
شبكة النبأ: تزامناً مع تفاقم
التوترات في الشرق الاوسط والاعتداءات الاسرائيلية على فلسطين، تصاعدت
في الاونة الاخيرة مؤشرات معاداة السامية في أوربا حتى وصلت لأعلى
مستوياتها خلال العقد الماضي، الامر الذي يثبت علاقتها الوثيقة بالموقف
في الشرق الاوسط.
فقد قالت وكالة أوروبية ان تصاعد معاداة السامية في أوروبا يتزامن
مع تفاقم التوترات في الشرق الاوسط وان صورة المعادين للسامية كيمينيين
متطرفين قد تبدلت.
وذكرت (وكالة الحقوق الاساسية) التي تتخذ من فيينا مقرا لها والتي
جمعت بياناتها من 19 دولة في الاتحاد الاوروبي ان تصاعد المشاعر
المعادية للسامية والتي تتجسد في حوادث تخريب متعمد للممتلكات او
اعتداءات جسدية هو مثار قلق حقيقي.
وفي فرنسا التي تسجل بدقة هذه الحوادث زادت جرائم معاداة السامية
بشكل حاد عام 2002 وأيضا عام 2004 مع تفاقم الصراع الاسرائيلي
الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية وانعكس هذا الاتجاه على كل أوروبا.
وقال يوانيس ديميتراكوبولوس وهو أحد معدي التقرير "يبدو فعلا ان
هناك علاقة بين تصاعد معاداة السامية في الاتحاد الاوروبي والموقف في
الشرق الاوسط."
كما لاحظ معدو التقرير اختلافا ايضا في الطريقة التي تصور بها وسائل
الاعلام المعادين للسامية وكيف ينظر اليهم الرأي العام.
وقالوا ان الصورة تبدلت "من حليقي الرأس من أقصى اليمين الى شبان
مسلمين ساخطين..اناس من أصول أفريقية شمالية او مهاجرون وأعضاء من
اليسار المناهض للعولمة."
وفي النمسا حيث فازت أحزاب من أقصى اليمين بنحو ثلث الاصوات في
الانتخابات العامة التي أجريت العام الماضي تضاعفت وقائع معاداة
السامية عام 2007 مقارنة بعامي 2006 و2005 الى جانب تصاعد جرائم
المتطرفين اليمينيين والجرائم المناهضة للاجانب.
لكن معدي التقرير قالوا انه لم تجر اي ابحاث بعد تربط بين معاداة
السامية في السياسة ووسائل الاعلام والجرائم التي ترتكب فعلا ضد
اليهود.وقالوا "دوافع الجناة والعلاقة بين أفعالهم والسلوكيات المعادية
للسامية ومعتقداتهم مازالت محل بحث ومازالت غير واضحة."
موجة كراهية ضد اليهود بجامعات أمريكا
وقال جوديا بيرل، والد الصحفي الأمريكي دانيال بيرل، الذي تعرض
للاختطاف والقتل من قبل عناصر من تنظيم القاعدة في باكستان، إن مستوى
معاداة السامية ارتفع للغاية في جامعات كاليفورنيا، وذلك في أعقاب
العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة.
وقال بيرل، الذي يدرّس مادة علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا،
قسم وست وود، إنه تلقى رسالة تهديد من مجهول يهدد بإلحاق الأذى به،
وذلك في تطور يأتي بعد أسابيع من تعرض القنصل العام الإسرائيلي لإشكال
خلال مشاركته في ندوة بجامعة سان خوسيه، ما اضطر أمن الحرم الجامعي
وعناصر الحماية إلى إخراجه من القاعة.
وذكر بيرل أنه شارك في ندوة تحمل عنوان "غزة وحقوق الإنسان" وبعد
ذلك وصلته رسالة مجهولة المصدر ورد فيها: "لقد رأيتك وأعرف أين يقع
مكتبك، وسأقوم بضربك بشدة،" زاعماً أنه قدم الرسالة لجهاز أمن الجامعة،
دون أن يقوم عناصره بفعل أي شيء. بحسب سي ان ان.
وأبدى بيرل، وأعضاء مركز "سيمون ويسنثيل" الذي عقد فيه مؤتمره
الصحفي، خشيتهم من أن تكون إدارات الجامعات في الولايات المتحدة مقصرة
حيال إيجاد الصيغة المناسبة للموازنة ما بين تشجيع حرية التعبير وحماية
الطلاب اليهود وأعضاء الهيئات التعليمية من التهديدات التي قد تطالهم.
