي سوى الموقف الإيراني الجريء البطولي.

وبمناسبة عطلة نصف الفصل الدراسي حيث يتّجه عدد كبير من أبناء وبنات المجتمع للعتبات المقدّسة في المدينة المنوّرة، وجّه الشيخ الصفار خطابه إلى الزائرين بأن يكونوا حذرين يقظين كي لا يتكرر ما حصل قبل شهرين في العطلة الماضية.

مؤكداً على ضرورة الالتزام بآداب وأهداف الزيارة التي يؤكد عليها أئمة أهل البيت  وأن يُمثّل الشيعة الصورة المشرقة لمذهبهم.

وحول تداعيات ما حصل من أحداث مؤسفة في العطلة السابقة أكد الشيخ الصفار أن الضرر ألحق بالجميع بدءً بالدولة وأجهزتها المختلفة حيث أن ما حدث أضر بسمعة الدولة التي تفتخر بشرف رعايتها للحرمين الشريفين، ومروراً بالسلفيين لأن الأجواء العامة في العالم الإسلامي معبأة ضدّ الأسلوب الذي يتعاملون به مع الزائرين، وهذه الحادثة جاءت لتزيد من وتيرة التشنج.

وانتهاءً بالشيعة فليس من مصلحتهم أن تكون الأجواء في بلدهم معبّأة ضدّهم، وهذه الحادثة جعلت المغرضين يتصيّدون في الماء العكر، فيعزفوا على وتر الخلافات المذهبية، لتعبئة المحيط ضدّ الشيعة.

وأوضح الشيخ الصفار أن المجتمع العاقل هو الذي يستفيد من التجارب التي يمر بها.

مؤكداً على ضرورة الوقوف أمام ما حصل، وعدم تكرار حصوله مرة أخرى، وأن المسؤولية تقع على الجميع، فأجهزة الدولة مطالبة بأن تكون يقظة لتلافي أي أخطاء قد تحصل، وعلى الجهات الدينية المشرفة على العتبات المقدّسة ترشيد أسلوب التعامل مع الزائرين، وإظهار الوجه المشرق للإنسان المسلم.

وعلى أبنائنا وبناتنا الزائرين أن يكونوا واعين بالظروف التي يزورون فيها، وأن يتّجهوا للمقاصد العليا من الزيارة، وأن يضبطوا أعصابهم، فلا يستجيبون للاثارات إذا حصلت من بعض العناصر الجاهلة أو المغرضة.

الملك السعودي يزور المنطقة الشرقية

بدأ الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارة للمنطقة الشرقية المنتجة للنفط لتدشين مشروعات تنمية في اعقاب توترات طائفية بين أبناء الاقلية الشيعية.

ونقلت الصحف عن امير المنطقة الامير محمد بن فهد قوله إن الزيارة "تؤكد حرصه الشديد على تلمس احتياجات المواطنين عن كثب والاطلاع على ما انجز من مشروعات التنمية في المنطقة."

وقال مسؤول ان العاهل السعودي سيدشن مشروعات قيمتها 54 مليار ريال (4 ر14 مليار دولار) أغلبها في قطاعي توليد الكهرباء والبتروكيماويات لتوفير مزيد من فرص العمل في منطقة تدر معظم دخل المملكة من النفط.حسب رويترز

وسيرأس الملك عبد الله خلال الزيارة التي تستمر ستة ايام الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء في الدمام التي تبعد بضعة اميال عن بلدة عوامية حيث تناول رجل الدين نمر النمر موضوعا محظورا عندما قال في خطبة القاها الشهر الماضي ان الشيعة قد يسعون يوما لاقامة دولتهم المنفصلة.

وسيستقبل الملك مواطنين عاديين من المنطقة ليستمع الى شكاواهم تماشيا مع تقليد قديم.

وجاء التهديد بالانفصال الذي يقول دبلوماسيون انه امر لم يسبق له مثيل منذ الاحتجاجات التي اثارتها الثورة الايرانية عام 1979 في اعقاب اشتباكات بين أفراد من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين بعض الشيعة قرب مسجد النبي محمد في المدينة.

ويقول المسؤولون السعوديون ان الشيعة يمثلون اقل من عشرة في المئة من السكان الا ان دبلوماسيين يعتقدون ان النسبة اقرب الى 15 في المئة. ويعيش معظمهم في المنطقة الشرقية.

