الرقيب الذاتي وتقويم النفس

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: يؤكد المصلحون على دور الرقيب الذاتي في تشذيب السلوك الانساني من الاخطاء، فكلما كان الانسان ذا محاسبة متواصلة لأفعاله واقوله كلما كان أكثر بعدا عن الوقوع في الخطأ، لذلك جاء في الحديث الشريف:

(ليس منا من لم يحاسب نفسه كل ليلة، فإن عمل خيرا استزاد منه، وإن عمل شرا استغفر الله منه).

وفي هذا المجال يقول السيد هادي المدرسي في كتابه الذي يحمل عنوان عوامل النجاح:

(ان المحاسبة الذاتية خطوة ايجابية باتجاه إصلاح الذات، كما هي خطوة إيجابية باتجاه إصلاح العمل، سواء ارتبط ذلك بأمور الدنيا، او الدين.. ولعل كل الناجحين في الحياة هم من الذين يمارسون هذه المحاسبةن غير ان كثيرين لايعرفون على اية اسس يجب عليهم القيام بالمحاسبة الذاتية).

إذن ثمة ترابط بين النجاح وبين محاسبة الذات، بمعنى ان الانسان يستطيع أن يقوّم أخطاءه من خلال المحاسبة المستمرة لذاته، وفي حالة وصوله الى الحلول الناجعة، فإن ذلك يعني تقويما سليما ومستمرا للذات وبالتالي نجاحا متواصلا في الحياة، غير ان نوع المحاسبة او الطريقة التي تتم فيها ستؤثر في عملية النجاح او الاخفاق، وفي هذا الجانب يقترح هادي المدرسي عدة أسلئلة يتم طرحها على النفس لاجراء هذه المحاسبة وهذه الأسئلة ترد في كتابه (عوامل النجاح) وكما يلي:

1-   هل حققت انا الهدف الذي نصبته لنفسي هذه السنة؟

2-   هل أديت عملي بأفضل ما يمكنني ذلك ضمن قدراتي؟ وهل كان من الممكن أن يكون عملي أحسن وأفضل؟

3-   هل قدمت خدماتي بأكبر قدر ممكن من الاندفاع؟

4-   هل كان سلوكي في كل الاوقات قائما على التعاون مع الآخرين؟

5-   هل سمحت للمماطلة والتأجيل بإعاقة فعاليتي؟ والى أي حد كان ذلك؟

6-   هل حسنت من شخصيتي؟ وكيف؟

7-   هل كنت أثابر على متابعة واكمال خططي؟

8-   هل توصلت الى قراراتي بالسرعة المطلوبة في كل المناسبات؟

9-   هل سمحت لأي من المخاوف الأساسية بإعاقة فعاليتي؟

10- هل كنت حذرا جدا ؟ او متهورا؟

11-هل كانت علاقتي بأعواني مُرضية؟ واذا كانت غير مرضية فهل كانم ذلك بسببي أم بسبب الطرف الآخر؟

12-هل عملت على تبديد طاقتي او اي جزء منها من خلال عدم التركيز في العمل؟

13-هل كنت منفتحا على الآخرين في كل المواضيع؟

14-كيف تحسنت قدرتي على ممارسة اعمالي؟

15-هل كنت مفرطا في اي عاداتي؟

16-هل كنت في عملي اعاني من اي شكل من اشكال الانانية والغرور؟

17-هل كان سلوكي تجاه من اعمل معهم جيدا؟ بحيث أجعلهم يكنّون لي الاحترام؟

18-هل استندت آرائي وقراراتي الى مجرد التخمين، أم كانت مستندة الى الدقة في التحليل والتفكير؟.

19-هل اتبعت عادة تحديد وتوزيع وقتين ونفقاتي، وهل كنت معتدلا ومقتصدا في ذلك؟

20-كم هو الوقت الي كرسته لجهود غير مربحة مما كان يمكنني أن استعملها في شكل مفيد ونافع؟

21-كيف يمكنني أن أعيد  توزيع وقتي وأغيّر عاداتي بحيث أكون اكثر فعالية في السنة المقبلة؟

22-هل كنت مذنبا في اي نوع من انواع سلوكي؟

23-هل مارست خدمات أفضل مما يساوي راتبي وأجري؟

24-هل كنت ظالما في حق أي شخص وكيف؟

25-لو كنت أنا نفسي شاريا لنوع الخدمات التي أقدمها للآخرين، هل كنت ممن أرضى بما اشتريته؟

26-هل امارس المهنة المناسبة لي، واذا لم يكن الامر كذلك فلماذا؟

27-هل كان المشتري لخدماتي، راضيا بها، واذا لم يكن الامر كذلك فلماذا؟

28-ما هو المعدل الحالي لنجاحي؟ ( وهنا لابد من اعطاء نفسك المعدل الصحيح كما يمكن مراجعته من قبل شخص يملك الشجاعة الكافية لفعل ذلك بدقة).

من هنا نستخلص بأن النجاح بالعما أياً كان نوعه يتطلب متابعة وتويما ذاتيا متواصلا والعمل على التصحيح بقدر المستطاع او بأقصى ما يتمكن عليه الانسان، كما ان إشراك من تثق به في عملية التصحيح والتقويم والمتابعة سيصب في صالحك قطعا، فالمثل الدارج يقول (من إستشار الرجال شاركهم في عقولهم). 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22/آذار/2009 - 24/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م