بن لادن... والبوم جديد 2009

 جمال الخرسان

كما هي عادة المطربين دأب ابن لادن او صهره وخليفته الظواهري كل عام على تقديم  البوم جديد يحاول من خلاله الاستمرار في البقاء على الشاشة الصغيرة في ظل هذا الزحام الاعلامي الكبير.

وكما يبتغي النجوم الشهرة وتخليد اصواتهم في مخيلة المتلقي هكذا يحاول الرجل ان يفعل بالضبط في اخر البوماته التي تمتد على مساحة زمنية تصل الى عقد من الزمن.

الالبوم الجديد  كان  حافلا بمعزوفات التكفير ورائحة الدماء،  وبالتالي فمن الطبيعي جدا ان يقف بالضد من اي مسيرة ديمقراطية او تداول سلمي  للسلطة، فهذا الرجل وما يتبعه من شاكلته   يصرون كل مرة ان يعيشوا خارج العالم، يريدون اساطيرا لم نسمع بها من قبل ولم ينقلها لنا لاتاريخ اسلامي ولا كتاب مجيد.

الشركة الراعية والموزعة (وهي قناة الجزيرة) قامت بالترويج  له بقوة كما هي العادة حتى انها قد تقدم على توزيع ملصقات دعائية على الجدران  ولوحات  اعلانية في مداخل المدن تسويقا للابوم رغم ان الذي يمثل البطولة فيه شهير جدا ليس بحاجة الى دعاية.

لقد نفخ في قربة اخوته (رفاق درب الارهاب والخراب) وامدهم بالمال والمديح مايساهم بذبح  المزيد من الابرياء فهذا النوع من الناس شغوف باكل لحوم البشر بعد ان يبسمل كعادته ويطمح بعدها بلقاء الرسول!

ان كبيرهم الذي علمهم السحر قد امتدح قطيعه من اصحاب الادمغة المغلقة حتى الثمالة ودعاهم الى تحرير بلاد ما بين النهرين ومن ثم الانطلاق منها لفلسطين ! لكن من حسن الحظ ان هذه الكذبة الكبيرة التي ان انطلت على الكل فانها لن تنطلي على العراقيين الذين اشبعهم صدام حسين شعارات عن فلسطين وكان يردد نفس الفرية وينطلق لتحرير فلسطين تارة من طهران واخرى من الكويت! هكذا دواليك كان يفعل صدام فملأ الدنيا صراخا بشعاراته عن فلسطين لكنه في نهاية المطاف دفع لاسرائيل تعويضات مجزية حتى عن صواريخه الطائشة في حرب الخليج الثانية عام 1991  فلا تحررت فلسطين ولا عاش العراق عزيزا كما يعيش الاخرون.

وها هو اليوم اسامة بن لادن يكرر ذات الشعار الخاوي كمن ينفخ في قربة مثقوبة، وبدل ان يذهب الى غزة اخذ يأمل نفسه في بلاد ما بين النهرين بعد ان ضاقت به جبال تورا بورا واصبحت ايام القاعدة في العراق قليلة جدا.

لاغرابة في ذلك ولا تعجّب وليس ثمة تساؤلات،  فقد اصبحت الاوراق واضحة والاشياء  مكشوفة لاتخفيها قوالب هشة يبتغي اصحابها من ورائها التسويق، ومن يصر على هذا النوع من التفكير يعني انه على سبق من الاصرار والترصد يعزف فيه على وتر خبيث، لكن الجميع لابد ان يعرف ان العراق لن يعود مملكة حكرا على هذا الطرف او ذاك ومن لا يقبل فليضرب براسه عرض الجدار.

* كاتب عراقي

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/آذار/2009 - 18/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م