وقالت صحيفة الرياض في تعليق افتتاحي يلمح الى نقص التنمية في بعض المناطق "التحدي هنا كيف نستطيع تجاوز انفسنا بتأكيد هويتنا الوطنية والتي تعد المعيار الذي يقاس به تقدمنا ووصولنا الى نتائج الدولة الحديثة بكل مؤسساتها ومشاريعها."

ويقول محللون ان تزايد نفوذ ايران بعد الغزو الامريكي للعراق وحصول الاغلبية الشيعية هناك على السلطة احيا المخاوف على الصعيد الرسمي في السعودية من ان يصبح الشيعة طابورا خامسا ضد المملكة.

والاحياء الشيعية في المنطقة الشرقية اقل ثراء بشكل واضح من مناطق اخرى في البلاد. وتعاني منطقة الجنوب الغربي السنية القريبة من اليمن من الفقر.

وقال دبلوماسي غربي "هذه منطقة مهمة للغاية للبلاد. الملك يقضي كثيرا من الوقت في الرياض وجدة. وقد يتساءل المرء فعليا لم لا يقضي مزيدا من الوقت في المنطقة الشرقية."

دعوة إلى توسيع المشاركة السياسية

رجل الدين البارز الشيخ توفيق العامر من جهته دعا الحكومة السعودية إلى توسيع المشاركة السياسية وطي صفحة التمييز الطائفي وضمان حرية العبادة للأقليات الدينية تبعا للمواثيق الدولية.

وقال العامر في خطاب القاه ظهر الجمعة بمسجد ائمة البقيع في مدينة الهفوف بالأحساء أن المواطنين الشيعة يتوقون لمشاركة أخوانهم السنة في صناعة القرار في الدوائر العليا في البلاد.

مضيفا بأن السعوديين الشيعة يتطلعون كذلك إلى المشاركة الفاعلة والمؤثرة في مجلس الشورى ومجالس المناطق.

وطالب الحكومة بالاعتراف بالمذهب الشيعي رسميا على غرار الاعتراف بالمذاهب الأربعة التي اشرك ممثلين عنها ضمن هيئة كبار العلماء وهي أرفع هيئة افتاء ديني بالمملكة.

العامر الأربعيني الذي عرف في الأوساط الشيعية كداعية للحقوق والحريات الدينية سبق للسلطات الأمنية احتجازه تعسفيا عدة مرات في السنوات القليلة الماضية لمجاهرته بالمطالب الدينية لمواطنيه الشيعة.حسب شبكة راصد

ووسط حضور لافت استمع إلى خطابه دعا السلطات إلى طي صفحة التمييز الطائفي والاعتقال التعسفي واحترام المواثيق الدولية التي تكفل للمواطنين والأقليات الدينية حرية المعتقد والعبادة والمشاركة السياسية.

رافضا أحكام السجن التعسفي التي تطال المواطنين الشيعة في الأحساء لأسباب طائفية.

ومضي يقول أنه لم يعد مقبولاً أن يسجن الإنسان أسبوعا بسبب عبارة يا حسين أو يا علي على سيارته أو يسجن بسبب راية سوداء توضع على بيته في محرم أو يسجن القائمون على مناسبة الناصفة أو إقامة مراسم العزاء.

وذلك في اشارة لأحكام السجن التعسفي التي تطال المواطنين الشيعة خارج السياق القانوني.

وعلى صعيد آخر أعرب العامر عن استياءه من الأنباء المتضاربة حول مصير الانتخابات البلدية والتصريحات الرسمية التي نفت امكانية انتخاب أعضاء مجلس الشورى السعودي في المستقبل.

مضيفا بأن بلادنا بين خيارين إما عقلية البدوي وشيخ القبيلة و«الشيوخ أبخص» أو روح التحضر والمدنية.

ودعا في ختام خطابه إلى التخلي عن حكم البلاد عن طريق ما وصفها بعقلية العداء والتمييز الطائفي فكلنا شركاء في الوطن ولنا الحق أن نطالب بالمناصب والانتخاب والتغيير وهذا في مصلحة الوطن.

وسبق للسلطات الأمنية اعتقال العامر مرتين على الأقل كان آخرها في سبتمبر الماضي لدعواته المتكررة لضمان الحريات الدينية للمواطنين الشيعة في الأحساء.