وشرح موقفه بالقول: "التعديات الشفهية موجودة، وكذلك التهديدات
والشعور بالعجز، ليس فقط بين الطلاب، بل وبين أفراد الهيئة التعليمية."
من جهتها، قالت إليزابيث بواترايت سايمون، الناطقة باسم جامعة
كاليفورنيا، إن أمن الجامعة لم يسجل تقديم بيرل لشكوى حول الحادث، غير
أنها لفتت إلى أن الإدارة تعتزم عقد لقاء معه قريباً.
بالمقابل، أصدر رئيس الجامعة، جين بلوك، بياناً أوضح فيه السياسة
المتبعة حيال هذه القضايا بالقول إن: "النزاع في الشرق الأوسط والوضع
في غزة من بين الملفات الأكثر تعقيداً في زماننا، وهي تثير مشاعر عميقة
لدى كل الأطراف."
وتابع بلوك: "نحن مسؤولون عن حماية حق التعبير، كما علينا واجب
الاستماع والتفاعل، مع إدراكنا بأن أي منتدى حواري حول موضوع معقد لن
يكون كافياً لإرضاء أفراد الجامعة والمجتمع ككل."
ويشير مركز "سيمون ويسنثيل" إلى حوادث مماثلة تعرض لها يهود في
جامعات الولايات المتحدة، كان آخرها الإهانات الشفهية التي تعرض لها
القنصل العام لإسرائيل، أكيفا تور، وإرغامه على مغادرة منصة قاعة جامعة
سان خوسيه.
وقال الحاخام أبراهام كوبر، إن تور ـالذي كان يعتزم التحدث خلال
ندوة مخصصة للحديث عن "فهم الثقافة اليهودية"، اضطر لمغادرة المكان
بحراسة عناصر أمن الجامعة والمرافقة الشخصية قبل انتهاء الندوة، بسبب
إشكالات تعرض إليها، تخللها إهانات لفظية.
إلقاء قنبلة على مركز يهودي في العاصمة
الفنزويلية
وتعرّض مجمّع يضم مركزاً يهودياً في العاصمة الفنزويلية كاراكاس
لإلقاء قنبلة صغيرة مؤخرا، ما أسفر عن أضرار اقتصرت على الجانب المادي،
دون وقوع إصابات بشرية.
وقال أبراهام غرزون، رئيس المجمّع أن العبوة التي أُلقيت بعد منتصف
الليل بالتوقيت المحلي أدت أيضاً إلى "أضرار روحية" على حد تعبيره.
وأضاف غرزون: "يبدو أن في البلاد أشخاصاً كرسوا أنفسهم لزرع الإرهاب،
لا أعتقد أن الأمر عفوي، كما لا أظن أن شخصاً يتمتع بإيمان عميق قادر
على القيام بأعمال مماثلة."بحسب سي ان ان.
وكانت أجهزة الأمن الفنزويلية قد اعتقلت الشهر الماضي سبعة من رجال
الشرطة وأربعة مدنيين بتهمة "تدنيس" المعبد اليهودي الرئيسي في البلاد
"كنيس ماري بيريز."
ويعتقد أن المشتبه بهم قاموا بوضع كتابات مسيئة على جدران الكنيس،
كما خربوا غرفة داخلية مخصصة لوضع لفائف التوراة. وشملت الكتابات
تعابير بالأسبانية بينها "إسرائيل قاتلة" و"اللعنة على اليهود"
و"فليخرج اليهود من هنا."
يذكر أن الكنيس كان خلال تلك الفترة قد علق خدماته خوفاً من توترات
خلال الفترة التي كانت إسرائيل فيها تشن علمية عسكرية على قطاع غزة،
الأمر الذي عارضته كاراكاس بشدة آنذاك، ما دفع رئيس البلاد، هوغو شافيز،
إلى طرد السفير الإسرائيلي، لترد تل أبيب بعد ذلك بخطوة مماثلة.
أسقف أنكر الهولوكوست يعود إلى بريطانيا
مطروداً
وعاد إلى بريطانيا قادماً من الأرجنتين الأسقف الكاثوليكي ريتشارد
ويليامسون، الذي أثارت تصريحات أدلى بها مؤخراً، أنكر فيها "الهولوكوست"
ضجة واسعة، بعدما اعتبرت "معادية للسامية."
