هيفاء وهبي تخدش حقوق الإنسان العربي

محمد الوادي

تناقلت بعض وسائل الإعلام العربي خبر غاية بالخطورة من خلال بيان صادر من مكتب الفنانة الجميلة هيفاء وهبي ترفض فيه نقل تفاصيل حفلة زواجها على الهواء مباشرة لعدد من القنوات العربية.

اجزم أن الكثير من فحول العرب لم ينم تلك الليلة ليس بالضرورة بسبب هذا الرفض, بل بسبب ذلك الخيال العربي الخصب والذي تصب كل مجاريه في بحر العواطف, فكيف إذا كان الخبر يخص ليلة زفاف هيفاء وليس غيرها.

كما أني اجزم إن الكثيرين منهم رددوا "يا ليتنا كنا معكم" وأيضا ليس بالضرورة معكم بالحفلة بل بما هو أبعد من الحفلة واقرب الى الوريد.

عرف عن الجميلة هيفاء إنها تراعي حقوق المواطن العربي بكل إخلاص وتفاني وتمنحه جرعات خياليه قل نظيرها خاصة بين قمة عربية وأخرى, فتساعد بقصد أو بدون قصد الأنظمة العربية من خلال تخفيف وامتصاص غضب الجمهور العربي, هذا الجمهور" المستعجل" والذي يريد تحرير القدس بليلة واحدة دون أن يراعي آليات النضال وأولويات الجهاد, خاصة بعد صدور فتاوى جديدة تؤكد أن موضوع القدس لم يعد عاجلا مستعجلا بل الواجب تحرير العراق أولا وهذا التحرير لا يعني حسب فتاوى مراهقي الإفتاء إخراج القوات الأجنبية بل طرد أهل العراق الحقيقيين من بلدهم تحت مبررات شتى لم يعد أبرزها إن هؤلاء فرس مجوس صفويون. بل إن هؤلاء أصلا اخطر على الأمة من بني صهيون!!

وهنا يبرز دور هيفاء وهبي كجامع موحد نادر اجتمعت عليه الأمة وتوحدت عليها الكلمة. فلا خلاف ولا اختلاف على هيفاء أنما الاختلاف يبدأ من منصب الأمين العام للجامعة العربية وحتى حوالي 200 خروف تم الإمساك بها قبل فترة من قبل حرس الحدود المصري وهي تحاول الولوج الى غزة حسب ما تم نقله من بعض وسائل الإعلام المصرية.

وشتان بين الولوج الى حفلة هيفاء و الولوج من أنفاق غزة. وستكون هذه المقارنة غير منصفه لأني لم أجرب الحالتين.

وبالمناسبة وطالما وصلنا الى أنفاق غزة لم اعرف لماذا الإعلام العربي أنشغل بشكل كبير بالمشكلة التي وقعت بين حزب الله ومصر وتجاهل موضوع حفلة هيفاء مع العلم ان في الموضوع الأول ابرز الإعلام العربي كل طاقاته البذيئة من خلال استخدام "أرقى" أنواع السب والشتائم بمفردات كان مجرد تناولها في المجالس الخاصة يعتبر"عيبا" فكيف تحولت الى هذه العلنية وبهذا الشكل المخجل من كتاب وصحف وقنوات تدعي التطور والرقي وأيضا تدعي إنها "قومجيه".

وفي هذه الحالة انا قادر على الجزم دون أدنى تردد إن "هزه واحدة من أرداف" هيفاء وهبي تعادل كل هؤلاء الذين حولوا أسبوع الخلاف بين حزب الله ومصر الى منجم من بؤر الشتائم البذيئة المخجلة، لان هيفاء على الأقل تمارس مهنتها بشكل علني وهي توحد الأمة أما أرباب الشتائم سلوكهم لا يطابق أدعائهم وهذا نوع من النفاق الجمعي وهو أيضا نوع من الانفصام الجمعي والتراجع الجمعي، لذلك فان هيفاء هي العنصر الرابح في هذه المعادلة وهذا يضيف عليها عبئا إضافيا بان تراعي حقوق الإنسان العربي الذي غيبته الأنظمة العربية, وابسط حقوق هذا المواطن على هيفاء أن يشاهد على الهواء مباشر حفلة زواجها مع حصولها على ضمانات أو خارطة طريق بان حدود هذا المشاهد ستقف عند أعتاب باب غرفتها الخاصة مع زوجها المرتقب... ومع الأمنيات الجميلة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 28/نيسان/2009 - 2/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م