ويتعرض الأحسائيون منذ أكثر من خمس سنوات لحملة طائفية منظمة يشرف عليها محافظ المنطقة بدر بن جلوي اعتقل خلالها المئات لفترات متفاوتة واغلقت العشرات من المساجد والحسينيات والمدارس الدينية.

مطالبة بوقف المتشددين

الناشط الحقوقي الشيخ مخلف بن دهام الشمري من جانبه استنكر مايتعرض له المواطنين الشيعة من تكفير وسب وشتم في منتديات الانترنت وعلى منابر المساجد في السعودية.

وقال الشمري في بيان حصلت "شبكة راصد الإخبارية" على نسخة منه بان هذا مرفوض وسوف يكون له انعكاسات سلبيه على الوحدة الوطنية وعلى توجهات الدولة بنشر ثقافة التسامح والحوار في المجتمع السعودي والعالم.

وناشد السلطات السعودية إصدار قوانين صارمة لمعاقبة كل من يثير الفتنة في المجتمع أو يسيء إلى أتباع المذاهب بكافة أنواعها.حسب شبكة راصدالاخبارية

وقال الشمري إنها حقا معجزه عندما نحكم على أتباع المذهب الشيعي بعدم انتمائهم للوطن وأنهم كفار ونتعامل معهم بأنهم خارجين من ألمله ونحرمهم من أداء عباداتهم في المساجد ودفن أمواتهم في مقابرنا ثم نطالبهم بالانتماء الوطني.

مضيفا بأنه إذا لم يتوقف هذا النهج وهذا الأسلوب فلن يشعر المواطنين الشيعة بأنهم جزء من وطننا الغالي.

وذكر الشمري في بيانه بأن أحد المواطنين الشيعة في حفر الباطن اشتكى لي بأن له ثلاثة أطفال في الروضة وكان مجموع التلاميذ 60 تلميذا، وعندما تم الاحتفال باليوم الوطني قامت المشرفة على النشاط بتوزيع 57 وشاح الشعار الوطني واستبعدت الأطفال الشيعة من التوزيع وحرمتهم من الاحتفال بيومهم الوطني.

وقال الشمري بأن هذا كان له اثر سيء في نفوسهم وانعكاس سلبي على انتمائهم الوطني وشعورهم بالأمان كمواطنين مثل غيرهم متساويين بالحقوق والواجبات.

وتابع "البارحة كنت مدعوا في مناسبة بالدمام فقام أحد الملتزمين مبشرا الحاضرين بأن هنالك فتاة شيعية قد تسننت ومن واقع طرحه كأنها دخلت في الإسلام من جديد، فاعترضت عليه ودار نقاش ساخن حول عدم التهويل واختلاق المؤامرات وتكفير مسلمين هم من نسيج مجتمعنا السعودي، مثل هذه الممارسات لاتعلم عنها الدولة ولكنها تلحق الأذى بمشاعر إخواننا الشيعة.

واقترح الشمري ان تفتح المساجد والمقابر لكافة المسلمين دون تمييز فعلى عهد الملك عبد العزيز كانت المذاهب السنية كل يقيم صلاته بحرية تامة في المسجد الحرام.

واختتم الشمري حديثه قائلا إنني أناشد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بقطع الطريق أمام أصحاب الغلو والتطرف وثقافة التكفير وان تحفظ للمواطنين حرية ممارساتهم الدينية دون ان يكون احد وصيا على احد وحساب الجميع عند الله فما يحصل الآن من تجييش وتهويل من خطر الشيعة على السنة لا يخدم المصلحة الوطنية.

ذاكراً بأن الدولة هي السلطة الوحيدة المخولة بمحاسبة من يخالف النظام وصيانة حقوق المواطنين بكافة مذاهبهم.

متشددون يهاجمون حيا شيعيا

أصيب ثلاثة مواطنين شيعة بجروح نتيجة اشتباك طائفي شارك فيه أكثر من مائتي مواطن سني ضد حي شيعي بالمدينة المنورة على خلفية نزاع بين شباب من الطرفين.

وفي التفاصيل هاجم أكثر من مائتي مواطن سني من حي العصبة بالمدينة المنورة بالعصي والحجارة أهالي حي قباء الشيعي وجرحوا ثلاثة مواطنين على الأقل.