وكانت الحكومة الأرجنتينية قد أمهلت الأسقف ويليامسون عشرة أيام
لمغادرة أراضيها إثر تصريحه الذي أنكر فيه المحارق اليهودية خلال الحرب
العالمية الثانية، والتي يقول اليهود إنها تسببت في مقتل أكثر من ستة
ملايين يهودي، على يد قوات ألمانيا النازية آنذاك. بحسب سي ان ان.
وقال ويليامسون في مقابلة مع التلفزيون السويدي: "أعتقد أن الدلائل
التاريخية تخالف بقوة (القول) بأن ستة ملايين يهودي قتلوا بصورة متعمدة
في غرف الغاز، ضمن سياسة مقصودة وضعها أدولف هتلر."وأضاف ويليامسون، في
المقابلة التي تناقلتها المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام لاحقاً،
قائلاً: "أعتقد أنه لم يكن هناك غرف غاز."
يُذكر أن ويليامسون كان قد اعتذر عما وصفه بـ"التوتر"، الذي يمكن أن
تكون تصريحاته قد تسببت به للبابا، غير أنه لم يسحبها.
وقالت الداخلية البريطانية إن للأسقف حق العودة للوطن ولمحت
لإمكانية عدم اعتقاله، وأضاف بيان الوزارة: "نفهم ونحترم حقيقة أن بعض
الدول تحظر إنكار الهولوكوست، لكن هناك إجماع في المملكة المتحدة بأن
هذا الأسلوب لا يمكن تبنيه محلياً."
وأضاف: "نعتقد أنه قد يمثل سلوكاً إجرامياً إذا حض على العنف أو
الكراهية بناءً على اللون، أو الجنسية أو العرقية، أو بلفظ تهديدي، أو
مهين، أو مستفز."
وكان المدعي العام لإحدى المقاطعات الألمانية قد طالب في مطلع الشهر
الحالي بفتح "تحقيق جنائي" ضد ويليامسون، حيث يُعد إنكار الهولوكوست "جريمة"
بحسب القانون الألماني، وقد تصل عقوبتها إلى السجن لأكثر من خمس سنوات.
مظاهرة معادية لاسرائيل في مبارة للتنس في
السويد
واشتبك محتجون معادون لاسرائيل مع شرطة مكافحة الشغب خارج استاد جرت
فيه مباراة بين السويد واسرائيل في كأس ديفز للتنس في السويد ولكنهم لم
يتمكنوا من اختراق صفوف الشرطة.
ونظرا للمخاوف الامنية ينظم اللقاء الذي يجرى خلال ثلاثة أيام في
استاد خال في هذه المدينة الساحلية التي تقع في جنوب غرب البلاد
وتقطنها نسبة كبيرة من المهاجرين. بحسب رويترز.
وانضم عدة مئات من المتشددين اليساريين وهم يحملون لافتات كتب عليها
" استدر الى اليسار وحطم اليمين" و "قاطعوا اسرائيل" الي مظاهرة سلمية
مؤيدة للفلسطينين نظمها نحو ستة الاف شخص.
وقال أحد شهود رويترز ان نحو 200 شخص من المتشددين بدأوا رشق الشرطة
بالحجارة والالعاب النارية وقنابل الطلاء فيما كان منظمو المظاهرة
الرسمية يصرخون في المحتجين الملثمين طالبين منهم عدم استخدام العنف ضد
السلطات.
وقالت الشرطة انها اعتقلت ثمانية محتجين واحتجزت أكثر من 100 أطلق
سراح كثيرين منهم بعد التحقق من هوياتهم.
ووجهت انتقادات شديدة لمالمو وهي ثالث اكبر مدينة في السويد ويحكمها
ائتلاف من يسار الوسط من قبل الاتحاد الدولي للتنس واللاعبين
الاسرائيليين لقرارها اغلاق الاستاد امام الجمهور. وضرب نحو ألف شرطي
طوقا حول منطقة كبيرة بالاستاد لمنع المحتجين من الدخول.
وسلطت الاضواء على التوترات بين اسرائيل وجيرانها العرب بعد الهجوم
الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة الذي بدأ في 27
ديسمبر كانون الاول وقتل فيه نحو 1300 فلسطيني و14 اسرائيليا. |