الهجرة داخل العراق معاناة قائمة وغياب الحلول الجذرية

المهجّرون العراقيون وأزمة تقديم المعونات

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: منذ العام 2005 والمهجّرون العراقيون يعانون من ضائقة معيشية في غاية التعقيد؛ نتيجة الأمن المفقود في مدنهم وحرمانهم من المعونات الانسانية، الامر الذي ترك آثارا وخيمة وخصوصا على الشباب والاطفال الذين يندفعون تجاه مختلف الوسائل للحصول على احتياجاتهم وتخطي الظروف المعيشية الصعبة. فاللجوء الى احضان الحركات المشبوهة والتي تحمل افكارا خطيرة أزمة أخرى تهدد كيانهم، اما البطالة قد استفحلت بين ابناء العراق لتصل في السنوات الاخيرة الى 40%.

أما الهجرة الى الخارج فرصة يستحسنها بعض المهجرين للحصول على ملاذ أكثر أمنا، وليساهموا في مساعدة اهلهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، لا سيما أن الكثير منهم يحملون شهادات في مختلف المجالات، وان الهجرة خارج العراق ليست الخيار الامثل لهم، بل يعتبروها اكراها بعدما سدت الأبواب في وجوههم.

فالقوانين العراقية لم تضع حدا لأزمة الهجرة، وإن وضعت بعض القوانين فانها بطيئة التنفيذ أو لم تنفذ بسبب الاهمال من قبل المسؤولين.

جعفر صالح( 32سنة) اعلامي، قال أن الهجرة أثرت كثيرا على أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية ونعاني اليوم من مشكلة السكن ووصل مبلغ الايجار للدار التي نسكن فيها الى 250 دولار، وهذا مما يؤثر سلبا على أوضاعنا المستقبلية، ولذلك أضطررت لأن أعمل أكثر من 14 ساعة في اليوم أما غلاء المعيشة فهي معانات أخرى كبيرة.

ويضيف جعفر: أما الهجرة خارج الوطن فهي فكرة لابأس بها، كما أن الدول الاخرى وخصوصا الاجنبية تفرض قيودا صعبة على طالبي الهجرة بالإضافة الى انها تتطلب إمكانات مادية عالية.

واقع جعفر لا يختلف كثيرا عن واقع علي شاكر والذي يعمل في محل تصليح الأجهزة المنزلية والذي يتساءل بمرارة شديدة عن أسباب حرمان المهجرين من التعيين في دوائر الدولة. ويقول نحن من ابناء هذا البلد ولسنا هنا بإرادتنا، لكن طالما نعيش في هذا البلد كمواطنين فمن حقنا أن نعيش بكرامة وأن تتوفر لنا الظروف الإنسانية والمعيشية اللائقة الى أن نتمكن من العودة الى ديارنا.

أما المواطن صلاح مهدي (33) عام يعمل في السوق، قال نحن على أبواب دائرة الهجرة في كربلاء منذ اكثر من عام ولن نستلم أي مساعدات حيث يبرر الموظفون في دائرة الهجرة ان الوزارة هي سبب التأخير أو أن اوراقنا لم تكتمل علما أنني زودتهم بمعاملة كاملة ونسمع دوما عن وصول أسماء المهجرين المشمولين بالمساعدات، وكلما بحثت عن اسمي لم اجده واذهب مرة اخرى اراجع الموظف، يقول لي عليك الانتظار للوجبة القادمة وهكذا دواليب...

ويخشى المهجرون العراقيون عن بقاء الاوضاع كماهي، يشير علي حسين علي (45 سنة) نحن تهجرنا من منطقة ريفية وتعاني المنطقة ليومنا هذا من مشكلة المتطرفين وانا اسكن في كربلاء حاليا للحفاض على المستوى الدراسي لأبنائي. ويرى علي إن الهجرة تؤدي الى تفكك البنية الاجتماعية للمهجرين وتضعف تماسكهم وقدرتهم على التصدي للمشاكل التي يمرون بها.

وقال وزير الهجرة والمهاجرين عبد الصمد سلطان، لجريدة الشرق الاوسط "أن المشكلة التي دائما ما نصطدم بها، هي عدم توفر المعلومات وضعف قاعدة البيانات، وخصوصا للمهجرين خارج العراق ونحن نسعى لتشكيل قاعدة بيانات و أرقام أو مؤشرات بهذا الخصوص، ولا نعلم الأسباب وحتى مبالغ الدعم، التي قدمت لهم عبر المنظمات والحكومة العراقية لم تبادر بإعلام الجهات المانحة، بكيفية التصرف بها ، التي قسمت على سورية والأردن ولبنان بحسب أعداد العراقيين، التي توقعتها بعض المنظمات، لكن ليس بشكل موثق.

وردا على سؤال حول أسباب عدم إنهاء ملف النازحين داخليا، رغم التحسن الأمني، بين وزير الهجرة أننا كوزارة هجرة لم نخف أية معلومة عن الرأي العام المحلي والدولي، ولهذا أقول للجميع إن في داخل العراق أكثر من 150 الف عائلة نازحة، 72% منها نزحت من بغداد حصرا، وهي الآن توجد في مختلف مناطق العراق، وأيضا أؤكد أن هناك عزوفا من تلك العوائل عن السكن داخل مخيمات لاجئين، حتى وإن تم تأمين كامل احتياجاتهم.

................................................................................

-المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال [email protected]///www.annabaa.org

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/آذار/2009 - 14/ربيع الاول/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م