واندلعت شرارة الاشتباكات وفقا لمصادر مطلعة بعد نزاع بين شباب شيعة وسنة جرت في الحي الشيعي قبل أن ينسحب الاخيرون ثم يعودوا برفقة مجموعة كبيرة من سكان الحي السني ويدخلوا في اشتباكات مع جيرانهم في الحي الشيعي.

وبحسب شهود عيان رفع متشددون سنة كانوا من بين المهاجمين هتافات "الله أكبر" محرضين على الجهاد ضد الشيعة.

وافادت معلومات حول تعرض اعداد من الشيعة لاصابات مختلفة بينها ثلاث اصابات مؤكدة فيما تلقت تلقت حالات أخرى العلاج في منطقة الحادث وراجعت حالات أخرى المستشفيات القريبة وغادرت بعد تلقي العلاج.حسب شبكة راصد

وعمد المعتدون للاضرار بالعديد من السيارات والممتلكات الخاصة بسكان الحي الشيعي. وإلى جانب الاشتباكات التي جرت في شوارع الحي ذكر شهود عيان أن المجموعة المعتدية هاجمت منزلا شيعيا واعتدت بالضرب على اثنين من قاطنيه قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق المشتبكين.

وتواجدت في مسرح الاشتباكات أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب والأجهزة الأمنية الأخرى إلى جانب فرق الهلال الأحمر.

وذكرت مصادر مطلعة أن الاشتباكات الأخيرة ليست الأولى بين الطرفين لكنها سجلت سابقة مع أخذها طابعا طائفيا هذه المرة أججه دخول متشددين سلفيين فيها.

وشهدت أحياء شيعية في المدينة هجمات من متشددين سنة في فبراير الماضي في أعقاب اعتداءات تعرض لها آلاف الزائرين الشيعة من الأحساء والقطيف على يد عناصر في الشرطة الدينية بجوار الحرم النبوي الشريف.

رفع الحواجز المحيطة بقبور أئمة البقيع

من جانب آخر رفعت السلطات السعودية الحواجز التي وضعتها مؤخرا حول قبور أئمة أهل البيت بمقبرة البقيع في المدينة المنورة فيما شهدت ساحات الحرم النبوي الشريف تواجدا أمنيا مكثفا.

وذكرت مصادر مطلعة وشهود عيان أن الحواجز التي وضعت وحجبت عن الأنظار قبور أربعة من أئمة أهل البيت أزيلت.

وتسبب وضع الحواجز حول القبور الشريفة الممنوع الاقتراب منها أصلا استياءا واضحا وسط عموم زائري البقيع فضلا عن الزائرين الشيعة. حسب شبكة راصد الاخبارية

وتوجد في البقيع قبور أربعة من كبار الأئمة من آل البيت هم الحسن بن علي بن أبي طالب وعلي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وهم من أبرز أئمة الشيعة الإثني عشرية.

ولاحظ شهود عيان تواجدا أمنيا مكثفا في ساحات الحرم النبوي الشريف تحت اشراف مباشر من عناصر أمنية رفيعة المستوى في أجهزة وزارة الداخلية.

وقال مراقبون أن السلطات السعودية تتخذ أقصى التدابير الاحترازية منعا لتكرر أحداث البقيع التي سببت لها حرجا اعلاميا كبيرا.

وتدفقت على المدينة المنورة حشود الزائرين الشيعة من الأحساء والقطيف استغالالا لعطلة مدرسية في المملكة تستمر اسبوعا متحدين مخاوف من تعرضهم لاعتداءات من عناصر الشرطة الدينية على غرار أحداث فبراير الماضي.

وأدى الزائرون مراسم زيارة النبي الأكرم والبقيع الغرقد وسط أجواء وصفت بالطبيعية والهادئة.

وعلى صعيد متصل ذكر الأهالي أن لجنة أهلية ضمت متطوعين من الأحساء والقطيف والمدينة المنورة تشكلت مؤخرا لغرض التواصل مع أصحاب الحملات الشيعية وتطويق أي مشكلة طارئة بالتنسيق مع الأجهزة الرسمية المختصة في المدينة.

يشار إلى أن عناصر بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شنوا هجمات دموية متتالية على آلاف الزائرين الشيعة أواخر فبراير ردا على اعتصام شعبي احتجاجا على تصوير عناصر الهيئة للزائرات الشيعة وطعنهن في شرفهن.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/آيار/2009 - 5/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م