جبران خليل جبران نشأة مؤلمة وتاريخ حافل

متحف خاص يعطي صورة واضحة عن جبران الفنان

بيروت: عدسة وتحقيق علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: يتمتع لبنان بطبيعة فريدة وآثار تناغم السياح مما جعلت منه قبلة للسياحة، ولعل ما يُميز لبنان تلك المتاحف والآثار الكثيرة، من حيث الشكل والنوع؛ مما تصدر قائمة دول المنطقة سياحياً، ولعل ما يميز هذه المتاحف والآثار أنها أنُجزت على يد أصحابها. ويُعتبر متحف "جبران بشّري" الأهم فكريا في لبنان والذي تتجسد فيه شخصية لبنانية عربية عالمية تاريخية معاصرة.

يتميز متحف جبران خليل بغرفه المتعددة وبسردابه حيث مدفن جبران الذي يفضي الى الزائر مشهداً تاريخية عريقاً. أُسس المتحف عام 1975 على يد لجنة تشكلت عام 1933 أي بعد وفاة جبران بسنتين، وعلى مدى العقود الماضية ضَم المتحف كل ما يتعلق بجبران من كتاباته ولوحاته ومقتنياته الخاصة به لتعطي صورة واضحة عن جبران الفنان والرسام.

فقلة ممن لم يسمعوا بجبران خليل جبران الكاتب، وأقل منهم من لم يسمعوا بجبران الرسام، الذي أختصر شخصيتهُ بكُتبه ولوحاتهِ التي وضَحت نظرته للحياة والكون. وهذا ما نجده بمؤلفاته (كتاب النبي و قصة الأجنحة المتكسرة ومقالات دمعة وابتسامة)

لا يستطيع الزائر لمتحف الكاتب والرسام جبران خليل جبران أن يحُل لُغز عِظم الشخصية الفنيةِ لجبران، فمُنذ دُخولنا للمتحف وحتى ان خرجنا لم نصل الى حل رموز الفن بشكل عام، لوحات متجسدة في كلمات، وكتب يتطاير منها العشق الأدبي ليعانق زائري المتحف ليُغمر في العالم الجبراني لترتسم فيما بعد على الوجوه الحيرة حتى يقول الزائر ساتابع كل ما يتعلق بجبران.

مُدير المتحف: صورة واضحة عن عالم جبران

مدير المتحف جوزف جعجع، قال تم تطوير وتحديث متحف جبران ومحيطه باشراف لجنة جبران الوطنية التي تتكون من 8 أشخاص في الهيئة الادارية و24 من المندوبين.

جوزف جعجع أضاف تشكلت اللجنة عام 1933 بعد وفاة جبران بسنتين، والمتحف يضمُ كل ما يتعلق بجبران من لوحات ومقتنيات وكتب، ولنعطي صورة واضحة عن جبران الفنان، تأسس المتحف عام 1975 ولا يرتبط بأي جهة حتى الحكومة وتُجدد اللجنة كل اربع سنوات.

وتحدث جوزف جعجع عن مدفن جبران قائلا تعد منطقة المحبسة"مدفن جبران اليوم" حيث توجد مغارة قديمة تعاقب عليها الحبساء منذ القرن السابع.

 الغابة السنديانية والمحبسة والبناء القديم الذي شيد في القرن السادس عشر قدمها أعيان بشري، في آواخر القرن السابع عشر، الى رهبان كرمليين كانوا يعيشون مع رهبان دير مار إليشع في وادي قاديشا.

وأضاف جعجع بنى الرهبان الكرمليون الدير على مراحل كان آخرها عام 1862 كما نقرأ على المدخل إلى رواق الدير.

سنة 1908 إنصرف قسم من الرهبان لبناء دير القديس يوسف وسط بشري. القسم الآخر ظل يعيش في الدير ويسقي أراضيه من نبعة ماء هي اليوم "مزار سانت لورد" شرقي الدير.

سنة 1926 صمَم جبران، وهو في نيوورك، على أبتياع الدير وتوابعه ليجعل منه صومعة، ومن المحبسة مثواه الأخير. ولكنه لم يحقق حلمه.

سنة 1931 في 22 آب وصل جثمان جبران بشري فأبتاعت أخته مريانا الدير وملحقاته  وحققت جزءا من وصيته بأن يدفن في المحبسة.

أما تحويل الدير الى متحف فلم يتحقق إلا عام 1975 بعد أن اكتشفت في وثائق المتحف عن رغبة جبران. يومها تخلت لجنة جبران الوطنية عن المخططات الموضوعة لبناء متحف جبران. والتحويل أقتضى توسيع الدير في الجهة الشرقية ووصل طابقي الدير ببعضهما. وعرضت فنيات جبران وآثاره وهذا ما تدل عليه اللوحة التذكارية في المتحف التي رسمت عام 1975.

وحرصا على هذه الفنيات ولعرض قسم آخر من مجموعة لوحات جبران رَمَمت لجنة جبران الوطنية الحالية المتحف، أوسعته، طورته بالأجهزة الملائمة وافتتحته في 15 آب 1995 وهذا ماتؤكد عليه اللوحة التذكارية في المتحف للعام 1995.

لم توجد دراسة عن جبران فكتبت مجلدين

حافظ المتحف "وهيب كيروز" والذي يعمل فيه منذ العام 1971 وهو مؤلف كتاب عالم جبران الفكري المكون من مجلدين من جهته تحدث قائلا: بينما كنت أحب دراسة الفلسفة والدين واللاهوت أستلمت المتحف لأسباب كثيرة.

الأمر الأول: أن حياة جبران غير معروفة في ذلك الوقت وقلت في قرارة نفسي لا بد من البحث في حياة جبران وفي أصوله وأسرته وتاريخه.

ولم أجد دراسة تعطي صورة واضحة عن حياة جبران ومن هنا كتبت مجلدين تحت عنوان عالم جبران الفكري، وكانت تجربة ناجحة فقد نفد الكتاب من الاسواق ونفكر الآن في إعادة طباعته من جديد.

الأمر الثاني: فأن جبران الفنان أي الرسام لم أعثر وسط قراءاتي الموسعة عن جبران وعصره وتأثراته الفنية في لبنان أو بوسطن أو نييورك أو باريس ولم أجد دراسة تتناول جبران المبدع كرسام يمكن أن يكون أوسع رؤية من جبران الكاتب فكان لا بد البدء في البداية سيما وأن لوحات جبران بين يدي و ماهو موجود منها في بقاع أخرى من الدنيا لا ينز الى عن قليل عن جبران الفنان.

فأكشف أن علي واجب البحث في جبران ولوحاته الفنية المجموعة الضخمة والبالغ عددها 440 لوحة وهذا عمل مضنٍ فكان لا بد من الإنصراف بضع سنوات لتكوين الاطار الكبير عن جبران حتى نستطيع الدخول في لوحته، إن لجهة تركيبها أو لجهة الفكرة المقصودة منها أثارت أمامي السؤال الأكبر الذي يواجهه كل الفنانين: هل جبران يفكر ليرسم أم أن الرسم فن قائم فيه؟

فكان علي أن اجيب على الاحتمال الثاني وبدا لي أن جبران رسام أكثر مما هو كاتب، وهنا كان لابد من العمل الاجتماعي العميق والواسع مع لجنة جبران الوطنية لإقامة متحف خاص بلوحات جبران وعرضها وبثها عبر الوسائل الاعلامية البصرية قدر المستطاع؛ وبالتالي يجب إخراج اللوحة الجبرانية من القراءة المزاجية الى القراءة الجمالية التي ترتكز الى مفاهيم علمية تقريباً في فهم تركيب الشكل أي البحث عن تقنية جبران.

 وهذا ما وسعت في سبيله"كتاب عالم جبران الرسام" وهو مدخل الى أبعاده الفنية. الدراساتان المذكورتان اعتبرتا حتما جديدا في التوجه الى عالم جبران...

 وأضاف حافظ المتحف "وهيب كيروز"  لكن ضللت النظر والبحث عما حصل لجبران عمليا في مرحلة إقامته في بوسطن بين 1895 و 1908 قبل ذهابه الى باريس: وهذا بالطبع باستثناء أربع سنوات في لبنان قضاها ليتعلم اللغة العربية في مدرسة الحكمة.

وسط هذا الانتظار بدءت تظهر في اجزاء ودراسات متتالية مذكرات"ماري هاسكل"ومراسلاتها المتبادلة مع جبران. وهذه شكلت مصدرا للدخول في عالم جبران.

وأضاف "وهيب كيروز" أما مالم ينعكس في هذه الدراسة الرسائل فقط حيث ظهر في دراسة وضعتها السيدة "جيب جبران" " وخليل جبران" الفنان تحت عنوان خليل جبران حياته وعالمه. هذه الدراسة وتلك الرسائل واليوميات جعلتني أضع في "جرارة الطاولة" 400 صفحة التي كتبتها في سيرة جبران.

ومنذ اواخر الثمانينيات إلى الان لا أزال أبحث حتى أتوقف على تفاصيل تدفق الملابسات العديدة التي لا تزال تنبعث أو تقال حول شخصية جبران في حياته وعالمه.

جولة في المتحف

كرسي خشبي متواضع وبوردا مخصصا للرسم مع فرشاة أشتاقت ليده وإبريق الشاي الذي جفت عليه أصداء الزمن ليجسد مقتن أثريا، سجادة مهترءة، الرسام "رودن" معلق على جدار الصمت في لوحة زيتية. كلها مشاهد تلفت النظر لكل من زار المتحف الذي رفد الساحة الثقافية بلغة أدبية وأصبح فيما بعد أسم ردده الكثير، وعاشه البعض.

كتاباته، لوحاته، عالمه دلائل على فكره المتوهج في عالم الثقافة. هذا ما وجدناه في متحف جبران، الكائن في قرية بشري الواقعة على الجانب الغربي لجبل المكمل، أعلى جبال الشمال في لبنان تقع على علو 1800 متر عن سطح البحر، ولكن الشوق لكلمات جبران ولأعماله قطع الطريق علينا لتُختصر مسافة الفكر الجبراني المتجسد في أعماله.

أما الوحات التي أرخها جبران ووقعها وسماها. فهي قليلة وبالعودة الى المجموعة الفوتوغرافية للوحات نتأكد أن لوحاته المعروضة وغير المعروضة هي من أبداعه الشخصي. أما عدم تسمية لوحاته إلا نادرا فيقول فيه لماذا لا توقع لوحاتك؟ قال إن لوحتي، أنى وُجدت ستعرف بأنها لي.

آراء السائحين

وعن اسلوب كتابة جبران حدثتنا الكاتبة والصحافية العراقية"رشا فاضل" قائلة أستطاع جبران أن يكتب بلغة الشرق رغم أن أغلبية كتبه باللغة الانكليزية والتي ساعدته على انتشار أسمه وبلوغ مؤلفاته، ثقافة متعددة ممزوجة بأريج الأدب لتستمع بها المجتمعات لتسموا إلى حياة فكرية برغم فقد جبران نفسه من التمتع بها؛ وذلك لمعاناته النفسية التي عاشها كما يعيشها باقي الأدباء والمفكرين.

نبذة عن جبران

جبران المفكر ولد عام 1881 في قرية بشري، في عام 1895 هاجر الى إلى بوسطن مع أسرته: أمه كاملة رحمه، أختيه:مريانة وسلطانة، شقيقه بطرس. في عام 1898عاد الى لبنان. صيفا مع والده في بشَري. شتاء في مدرسة الحكمة في ولاية بيروت. أما في عام 1902 رجعته الى بوسطن. بين 1902 و 1904 ماتت أخته سلطانة وأخوه بطرس بداء السل. أما أمه فبداء السرطان.

ولو زدنا قليلا على حياته نجد في عام 1908 قصد باريس ليكمل أسلوبه الفني. ومن باريس، عام 1910، زار لندن لمدة شهر. وفي عام 1910 آب إلى بوسطن. أما في 1911:

 أنتقل الى نيوورك وظل فيها حتى العاشر من نيسان 1931 تاريخ وفاته. ووصل جثمانه في عام 1931 بشري في 22 آب ودفنه، لاحقا، في محبسة مار سر كيس.

1933 الشبيبة البشراوية، ماري هاسكل واللبنانيون في بوسطن استطاعوا ان يحققوا وصية جبران بنقل تراثه وآثاره الى بلدته بشري.

نشأة مؤلمة

ولد الكاتب والفنان جبران خليل جبران من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة.

كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة تحمل خلفية دينية. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى، عانى منه طوال حياته.

لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون في (1890) والقوا القبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.

الاهتمام بجبران

اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.

بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

كان لـ "هولاند داي" فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

جبران في بيروت

وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا. والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا.

وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902).

وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية.

فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله.

فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا  كالمهاجر ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس.

 ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.

صفحة جديدة من حياة جبران

وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

كرونولوجيا (علم الزمن) نشر مؤلفات جبران:

العربية

1905 كتيب المسيقى

1906 اقصوصات عرائس المروج

1908 أقصوصات الأرواح المتمردة

1912 قصة الأجنحة المتكسرة

1914 مقالات دمعة وابتسامة

1919 قصيدة المواكب

1920 مقالات العواصف

1923 مقالات وقصائد البدائع والطرائف

الأنكليزية

1918 أمثال المجنون

1920 أمثال السابق

1923 تعاليم النبي

1926 حكم رمل وزبد

1928 يسوع ابن الانسان

1931 آلهة الأرض

1932 أمثال التائهه (بعد وفاته)

1933 حديقة النبي

1919 نشر المجموعة الفنية:عشرون رسما

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/نيسان/2009 - 21/ربيع الثاني/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م